المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لـــتـــكـــن عــــقــــولـــنــــا ســــلــيـــمـــــة



nooora
14-10-2007, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



لتكن عقولنا سليمة !


مما أنعمه الله على هذا العبد الضعيف عقل وفكر يستنير بهما دروب الحياة ، ويميز بهما بين الحق والباطل ، وبين الضار والنافع ، وبين الخير والشر ، وجعلهما محلاً للجزاء والعقاب ، ومرمى للثناء والذم ، بواسطتهما يخطط لمستقبل حياته ، ويستعين بهما لتنوير الأمة طريقها ، والنهوض بها ، وبحبلهما يساهم في إنقاذ من تاه ونسلخ مع الأمواج إلى بر الأمان .
ولهذا أثنى الله على أولي الألباب السليمة ، وأصحاب العقول النيرة ، وحث سبحانه على التفكر والتدبر تارة ، وأمر بهما تارة أخرى في أكثر من موضع من كتابه من ذلك قوله تعالى :{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} "سورة آل عمران ، 190" .
وقال تعالى :{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } " سورة ص ، 29" .
وقال تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ }" سورة العنكبوت ، 20" .
وبالعقل إما أن يرتفع إلى أعلى عليين ، أو أن ينحط إلى أسفل سافلين ، ومن ثم لا يكون بينه وبين البهائم العجماوات فرق وميزة إن لم تكن أفضل وأعلى ، قال عز من قائل : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف.
وقال عمن عطل عقله ولم يستفد منه ؛ حيث لم يرشده إلى نجاته : {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} " سورة البقرة : 7 ".
والعقل السليم الذي يكون به نجاة المرء في الدارين ، هو من استقاء نوره من نور الله ، على ظهر التسليم والاستسلام .
قال الله تعالى : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}" النــور : 35" .
قال ابن القيم : فهذا نور الفطرة على نور الوحي ، وهذا حال القلب الحي الواعي ، فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن ، فيجدها كأنها قد كتبت فيه ، فهو يقرأها عن ظهر قلب ، ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد ، واعي القلب ، كامل الحياة ، فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل ، ولم تبلغ حياة قلبه ، ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحيّ الواعي ، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام ، وقلبه لتأمله ، والتفكير فيه ، وتعقل معانيه فيعلم حينئذ أنه الحق .
المفكر لا ينتفع بما وهبه الله من تفكير ووعي حقاً ؛ إلا من عرف نفسه ، ووقف بها عند قدرها ، ولم يتجاوز إلى ما ليس له ، ولم يتعدّ طوره واختصاصه ، ولم يقل هذا لي ، وتيقن أن هذا الفتح والإلهام من الله ، وبالله ، فهو المان به ابتداءً ، واستادمة ، وزاده ذلاً لله وانكساراً ، وخشية ومحبة وخوفاً ورجاً. وأنه هو المستحق للحمد والثناء .
قال يحيى بن معاذ : من عرف نفسه عرف ربه .


منقووووووووووووول

A H M A D
14-10-2007, 09:56 PM
يسلموووووا على الموضوع اختي نورة