Index Signal
07-11-2007, 01:14 AM
أنْ يكون كل شيء في حياتنا حسب الشريعة الإسلامية أمر مطلوب ويجب أن نسعى له، لأننا مسلمون وهذا الإسلام الذي ندين به - شعوباً وحكومات- يدفعنا للبحث عن كل الوسائل التي تجعل حياتنا كلها تسير وفق الشريعة الإسلامية.
وأن تكون بنوكنا إسلامية في كل تعاملاتها أمر مرغوب من كل شرائح المجتمع - هكذا أعتقد- ولهذا فإن المواطن في بلادنا استقبل وجود هذه البنوك بارتياح كبير ظناً منه أنها ستكون البديل الأفضل للمعاملات البنكية التي يسمع باستمرار أنها ليست إسلامية، فهو - بالتالي- سيستبدل تعاملاً غير إسلامي بتعامل إسلامي يتفق مع ما يعتقده، ويبعده في الوقت نفسه عن الحرج الذي يشعر به في تلك التعاملات.
بداية انطلاقة هذه البنوك - المسماة إسلامية- كانت منذ حوالي ثلاثين عاماً ليصل عددها حاليا الىً حوالي ثلاثمئة مؤسسة مالية منتشرة في معظم أنحاء العالم تصل موجوداتها حوالي ثلاثمئة مليار دولار منها حوالي ثمانية وخمسين ملياراً في البنوك الخليجية حسب إحصاءات عام 2005.
الذين فكروا في هذا اللون من التعاملات البنكية قالوا إن الهدف منها هو أسلمة المنتجات التي تقدمها هذه البنوك لكل المستفيدين منها. لكن هؤلاء لم يحددوا لنا بدقة ما هو مفهومهم للإسلام الذي يودون تقديمه من خلال تلك المعاملات وأحسب أنهم كانوا يتعمدون ذلك بهدف تحقيق الأهداف المادية التي كانت نصب أعينهم آنذاك وماتزال كذلك حتى تاريخه.
وسأحاول أن أحصر حديثي - قدر الإمكان- في البنوك (الإسلامية) في بلادنا لمحاولة معرفة مدى إسلاميتها بحسب فهمي للإسلام.
ولعلنا نعرف أن في بلادنا بنوكا تدعي أنها كاملة الإسلام وهناك أخرى جزء منها إسلامي وجزء غير ذلك، ولست أدري كيف يمكن أن نصف هذا اللون من البنوك وأي صفة يمكن أن تنطبق عليه.
اللون الثاني من البنوك تعمل به جميع البنوك في بلادنا، وقد بدأت هذا العمل الواحد تلو الآخر وذلك - كما أحسب- عندما رأى القائمون عليها مدى إقبال الناس على البنوك الإسلامية، ومدى الأرباح الهائلة التي تحققها تلك البنوك، فكان هدفهم - كما هو واضح- الحصول على جزء من هذا الربح ولا بأس أن يأتي هذا الربح عن طريق (أسلمة) جزء من تعاملات البنك. فالأسلمة - كما هو واضح- دافعها الربح المادي أما الإسلام فله شأن آخر.
البنوك الإسلامية - بصفة عامة- تتجه في معظم تعاملاتها إلى التمويل لأنه قليل المخاطر وكثير الفوائد وتبتعد - قدر الإمكان- عن كل أنواع الاستثمارات التي تصب في صالح الفرد والوطن لأن هذا النوع من العمل له مخاطر أكثر من مخاطر التمويل، ويبرز هنا سؤال: هل هذا العمل في مجمله يتفق مع روح الإسلام، أم إنه بحث عن ربح مادي ولا شيء أكثر من ذلك؟
وليت الأمر يقتصر على هذا ولكنه يتعداه إلى مسألة أسوأ بكثير وهي الاستغلال الفاحش للعملاء الذين يأتون إلى هذه البنوك بحثاً عن الحلال فلا يخرجون منها إلا وقد كبلتهم بديون هائلة لا قبل لهم باحتمالها وتزيد بطبيعة الحال كثيراً عن البنوك الأخرى الموصوفة بأنها "غير إسلامية". فهل الإسلام يا ترى في عرف القائمين على البنوك (الإسلامية) يحث على استغلال حاجة الناس للإيقاع بهم؟ الشواهد على هذا النوع من التعامل كثيرة وتمارسها كل البنوك (الإسلامية) وهذا هو الذي يجعل أرباحها متميزة على سواها.
