المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نُشجع الطفل بالهدايا واللعب على الصيام في غير رمضان وهو غير مُكلف



إنسان
20-10-2007, 12:05 PM
على من يجب صيام رمضان

إذا كان صوم رمضان فرضًا عينيًا وركنًا دينيًا، فيلزمنا أن نحدد بالضبط على من يجب الصيام وجوبًا غير مخير.

والذي لا خلاف فيه: أنه يجب وجوبًا فوريًا على المسلم البالغ، العاقل المقيم، الصحيح، إذا لم تكن فيه الصفة المانعة من الصوم، وهي الحيض والنفاس للنساء.

قال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) (البقرة: 185).

لا صيام على غير المسلم

فلا يطالب غير المسلم في الدنيا بصوم رمضان، لأنه لا يطالب بالفرع من لم يؤمن بالأصل، إنما يدعى إلى الإسلام أولا، فإن شرح الله صدره له، طولب بأركانه وفرائضه بعد ذلك.

الصيام والبلوغ

ولا يطالب غير البالغ بالصيام، لأنه غير مكلف، وقد رفع القلم عنه، كما في الحديث: " رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم" (رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني عن على وعمر. وصححه غير واحد. وانظر: صحيح الجامع الصغير 3512 - 3514).

ورفع القلم: كناية عن سقوط التكليف، ومعنى (يحتلم): أي يبلغ الحلم وهذا بالنسبة للغلام الذي يعرف بلوغه بالاحتلام ونحوه من العلامات الطبيعية التي تدل على أنه تجاوز مرحلة الطفولة، ودخل في طور آخر.

وأما الفتاة، فيعرف بلوغها بالحيض، الذي يؤهلها لحياة الزوجية والأمومة.

وأما البلوغ بالسن، فهو خمسة عشر عامًا.

فمن تأخر عنده الاحتلام، أو تأخر عندها الحيض، فبلوغه يكون بالسن.

تدريب الناشئة على الصيام

ولكن هل يترك الصبي والصبية ولا يطالبان بالصوم إلا بعد بلوغ سن التكليف؟.

لا.. فإن تعاليم الشرع تأمر بتدريب هؤلاء الناشئة على أداء الفرائض ابتداء من استكمال السابعة من العمر.

وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شأن الصلاة: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" (رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن ابن عمرو، وحسنه في صحيح الجامع -5868).

وفي حديث آخر: "علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر" (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والطبراني والحاكم وغيرهم كما في الجامع الصغير -4025).

وذلك أن الخير عادة، والشر عادة، والمرء يشيب على ما شب عليه، والتربية في الصغر كالنقش على الحجر، والشاعر يقول:.

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.

والحديث هنا جعل للتعلم والتأديب مرحلتين:.

مرحلة الأمر والتعليم والترغيب، وذلك بعد السابعة.

ومرحلة الضرب والتأديب والترهيب، وذلك بعد العاشرة.

أي أن الضرب لم يشرع إلا بعد إعطاء الابن فرصة ثلاث سنوات يدعى ويرغب ويثاب. وبعدها يكون الحزم والشدة والعقاب المناسب طبعًا، إشعارًا بالجدية وأن الأمر موضع اهتمام الأب، وليس مجرد كلمة تقال، وليس بعدها حساب ولا ثواب ولا عقاب.

والضرب هنا وسيلة تمليها الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، فلا يكون بسوط ولا بخشبه، يؤلم ولا يجرح، وخيار الآباء لا يحتاجون إلى ضرب أولادهم، بل يربون بالأسوة والكلمة والموعظة الحسنة، إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لم يضرب بيده شيئًا قط، لا امرأة، ولا خادمًا ولا ولدًا، ولا حتى دابة.

وإذا كان الحديث الوارد في شأن الصلاة، فهو ينطبق على الصيام أيضًا بفارق واحد، وهو مراعاة القدرة البدنية للصبي والصبية، فقد يبلغ السابعة أو العاشرة، ولكن جسمه ضعيف، لا يحتمل الصيام، فيمهل حتى يشتد عوده ويقوى.

