(الفيصل)
06-10-2007, 04:11 AM
المرأة اعتادت الانتظار.. انتظار الرجل: ما هي الخطوة التالية؟ ماذا سيصنع لها؟ والانتظار عند المرأة ليس وقتاً ضائعاً.. إنه وقت مليء بالإحساسات والحكايات، فالمرأة تنظر مفتوحة العينين على كل شيء، ومفتوحة الأذنين أيضاً..
والذي تلمحه المرأة في لحظة، لا يدركه الرجل في ساعات.. ولو عرف الرجل ما الذي تقوله النساء إذا جلسن معاً، لأغمى على أكثر الرجال عقلا، لأن المرأة عرفت أكثر مما يتصور الرجل، ولأنها لاحظت ما لا يدركه الرجل!
وعندما كان الرجل يعيش في الغابات يقطع الأشجار ويجمع الثمار ويصيد الوحوش، كانت المرأة في انتظاره بعيداً مع أطفالها.. وفي سنوات الانتظار اشتغلت المرأة بزراعة الأرض.. واشتغلت بتحويل الأغصان إلى أكواخ.. فالرجل يجمع الأعشاب والمرأة تصنع منها العش.. والمرأة في حاجة إلى العش أكثر من الرجل.. لأنها يجب أن تلد.. وأن ترضع طفلها، وأن تحتضنه، وأن تربيه، وأن تمرض قبل ذلك وبعده..
والأسطورة الإغريقية القديمة تحدثنا عن «بينلوب» التي انتظرت زوجها البطل عشرين عاماً.. لقد تكاثر الناس عليها يقولون لها إنه مات.. وإنه لن يعود لعلها تختار واحدا منهم.. ولم تفعل.
وملأت وقتها بعمل «البلوفرات» وكانت تقول لكل رجل: عندما أفرغ من هذا «البلوفر» سوف أتزوجك.. وكانت الخيوط التي تربطها بالنهار تفكها في الليل.. وبذلك بقيت مخلصة لزوجها.
ويقال إنها اشتغلت في تربية الدواجن، وإنها كسبت مالا كثيرا، أي أنها لم تضيع وقتها.. ولما جاء زوجها قتل كل من حولها من الرجال.. أما «ألف ليلة وليلة» فقد كانت نهايتها أجمل وأعمق، فبعد أن فرغت شهرزاد من حكاية المائة والعشرين قصة في ألف ليلة طلبت بدموعها من الملك شهريار ألا يقتلها، كما هي عادته، من أجل أبنائها الثلاثة.. أبنائهما الثلاثة.
وكانت مفاجأة، فقد اعتاد الملك أن يقتل كل ليلة فتاة.. فلما تزوج شهرزاد استطاعت أن تنسيه هذه الجريمة.. ففي مواجهة شهرزاد للموت راحت تسلي الملك، وفي مواجهتها هذا المصير المخيف حولته من زوج إلى عاشق.. وبدون أن يدري الملك حولته من عاشق إلى أب.. ثلاث مرات.. إن شهرزاد ـ وأي شهرزاد ـ قادرة على الانتظار.. وقادرة على أن تملأ فراغها بما يشد الرجل إليها.. إنها لا تضيع وقتها حتى لو تظاهرت بذلك
omenomenomen
للكاتب / انيس منصور
والذي تلمحه المرأة في لحظة، لا يدركه الرجل في ساعات.. ولو عرف الرجل ما الذي تقوله النساء إذا جلسن معاً، لأغمى على أكثر الرجال عقلا، لأن المرأة عرفت أكثر مما يتصور الرجل، ولأنها لاحظت ما لا يدركه الرجل!
وعندما كان الرجل يعيش في الغابات يقطع الأشجار ويجمع الثمار ويصيد الوحوش، كانت المرأة في انتظاره بعيداً مع أطفالها.. وفي سنوات الانتظار اشتغلت المرأة بزراعة الأرض.. واشتغلت بتحويل الأغصان إلى أكواخ.. فالرجل يجمع الأعشاب والمرأة تصنع منها العش.. والمرأة في حاجة إلى العش أكثر من الرجل.. لأنها يجب أن تلد.. وأن ترضع طفلها، وأن تحتضنه، وأن تربيه، وأن تمرض قبل ذلك وبعده..
والأسطورة الإغريقية القديمة تحدثنا عن «بينلوب» التي انتظرت زوجها البطل عشرين عاماً.. لقد تكاثر الناس عليها يقولون لها إنه مات.. وإنه لن يعود لعلها تختار واحدا منهم.. ولم تفعل.
وملأت وقتها بعمل «البلوفرات» وكانت تقول لكل رجل: عندما أفرغ من هذا «البلوفر» سوف أتزوجك.. وكانت الخيوط التي تربطها بالنهار تفكها في الليل.. وبذلك بقيت مخلصة لزوجها.
ويقال إنها اشتغلت في تربية الدواجن، وإنها كسبت مالا كثيرا، أي أنها لم تضيع وقتها.. ولما جاء زوجها قتل كل من حولها من الرجال.. أما «ألف ليلة وليلة» فقد كانت نهايتها أجمل وأعمق، فبعد أن فرغت شهرزاد من حكاية المائة والعشرين قصة في ألف ليلة طلبت بدموعها من الملك شهريار ألا يقتلها، كما هي عادته، من أجل أبنائها الثلاثة.. أبنائهما الثلاثة.
وكانت مفاجأة، فقد اعتاد الملك أن يقتل كل ليلة فتاة.. فلما تزوج شهرزاد استطاعت أن تنسيه هذه الجريمة.. ففي مواجهة شهرزاد للموت راحت تسلي الملك، وفي مواجهتها هذا المصير المخيف حولته من زوج إلى عاشق.. وبدون أن يدري الملك حولته من عاشق إلى أب.. ثلاث مرات.. إن شهرزاد ـ وأي شهرزاد ـ قادرة على الانتظار.. وقادرة على أن تملأ فراغها بما يشد الرجل إليها.. إنها لا تضيع وقتها حتى لو تظاهرت بذلك
omenomenomen
للكاتب / انيس منصور