OTOsan
21-10-2007, 08:46 AM
ثاني ايام العيد .. لم يكن بالنسبة لي كاي يوم من ايام اعياد عمري التي قضيتها .. وما ساكتبه لاحقا سيوضح لكم سبب هذا ..
في ثاني ايام العيد .. كعادتنا ثاني ايام كل عيد ، قررنا زيارة عائلة تربطنا بهم صلة بعيده ولكن مايربطني بهم اكثر انهم كانو جيران طفولتي .. ومع انتقالنا لبيت آخر .. وانتقالهم كذلك .. اصبحت زياراتنا المتبادلة معدودة بالاصابع خلال السنة .. الا ان زيارتهم ثاني ايام العيد اصبحت عادة تتكرر كل سنة !
في هذا العيد .. جد جديد .. حيث ان كبير عائلتهم .. الجد ( صالح ) يرقد بالمستشفى من آثار مرض السرطان اجارنا الله واياكم منه منذ مدة ! لذا تغيرت الخطة لنزوره في مستشفى (الامل) .. وهو المستشفى المخصص (لاقامة) مرضى السرطان .. واقول هنا لاقامة .. بدلا من علاج .. لان السرطان ربما علاجه صعب ان لم يكن مستحيلا !!
لا اخفيكم القول انني قد وافقت ( على مضض ) .. فانا اعلم ان زيارة المريض واجبة .. ولكنني من المصابين بفوبيا المستشفيات .. فانا اكرهها واكره رائحتها .. واكره كل مايدل عليها كصوت صفارة الاسعاف !! ولكن الواجب الديني اولا والواجب العائلي ثانيا اصبحا اقوى مني واجبراني على هذه الزيارة ..
عندما دخلنا غرفته .. كان الصمت مخيما عليها عدا من صوت انفاسه .. التي كان يلتقطها بصعوبة بالغة .. وهي الانفاس التي نلتقطها بكل سهولة ولا نلقي لها بالا .. اما بالنسبة للجد صالح .. فقد كان التقاط هذه الانفاس .. صعباً .. وثقيلاً .. بل ثقيلاً جداً ..
كانت ملامحه متغيرة جذريا عن آخر مرة رايته فيها .. فانا اتذكره في طفولتنا عندما كان ينهرني انا واحفاده اذا كسرنا شيئا او شاغبنا في منزله ! واتذكر ملامحه قبل مدة عندما زرناهم ووجدته .. وهي من المرات القليلة التي كنت اجده فيها !
كانت ملامحه قبل ذلك ممتلئة .. لكن المرض الخبيث قد بلغ به كل مبلغ !
فقد بانت عظام وجنتيه .. وطليت بشرة اطرافه باللون الاسود .. وكانت منتفخة ومتسلخة بفعل كثرة حقنه بالابر .. كما اخبرنا ابنه انه يعاني من ماء في الرئتين .. وفشل كلوي غير قادرين على عمل غسيل لعلاجه لكبر سنه الذي بلغ الثمانين ولحالته الصحية ..
جلست بجانبه بعد ان قبلته على جبينه .. ولا ادري ان كان يدرك مايحدث حوله ام لا .. واخذت اركز في عينيه .. كانت عيناه تبيضان ويختفي بؤبؤهما تحت جفنيهما .. ثم تعودان لحالتهما .. وكانت انظاره مركزة في سقف الغرفة .. ادركت حينها .. ان الجد صالح اصبح لايملك من هذه الحياة .. الا انتظار ( الموت ) !!
اخذت اتسائل .. بيني وبين نفسي .. ان كنت مكانه .. وكان عقلي لازال مدركا .. فبماذا كنت سافكر ؟
هل كنت سافكر في عمري الذي مضى .. وكيف مضى ! واتسائل عما فاتني في الدنيا !
ام انني سافكر في ماسالاقي بعد الموت .. وان يساعدني ايماني في قراءة بعض من آيات القرآن .. والذكر .. والاستغفار .. ام انني ساحاول قول كلمات اخيرة لاهلي ومن حولي .. فاجد لساني عاجزا عن النطق باي شئ ..!!؟؟
واجدني اوجه هذا السؤال لاخوتي اعضاء المنتدى ، فهل هناك من هو قادر على تحديد اجابات له .. ام اننا جميعا عاجزون ؟!!
ما اصعب لحظات الانتظار .. لشئ دنيوي .. ولكني .. وفي ثاني ايام العيد .. وجدت اصعبها على الاطلاق .. وبلامنازع .. انه .. انتظار الموت !!
