المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صراع الأفكار



نورا
08-10-2007, 10:51 AM
لقد من الله ـ عز وجل ـ على الإنسان بنعم كثيرة
من أعظمها نعمة العقل، الذي يعقل الإنسان
ويمنعه عما لا ينبغي، كما قال عامر بن قيس:
«إذا عقلك عقْلك عما لا ينبغي فأنت عاقل».

وقد حفزنا القرآن الكريم ـ في أكثر من موضع ـ على إعمال عقولنا وتفعيلها
وحثنا على النظر والتفكر، بل إن الله ـ عز وجل ـ
خص أولئك الذين يُفعِّلون عقولهم بالاستفادة من الآيات، كما في قوله تعالى:
«كذلك نُفصّل الآيات لقوم يتفكرون»
وقوله تعالى: «لقد أنزلنا كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون».

تفعيل الفرد لعقله في جميع تصرفاته، يقوده إلى درجة عالية من السمو
جدير بنا أن نتأملها.
وقد وجهنا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ توجيها تربوياً
حينما قال لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة».
وهاتان الخصلتان من نتاج تفعيل العقل
وقد ارتفعتا بمن يتصف بهما، وبلغتا به منزلة عالية في الدنيا والآخرة
حققت له غاية ما يريده المسلم، وهو محبة الله و رسوله.

في مقابل ذلك، نجد أن عدم تفعيل العقل، أو إحلاله مرتبة متأخرة
قد يجر على الإنسان وعلى دينه ووطنه، أنواعاً من الأزمات والتضييق
ويُشعل أسباب التناحر والخلاف، كما نشاهد من حولنا
بل بين إخواننا، فمن تصديق للخرافات، واستسلام للشعوذة والسحر
إلى انحرافات فكرية أوصلت البعض إلى أن ينتحر باسم الدين..
إلى صور أخرى من آثار تعطيل العقل.
وكل تلك المظاهر والسمات تدل على أن أصحابها قد أحجموا عن تفعيل عقولهم
بل جمدوها إلى حد التخلف..
وصدق من قال: «قنطار علم، يحتاج إلى عشرة قناطير من عقل».

ونجد في ساحة اليوم من يقوم بدون فكربتعطيل المشوار الحضاري لبلدانهم
وذلك نتاج تهميش واضح للعقل وتغييب لدوره
ثم هم بعد ذلك ينسبون أنفسهم إلى الدين، ويرفعون رايته.

إن المرء حينما يرى كل هذا ليتساءل أين كانت عقول هؤلاء، حين قرروا الإقدام على ذلك؟
أين هدي الكتاب والسنة ممن يرفع راية الإسلام ثم لا يعمل بها؟

إننا نمر بمرحلة تاريخية حرجة تستلزم منا إعادة النظر في كثير من المفاهيم والمسلمات
التي تراكمت مع الزمن، نتيجة تعطيل عقولنا
كما تستلزم منا تصحيح أنماط تفكيرنا، فالعالم يتجاوزنا
ونحن نخوض حروباً مع بعضنا، ونقع في فتنة تلو أخرى لا لسبب
إلا أننا نسينا، أو تناسينا الأوامر الربانية، والتوجيهات النبوية
التي تدعونا إلى تفعيل عقولنا.

مشروعنا الحضاري يحتم علينا القيام بالتأصيل الشرعي لكثير من المفاهيم والمسلمات
أهمها طرائق التفكير السليم
فالتأصيل مطلب ملح وتبسيط تلك المفاهيم
ووضع الآليات المناسبة لنشرها بين كافة فئات المجتمع
(وترسيخها في أذهان الفئة الشابة) أكثر إلحاحاً
كما علينا أن نتجاوز بأنفسنا وبمن خالفنا، نقاط التماس والخلاف عن طريق تفعيل العقول وإعمالها، ثم لنسمي ذلك ما نسميه إن عقلانية..
وإن رشداً، وإن حكمة.. وإن منطقاً.. وإن واقعية، ونشر الوعي لتفعيل العقول لا يتأتي فقط بخطبة، أو نصيحة أو مقال هنا وهناك
بل من خلال عمل استراتيجي دؤوب من قبل المؤسسات الدينية والتعليمية و المهنية.

نحن أمام تحد كبير في مواجهة الذين يسعون «القريبين منهم والبعيدين» إلى تعطيل عقول شبابنا. تارة باسم الدين وتارة باسم التحرر منه، فبيننا وبينهم مشوار طويل من صراع الأفكار.


واخيرااا

قال الله تعالى مبينا أهمية الفكر

(وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )

(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

BODYGUARD
08-10-2007, 11:54 AM
في كثير من الناس لا يستخدمون العقل إلا في اشياء محدوده بدون فايده تذكر ...

شكراً يانورا

نورا
08-10-2007, 12:33 PM
هذه المقاله من جريده الشرق الاوسط

Bodygaurd

كم يسعدني مرورك .. وجودك له بصمه في كل موضوع ..


لاحرمت هكذا اطلاله وهكذا الفكر




احترامي

M-OH-A-ME-D
08-10-2007, 12:35 PM
:ok:
:tooth:

قطري طموح
08-10-2007, 12:44 PM
مووضوع رائع ونقل موفق اختي نورا ونتطلع للمزيد .
وفقك الله

نورا
08-10-2007, 12:50 PM
عازف الجيتار ...

قطري طموح ...

وجودكم هنا راقي كرقي فكركم ....

وبحضوركم استأنت صفحتي في الشبكة العنكبوتية....

بارك الله لكم في حياتكم وكتب لكم السعادة الحقيقية....

لاحرمني الله هكذا اطلاله ....