مغروور قطر
27-09-2005, 03:47 AM
هوس الأسهم» يخلي الدوائر الرسمية من الموظفين
تحقيق- راجي عامر- هيثم حسام الدين
تتسابق دول مجلس التعاون الخليجي على تزويد أسواقها المالية بعدد كبير من الشركات الجديدة وشهدت في الآونة الأخيرة اقبالا شديدا من المستثمرين على الاكتتاب في أسهم تلك الشركات في وقت ترتفع فيه أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية ساهمت بدورها في ارتفاع أسعار أسهم الشركات المدرجة حديثا كما حدث في سوق الدوحة للأوراق المالية عندما ادرجت آخر شركة فيه وهي شركة دلالة للوساطة والاستثمار القابضة (دلالة) حيث بلغ سعر سهمها عند ادراجه للتداول في الرابع من الشهر الجاري مستوى لم يبلغه سهم شركة اخرى منذ تأسيس السوق وما يثير الدهشة هو الاقبال غير المسبوق من مختلف المستثمرين من شتى الشرائح رجالا ونساء كبارا وصغارا وتوظيفهم قصوى طاقاتهم ومدخراتهم بغية الحصول على اعلى نسبة من الاسهم المطروحة للاكتتاب‚ ورغم ان اسعار الاسهم تستهلك مجمل مدخرات المستثمرين تقريبا الا ان «هوس» الاكتتاب في الاسهم سيطر على هواجس المواطنين وصنع من عقول بعضهم عقولا الكترونية قادرة على تنسيق استثماراتهم بهدف الحصول على اكبر قدر من الاسهم المخصصة لهم في الاكتتاب‚ وعن هذا «الهوس» المتصاعد لمعظم المستثمرين بأهمية الصورة العصرية لمن يملك عددا كبيرا من الاسهم اخترقت «البورصة» مقصورة الغرف واستمعت الى عدد من المستثمرين المواطنين عن تداول الاسهم والتقت عددا آخر ممن تعود على النظر اليها فقط دون ان يحاول ولو حتى التفكير في شرائها‚ في البداية تحدثنا مع المستمر حمد صمعان الهاجري الذي أكد أن السوق المالي أصبح يعيش حالة من الاكتظاظ اليومي تحت شاشات الأسعار وعلى الأدرج وفي الأروقة ومن مختلف الشرائح والفئات العمرية‚
وأضاف: أصبحنا نشاهد وجوها جديدة في كل يوم منهم الخليجي والأجنبي ومختلف الأجناس متسائلا عن منبع جميع هؤلاء المستثمرين الجدد ومكان عملهم وطبيعة عملهم‚ وهل يعمل هؤلاء في وظائف تسمح لهم بترك مهامهم للذهاب إلى البورصة أو ما هو المبرر المستخدم من قبل هؤلاء لكي يقنعوا فيها مسؤوليهم بما هم مقدمون عليه وعزا الهاجري استخدام كل هذه الحيل والمبررات إلى الاعتقاد بأن من يستثمر في الاسهم يحصل على ربح سريع وثروة كبيرة سواء كان هذا الاستثمار مبنيا على الاقتراض من البنوك أو على سلفة من أحد أفراد العائلة أو من صديق أو حتى بامتلاك شخصي‚ مشيرا إلى خطورة هذه الافكار والتصرفات التي قد تسبب متاعب كبيرة على المستثمرين لعدم ادراكهم آلية عمل السوق وكيفية التداول في الأسهم‚
ولفت الهاجري إلى ضرورة أن يقوم أي استثمار في الأسهم على قدر كاف من الوعي والادراك التام بطبيعة عمل الأسهم وأن يأتي من خلال قنوات استثمارية ويبذل مجهودا كبيرا في البحث والاطلاع على القواعد والأسس التي تقوم عليها الشركات المدرجة في السوق ضمانا لدخوله إلى هذا المجال بخطى واثقة وبشكل منظم وصحيح سواء حصل على ربح مقنع او لم يحالفه الحظ مشيرا في الوقت نفسه الى امكانية ان يتسبب خوض هذا المجال ببعض الخسائر الناجمة عن حركة طبيعية تحدث في اية بورصة‚
