المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بتنا نخاف من العين والحسد الى درجة الجنون (1)



ajaqeel
04-11-2007, 11:49 PM
http://up20.arabsh.com/1/f657823.jpg (http://up20.arabsh.com)

لا ادري اي مرض نفسي وصلنا اليه حتى بتنا نخاف من العين والحسد الى درجة الجنون، ونكذب كل كذبة أكبر من اختها على انفسنا وعلى الآخرين خوفا من العين ودرءا للحسد.. وأي شك فيمن حولنا جعلنا نفقد الثقة بوجود النوايا الطيبة والايمان بالقضاء والقدر، حتى أصبحنا نظن أن الناس جميعهم يحسدوننا ويغارون منا، مما جعل العلاقات الحميمية في خبر كان، وطغت المصلحة على العلاقات الانسانية، حتى بات بعض الناس يتخوفون من اي سؤال حتى لو كان 'كيف الحال'؟ فيردون عليه بحذر، هذا ان لم يبدأوا بالشكوى والتذمر من حالهم، حتى لو كانوا في أحسن حال، من باب طرد العين والحسد.
وان كان الحسد والعين مذكورين في القرآن والسنة وفي الشرائع ايضا، وقيل في الأمثال عن العين أنها 'تدخل الجمل بالقدر.. والرجل بالقبر'، فإن ما نعنيه في تحقيقنا هو الخوف الزائد من الحسد إلى الحد المرضي الذي يجعل البعض يخافون من الاجابة عن اي سؤال، مهما كان بسيطا، حتى بات من يجيب اليوم بصراحة عن أحواله او أحوال أهله.. يتهم بالطيبة و'الهبل' بالمفهوم العامي وانه 'جريء' لا يخشى العين بل يجلب لنفسه الحسد.. وفي المقابل اصبح الناس يخافون ان يمتدحوا احدا حتى لا يقال انهم يحسدونه.
تحقيقنا التالي يؤكد ذلك من خلال آراء الناس. تابعوا معنا ما قالوه وما يفعلونه للبعد عن العين.
كنت في جلسات نسائية ضمت ما يفوق ثلاثين امرأة.. احدانا كانت تعتذر بين الفنية والاخرى وتذهب الى دورة المياه.
وعندما تكرر الامر كثيرا، سألتها سيدة كانت تجلس بقربي من باب الفضول 'خير ان شاء الله'، فاجابتها الاخرى 'ربما اصابني اسهال'. وعلى الفور ردت عليها السيدة بهمس 'اسكتي لعل احدا يسمعك، فاليوم لا احد يخبر الآخر بأن لديه اسهالا، فالناس يعانون الامساك. اكتمي الامر والا طرقوك عينا'.

http://up20.arabsh.com/1/c109e34.jpg (http://up20.arabsh.com)

