المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يضاربون.. فيضربون الآليات الصحيحة للعرض والطلب في سوق الأسهم



الوعب
14-10-2007, 03:54 PM
09/10/2007 كتب د.صادق ابل:
الاسهم المضاربية هي الاسهم التي يتم تداولها توقعا لارتفاع اسعارها السوقية بفترة زمنية قصيرة، وذلك دون الاخذ بالاعتبار للعوامل الاساسية للشركة التي ينتمي اليها السهم، اي ان شراء السهم ليس للحصول على عوائد متوقعة بل ان الشراء بهدف البيع، اما الاسهم الاستثمارية فهي اسهم يتم شراؤها لانها تمثل شركات لديها معدلات نمو بالارباح التشغيلية وتوزع ارباحا جيدة ويكون هدف المشتري او مقتني هذه الاسهم هو استثمار طويل الاجل.
كيف نعرفها؟
عادة تكون اسعار الاسهم المضاربية متقلبة وسريعة الارتفاع المتوالي وهي قيمتها السوقية منخفضة مقابل الاسهم الاستثمارية، كما نلاحظ ان معدل دوران الاسهم المضاربية عال جدا لان الارتفاعات المبالغ فيها تجذب المستثمرين وخاصة صغارهم بهدف جني ارباح سريعة في وقت زمني قصير نسبيا. وعادة ما يتم نشر معلومات عن الشركة قبل المضاربة عليها او ان حركة المضاربين تجر المستثمرين وفقا لنظرية القطيع.

مواصفات المضاربية
هناك نوعان من الاسهم المضاربية في السوق، اسهم لمجموعات موجودة في السوق تتسم هذه المجموعات بخلق حركات مضاربية (صعودا) وذلك خلال فترات متفاوتة في السنة على اسهمها للحصول على ارباح لمحافظها المدارة من قبل نفس المجموعات، تبدأ احيانا بعنف اي بأعلى حد واحيانا تدريجيا ليصل سعر اسهمها الى مستويات غير منطقية لا تعكس نشاط الشركة باي حال من الاحوال، ونلاحظ ان سعر السهم يقف عند حد معين فور الانتهاء من المضاربة، والملفت للنظر ان السهم بعد فورة المضاربة يصبح غير سائل (اي لا يوجد عليه طلب في السوق) وهذه المجموعات معروفة وواضحة للمحللين والمتابعين لامور السوق، اما الاسهم المضاربية الاخرى فهي الاسهم التي تتمتع باسعار سوقية اقل وهذه الاسعار في متناول الجميع من صغار المستثمرين ومن السهل المضاربة عليها ورفع اسعارها لتحقيق ارباح مجزية من بيعها في السوق خلال فترة قصيرة نسبيا، عادة المضاربة على سهم معين لا تأخذ فترة اكثر من اسبوعين او ثلاثة، ويعتمد ذلك على العوامل الدافعة في السوق وعلى حركة المضاربين .

مواصفات الأسهم الاستثمارية
مالكو اسهم الشركات التي تحقق عوائد ومعدلات نمو جيدة ومستقرة لا يرغبون عادة في بيعها، وغالبا ما تكون الاسهم المطروحة للتداول من اسهم هذه الشركات لا تشجع المضاربين عليها، فاما ان تكون اسعارها السوقية عالية نسبيا او ان المساهمين يحتفظون بها لانها تعطيهم ارباحا جيدة، فنلاحظ ان معدل دوران هذه الاسهم اقل من الاسهم المضاربة. هناك نقطة اخرى نجد ان الشركات الكبيرة والجيدة مملوكة لمستثمرين استراتيجيين بعيدين عن حب المخاطرة والمضاربة ولا يرغبون بطرح حصصهم بسهولة في السوق الثانوية، لاحظ مثلا انه عندما تقل نسبة الاسهم القابلة للتداول في السوق نجد ان التداول على هذه الاسهم يكون محدودا او احيانا غير موجود لاحظ شركة التأمين مثلا.

لمن الغلبة؟
من حيث القيمة الرأسمالية طبعا الاستثمارية اعلى بكثير واما من حيث عدد الاسهم المتداولة ومعدل دوران السهم وعدد وقيمة الصفقات فطبعا الاسهم التي تتم المضاربة عليها تحتل النسبة الاعظم من اجمالي السوق، وهذه الظاهرة يمكن قياسها من خلال النظر الى الفروقات والتغيرات في مؤشري السوق السعري والوزني، فالسعري يعكس ظاهرة المضاربة وسلوكيات المضاربين وصغار المتداولين في البورصة اما الوزني فهو بلا شك يعكس حركة المستثمرين والمحافظ الاستثمارية الرشيدة.

سوقنا للمضاربة اولا
اسواق الخليج عموما هي اسواق مضاربية اساسا، ثقافة المتداولين ومع الاسف سلوكيات بعض المجاميع وشركات الاستثمار سلوك مضاربي بحت، المضاربة الرشيدة وبنسبة قليلة مقبولة بل مطلوبة للسوق، اما ما يحصل في سوق الكويت فهو مضر وسوف يعطل عمل آلية العرض والطلب، اي ان الاسعار يجب ان تعكس القيمة الحقيقية للسهم محملا بجميع المعلومات المعلنة وغير المعلنة، ومهما تمت المبالغة في رفع الاسعار ضمن اجواء المضاربة فان آلية السوق سوق ترجع السعر حتما الى سعره العادل.
لاحظ تقلبات المؤشر السعري للسوق يوم يرتفع 80 نقطة وثاني يوم ينخفض 120 نقطة، لا يوجد حركة منتظمة فمعدل التقلبات والانحراف المعياري عالية لهذا المؤشر، فحركة المؤشر تعكس سلوكيات المتداولين في معظم الاحيان ولا يوجد سبب حقيقي وراء حركة ذلك المؤشر، سوى المضاربات.
اعتقد بأن المشكلة في ثقافة السوق التي تعكسها سلوكيات المستثمرين في السوق التي ما زالت تسير الى ثقافة المضاربة وثقافة المتوسطات المتحركة، ومع الاسف لا يوجد توعية واضحة من قبل البورصة او شركات الاستثمار لصغار المستثمرين وتعريفهم باسس الاستثمار وكيفية تقييم الاسهم. لقد خسر الكثير من صغار المستثمرين في البورصة نتيجة عدم وعيهم وتصرفاتهم في السوق.