المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما فقدنا الخيرية



الامل القديم
05-10-2007, 11:16 PM
لم تكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام أمة عاطلة هشة ،إلا عندما فقدت خيريتها وتنازلت عن مجدها الخالد ورفضت السير في ركاب الفضيلة وتجليات الروح ،عندها تسوغ لها ذواتها المتورمة أن تـنـتـشي دون مجد وأن تستعرض لأدنى أمر،دون وعي منها بأهمية المصداقية ومراعاة الذوات الطاهرة التي تفقه الأمور وتضعها في ميزانها العادل .

عجبا لقوم أدركوا أن الآخرة هي دار القرار وغاصوا في أوحال الدنيا ،همتهم التـنقص والازدراء وديدنهم الإدعاء والجدل . استبدلوا ظمأ الهواجربالتعطش للغيبة، وإحياء الليل بإحياء الجدل والخلاف ،والتفكر بالمنافسة والإقصاء ودموع الخشية بدموع فرح وهمية لانتصار في رأي مرجوح أبت أهواءهم أن ترى غيره أو تفقه سواه . ترى لو رجعنا لذواتـنا واسـتـنطـقنا نصوصنا المقدسة التي لاتــتـبدل ولا تتغير، هل يستمر هذا السبات ويدوم هذا الليل البهيم ؟ ماأجمل أن نعيد لألسنتنا رطوبتها المتأنقة في ذكر الله مابين قراءة للقرآن وتسبيح واستغفار ودعاء والتجاء إلى العظيم الذي يدبر الأمور ويقدر الأرزاق والآجال ، ويوفق المخلصين الأخيار، ، ماأروع أن نعيد لأعيننا دموع الخشية لله والنظر في الكون الفسيح فترق قلوبنا القاسية وترتقي أنفسنا الوضعية التي أخلدت إلى الأرض ورضيت بالدونية الوقتية التي سرعان ماتنقضي وتزول بانقضاء الأعمار وتصرم الأيام. لنخلد في صفحات الحياة مجد المصداقية وأن نعلم أن الله مطلع على السرائر والأحوال وأن نزين الظاهر والباطن بعبادات عطلت وسلوكيات فقدت . لن ننال عزة إلا بجباه سجدت لخالقها وأدآمت السجود ، ولن نظفر بنصر وأكف الضراعة لم ترفع للعليم الخبير ، ولن يكون لمشاريعنا الدعوية صداها المأمول وهي في كنف الفردية المقيت وفي غرور الثقة المتناسية للتأييد الإلهي، والتوفيق الرباني ، أملي أن ينجلي ظلام هذا الليل وأن نرى فجر الخيرية الزاهي قد كسانا فنكسو الدنيا قاطبة وننام على صدى المنجز الحق فـنستبدل كوابيس الخداع برؤى الصدق الطاهر عندها يكون للاستيقاظ روعته ومعناه .
بـقـلـم : صالح سرحان القرشي

هسلان
05-10-2007, 11:23 PM
بصرحة مساهمة قيمة وجميلة الله يجعلها في ميزان حسناتك