لم اتمالك نفسي من الضحك بصوت مرتفع، فهل وصلنا الى هذا الحد من الخوف من العين حتى أصبح عند البعض هاجسا مرضيا، وبتنا نحسد بعضنا على دخول الحمام.
تذكرت وقتها قصة حدثت لي مع جارتي في أول زواجي. كانت تفوقني عمرا، ولم تكن هناك أمور مشتركة بيننا تدعو كلانا الى حسد بعضنا البعض.
كانت في منتصف العمر، او يزيد، ولديها ابن في الثانوية العامة. وكنت كلما رأيتها وسألتها عن حالها من باب السؤال التقليدي أجابت على مضض 'الله يعين'. وان صدف وتذكرت ان ابنها في الثانوية العامة وعلي من باب المجاملة السؤال عنه، أخذت تشتكي من اضطرابه وعجزه عن التركيز في الدراسة، حتى اشعرتني بأنه قد يرسب.. واخذت على عاتقي الدعاء له في كل صلاة بالنجاح حتى لا تتحقق مخاوف امه المسكينة.
وذات يوم وجدتها تطرق بابي بعنف، فهرولت مسرعة، واذا بها تحمل الحلوى وتبشرني بان ابنها من العشرة الاوائل على الكويت، وتطلب مني اجراء مقابلة صحفية معه.
ومع الفرحة أصابني الذهول.. فأي فكرة تلك التي زرعتها في مخيلتي عن ابنها المتوقع رسوبه، واي نتيجة تلك التي اسمعها وتنزل بي كالصاعقة. لكني تعلمت منها درسا عندما قالت لي لاحقا 'داري على شمعتك تقيد'.
كسرت الساعة.. وذراعها
منى يعقوب تؤكد ان هاجس الخوف من العين اصبح لا يطاق في المجتمع الكويتي، فالناس أصبحوا يتخوفون من اي شيء، مهما كان بسيطا، ومن اتفه الامور. وتستطرد قائلة:
المرأة اكثر تخوفا من الرجل، وهي متناقضة، تحب المديح وفي الوقت نفسه تخشى العين، حتى اصبحت ترى الكلمة الجميلة كابوسا مرعبا يخفي وراءه قدرا سيئا، فان جاملتها امرأة اخرى وامتدحت جمالها او فستانها او حتى حذاءها.. خافت وعلى الفور هبت في وجهها قائلة 'الله يستر من عيونك'، وتظل تنتظر ما قد يؤول بها ذلك المديح الذي ربما قيل لمجاملتها او اسعادها.
ووافقتها الرأي ريم الفهد في ان هذا الهاجس اصبح كابوسا مخيفا، وأضافت:
الحسد موجود وخطورته يمكن ملاحظتها سريعا. فمرة كنت في احدى حفلات الافراح، وامتدحت احداهن الساعة التي أضعها في يدي، وما هي الا دقائق حتى شعرت بعرق ينصب من يدي تطور الى الم شديد. وانتهى الامر بانكسار الساعة وذهابي في اليوم التالي الى الدوام وقد لففت يدي من الالم.
يلبسون أولادهم ملابس البنات

http://up20.arabsh.com/1/816b26c.gif (http://up20.arabsh.com)

مصطفى شحاتة يحدثنا عن بعض الظواهر الأخرى الناتجة عن الخوف المرضي من الحسد. يقول:
بعض الامهات عندما يرزقن باولاد ذكور، يلبسونهم، خصوصا في السنوات الاولى من أعمارهم، ملابس اناث حتى لا يصابوا بالعين. وهذا الامر موجود منذ زمن، لكن هذا الخوف ازداد اليوم اضعافا مضاعفة، حتى اصبحت المرأة تخفي أمر حملها حتى ينكشف، وتخفي جنس الجنين بعد معرفتها له من السونار، حتى لا يحسدها أحد، وتخفي رضاعته حتى لا تعجز، وتخفي امورا كثيرة لاحقة، وكل ذلك لانعدام الثقة بالآخرين ولانتشار الحسد بين الناس وانتصار المصلحة على العلاقات الانسانية، حتى بين الاهل والاقارب.
فمن تسأله اليوم عن احواله رغبة في الاطمئنان عليه او مجاملته، يصدمك بسيل من الشكاوى والتذمر والضيق، ما يجعلك تصدقه وتتألم لحاله، ثم تفاجأ لاحقا بعكس ما يقول.. فتعرف انه 'يخاف من العين'.
الكذب وسيلة للدفاع
المحامي احمد بدوي رأى ان الكذب اليوم هو وسيلة للدفاع عن النفس من العين والحسد عند كثير من الناس، وأضاف:
اكثر ما يكذب بشأنه الناس هذه الأيام خوفا من العين ما يتعلق باوضاعهم المادية او 'الراتب'. فالتجارب السيئة التي يمر بها الانسان في حياته تجعله يضطر إلى التسلح بالكذب تجنبا للحسد.
ايدت ذلك عبير مهران التي عبرت عن قريناتها من النساء قائلة:
ان بعض النساء يكثرن من الشكوى والضجر وابداء الضيق امام الاخريات للايحاء لهن بأنهن غير سعيدات ليحمين انفسهن من العين.
ويصل الكذب ببعضهن الى حد الافتراء على أزواجهن. فتدعي الواحدة منهن في غياب زوجها انه يضربها ويعذبها ويهملها، ثم يتبين بالصدفة ان ذلك الزوج المفترى عليه لا يجرؤ حتى على ان يتفوه بكلمة 'لا' أمام زوجته.
حتى لا يطير العريس
نمار مصطفى تلقي الضوء على جانب آخر من الموضوع قائلة:
هاجس الخوف من الحسد يزداد بشدة عند بدء مشروع الخطبة والزواج خاصة من قبل أهل الفتاة، حيث يتم الامر بكتمان شديد حتى على الأهل والاقرباء، لخوفهم من ان يطير العريس من يد ابنتهم، بل لا يوزع البعض دعوات حضور الزفاف إلا قبل العرس بأيام قليلة. وبصورة عامة أصبح هذا الهاجس واضحا اليوم حتى بين الاخ وأخيه.
دلال المطيري اعتبرت ان هذا الهاجس مرض نفسي موجود ويستسلم له كل من لا يؤمن بقضاء الله وقدره، وأكدت قائلة:
الايمان بالله يبعدنا عن تلك المخاوف المبالغ بها، فالحسد موجود ولكن من الخطأ ان نرجع كل امر إلى العين.

