سوبرقطري
20-10-2007, 12:56 PM
دخول ديار المعذبين مع الاتعاظ والعبرة
http://www.perishednations.com/ar/images/res25.jpg
http://www.perishednations.com/ar/images/res24.jpg
http://www.alradnet.com/paper/imagesPap/384.gif
لقد جاءت نصوص السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعموم النهي عن دخول ديار المعذبين إلا مع الاعتبار والخوف والإسراع في الخروج منها، سواء كانت ديار ثمود أم غيرها، ولا يختص النهي بالصحابة دون غيرهم، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم) وعند البخاري بلفظ (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي). قال الحافظ ابن حجر في الفتح: اللام في قوله (لأصحاب الحجر) بمعنى عن، وحذف المقول لهم ليعم كل سامع، والتقدير: قال لأمته عن أصحاب الحجر وهم ثمود (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين)، وقال في موضع آخر: وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم وإن كان السبب ورد فيهم.
وقال النووي في شرح مسلم: قوله: (لأصحاب الحجر) أي في شأنهم وكان هذا في غزوة تبوك، وفيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب، فينبغي للمار في مثل هذه المواضيع المراقبة والخوف والبكاء والاعتبار بهم وبمصارعهم.
وقال القرطبي عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (80) سورة الحجر). ففي هذه الآية كراهة دخول تلك المواضع، وعليها حمل بعض العلماء دخول مقابر الكفار، فإن دخل الإنسان شيئاً من تلك المواضع والمقابر فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار والخوف والإسراع.
وقال الشنقيطي عند هذه الآية في أضواء البيان: الذي يظهر لنا رجحانه أن من مر عليها ينبغي له أن يسرع في سيره حتى يخرج منها كفعله صلى الله عليه وسلم. وفي غزوة تبوك لما نزل الصحابة رضي الله عنهم أرض ثمود واستقوا من آبارها وعجنوا به عجينهم، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرتحلوا منها ويهريقوا ما سقوا ويعلفوا الإبل العجين، كما في الصحيحين وغيرهما وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البخاري معلقاً ووصله البزار: أنهم كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأتوا وادياً، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (إنكم بوادٍ ملعون فأسرعوا وقال: من اعتجن عجينه أو طبخ قدراً فليكبها).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول إلى أماكن المعذبين إلا مع البكاء خشية أن يصيب الداخل ما أصابهم ونهى عن الانتفاع بمياههم، حتى أمرهم - يعني الصحابة - مع حاجتهم في تلك الغزوة، وهي أشد غزوة كانت على المسلمين أن يعلفوا النواضح بعجين مائهم. فمن هذه النصوص وكلام أهل العلم نستفيد عموم النهي عن دخول ديار العذاب لجميع الأمة إلا مع الاعتبار والاتعاظ والإسراع في الخروج منها، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على علة النهي فقال: (أن يصيبكم مثل ما أصباهم) فلا حاجة لنا بعد تعليله عليه الصلاة والسلام بعلل لا مستند لها.
واختلفت عبارات العلماء في المراد بإصابة الداخل ما أصابهم، فقال بعضهم: يصيبه من العذاب والهلاك ما أصابهم، وقال آخرون: يصيبه من التكذيب والإعراض عن الحق ما أصابهم، ورجح الأخير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاواه.
مصدر:http://www.alradnet.com/paper/paperArticle.php?id_pap=827
http://www.perishednations.com/ar/images/res25.jpg
http://www.perishednations.com/ar/images/res24.jpg
http://www.alradnet.com/paper/imagesPap/384.gif
لقد جاءت نصوص السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعموم النهي عن دخول ديار المعذبين إلا مع الاعتبار والخوف والإسراع في الخروج منها، سواء كانت ديار ثمود أم غيرها، ولا يختص النهي بالصحابة دون غيرهم، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم) وعند البخاري بلفظ (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي). قال الحافظ ابن حجر في الفتح: اللام في قوله (لأصحاب الحجر) بمعنى عن، وحذف المقول لهم ليعم كل سامع، والتقدير: قال لأمته عن أصحاب الحجر وهم ثمود (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين)، وقال في موضع آخر: وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم وإن كان السبب ورد فيهم.
وقال النووي في شرح مسلم: قوله: (لأصحاب الحجر) أي في شأنهم وكان هذا في غزوة تبوك، وفيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب، فينبغي للمار في مثل هذه المواضيع المراقبة والخوف والبكاء والاعتبار بهم وبمصارعهم.
وقال القرطبي عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (80) سورة الحجر). ففي هذه الآية كراهة دخول تلك المواضع، وعليها حمل بعض العلماء دخول مقابر الكفار، فإن دخل الإنسان شيئاً من تلك المواضع والمقابر فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار والخوف والإسراع.
وقال الشنقيطي عند هذه الآية في أضواء البيان: الذي يظهر لنا رجحانه أن من مر عليها ينبغي له أن يسرع في سيره حتى يخرج منها كفعله صلى الله عليه وسلم. وفي غزوة تبوك لما نزل الصحابة رضي الله عنهم أرض ثمود واستقوا من آبارها وعجنوا به عجينهم، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرتحلوا منها ويهريقوا ما سقوا ويعلفوا الإبل العجين، كما في الصحيحين وغيرهما وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البخاري معلقاً ووصله البزار: أنهم كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأتوا وادياً، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (إنكم بوادٍ ملعون فأسرعوا وقال: من اعتجن عجينه أو طبخ قدراً فليكبها).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول إلى أماكن المعذبين إلا مع البكاء خشية أن يصيب الداخل ما أصابهم ونهى عن الانتفاع بمياههم، حتى أمرهم - يعني الصحابة - مع حاجتهم في تلك الغزوة، وهي أشد غزوة كانت على المسلمين أن يعلفوا النواضح بعجين مائهم. فمن هذه النصوص وكلام أهل العلم نستفيد عموم النهي عن دخول ديار العذاب لجميع الأمة إلا مع الاعتبار والاتعاظ والإسراع في الخروج منها، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على علة النهي فقال: (أن يصيبكم مثل ما أصباهم) فلا حاجة لنا بعد تعليله عليه الصلاة والسلام بعلل لا مستند لها.
واختلفت عبارات العلماء في المراد بإصابة الداخل ما أصابهم، فقال بعضهم: يصيبه من العذاب والهلاك ما أصابهم، وقال آخرون: يصيبه من التكذيب والإعراض عن الحق ما أصابهم، ورجح الأخير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاواه.
مصدر:http://www.alradnet.com/paper/paperArticle.php?id_pap=827