وقد كان الصحابة يصومون صبيانهم وهم صغار، حتى كانوا يأتون لهم باللعب من العهن (أي الصوف) يلهونهم بها حتى يأتي وقت الإفطار.

وليس من المطلوب أن يصوم الشهر مرة واحدة، فليس هذا بمقدور، ولا منطقي، وإنما يصوم في أول سنة يومين أو ثلاثة مثلا، والتي بعدها يصوم أسبوعًا ثم أسبوعين، حتى يمكنه بعد ذلك صوم الشهر كله بهذا التدرج.

ومن الخطأ الذي يتحمل تبعته الآباء، والأمهات، إهمال الصغار حتى يبلغوا دون أن يدربوا على أداء الفرائض والطاعات. فإذا أمروا بها بعد البلوغ كانت أثقل من الجبال على كواهلهم. وما أصدق ما قال الشاعر:

وينفع الأدب الأولاد في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب!

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن تلين إذا قومتها الخشب

المصدر: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3601&version=1&template_id=219&parent_id=1

......................

هذا فيما يخص رمضان فلماذا نشق عليهم في غير رمضان وهم غير مُكلفين

وكما يعلم الجميع أن رمضان ليس فيه مشقة لتدريب الناشئة على الصيام

كما هي المشقة في غير رمضان

فلا تتبعوا طريقة غسيل المخ بتشجيعكم لأطفالكم بتقديم

الهدايا واللعب للصيام في غير رمضان لما فيه مشقة شديدة عليهم دون فائدة لهم

فهم غير مُكلفين وتدريبهم يجب أن يكون في رمضان وليس بصيام النوافل

إنسان
20-10-2007, 05:01 PM
أم مصطفى تسأل عن صيام إبنها البالغ من العمر خمس سنوات

--------------------------------------------------------------------------------

الاستشارة

د. نبيل حنفي زقدان المستشار

الحل

الأخت العزيزة / أم مصطفى، السلام عليكم ورحمة الله
عندما قرأت رسالتك هذه تذكرت رسالة جاءتني منذ فترة وكانت من أم تسأل عن إمكانية تعليم طفلتها ـ والتي تبلغ من العمر عدة أشهر ـ السباحة.. وقد لا يختلف وضعك كثيرا عن وضع هذه الأم, فطفلك عمره خمس سنوات وتريدينه أن يتعلم الصوم .. لا بل تريدين منه محاولة الصيام الكامل... وأنا أعرف أن حجتك في هذا المجال جاهزة ألا وهى أنك تعرفين أو سمعت عن أطفال صاموا في هذا العمر.

ولكن ما هكذا ـ يا أم مصطفى ـ توضع الأمور في نصابها.. ولكل قاعدة شواذ.. فهناك ـ مثلا ـ أطفال تكلموا في المهد, وقد سمعت من بعض الرواة ـ والعهدة عليهم ـ عن أطفال مشوا في عمر ستة أشهر, وآخرين حفظوا القرآن الكريم في عمر ست سنوات, وقد قرأت عن كرامات أحد الصالحين:

أن هذا الرجل الصالح ولد في ليلة الثلاثين من شعبان, وكان الناس قد اختلفوا في أمر رؤية رمضان؛ فذهبوا إلى شيخهم يطلبون منه الفتوى.. فقال الشيخ: انظروا ما كان من أمر الصبي الذي ولد هذه الليلة.. فقالوا: إنه صام منذ ولادته عن ثدي أمه.. فقال الشيخ: هذه بشرى من الله بحلول شهر الصوم.. وصام القوم تبعا لصيام الصبي!! فإذا كنت ـ يا أم مصطفى ـ تطمعين في أن ينضم طفلك إلى ما يسمى بـ"موسوعة جينس للأرقام القياسية" وذلك بصومه في عمر خمس سنوات؛ فلقد سد عليه الباب هذا الطفل الذي صام في اليوم الأول من العمر!!

وأما إذا كنت تقصدين بهذا العمل وجه الله - وهذا طبعا وبالتأكيد هو قصدك - فلك أن تعلمي أن التقرب إلى الله لا يتم بالطاعات فقط، ولكن أيضا يتم بالاستفادة من الرخص التي منحها الله لعباده.. وفى الحديث الشريف "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه".

