المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس في الأمر سياسة ولا نووي إيراني.. هبوط صحي لا أكثر ولا أقل



ROSE
31-10-2007, 07:47 AM
ليس في الأمر سياسة ولا نووي إيراني.. هبوط صحي لا أكثر ولا أقل
التصحيح كان متوقعا.. والحجج الأخرى سقطت واهية





31/10/2007 كتب منير يونس :
هبط السوق مجددا كما كان متوقعا، وبهبوط الأمس يكون المؤشر السعري تراجع 4.5% قياسا بما وصل إليه عند أعلى مستوى، كما هبط المؤشر الوزني من أعلى مستوى بلغه 5%، ويعني ذلك ان التصحيح جاء شاملا لم يوفر اسهما صغيرة ولا كبيرة، وسقطت كل الادعاءات بأن هناك ملاذا آمنا مقابل ملاذ غير آمن. لم يكن أي مستثمر أمس بمأمن من الهبوط لأن السوق اذكى من الجميع.. انه يصحح أوضاعه شاء من شاء وأبى من أبى.
وكانت 'القبس' أشارت لوحدها في يونيو الماضي ونقلا عن تقرير لبنك نومورا العالمي خلال اكتوبر الحالي ان في السوق أسعارا ارتفعت حد التضخم، وان معدل P/E (مكررات الربحية) لما بين 30 الى 50 سهما وصلت حد الفقاعة بما في ذلك أسهم بعض الشركات القيادية.
اذا السوق كان ناضجا للتصحيح ولا يحتاج الى حجة من هنا وأخرى من هناك (ونظرية الحجة تصلح أيضا أوقات الصعود القياسي) وحجج الأمس وقبله كانت متعلقة بالأزمة السياسية الداخلية والتشكيل الوزاري غير الحائز على الاجماع، كما لو ان البلاد لم تمر بأزمات سياسية خلال ،2007 بما هو اشد من الازمة الحالية، وهناك من تبرع ليذكر التهديد العسكري الايراني بهجمات انتحارية في الخليج لو تعرضت ايران لهجوم اميركي او غربي.. كما لو ان الازمة النووية الايرانية وليدة البارحة فقط والعلاقات الايرانية مع العالم كانت سمنا وعسلا من قبل!! الى ذلك تذكر البعض ان لا اصلاحات ولا مشاريع في البلاد، لذا لابد للسوق ان يهبط.. وهنا ايضا حجة واهية اخرى كما لو كانت البلاد تنعم بإصلاحات جذرية ومشاريع عملاقة ايام صعد السوق 20 و30 و40%!! أسقط ما بيد بعض المحللين المفتشين عن شماعات فاذا بالبعض ينبري ليؤكد ان مجموعة ال61 شركة المعترضة على قرارات لجنة السوق تضغط على السوق حتى تصل 'الرسالة' الى الحكومة التي عليها انصاف المتضررين.. وهنا ايضا يتضح مدى هشاشة التحليل لان الشركات المعترضة اذكى من ان تذبح نفسها حتى يتم انصافها.
ربما كان السوق بحاجة لكل هذه الحجج حتى يعذره اهله، لكنه كان مقبلا على التصحيح لا محالة، توافرت الحجج او لم تتوافر لان سوق الكويت ابلى احسن بلاء خليجيا وبين الاسواق الناشئة خلال هذا العام، وكان بين الافضل عالميا ايضا بصعود المؤشر الوزني اكثر من 45% والسعري اكثر من 25%. وكان مؤشر 13 الف نقطة بمنزلة نقطة وصول الماراثون الذي وصل المتسابقون فيه على آخر نفس يلهثون.. يلهثون فانقطع الحيل.
عند الوصول حقق الجميع مكاسب اكثر من ممتازة وكان لابد من السؤال: الى اين من هنا؟ نستمر في التصعيد ام نجعل السوق يصحح ويؤسس على مستويات سعرية جديدة مغرية؟ الجواب كان واضحا من دون حاجة لتشاور اثنين عليه: دعوا السوق يهبط لانه لو صعد اكثر يصل حد الفقاعة التي ليس لاحد قوة على تحملها وتحمل نتائجها. ولابد من جني ارباح قبل فوات الفوت وانقطاع حبل الصوت. والتصحيح مناسب جدا الان بعدما اتضحت معالم الارباح نسبيا ولم يعد هناك من مفاجآت ايجابية اضافية، وعلى المحافظ والصناديق ان تغير بعض المراكز وتقطف بعض الثمار الاكيدة التي تحتفظ بها لميزانيات نهاية العام.
ومن الملاحظات الدالة على 'التكييش' شبه الشامل انه عند النزول عادة كان المستثمرون يتجهون ناحية الاسهم الثقيلة مثل البنوك والاتصالات واسهم الخدمات الممتازة، لكن ما حصل امس ان تلك السلع هبطت كغيرها وربما اكثر ما يعني ان محافظ وصناديق سيلت اسهما قيادية، وفي المعلومات ايضا ان اموالا خليجية ومحلية 'ساخنة' خرجت من السوق المحلي خلال اليومين الماضيين لقناعتها بما حققته واتجهت ناحية بعض اسواق الخليج المرتفعة.
الى ذلك، من الملاحظ ان قطاعي الاستثمار والخدمات كانا الاكثر نزولا لان في الاستثمار وبعض شركات الخدمات المحافظ متخمة بالاسهم المحلية، ولقناعة بعض صناع السوق بالمستويات المحققة اندلعت موجهة التكييش، فهلع الصغار للبيع كعادة تصرف القطيع فتعاظم الهبوط الى مستويات قد يعود 'الصناع' الى جمع السلع اعتبارا منها، وكذلك الحال بالنسبة لشركات العقار، لا سيما تلك المتاجرة بالاسهم على نحو مفرط، حيث لجأت هي الاخرى للبيع الجماعي.
خلاصة القول ان التصحيح شر لا بد منه، ومن السذاجة الاعتقاد بأن هناك سوقا تسير في اتجاه واحد دائما، فسنة الاسواق الصعود.. الصعود ثم التصحيح والاستراحة لمعاودة الصعود وهكذا.