يكفي أن أقول إن بعض هذه البنوك تجعل فوائدها على المقترض تصل إلى 40% أو أكثر حسب عدد السنوات التي يصل إليها القرض مع أنها توهم عملاءها أن نسبة الفائدة لا تتعدى 7% ولكنها تحتال عليه عندما تثبت هذه النسبة طيلة سنوات السداد على الرغم من أن القرض يتناقص سنويا ولكن هذه النسبة لا تتغير أبدا مما يؤثر بصورة سيئة على المقترض وحياته العامة بدون أدنى مبرر لذلك إلا استغلال حاجته. فهل هذا الفعل يتفق مع الإسلام في شيء؟
البنوك المسماة "إسلامية" لا تختلف عن غيرها أبدا إلا في استغلال زبائنها بصورة أبشع، أما في باقي التعاملات فلا نجد فرقا إلا في الظاهر وهذا لا قيمة له إطلاقا في واقع الحالي.
ولأن المقال لا يتسع لإيراد شواهد كثيرة فيكفي القول إن البنوك (الإسلامية) تجعل كل تعاملاتها تسير وفق نسب الفوائد العالمية على القروض أسوة ببقية البنوك ثم تزيد هذه النسب على عملائها لتحولها إلى تعامل إسلامي.
أما طريقة الإخراج فهي سهلة لا تحتاج إلى جهد كبير، فالبنك (غير المسلم) يحدد النسبة سلفاً ويبلغ بها العميل وله أن يقبل أو يرفض، أما البنك (الإسلامي) فيعرض على المقترض بعض أنواع السلع - وغالبها غير موجود عنده- ويحدد الفائدة التي يريدها على سلعته وتكون دائماً أكثر من الفائدة التي يحددها البنك الآخر ولأن المقترض (المسلم) يظن خيراً بتلك البنوك ويحسبها (إسلامية) فهو يضطر لقبول العرض المجحف لكي تطمئن نفسه أنها لم تقع في الحرام. وهكذا تستمر تلك البنوك في استغلال عملائها ولكن على الطريقة (الإسلامية) التي لا يعرفها إلا هم وحدهم!
قد يقول البعض إن هذه البنوك تعمل وفق ضوابط شرعية تحددها لهم الهيئات الشرعية الموجودة في كل بنك ولكني أقول لهؤلاء: انظروا إلى الفتاوى التي تصدرها هذه اللجان فهل تجدونها متفقة في الحكم على الشيء الواحد؟ وأنا أسأل هؤلاء الفضلاء: هل أنتم تعرفون بدقة حقيقة ما يجري في البنوك؟ وهل تطلعون على التعاملات الداخلية والخارجية؟ وهل يعلم هؤلاء أن ممارسات هذه البنوك العملية مع عملائها تعد الأسوأ قياساً على بقية البنوك الأخرى؟ وهل يعلم هؤلاء أن واجب كل البنوك (والإسلامية) منها بصفة خاصة أن تنوع استثماراتها في كل ما يهم المواطن بدلاً من حصر اهتماماتها في القروض الشخصية؟ كنت أتمنى من هذه الهيئات أن تكون أكثر دقة وأكثر فاعلية في توجيه الأعمال في البنوك (الإسلامية) لتتفق مع حقيقة الإسلام التي تحث على الرحمة والعدل وعدم ابتزاز المحتاجين..
إن البنوك المسماة (إسلامية) لا تبتعد عن تطبيق معظم ممارسات البنوك الأخرى (الربوية) وتتميز عنها بزيادة استغلال عملائها..
ولعلي أشير هنا إلى ما ذكره بعض المختصين عن هذه البنوك وهم يعلقون على أدائها أثناء الندوة التي عقدت في مكة المكرمة تحت عنوان "المصرفية الإسلامية" والتي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، فقد قال الدكتور عبدالله السلمي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء: "لا تتطور المصرفية الإسلامية إلا بتطور المفاهيم وفي الوقت الذي أنشئ فيه أول بنك إسلامي نجد بعض الفتاوى التي تساهلت جداً ولم تغير تلك القناعات وأصبحنا نرى توسعاً مخيفاً في الصورية والتحايل للربا".
أما الدكتور عبدالله السبيعي من جامعة الملك سعود فقد قال: "إن عاطفته مع البنوك الإسلامية لكنه يرى أن ما حققته هذه البنوك قليل جداً وأنها لم تنفك عن الفلسفة الربوية حتى الآن".
