المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل اقتصادي ... أوبك تلقي شبح جاكارتا وراء ظهرها



ROSE
19-09-2007, 01:40 AM
تحليل اقتصادي ... أوبك تلقي شبح جاكارتا وراء ظهرها

إعداد: أحمد بشير



تمكنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الاسبوع الماضي من التخلص من شبح اجتماع جاكارتا الذي ظل يلاحقها لسنوات.

فعندما وصل وزراء النفط في دول اوبك الى فيينا الاسبوع الماضي كانت تلاحقهم ذكرى الاجتماع الذي عقدوه في نوفمبر/تشرين الثاني ،1997 في العاصمة الاندونيسية جاكارتا.

وفي ذلك الوقت كان سعر البرميل يبلغ حوالي 20 دولارا، وقد اقنعت المملكة العربية السعودية، بعد ظهور علامات على طلب جديد على النفط الخام من الصين، المنظمة بزيادة إنتاجها بنسبة 10 في المائة.

وفي الوقت الذي اتخذ فيه ذلك القرار كانت الأزمة المالية الآسيوية قد بدأت تتكشف وأدت الى خفض النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط. وبحلول مطلع عام ،1999 هوت أسعار النفط الى 8 دولارات للبرميل وهددت وجود منظمة اوبك.

وأما في الاسبوع الماضي، وعلى الرغم من الاضطرابات المالية جراء أزمة الرهون الثانوية الأمريكية، أقنعت المملكة العربية السعودية وزراء أوبك مجددا بزيادة مستويات الإنتاج للمرة الاولى منذ عامين. وقد تمكنت المملكة- وهي أكبر دولة منتجة للنفط - من التغلب على معارضة قوية ليس فقط من صقور تقليديين مثل ايران وفنزويلا بل من دول أخرى مثل الجزائر وليبيا.

وقد وجه وزير النفط الجزائري شكيب خليل تحذيرا لأوبك ضمنه مخاوفه وطالبها قبل اجتماع فيينا بعدم تكرار ما سماه “خطأ جاكارتا”.

وقد رد السعوديون بالقول ان من الأفضل المخاطرة بارتكاب ذلك الخطأ مرة ثانية بدلا من الاسهام في تباطؤ اقتصادي عالمي من خلال فرض أسعار أعلى للنفط.

وعند إعلان سكرتير عام اوبك عبدالله البدري القرار قال ان التوقعات كانت قد أشارت الى ان الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 5 في المائة في العام المقبل، ولكن أزمة الرهون الثانوية ألقت ببعض الشكوك على تلك التوقعات.

وأضاف انهم كانوا يفضلون المحافظة على نسبة النمو المذكورة من دون إجراء أي تعديل.

وفي محاولة من أوبك للإبقاء على النمو، لم تكتف المنظمة بزيادة انتاجها بمعدل 500000 برميل في اليوم بل أضفت الصفة الرسمية على ال 900،000 برميل في اليوم التي ظل اعضاء المنظمة ال 10 الملتزمون بالحصص ينتجونها فوق السقف الرسمي البالغ 25،8 مليون برميل في اليوم حسب الاتفاق الذي تم على ذلك في ديسمبر/كانون الاول الماضي.

وإجمالا، رفعت اوبك انتاجها بنسبة 1،4 مليون برميل يومياً، وألغت تقريبا تخفيض ال 1،7 مليون برميل يوميا الذي تمت الموافقة عليه على مرحلتين في العام الماضي، عندما حاولت المنظمة تعزيز اسعار النفط المتراجعة.

وقال حسن قبازارد كبير الخبراء الاقتصاديين في أوبك ان المنظمة تريد ان تسهم إسهاماً إيجابياً في الاقتصاد العالمي.

وأوضح قبازارد انهم يحاولون تفادي حدوث تباطؤ وأن يخفضوا أسعار النفط العالية والوصول الى أسعار مؤدية بدرجة أكبر الى التنمية الاقتصادية.

وأضاف انهم يخشون من أن تلعب الأسعار دورا في التباطؤ وأنهم يريدون تفادي ذلك ان أمكن.

ومع ازدياد تقييد ضغط الائتمان ربما يتبين ان إسهام أوبك في تفادي حدوث التباطؤ كان غير ذي صلة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية ان أوبك لم تقم بما يكفي وكان يتعين عليها رفع الانتاج بنسبة اكبر.

وترك قبازارد الباب مفتوحا امام احتمال ان تلغي أوبك زيادة الانتاج في اجتماعها المقبل في ابوظبي في ديسمبر/كانون الأول. وقالت المنظمة انها ستراقب بيقظة ميزان العرض والطلب.

وتوضح تصريحات قبازارد انه على الرغم مما يبدو من أن اوبك ربما تخلصت من سيطرة شبح جاكارتا عليها، إلا أنها لا تزال تحتفظ بذكرياته.