وعن الاحتمال الكبير وغير المسبوق على مقصورة السوق من قبل المستثمرين قال المستثمر عبدالله طاهر ان حالة الاندفاع هذه ناجمة عن ترك عدد من العاملين في مجالات مختلفة في مؤسسات الدولة لوظائفهم وان الاقبال على البورصة اصبح كبيرا جدا وتؤمه فئات مختلفة الانواع والاعمار وممن يمتلك خبرة في الاستثمار او ممن ليست لديه ادنى فكرة عن هذا الموضوع مشيرا الى اهمية البحث عن الاستشارة اللازمة للعمل الاستثماري والتي تقلل من درجة المخاطرة والى ضرورة تحديد استراتيجية معينة (استثمار بعيد الاجل او قصير الاجل) وان يشتري الاسهم على اسس صحيحة وان يتأكد من مصداقية الاخبار المفاجئة باعتبارها مهمة لمن يتعامل في مجال الاسهم ولفت ايضا الى تفادي الاشاعات وعدم التأثر بها وان عدم الاعتقاد بان هناك من المستثمرين من يحقق ارباحا خيالية من خلال المضاربة واصفا ان هذه الارباح الخيالية ناجمة عن نوع من المغامرة وليست مضاربة‚ وقال قد يفقد المستثمر كل ما حققه من ارباح وقد يخسر من مدخراته ايضا اذا اعتمد على عنصر المغامرة‚ وقال طاهر: نجد ان من يملك الاسهم يبحث وراء ترويج الاشاعات لخدمة مصالحة الخاصة فعندما يشتري السهم يقوم بنشر الاشاعات التي تساعد في ارتفاعه ليحقق مبتغاه من الارباح بشكل سريع ونجد ايضا نفس المستثمر عند بيعه للاسهم التي يملكها باللجوء الى ايهام المستثمرين بأن السهم مقدم على هبوط حاد ليحصل على افضل سعر للشراء ونصح طاهر المستثمرين بالبحث الدقيق في مضامين الاخبار التي يسمعونها وعدم الاقدام على أي خطوة بيعا او شراء قبل التأكد من صحة تلك الاخبار‚
حلول سريعة
من جانبه اكد المهندس احمد عمر عبدالمعز ان من حق الجميع الاستثمار في السوق المالي ولكن مع الاخذ في الاعتبار ان هناك وظائف لهم يجب الاهتمام بها وعدم تركها لمتابعة مصالحهم الشخصية مشيرا الى ان السوق اصبح زاخرا بالعديد من الوجوه التي يصعب تحديد هويتها وكذلك فان المستثمر يمكن ان يتابع حركة السوق عن طريق الانترنت ولا داعي للحضور شخصيا حيث ان اغلب المستثمرين يتعاملون مع وسطاء معروفين لديهم ويقومون بعمليات البيع والشراء لهم لذلك انه من الممكن تسيير هذه العملية هاتفيا دون الحضور للسوق‚
ويتابع ان المستثمر يجب ان يكون ذا رؤية واضحة ومؤمنا بأن المصلحة العامة اهم من المصلحة الشخصية حيث ان ترك هؤلاء المستثمرين لوظائفهم يؤثر على اداء العمل لكل شخص فيهم حيث ان العمل سلسلة مترابطة ومتصلة تقوم على بعضها البعض مضيفا انه لا يمكن اعتبار اي شخص مستثمرا لمجرد ان له عددا من الاسهم في السوق ولكن هذا اللقب يطلق على الشخص الواعي ذي الرؤية المستقبلية الواضحة والذي يعتبر الاتجار بالاسهم هو عمله الأساسي مؤكدا انه ليس ما يمنع ان يتكسب كل الناس ولكن بشرط عدم الاضرار بوظائفهم واعمالهم التي بلا شك تتأثر بغيابهم اليومي لساعات طويلة مع ان الحل سهل وبسيط ويتلخص في متابعة السوق على الموقع الخاص به واعطاء أوامر البيع والشراء بالهاتف‚
هوس الأسهم
وفيما كنت اوقف سيارتي في مكان بجانب الشارع المقابل للبورصة استرعى انتباهي شاب يوقف سيارته فوق الرصيف قريبا من مبنى البورصة مع العلم انها ليست «فورويل» وعند متابعتي لتصرفاته التي قرأت فيها اهتمامه الكبير ولهفته الشديدة للوصول الى السوق ليواكب الحشد الهائل التي ينتظره في الداخل استمحته عذرا سائلا: هل لديك فكرة عن السعر الذي وصل إليه سهم «ناقلات» اجاب على الفور: «هادا اللي مجنني»‚ فقد تأخرت في النوم ولم استيقظ باكرا وذهب علي اليوم وانا عالق في زحمة السير واعصابي لم تعد قادرة على مقاومة المسافة التي تبعدني عن البورصة «يالله مع السلامة»!!