وهناك رخصة بالإفطار للمريض الذي لا يقدر على الصوم, بل إن الفقهاء ذهبوا إلى حد تحريم الصوم على المريض إذا كان لا يطيق الصوم أو غلب على ظنه الهلاك أو الضرر بسب الصيام ... ومعيار المرض المبيح للفطر معيار شخصي مع الوضع في الاعتبار بأخذ رأي طبيب مسلم ذي ثقة في دينه وعلمه.. ولما كان القياس أساسا من أسس الفقه فإننا نقيس صيام الطفل ذي السنوات الخمس والست والسبع بصيام المريض الذي يخشى تضرره من الصيام.

وأخشى أن يكون صوم الأطفال في هذه السنوات المبكرة ـ كصوم المريض الذي يخشى وقوع الضرر ـ فيه معصية لله؛ لأن الله حرم إيذاء النفس.. وما فرض الله علينا الطاعات بقصد الإيذاء؛ ولكن بقصد التهذيب والتطهر والتقرب إليه.. والصوم كعبادة من العبادات هو" تهذيب بالجوع" وليس "تعذيباً بالجوع".

وفى الحديث الشريف "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".. فإذا كانت بداية تعليم الصلاة في عمر سبع سنين، وهى عبادة ليس بها مشقة.. فكم يا ترى تكون بداية تعلم الصوم على ما به من مشقة؟!

ومن الناحية الطبية فإني ـ كطبيب مسلم ـ أرى أن الضرر في صيام الأطفال في هذا العمر المبكر حادث لا محالة، فمنع الطعام عن الطفل ما يقرب من اثنتي عشرة ساعة قد يعرض الطفل للجفاف ونقص السكر في الدم والإعياء وقلة التركيز وكذلك سوء التغذية في حالة صوم الطفل لفترات طويلة... كما أنه من الصعب تعديل دورة نوم الأطفال في هذا العمر حيث إن الكرى يداعب أعينهم مع نسمات الليل الأولى حيث يكون من الصعب إرغام الطفل أن يسهر حتى موعد السحور.. ومن الأصعب إيقاظه للسحور إذا ما داهمه النوم.. وإذا قال قائل: دع الطفل يصم فإن جاع أكل. فإن أخشى ما أخشاه أن يجوع الطفل ويكابر في عدم تناول الطعام، فيحدث ما لا تحمد عقباه.

ومن الناحية التربوية فإننا نخشى أن يكون الصيام المبكر مدعاة إلى تعليم الطفل الكذب والتدليس, حيث إنه قد يحرص أن يظهر أمام الأسرة صائما, ثم يخلو إلى نفسه وتحت وطأة الجوع والعطش فيصيب شيئا من الطعام.

لذا فإننا وبناء على ما سبق من أسباب فقهية وطبية وتربوية نرى ـ والله أعلم ـ أن الأولى ترك صيام الطفل حتى سن الثامنة وأن تتاح له الفرصة للتمرن على الصوم من الثامنة إلى البلوغ، فإن نجح في الصوم خلال هذه الفترة فلا بأس وإن فشل فلا بأس, على أن يلزم الصبي بالصيام إذا بلغ الحلم و تلزم الصبية إذا بلغت الحيض.. وهذا هو عمر احتمال الصوم طبيا وعمر التكليف فقهيا... مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الفصول والظروف المناخية.

وأخيرا فإني أقول: اللهم إني اجتهدت بموجب ما منحتني من علم في مسألة أعطي الطبيب حق الاجتهاد فيها.. فإن أصبت فأجري عندك, وإن أخطأت فاغفر لي وسامحني, فما قصدت إلا الإصلاح ما استطعت.

أما أنت يا أم مصطفى فلا تثريب عليك يغفر الله لك فما قصدت بسؤالك إلا وجه الله الكريم.

وكل عام وأنت ومصطفى وأمتنا المسلمة المؤمنة الصابرة بخير وسلام.

المصدر: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1122797294208&pagename=IslamOnline-Arabic-Health_Counsel/HealthA/HealthA