http://up20.arabsh.com/1/3a378b5.jpg (http://up20.arabsh.com)

أخفي ابنك عن الناس
الخوف من عيون الناس، خصوصا في ما يتعلق بالرزق والمال، بات ظاهرة في رأي نشوى عجم أوغلي، تقول:
ترى كثيرا من الناس اليوم يشتكون الفقر وضيق اليد وهم عكس ذلك تماما، واهم أسباب ذلك في رأيي يرجع الى تربية الاهل لاولادهم منذ الصغر على الخوف المبالغ فيه.
ومن واقع تجربتها الشخصية تتذكر نشوى أن أمها وحماتها كانتا تطلبان منها أن تخفي ابنها عن أعين الناس حتى لا يصاب بالحسد.
مليونيرة على بساط الفقر
وأنا أجري هذا التحقيق التقيت سهام السكري التي بكت بمرارة وألم وهي تخبرني بقصتها الحزينة مع العين قائلة:
قبل الغزو العراقي كنت 'مليونيرة'، أو بمعنى أدق ميسورة إلى أبعد الحدود. كان زوجي يملك محلات تجارية عديدة، وكان لي ثلاثة اولاد ذكور يعملون مع زوجي في مجاله التجاري، وكان الناس يحسدوننا على ذلك العز وتلك العزوة.. واثناء الغزو ضاعت المحلات وضاع المال وتشرد الولد.. وأصبح كل واحد منهم في بلد.
(تبكي ثم تسترسل) وبعد تلك التجارب المريرة التي مررت بها لا ألوم أحدا على ذلك الهاجس، بل عليهم أن يخافوا من اعين الناس التي اصبحت تحسد الميت على ميتته.
واشارت الى ان الخوف المبالغ به من العين يكون نتيجة طبيعية لتجارب مريرة، وكما يقول رسولنا الكريم 'استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان'.
حتى الحلم محظوظة فيه
ويذهب سعد الشمري إلى أبعد من ذلك، ويقول ان الناس أصبحوا يحسدون بعضهم البعض حتى على الحلم:
قد يخبر أحدهم شخصا آخر عن حلم سعيد رآه في المنام، فيجيبه على الفور 'حتى الحلم محظوظ فيه؟'، فينقلب الحلم الجميل غما ونكدا على صاحبه، ويستيقظ على واقع أليم.
أما رويدا نصار فاعترفت أنها تخفي كل شيء عن صديقاتها ومعارفها خوفا من العين، وتشرح سبب ذلك قائلة:
أفعل ذلك تحديدا مع من هن 'محرومات' مما أتمتع به درءا للعين وخوفا من الحسد الذي انتشر بين الناس بشكل كبير.
والتقط زوجها محمد قمر أطراف الحديث ليعلق قائلا:
هاجس الخوف من الحسد لم يأت من فراغ، وانما هو نتيجة التجارب السيئة التي يمر بها الانسان، وتؤدي به الى مصائب كفيلة بان تعلمه كيف يتقي العين.
يحسد 'الكلب' على عافيته
حتى 'الكلب' يحسد على عافيته فما بالنا بالانسان وما أنعم عليه ربه من نعم؟ هكذا بدأت زينب الشطي حديثها وأضافت:
الخوف من العين ليس هاجسا انما حقيقة مذكورة في القرآن والسنة.. والناس معذورون في خوفهم المبالغ به.
ومازلت اسمع عجب العجاب عن التصرفات الناتجة من الحسد خصوصا عندما سمعت ما قالته نادية زكريا التي تخاف ان تسمع مديحا حتى لو كان على 'حذائها' لأنها توقن بأنه سيتلف.
الا ان رأي علا مرعب جاء ليخفف من وطأة الخوف المبالغ به من العين قائلة:
أؤمن بالحسد، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، ولا اضطر إلى الكذب لحماية نفسي من العين، على الرغم من أن الناس يلومونني على ذلك.
واخبرتنا انه عندما سألتها إحداهن عن عمر ابنها وقالت لها انه يبلغ العامين ونصف العام، لامتها قريبتها على صراحتها، وطلبت منها عندما تسألها احداهن عن عمره مرة أخرى ان تخبرها ان عمره خمس سنوات، حيث انه يبدو كذلك، حتى لا يصاب بالعين.
همسة أخيرة
إذا كنا سنخفي على بعضنا البعض أبسط الامور ونخاف سماع المديح لاعتقادنا بأنه اذى وعين.. ونخشى الاجابة على 'كيف الحال'؟ فما الداعي للقائنا إذن! وهل نلتقي ببعضنا للشكوى والتذمر والكذب درءا للعين.. ولهذا اقترح ان يبقى كل منا في بيته ما دام مريضا بهاجس الخوف من العين.. وبهذه الطريقة يضمن ان لا يحسده احد.. والله المستعان.