وهم مهرولا بين السيارات لحقته راكضا وقلت «هيه‚ انا اعمل صحفي في الشؤون الاقتصادية ولدي لك خبر سار عن ناقلات» التفت إليّ مادا يده قائلا: أسرع اخبرني ما هو الخبر السار وهل وصلت اول ناقلة غاز او هل هي في الطريق؟ هيا قل ما هو ذلك الخبر؟ اجبته: يقولون ان سعرها سيرتفع اليوم الى اعلى مستوى له «لمت أب» سرعان ما بدا على تقسيمات وجهة ما يدل على انه في غاية السعادة وتابع قائلا: «تعال‚ تعال معي‚ اني ارى في وجهك خيرا عليّ هذا الصباح»‚ شعرت حينها بالحرج والخوف وخشيت من ان اكون مخطئا فيما تسرعت بقولي له هذه الكلمات التي جعلت منه انسانا في غاية السعادة وقلت في نفسي إنشاء الله يكون سعر «ناقلات» مطلوبا على «اللمت أب» كما أخبرته‚
وفيما كنا نسير معا بخطى مسرعة جاءتني الفكرة التي خلصتني من هذا المأزق الذي اوقعت نفسي به فعندما دعاني ذلك الشاب الذي تبين فيما بعد ان اسمه خالد الى قطع الشارع من تحت المنصف الذي يفصل بين الشارعين المقابلين للبورصة قلت له: ان لا استطيع ان اقطع الشارع كما ستفعل انت اسبقني وانتظرني وسألحقك بعد قليل‚
مضى مسرعا دون ان يتخذ الحذر اللازم لقطع الشارع ولكي اتابع تحقيقي مع الشريحة المطلوبة ولاعتقادي بأن البورصة تعج بزخم كبير من المستثمرين اتصلت بأحد الاصدقاء المترددين بشكل يومي على السوق سائلا عن سعر شركة «ناقلات» بالتحديد حالفني الحظ يومها اكثر من مرة‚
تحقيق- راجي عامر- هيثم حسام الدين
تتسابق دول مجلس التعاون الخليجي على تزويد أسواقها المالية بعدد كبير من الشركات الجديدة وشهدت في الآونة الأخيرة اقبالا شديدا من المستثمرين على الاكتتاب في أسهم تلك الشركات في وقت ترتفع فيه أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية ساهمت بدورها في ارتفاع أسعار أسهم الشركات المدرجة حديثا كما حدث في سوق الدوحة للأوراق المالية عندما ادرجت آخر شركة فيه وهي شركة دلالة للوساطة والاستثمار القابضة (دلالة) حيث بلغ سعر سهمها عند ادراجه للتداول في الرابع من الشهر الجاري مستوى لم يبلغه سهم شركة اخرى منذ تأسيس السوق وما يثير الدهشة هو الاقبال غير المسبوق من مختلف المستثمرين من شتى الشرائح رجالا ونساء كبارا وصغارا وتوظيفهم قصوى طاقاتهم ومدخراتهم بغية الحصول على اعلى نسبة من الاسهم المطروحة للاكتتاب‚ ورغم ان اسعار الاسهم تستهلك مجمل مدخرات المستثمرين تقريبا الا ان «هوس» الاكتتاب في الاسهم سيطر على هواجس المواطنين وصنع من عقول بعضهم عقولا الكترونية قادرة على تنسيق استثماراتهم بهدف الحصول على اكبر قدر من الاسهم المخصصة لهم في الاكتتاب‚ وعن هذا «الهوس» المتصاعد لمعظم المستثمرين بأهمية الصورة العصرية لمن يملك عددا كبيرا من الاسهم اخترقت «البورصة» مقصورة الغرف واستمعت الى عدد من المستثمرين المواطنين عن تداول الاسهم والتقت عددا آخر ممن تعود على النظر اليها فقط دون ان يحاول ولو حتى التفكير في شرائها‚ في البداية تحدثنا مع المستمر حمد صمعان الهاجري الذي أكد أن السوق المالي أصبح يعيش حالة من الاكتظاظ اليومي تحت شاشات الأسعار وعلى الأدرج وفي الأروقة ومن مختلف الشرائح والفئات العمرية‚