البنوك (الإسلامية) في وضعها الحالي - كما أرى- لا تلتزم بروح الإسلام ولا تبتعد عن بقية البنوك إن لم تكن أكثر منها استغلالاً لحاجة الناس ومن أجل ذلك فهي تسيء إلى الإسلام ومن هنا تمنيت أنها لم تسلم.
(منقول بتصرّف)
وأن تكون بنوكنا إسلامية في كل تعاملاتها أمر مرغوب من كل شرائح المجتمع - هكذا أعتقد- ولهذا فإن المواطن في بلادنا استقبل وجود هذه البنوك بارتياح كبير ظناً منه أنها ستكون البديل الأفضل للمعاملات البنكية التي يسمع باستمرار أنها ليست إسلامية، فهو - بالتالي- سيستبدل تعاملاً غير إسلامي بتعامل إسلامي يتفق مع ما يعتقده، ويبعده في الوقت نفسه عن الحرج الذي يشعر به في تلك التعاملات.
بداية انطلاقة هذه البنوك - المسماة إسلامية- كانت منذ حوالي ثلاثين عاماً ليصل عددها حاليا الىً حوالي ثلاثمئة مؤسسة مالية منتشرة في معظم أنحاء العالم تصل موجوداتها حوالي ثلاثمئة مليار دولار منها حوالي ثمانية وخمسين ملياراً في البنوك الخليجية حسب إحصاءات عام 2005.
الذين فكروا في هذا اللون من التعاملات البنكية قالوا إن الهدف منها هو أسلمة المنتجات التي تقدمها هذه البنوك لكل المستفيدين منها. لكن هؤلاء لم يحددوا لنا بدقة ما هو مفهومهم للإسلام الذي يودون تقديمه من خلال تلك المعاملات وأحسب أنهم كانوا يتعمدون ذلك بهدف تحقيق الأهداف المادية التي كانت نصب أعينهم آنذاك وماتزال كذلك حتى تاريخه.
وسأحاول أن أحصر حديثي - قدر الإمكان- في البنوك (الإسلامية) في بلادنا لمحاولة معرفة مدى إسلاميتها بحسب فهمي للإسلام.
ولعلنا نعرف أن في بلادنا بنوكا تدعي أنها كاملة الإسلام وهناك أخرى جزء منها إسلامي وجزء غير ذلك، ولست أدري كيف يمكن أن نصف هذا اللون من البنوك وأي صفة يمكن أن تنطبق عليه.
اللون الثاني من البنوك تعمل به جميع البنوك في بلادنا، وقد بدأت هذا العمل الواحد تلو الآخر وذلك - كما أحسب- عندما رأى القائمون عليها مدى إقبال الناس على البنوك الإسلامية، ومدى الأرباح الهائلة التي تحققها تلك البنوك، فكان هدفهم - كما هو واضح- الحصول على جزء من هذا الربح ولا بأس أن يأتي هذا الربح عن طريق (أسلمة) جزء من تعاملات البنك. فالأسلمة - كما هو واضح- دافعها الربح المادي أما الإسلام فله شأن آخر.
البنوك الإسلامية - بصفة عامة- تتجه في معظم تعاملاتها إلى التمويل لأنه قليل المخاطر وكثير الفوائد وتبتعد - قدر الإمكان- عن كل أنواع الاستثمارات التي تصب في صالح الفرد والوطن لأن هذا النوع من العمل له مخاطر أكثر من مخاطر التمويل، ويبرز هنا سؤال: هل هذا العمل في مجمله يتفق مع روح الإسلام، أم إنه بحث عن ربح مادي ولا شيء أكثر من ذلك؟
وليت الأمر يقتصر على هذا ولكنه يتعداه إلى مسألة أسوأ بكثير وهي الاستغلال الفاحش للعملاء الذين يأتون إلى هذه البنوك بحثاً عن الحلال فلا يخرجون منها إلا وقد كبلتهم بديون هائلة لا قبل لهم باحتمالها وتزيد بطبيعة الحال كثيراً عن البنوك الأخرى الموصوفة بأنها "غير إسلامية". فهل الإسلام يا ترى في عرف القائمين على البنوك (الإسلامية) يحث على استغلال حاجة الناس للإيقاع بهم؟ الشواهد على هذا النوع من التعامل كثيرة وتمارسها كل البنوك (الإسلامية) وهذا هو الذي يجعل أرباحها متميزة على سواها.