لكم .. كل التقدير والاحترام .. من اخوكم اوتوسان !!
في ثاني ايام العيد .. كعادتنا ثاني ايام كل عيد ، قررنا زيارة عائلة تربطنا بهم صلة بعيده ولكن مايربطني بهم اكثر انهم كانو جيران طفولتي .. ومع انتقالنا لبيت آخر .. وانتقالهم كذلك .. اصبحت زياراتنا المتبادلة معدودة بالاصابع خلال السنة .. الا ان زيارتهم ثاني ايام العيد اصبحت عادة تتكرر كل سنة !
في هذا العيد .. جد جديد .. حيث ان كبير عائلتهم .. الجد ( صالح ) يرقد بالمستشفى من آثار مرض السرطان اجارنا الله واياكم منه منذ مدة ! لذا تغيرت الخطة لنزوره في مستشفى (الامل) .. وهو المستشفى المخصص (لاقامة) مرضى السرطان .. واقول هنا لاقامة .. بدلا من علاج .. لان السرطان ربما علاجه صعب ان لم يكن مستحيلا !!
لا اخفيكم القول انني قد وافقت ( على مضض ) .. فانا اعلم ان زيارة المريض واجبة .. ولكنني من المصابين بفوبيا المستشفيات .. فانا اكرهها واكره رائحتها .. واكره كل مايدل عليها كصوت صفارة الاسعاف !! ولكن الواجب الديني اولا والواجب العائلي ثانيا اصبحا اقوى مني واجبراني على هذه الزيارة ..
عندما دخلنا غرفته .. كان الصمت مخيما عليها عدا من صوت انفاسه .. التي كان يلتقطها بصعوبة بالغة .. وهي الانفاس التي نلتقطها بكل سهولة ولا نلقي لها بالا .. اما بالنسبة للجد صالح .. فقد كان التقاط هذه الانفاس .. صعباً .. وثقيلاً .. بل ثقيلاً جداً ..
كانت ملامحه متغيرة جذريا عن آخر مرة رايته فيها .. فانا اتذكره في طفولتنا عندما كان ينهرني انا واحفاده اذا كسرنا شيئا او شاغبنا في منزله ! واتذكر ملامحه قبل مدة عندما زرناهم ووجدته .. وهي من المرات القليلة التي كنت اجده فيها !
كانت ملامحه قبل ذلك ممتلئة .. لكن المرض الخبيث قد بلغ به كل مبلغ !
فقد بانت عظام وجنتيه .. وطليت بشرة اطرافه باللون الاسود .. وكانت منتفخة ومتسلخة بفعل كثرة حقنه بالابر .. كما اخبرنا ابنه انه يعاني من ماء في الرئتين .. وفشل كلوي غير قادرين على عمل غسيل لعلاجه لكبر سنه الذي بلغ الثمانين ولحالته الصحية ..
جلست بجانبه بعد ان قبلته على جبينه .. ولا ادري ان كان يدرك مايحدث حوله ام لا .. واخذت اركز في عينيه .. كانت عيناه تبيضان ويختفي بؤبؤهما تحت جفنيهما .. ثم تعودان لحالتهما .. وكانت انظاره مركزة في سقف الغرفة .. ادركت حينها .. ان الجد صالح اصبح لايملك من هذه الحياة .. الا انتظار ( الموت ) !!
اخذت اتسائل .. بيني وبين نفسي .. ان كنت مكانه .. وكان عقلي لازال مدركا .. فبماذا كنت سافكر ؟
هل كنت سافكر في عمري الذي مضى .. وكيف مضى ! واتسائل عما فاتني في الدنيا !
ام انني سافكر في ماسالاقي بعد الموت .. وان يساعدني ايماني في قراءة بعض من آيات القرآن .. والذكر .. والاستغفار .. ام انني ساحاول قول كلمات اخيرة لاهلي ومن حولي .. فاجد لساني عاجزا عن النطق باي شئ ..!!؟؟
واجدني اوجه هذا السؤال لاخوتي اعضاء المنتدى ، فهل هناك من هو قادر على تحديد اجابات له .. ام اننا جميعا عاجزون ؟!!
ما اصعب لحظات الانتظار .. لشئ دنيوي .. ولكني .. وفي ثاني ايام العيد .. وجدت اصعبها على الاطلاق .. وبلامنازع .. انه .. انتظار الموت !!
لكم .. كل التقدير والاحترام .. من اخوكم اوتوسان !!