وأضاف: أصبحنا نشاهد وجوها جديدة في كل يوم منهم الخليجي والأجنبي ومختلف الأجناس متسائلا عن منبع جميع هؤلاء المستثمرين الجدد ومكان عملهم وطبيعة عملهم‚ وهل يعمل هؤلاء في وظائف تسمح لهم بترك مهامهم للذهاب إلى البورصة أو ما هو المبرر المستخدم من قبل هؤلاء لكي يقنعوا فيها مسؤوليهم بما هم مقدمون عليه وعزا الهاجري استخدام كل هذه الحيل والمبررات إلى الاعتقاد بأن من يستثمر في الاسهم يحصل على ربح سريع وثروة كبيرة سواء كان هذا الاستثمار مبنيا على الاقتراض من البنوك أو على سلفة من أحد أفراد العائلة أو من صديق أو حتى بامتلاك شخصي‚ مشيرا إلى خطورة هذه الافكار والتصرفات التي قد تسبب متاعب كبيرة على المستثمرين لعدم ادراكهم آلية عمل السوق وكيفية التداول في الأسهم‚
ولفت الهاجري إلى ضرورة أن يقوم أي استثمار في الأسهم على قدر كاف من الوعي والادراك التام بطبيعة عمل الأسهم وأن يأتي من خلال قنوات استثمارية ويبذل مجهودا كبيرا في البحث والاطلاع على القواعد والأسس التي تقوم عليها الشركات المدرجة في السوق ضمانا لدخوله إلى هذا المجال بخطى واثقة وبشكل منظم وصحيح سواء حصل على ربح مقنع او لم يحالفه الحظ مشيرا في الوقت نفسه الى امكانية ان يتسبب خوض هذا المجال ببعض الخسائر الناجمة عن حركة طبيعية تحدث في اية بورصة‚
وعن الاحتمال الكبير وغير المسبوق على مقصورة السوق من قبل المستثمرين قال المستثمر عبدالله طاهر ان حالة الاندفاع هذه ناجمة عن ترك عدد من العاملين في مجالات مختلفة في مؤسسات الدولة لوظائفهم وان الاقبال على البورصة اصبح كبيرا جدا وتؤمه فئات مختلفة الانواع والاعمار وممن يمتلك خبرة في الاستثمار او ممن ليست لديه ادنى فكرة عن هذا الموضوع مشيرا الى اهمية البحث عن الاستشارة اللازمة للعمل الاستثماري والتي تقلل من درجة المخاطرة والى ضرورة تحديد استراتيجية معينة (استثمار بعيد الاجل او قصير الاجل) وان يشتري الاسهم على اسس صحيحة وان يتأكد من مصداقية الاخبار المفاجئة باعتبارها مهمة لمن يتعامل في مجال الاسهم ولفت ايضا الى تفادي الاشاعات وعدم التأثر بها وان عدم الاعتقاد بان هناك من المستثمرين من يحقق ارباحا خيالية من خلال المضاربة واصفا ان هذه الارباح الخيالية ناجمة عن نوع من المغامرة وليست مضاربة‚ وقال قد يفقد المستثمر كل ما حققه من ارباح وقد يخسر من مدخراته ايضا اذا اعتمد على عنصر المغامرة‚ وقال طاهر: نجد ان من يملك الاسهم يبحث وراء ترويج الاشاعات لخدمة مصالحة الخاصة فعندما يشتري السهم يقوم بنشر الاشاعات التي تساعد في ارتفاعه ليحقق مبتغاه من الارباح بشكل سريع ونجد ايضا نفس المستثمر عند بيعه للاسهم التي يملكها باللجوء الى ايهام المستثمرين بأن السهم مقدم على هبوط حاد ليحصل على افضل سعر للشراء ونصح طاهر المستثمرين بالبحث الدقيق في مضامين الاخبار التي يسمعونها وعدم الاقدام على أي خطوة بيعا او شراء قبل التأكد من صحة تلك الاخبار‚
حلول سريعة