يكفي أن أقول إن بعض هذه البنوك تجعل فوائدها على المقترض تصل إلى 40% أو أكثر حسب عدد السنوات التي يصل إليها القرض مع أنها توهم عملاءها أن نسبة الفائدة لا تتعدى 7% ولكنها تحتال عليه عندما تثبت هذه النسبة طيلة سنوات السداد على الرغم من أن القرض يتناقص سنويا ولكن هذه النسبة لا تتغير أبدا مما يؤثر بصورة سيئة على المقترض وحياته العامة بدون أدنى مبرر لذلك إلا استغلال حاجته. فهل هذا الفعل يتفق مع الإسلام في شيء؟
البنوك المسماة "إسلامية" لا تختلف عن غيرها أبدا إلا في استغلال زبائنها بصورة أبشع، أما في باقي التعاملات فلا نجد فرقا إلا في الظاهر وهذا لا قيمة له إطلاقا في واقع الحالي.
ولأن المقال لا يتسع لإيراد شواهد كثيرة فيكفي القول إن البنوك (الإسلامية) تجعل كل تعاملاتها تسير وفق نسب الفوائد العالمية على القروض أسوة ببقية البنوك ثم تزيد هذه النسب على عملائها لتحولها إلى تعامل إسلامي.
أما طريقة الإخراج فهي سهلة لا تحتاج إلى جهد كبير، فالبنك (غير المسلم) يحدد النسبة سلفاً ويبلغ بها العميل وله أن يقبل أو يرفض، أما البنك (الإسلامي) فيعرض على المقترض بعض أنواع السلع - وغالبها غير موجود عنده- ويحدد الفائدة التي يريدها على سلعته وتكون دائماً أكثر من الفائدة التي يحددها البنك الآخر ولأن المقترض (المسلم) يظن خيراً بتلك البنوك ويحسبها (إسلامية) فهو يضطر لقبول العرض المجحف لكي تطمئن نفسه أنها لم تقع في الحرام. وهكذا تستمر تلك البنوك في استغلال عملائها ولكن على الطريقة (الإسلامية) التي لا يعرفها إلا هم وحدهم!
قد يقول البعض إن هذه البنوك تعمل وفق ضوابط شرعية تحددها لهم الهيئات الشرعية الموجودة في كل بنك ولكني أقول لهؤلاء: انظروا إلى الفتاوى التي تصدرها هذه اللجان فهل تجدونها متفقة في الحكم على الشيء الواحد؟ وأنا أسأل هؤلاء الفضلاء: هل أنتم تعرفون بدقة حقيقة ما يجري في البنوك؟ وهل تطلعون على التعاملات الداخلية والخارجية؟ وهل يعلم هؤلاء أن ممارسات هذه البنوك العملية مع عملائها تعد الأسوأ قياساً على بقية البنوك الأخرى؟ وهل يعلم هؤلاء أن واجب كل البنوك (والإسلامية) منها بصفة خاصة أن تنوع استثماراتها في كل ما يهم المواطن بدلاً من حصر اهتماماتها في القروض الشخصية؟ كنت أتمنى من هذه الهيئات أن تكون أكثر دقة وأكثر فاعلية في توجيه الأعمال في البنوك (الإسلامية) لتتفق مع حقيقة الإسلام التي تحث على الرحمة والعدل وعدم ابتزاز المحتاجين..
إن البنوك المسماة (إسلامية) لا تبتعد عن تطبيق معظم ممارسات البنوك الأخرى (الربوية) وتتميز عنها بزيادة استغلال عملائها..
ولعلي أشير هنا إلى ما ذكره بعض المختصين عن هذه البنوك وهم يعلقون على أدائها أثناء الندوة التي عقدت في مكة المكرمة تحت عنوان "المصرفية الإسلامية" والتي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، فقد قال الدكتور عبدالله السلمي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء: "لا تتطور المصرفية الإسلامية إلا بتطور المفاهيم وفي الوقت الذي أنشئ فيه أول بنك إسلامي نجد بعض الفتاوى التي تساهلت جداً ولم تغير تلك القناعات وأصبحنا نرى توسعاً مخيفاً في الصورية والتحايل للربا".
أما الدكتور عبدالله السبيعي من جامعة الملك سعود فقد قال: "إن عاطفته مع البنوك الإسلامية لكنه يرى أن ما حققته هذه البنوك قليل جداً وأنها لم تنفك عن الفلسفة الربوية حتى الآن".
البنوك (الإسلامية) في وضعها الحالي - كما أرى- لا تلتزم بروح الإسلام ولا تبتعد عن بقية البنوك إن لم تكن أكثر منها استغلالاً لحاجة الناس ومن أجل ذلك فهي تسيء إلى الإسلام ومن هنا تمنيت أنها لم تسلم.
(منقول بتصرّف)