للموضوع تكملة في (2)
منقول من جريدة كويتية مع التصرف

الطرف الأغر
04-11-2007, 11:59 PM
الأذكــار مع التوكــل على الله ،، و اذا صادنا شي نقول الحمدالله قدر الله وما شاء فعل

مع اني أؤمن وبشده بمسألة الحسد والعين ،، لكن ايماني بالله وبحفظه ورعايته أقوى من ايماني بالحسد

قرأت مره في كتاب لـ صلاح الراشد ،، ان الانسان يهيأ نفسه للعين أكثر ويكون بيئه خصبه لاجتذاب العين والحسد نحوه ،، اذا كان في نفسه موقن بأنه سوف يحسد

وعلاجه هو الأذكار والتوكل على الله ،، ومن يومها انا ماشيه على هذه المبدأ وهو التوكل والرضى

وحبيت أعلق على نقطة في الموضوع ،، عن المرأه الي تشتكي حال ولدها في الدراسه وطلع من العشره الأوائل ،، حسيت نفسي نفس الشي ،، ومن غير قصد ،، لأن دايما شعور الأم وخاصه الي ادور على الكمال ،، بأن اعيالها ما ادرسو عدل وانها مقصره و أمور كثيرة ،، و أتم أتحندا واشتكي عن ضعف مستواهم الدراسي ،، لكن في النهاية النتائج ممتازه ،، والله العالم ان كلامي نابع من خوف وصدق ،، واحساسي بأني مادرستهم عدل ،، ومب عشان لا يحسدونهم ،، لأن ربي الحافظ

شكرا على الطرح القيم والجميل

ajaqeel
05-11-2007, 12:02 AM
الأذكــار مع التوكــل على الله ،، و اذا صادنا شي نقول الحمدالله قدر الله وما شاء فعل

مع اني أؤمن وبشده بمسألة الحسد والعين ،، لكن ايماني بالله وبحفظه ورعايته أقوى من ايماني بالحسد

قرأت مره في كتاب لـ صلاح الراشد ،، ان الانسان يهيأ نفسه للعين أكثر ويكون بيئه خصبه لاجتذاب العين والحسد نحوه ،، اذا كان في نفسه موقن بأنه سوف يحسد

وعلاجه هو الأذكار والتوكل على الله ،، ومن يومها انا ماشيه على هذه المبدأ وهو التوكل والرضى

وحبيت أعلق على نقطة في الموضوع ،، عن المرأه الي تشتكي حال ولدها في الدراسه وطلع من العشره الأوائل ،، حسيت نفسي نفس الشي ،، ومن غير قصد ،، لأن دايما شعور الأم وخاصه الي ادور على الكمال ،، بأن اعيالها ما ادرسو عدل وانها مقصره و أمور كثيرة ،، و أتم أتحندا واشتكي عن ضعف مستواهم الدراسي ،، لكن في النهاية النتائج ممتازه ،، والله العالم ان كلامي نابع من خوف وصدق ،، واحساسي بأني مادرستهم عدل ،، ومب عشان لا يحسدونهم ،، لأن ربي الحافظ

شكرا على الطرح القيم والجميل

العفو الله يحفظكم من كل شر امين