نورا
24-10-2007, 03:54 PM
مقال بقلم الكاتبه
هدى بنت فهد المعجل
تصل بنا حالة (الوعي) إلى تمني (اللاوعي)..
تلك الإشكالية التي أجهدت الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس حتى وقع بينهم الاختلاف والخلاف في مسألة الوعي واللاوعي..
فبينما يعتبر (ماركس) الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلى فيه جميع الأنشطة الإنسانية، وأنه لا نستطيع إطلاقاً أن نتمثل الوعي في معزل عن الأوضاع الاجتماعية وبالتالي علاقات الإنتاج..!!
يرى (نيتشه) أن بالإمكان أن يعيش الإنسان في استقلال عن الوعي تماماً. لما كانت الحياة معرضة للهلاك بوصفها حياة يؤطرها الصراع من أجل البقاء اضطر الإنسان أن يعبر عن نفسه في كلمات، ومن ثمة نمو اللغة ونمو الوعي متلازمين..
في حين ينظر (فرويد) إلى حياتنا نظرة مخالفة تماماً. فالحياة الإنسانية عنده أشبه بجبل الجليد ما يظهر منه أقل بكثير مما هو خفي؛ ومن ثمة نكون مخطئين جداً (في نظر فرويد) إذا نسبنا كل سلوكياتنا إلى الوعي، لأن كل هذه الأفعال الواعية سوف تبقى غير متماسكة وغير قابلة للفهم إذا اضطررنا إلى الزعم بأنه لابد أن ندرك بواسطة الوعي كل ما يجري فينا، فكثير من السلوكيات لا تفهم إلا إذا أرجعناها إلى الجانب الأساسي من حياتنا النفسية وهو اللاشعور. ***
اتفاق علماء النفس والفلاسفة أو اختلافهم لم يلغ حالة الوعي واللاوعي الذي نعيشه.. وكيف أن الإسهاب في الوعي يصل بنا إلى تمني اللاوعي، الذي إن لم يأت طبيعياً !! خلقناه وصنعناه بغية الانفصال عن محيط الوعي المرهق والرحيل حيث العالم الآخر والكون المختلف..
الوعي بالحياة، بمتاعبها، وبإشكاليات الحياة.. التي إذا وصلنا إليها؛ نحسد عليها في حين نشتهي اللاوعي فيها، وبها تلك المجرة التي يحملنا إليها (الحلم) إذا حاولنا الانفصال عنها في الواقع.. (الحلم) بقية الوراثة في النفس من الزمن الذي عشناه، وتحسسه الوعي.. أو نود أن نعيشه وكثيراً ما لا نود ويأتي به إلينا الوعي في أردية اللاوعي..
ما أكثر ما يجهد الوعي الذهن ويربكه، أو يخلط عليه الأمور والمفاهيم فتسير وكأنما ثقلك الذي ثبتك على الأرض ليس وزن جسد واستقامة بنيتك، بل حمل تنوء به جمجمتك فتلجأ إلى وسيلة تنتشلك مما أنت فيه إلى جبل اللاشعور بأي ملامح كانت.. ودون مراجعة للسلوك المتَّبع في سبيل نقلك من وعيك الذي تعاني من وطأته إلى لا وعيك المرتجى..
العالم المحيط بك لا يرى منك ولا ينتقد سوى الشكل الخارجي لك.. بصرف النظر إن كنت خارج الإطار الزمني لنفسيتك أو داخل الإطار.. فليس من أولويات هذا العالم تفهم وضعك، نفسيتك، ضغوط تمر بها، ازدحام ذهني.. من أولوياته فقط شكلك الخارجي وتفصيل رداء حكمه عليك بناء على ذلك الشكل..!!
يعي منك، ذهنياً.. ونفسياً.. وجسدياً.. ما يود أن يعيه..
ولا يعي منك ما يجهله.. أو يتجاهل معرفته.. حتى سلَّمنا جدلاً أن الوعي واللاوعي ليست حالة ذهنية فقط بل وجسدية يؤكد حقيقته رأس الإبرة في سقوطه على الجلد.. وعلى اللحم.
