نورا
28-10-2007, 03:30 PM
من أثقل المهمات على نفسي أن أضطر إلى مراجعة دائرة حكومية؛ لأن من طبعي أنني لا أحب أن أرفع صوتي على أي كائن من كان، وغالب الدوائر الحكومية (للأسف) تحتاج إلى أن تكون من أصحاب الألسن الطوال لتأخذ جزءاً من حقك ولا أقول كله. قلت لأحد المديرين يوماً ما: إن دخولي على الأمير او الوزير أسهل من الدخول عليك، وهذه السكرتارية المهولة المحيطة بمكتبك، وأكثر ما يزعج المراجع لبعض هذه الإدارات عندما يدخل مكتب هذا المدير شخص ويتجاوز كل الموجودين ولا يرضى إلا أن يُسِرَّ لسعادة المدير بحاجته في أذنه وتكون ابتسامة سعادته، ومن ثم (تكشيرته) على المراجعين، ومحاولته تصريفهم بأي شكل من الأشكال ليخلو الجو لهذا الشخص..!.
مواطن قطع أربعمائة كيلومتراً من مدينة إلى مدينة لمراجعة إحدى الإدارات الحكومية وأنجز مهمته إلا جزءاً توقف عند موظف قالوا: (ممكن) يحضر بعد الظهر، فانتظرت ولم يحضر.
فقال زميله: (راجعنا بكرة)، فإن حضر فبها وإن لم يحضر سأنهيها لك..!!
ولم يرض أن يؤدي هذه المهمة ويوفر على هذا المواطن بقاء ليلة في مدينه اخرى بدون حاجة..!!
نماذج غياب الضمير لا يمكن حصرها في أسطر معدودة بأي شكل من الأشكال؛ لأنها للأسف الشديد أكثر من أن تُحصَى في ظل غياب الرقابة الصارمة التي تحفظ للمواطن المراجع كرامته وحقوقه.
قلت لأحدهم، عندما شكا لي موقف أحد مديري الإدارات معه، لماذا لا تلجأ لمن هو فوقه..؟
فكان ردُّهُ: ومن يضمن عدم إيذاء هذا الشخص لي في قابل الأيام إذا عرف أنني رفعت أمره إلى رئيسه؟
ويسبب تشويها لسمعتي دون أي جريرة، ولا أحد يمكن أن يقتص لي إلا إذا دخلنا في معاملة طويلة تستغرق أشهر وربما سنوات.
إذاً المسألة ضمير أولاً
وثانياً الرقابة الصارمة على عديمي الضمير الذين ظنوا - وظنهم بكل تأكيد إثم -
أنهم امتلكوا هذه الإدارات، وأن من حقهم أن يمنعوا ويصلوا من يشاؤون. وهذه النماذج للأسف الشديد موجودة بل وبكثرة.
عندما يغيب الضمير يهمل الطبيب مرضاه، وعندما يغيب الضمير يتهاون المدرس في أداء رسالته، وعندما يغيب الضمير يضيع الأمن وينهار الاقتصاد ويسود الظلم ويعم الجور، فتخرب الديار وينهار كل بناء.
إذاً فكل إنجاز يتم إذا لم يكن الضمير فيه حاضراً فإن ضرره سيكون أكثر من نفعه
جريده الجزيره
مواطن قطع أربعمائة كيلومتراً من مدينة إلى مدينة لمراجعة إحدى الإدارات الحكومية وأنجز مهمته إلا جزءاً توقف عند موظف قالوا: (ممكن) يحضر بعد الظهر، فانتظرت ولم يحضر.
فقال زميله: (راجعنا بكرة)، فإن حضر فبها وإن لم يحضر سأنهيها لك..!!
ولم يرض أن يؤدي هذه المهمة ويوفر على هذا المواطن بقاء ليلة في مدينه اخرى بدون حاجة..!!
نماذج غياب الضمير لا يمكن حصرها في أسطر معدودة بأي شكل من الأشكال؛ لأنها للأسف الشديد أكثر من أن تُحصَى في ظل غياب الرقابة الصارمة التي تحفظ للمواطن المراجع كرامته وحقوقه.
قلت لأحدهم، عندما شكا لي موقف أحد مديري الإدارات معه، لماذا لا تلجأ لمن هو فوقه..؟
فكان ردُّهُ: ومن يضمن عدم إيذاء هذا الشخص لي في قابل الأيام إذا عرف أنني رفعت أمره إلى رئيسه؟
ويسبب تشويها لسمعتي دون أي جريرة، ولا أحد يمكن أن يقتص لي إلا إذا دخلنا في معاملة طويلة تستغرق أشهر وربما سنوات.
إذاً المسألة ضمير أولاً
وثانياً الرقابة الصارمة على عديمي الضمير الذين ظنوا - وظنهم بكل تأكيد إثم -
أنهم امتلكوا هذه الإدارات، وأن من حقهم أن يمنعوا ويصلوا من يشاؤون. وهذه النماذج للأسف الشديد موجودة بل وبكثرة.
عندما يغيب الضمير يهمل الطبيب مرضاه، وعندما يغيب الضمير يتهاون المدرس في أداء رسالته، وعندما يغيب الضمير يضيع الأمن وينهار الاقتصاد ويسود الظلم ويعم الجور، فتخرب الديار وينهار كل بناء.
إذاً فكل إنجاز يتم إذا لم يكن الضمير فيه حاضراً فإن ضرره سيكون أكثر من نفعه
جريده الجزيره