من جانبه اكد المهندس احمد عمر عبدالمعز ان من حق الجميع الاستثمار في السوق المالي ولكن مع الاخذ في الاعتبار ان هناك وظائف لهم يجب الاهتمام بها وعدم تركها لمتابعة مصالحهم الشخصية مشيرا الى ان السوق اصبح زاخرا بالعديد من الوجوه التي يصعب تحديد هويتها وكذلك فان المستثمر يمكن ان يتابع حركة السوق عن طريق الانترنت ولا داعي للحضور شخصيا حيث ان اغلب المستثمرين يتعاملون مع وسطاء معروفين لديهم ويقومون بعمليات البيع والشراء لهم لذلك انه من الممكن تسيير هذه العملية هاتفيا دون الحضور للسوق‚
ويتابع ان المستثمر يجب ان يكون ذا رؤية واضحة ومؤمنا بأن المصلحة العامة اهم من المصلحة الشخصية حيث ان ترك هؤلاء المستثمرين لوظائفهم يؤثر على اداء العمل لكل شخص فيهم حيث ان العمل سلسلة مترابطة ومتصلة تقوم على بعضها البعض مضيفا انه لا يمكن اعتبار اي شخص مستثمرا لمجرد ان له عددا من الاسهم في السوق ولكن هذا اللقب يطلق على الشخص الواعي ذي الرؤية المستقبلية الواضحة والذي يعتبر الاتجار بالاسهم هو عمله الأساسي مؤكدا انه ليس ما يمنع ان يتكسب كل الناس ولكن بشرط عدم الاضرار بوظائفهم واعمالهم التي بلا شك تتأثر بغيابهم اليومي لساعات طويلة مع ان الحل سهل وبسيط ويتلخص في متابعة السوق على الموقع الخاص به واعطاء أوامر البيع والشراء بالهاتف‚
هوس الأسهم
وفيما كنت اوقف سيارتي في مكان بجانب الشارع المقابل للبورصة استرعى انتباهي شاب يوقف سيارته فوق الرصيف قريبا من مبنى البورصة مع العلم انها ليست «فورويل» وعند متابعتي لتصرفاته التي قرأت فيها اهتمامه الكبير ولهفته الشديدة للوصول الى السوق ليواكب الحشد الهائل التي ينتظره في الداخل استمحته عذرا سائلا: هل لديك فكرة عن السعر الذي وصل إليه سهم «ناقلات» اجاب على الفور: «هادا اللي مجنني»‚ فقد تأخرت في النوم ولم استيقظ باكرا وذهب علي اليوم وانا عالق في زحمة السير واعصابي لم تعد قادرة على مقاومة المسافة التي تبعدني عن البورصة «يالله مع السلامة»!!
وهم مهرولا بين السيارات لحقته راكضا وقلت «هيه‚ انا اعمل صحفي في الشؤون الاقتصادية ولدي لك خبر سار عن ناقلات» التفت إليّ مادا يده قائلا: أسرع اخبرني ما هو الخبر السار وهل وصلت اول ناقلة غاز او هل هي في الطريق؟ هيا قل ما هو ذلك الخبر؟ اجبته: يقولون ان سعرها سيرتفع اليوم الى اعلى مستوى له «لمت أب» سرعان ما بدا على تقسيمات وجهة ما يدل على انه في غاية السعادة وتابع قائلا: «تعال‚ تعال معي‚ اني ارى في وجهك خيرا عليّ هذا الصباح»‚ شعرت حينها بالحرج والخوف وخشيت من ان اكون مخطئا فيما تسرعت بقولي له هذه الكلمات التي جعلت منه انسانا في غاية السعادة وقلت في نفسي إنشاء الله يكون سعر «ناقلات» مطلوبا على «اللمت أب» كما أخبرته‚
وفيما كنا نسير معا بخطى مسرعة جاءتني الفكرة التي خلصتني من هذا المأزق الذي اوقعت نفسي به فعندما دعاني ذلك الشاب الذي تبين فيما بعد ان اسمه خالد الى قطع الشارع من تحت المنصف الذي يفصل بين الشارعين المقابلين للبورصة قلت له: ان لا استطيع ان اقطع الشارع كما ستفعل انت اسبقني وانتظرني وسألحقك بعد قليل‚
مضى مسرعا دون ان يتخذ الحذر اللازم لقطع الشارع ولكي اتابع تحقيقي مع الشريحة المطلوبة ولاعتقادي بأن البورصة تعج بزخم كبير من المستثمرين اتصلت بأحد الاصدقاء المترددين بشكل يومي على السوق سائلا عن سعر شركة «ناقلات» بالتحديد حالفني الحظ يومها اكثر من مرة‚