هدى بنت فهد المعجل
تصل بنا حالة (الوعي) إلى تمني (اللاوعي)..
تلك الإشكالية التي أجهدت الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس حتى وقع بينهم الاختلاف والخلاف في مسألة الوعي واللاوعي..
فبينما يعتبر (ماركس) الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلى فيه جميع الأنشطة الإنسانية، وأنه لا نستطيع إطلاقاً أن نتمثل الوعي في معزل عن الأوضاع الاجتماعية وبالتالي علاقات الإنتاج..!!
يرى (نيتشه) أن بالإمكان أن يعيش الإنسان في استقلال عن الوعي تماماً. لما كانت الحياة معرضة للهلاك بوصفها حياة يؤطرها الصراع من أجل البقاء اضطر الإنسان أن يعبر عن نفسه في كلمات، ومن ثمة نمو اللغة ونمو الوعي متلازمين..
في حين ينظر (فرويد) إلى حياتنا نظرة مخالفة تماماً. فالحياة الإنسانية عنده أشبه بجبل الجليد ما يظهر منه أقل بكثير مما هو خفي؛ ومن ثمة نكون مخطئين جداً (في نظر فرويد) إذا نسبنا كل سلوكياتنا إلى الوعي، لأن كل هذه الأفعال الواعية سوف تبقى غير متماسكة وغير قابلة للفهم إذا اضطررنا إلى الزعم بأنه لابد أن ندرك بواسطة الوعي كل ما يجري فينا، فكثير من السلوكيات لا تفهم إلا إذا أرجعناها إلى الجانب الأساسي من حياتنا النفسية وهو اللاشعور. ***
اتفاق علماء النفس والفلاسفة أو اختلافهم لم يلغ حالة الوعي واللاوعي الذي نعيشه.. وكيف أن الإسهاب في الوعي يصل بنا إلى تمني اللاوعي، الذي إن لم يأت طبيعياً !! خلقناه وصنعناه بغية الانفصال عن محيط الوعي المرهق والرحيل حيث العالم الآخر والكون المختلف..
الوعي بالحياة، بمتاعبها، وبإشكاليات الحياة.. التي إذا وصلنا إليها؛ نحسد عليها في حين نشتهي اللاوعي فيها، وبها تلك المجرة التي يحملنا إليها (الحلم) إذا حاولنا الانفصال عنها في الواقع.. (الحلم) بقية الوراثة في النفس من الزمن الذي عشناه، وتحسسه الوعي.. أو نود أن نعيشه وكثيراً ما لا نود ويأتي به إلينا الوعي في أردية اللاوعي..
ما أكثر ما يجهد الوعي الذهن ويربكه، أو يخلط عليه الأمور والمفاهيم فتسير وكأنما ثقلك الذي ثبتك على الأرض ليس وزن جسد واستقامة بنيتك، بل حمل تنوء به جمجمتك فتلجأ إلى وسيلة تنتشلك مما أنت فيه إلى جبل اللاشعور بأي ملامح كانت.. ودون مراجعة للسلوك المتَّبع في سبيل نقلك من وعيك الذي تعاني من وطأته إلى لا وعيك المرتجى..
العالم المحيط بك لا يرى منك ولا ينتقد سوى الشكل الخارجي لك.. بصرف النظر إن كنت خارج الإطار الزمني لنفسيتك أو داخل الإطار.. فليس من أولويات هذا العالم تفهم وضعك، نفسيتك، ضغوط تمر بها، ازدحام ذهني.. من أولوياته فقط شكلك الخارجي وتفصيل رداء حكمه عليك بناء على ذلك الشكل..!!
يعي منك، ذهنياً.. ونفسياً.. وجسدياً.. ما يود أن يعيه..
ولا يعي منك ما يجهله.. أو يتجاهل معرفته.. حتى سلَّمنا جدلاً أن الوعي واللاوعي ليست حالة ذهنية فقط بل وجسدية يؤكد حقيقته رأس الإبرة في سقوطه على الجلد.. وعلى اللحم.