تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الكويت للأوراق المالية .. هل إنتهت الحفلة ؟



إنتعاش
11-11-2007, 10:23 PM
أحمد معرفي

أصبح المتعاملون في سوق الكويت للأوراق المالية في حيرة من أمرهم و غير قادرين على فهم أو تحديد إتجاه للسوق حيث أصبح الغالبية يبحثون عن تفسير لحالة الحذر والتردد في الشراء وللتراجع الذي يمر بها السوق مؤخراً ، بل أن لسان حال بعضهم يتساءل مالنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً ؟ فالجميع يتحدث عن جاذبية السوق الكويتي حيث بلغت مكررات الربحية ( P\E ) لإجمالي السوق دون 9 نقاط ، بل أن أسعار بعض الأسهم تتداول في السوق عند قيمتها الدفترية فقد بلغ مكرر السعر للقيمة الدفترية ( P\BV ) للسوق عند مستوى 2.5 وهو معدل يعد مناسباً إن لم يكن منخفضا بالمقارنة مع نفس المقياس للأسواق العالمية ، وغير ذلك من أمور إيجابية سواء عن السوق أو الإقتصاد والتي يطالعنا بها المسؤولون والمتخصصون يومياً سواء في الصحف أو على القنوات الفضائية ، ومع ذلك لم يتفاعل السوق بالشكل المطلوب .. إذاً مالذي يحدث ؟

لقد شهدنا العديد من المغالطات في تحليل ما يمر به السوق حالياً وقد تم إلقاء اللوم بشكل أساسي على الوضع السياسي وحتى نكون منصفين فنحن لا نلغي دور العامل السياسي فيما يحدث حالياً فقد ساعد ذلك ولكنه ليس كل شي ، فهناك جملة من العوامل كان لها دور أساسي وراء مايحدث للسوق في الوقت الراهن يمكن تلخيصها بالتالي :


الأرباح الإستثنائية ..

عتقد بأن جوهر المشكلة يكمن في ما يسمى بالأرباح الإستثنائية... فقد إستطاعت الشركات أن تحقق أداء جيداً هذا العام ونموا قياسيا في الأرباح " ولكن " المؤسف هو أن تلك الأرباح جاءت كمحصلة لتخارجات من إستثمارات للشركات وهذه التخارجات إما بسبب نضوج تلك الإستثمارات أو لمواجهة إلتزامات مالية على الشركة ، صحيح أنها تعد إيراداً حقيقياً للشركة إلا أن مثل تلك الأرباح تعد إستثنائية وغير مكررة كما أن التساؤلات تدور حول أين سيتم توجيه تلك الإيرادات التي تحققت من وراء تلك التخارجات هل ستوجه لتغطية إلتزامات مالية أم لمشاريع تخدم أستراتيجية الشركة التوسعية ؟ كل هذه تساؤلات تحتاج إلى إجابات وهي غير موجوده في الوقت الحالي على الأقل .

أما الجزء الآخر من الأرباح الإستثنائية فهي ناتجة إما عن المتاجرة في الأسهم أو العقارات وحتى نكون منصفين أيضاً فهي أرباح ولكنها تتسم بعدم الإستمرارية فعمرها قصير كما أنها تتسم بالتذبذب ، الأمر الذي يجعل من الصعب وضع تصور لمدى إستمراريتها لأن ذلك يتطلب معرفة لما سيكون عليه السوق في العام القادم 2008 أو على الأقل يجب إنتظار الربع الأول من العام القادم حتى تتضح الصورة بشكل أفضل .


إنحسار المضاربات ..

تلعب المضاربات في أسواق الأسهم دورا أساسيا و رئيسيا في تحديد القمم السعرية للأسهم ، وقد شهد السوق مؤخراً إنحساراً في العمليات المضاربية ، ويرجع السبب وراء هذا التراجع إلى موجة البيع التي تواجه المضاربين عند المبادرة في الشراء إذ تعتبر تلك المبادرات فرصة ثمينة للآخرين للبيع والتخلص من أسهمهم ، وبالتالي أصبح المضاربون بأخذون جانب الحيطة والحذر تجنباً للخسائر والحفاظ على المكاسب التي حققوها خلال العام .

إلا أن ذلك أفقد السوق عنصراً مهماً من عناصر الدفع فالمضاربة هي وقود السوق والمضاربين هم البكتيريا النافعة لأي سوق .


ضغوط الأسهم القيادية ..

أما السبب الرئيسي الآخر وراء حالة الضعف هو الأسهم القيادية .. كيف ؟ لو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا بأن السبب الرئيسي وراء إرتفاع السوق كان قطاع البنوك وشركات الإتصالات وغيرها من الشركات الرئيسية في السوق، أما الآن فقد تغير ذلك فأصبحت سببا من أسباب ركود السوق إن لم يكن تراجعة في بعض الأحيان ، فقطاع البنوك على سبيل المثال قد أخذ حاصلة من الإرتفاع وأسهم القطاع في حالة أستقرار في ظل التقييم العادل لأسهم البنوك وحالة الإستقرار التي ساهمت في الحد من حدة إرتفاع السوق ، أما الجزء الآخر من الشركات القيادية فإما أسعار أسهمها ضمن نطاق السليم أو أن نتائجها قد جاءت عكس التوقعات الأمر الذي أدى إلى تراجع أسهمها وبالتالي أصبحت تشكل عامل ضغط على السوق .


التحليل الفني ..

عامل آخر وراء التراجعات هو التحليل الفني للسوق والتنبؤ بالإنهيار فالأسواق فعلاً تسير في أنماط قابلة للتوقع فهناك تشابه مذهل بين ما حدث في نهاية عام 2005 وبين رسم وخريطة 2007 وبالتالي فإن أصحاب مدرسة التحليل الفني وهم أكثرية يرون نذر الخطر أمام أعينهم وإن فترة النشوة هي في بداية النهاية ومثل هذا الوضع بالنسبة لهؤلاء المحللين يدعوهم إلى الإنسحاب تحسباً لأي مفاجآت قد تطرأ لحين تغير مجريات التداول وظهور مؤشرات تدل على الإستقرار وإنعكاس الإتجاه النزولي .


زخم الأخبار ..

يعد زخم الأخبار أحد العوامل المهمة التي تساهم في دفع عجلة الأسواق بشكل عام فقد لعبت الأخبار الإيجابية للشركات دوراً مهماً في دفع عجلة السوق . إلا أن تلك الأخبار أستهلكت وبدأ يحل محلها الأخبار السلبية الأمر الذي أدى إلى عموم التشاؤم والريبة خصوصاً فيما يتعلق بالمستقبل .

لقد حاولنا من خلال هذا الطرح إبراز أهم الأسباب وراء الحالة التي يمر بها السوق فهي ليست دعوة للتشاؤم ولا التفاؤل المفرط ، فما يمر به السوق حالياً هو عبارة عن عملية تصحيح قد تطول أو تقصر يصعب التنبؤ بها وبنتائجها ، كما أن إستمرار حالة عدم الرغبة في الشراء تخفض تدريجياً حجم التداول وبالتالي تصبح عملية البيع هي المهيمنة .

في مثل هذه الظرور يجب أن تكون مسطرة المستثمر أرباح الشركة فهي السببل لمعرفة السعر العادل لسهمك والمقياس الوحيد لعدالة سعر السهم في أي بورصة في العالم وخصوصاً الأرباح المتحققة من أعمالها التشغيلية والمستمرة .

نقلا عن صحيفة الوسط الكويتية
عضو مجلس إدارة الجمعية الإقتصادية الكويتية