المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياة الصحراء



نورا
11-10-2007, 10:02 AM
د. دلال بنت مخلد الحربي


ما الذي يمكن أن تشعر به وأنت تشاهد أو تقرأ سيرة أناس رحلوا؟

ما الذي تركوه وما الذي فعلوه؟

وماذا خلفوا وراءهم من ذكرٍ، خيراً كان أم شراً، أو حتى حياة تكتنفها أحداث الحياة بمنغصاتها ومفاجآتها وعبثها.

تجول في خاطري هذه الأفكار في كل مرة اقرأ فيها في كتب متخصصة في التاريخ أو التراث أو السير الذاتية وكل كتاب متصل بالماضي.

وعندما عزمت على كتابة مقالي هذا ألحَّت عليَّ هذه الفكرة أو الخاطرة إلحاحاً، ومع سماعي لتارة شارة مقدمة مسلسل (نمر بن عدوان شاعر الحب والوفاء) تساءلت عما مكن لنمر بن عدوان تخليد اسمه.

(نمر بن عدوان) الشاعر والفارس الشهير الذي عكس بمواقفه وأخلاقه ما عليه حياة الصحراء والبادية.

والمؤسف أن هذه الحياة (الحياة البدوية) مجهولة عند الكثير، فكثير من القيم والأعراف وما كانت عليه حياة البدو شوهت في أذهان البعض فأصبحت صورة البدوي تقدم بشكل مضحك، وأحياناً بشكل هستيري تنتفي معه كل ما كان عليه البدوي الحق.

أعود لنمر بن عدوان وهو أنموذج لحياة شخص عاش حياة الصحراء فعشقها - وهو كحال كل البدو - واضفت عليه هذه الصحراء الكثير من صفائها ونقائها ووضوحها، كما أضفت عليه الشجاعة والبسالة، كما حركت مشاعره فنطق بأجود الشعر الشعبي أو النبطي وحق اسم (الشاعر الفارس).


إن جيلنا الحاضر منفصل تماماً عن ماضيه أو عن حياة أجداده، لذلك فإن مثل هذه المسلسلات تقدم شيئاً له، إذ تصله بهذا الماضي، وتقدم له صورة ناطقة بما كانت عليه حياة جزء كبير من سكان شبه الجزيرة، حتى وإن نزح بعضهم خارجها، إلا أن العادات والتقاليد قريبة من بعض.

ولعلي أختم بما عكسته حياة الصحراء على الرحالة الغربيين، فما من غربي خبر حياة الصحراء إلا وقدم رائعة من روائعه مؤلفة تنبض بحب غريب ووصف عجيب لهذه الحياة. فحري بنا تعريف أبنائنا بتلك الحياة عن طريق توجيههم للكتب المتخصصة والمقدمة عنها وهي كثيرة.

واخيرااا
قديمااا
يرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين

BODYGUARD
11-10-2007, 10:41 AM
موضوع جميل .. فعلاً لولا المسلسلات التاريخيه والكتب ماكنا عرفنا كيف كانت حياتهم في القدم

شكراً يانورا