المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنترنت يدخل مهنة العطارة من أوسع أبوابها في قطر



صغيرون قطر
14-11-2007, 07:04 AM
الإنترنت يدخل مهنة العطارة من أوسع أبوابها في قطر

على رغم التطور الذي تشهده الحياة في قطر بمختلف أوجهها، وعلى رغم تطور الطب التقليدي، ما زالت مهنة 'العطارة' أو التداوي بالأعشاب تترسخ يوما تلو الآخر، وتأخذ طريقها إلى الانتشار الواسع في أوساط جيل الشباب كما هي لدى الكبار.
لكن الجديد في هذه المهنة أنها لم تعد كما في السابق، فالتكنولوجيا اجتاحتها من أوسع أبوابها على غرار الكثير من المهن في أي سوق.
أحمد المري شاب في مقتبل العمر (25 عاما) كان يجول سوق واقف التراثي الشهير في العاصمة القطرية يبحث عن محل للعطارة. وبعد أن وجد ضالته، أخرج ورقة من جيبه تتضمن وصفة أعشاب لآلام يعانيها.
سأله صاحب محل العطارة: من أين أتيت بهذه الوصفة؟ فأجاب: من الانترنت.
يقول أحمد الذي يعمل محاسبا في احدى شركات القطاع الخاص:
انني أثق بوصفات العطارة عبر الانترنت أكثر من وصفات هذه المحال التي يقوم على معظمها أشخاص كبار في السن، قد يكون النسيان تمكن منهم عندما يقومون بتحضير الوصفة (خلطة الأعشاب).
صاحب محل العطارة الذي يدعى خالد الجسمان يقول معلقا على ما أورده أحمد:
لكن في أغلب الأحيان أنت لا تعرف مصدر خلطة الأعشاب التي تحصل عليها من الانترنت. وحتى لو عرفت، كم سيكون مقدار ثقتك بها؟
يجيبه أحمد قائلا: اذا لم تفد فانها لن تضر.
ولكن ذلك لا يكون صحيحا في جميع الأحوال، فأحيانا، كما يؤكد الجسمان، تكون للوصفة مضار سلبية كبيرة.
مهنة متوارثة
ويعج سوق واقف المعروف في الدوحة بالكثير من محال ومتاجر العطارة المتخصصة ببيع الأعشاب المستوردة من أماكن شتى في العالم وان كان أبرزها من الهند وايران.
يقول علي الحوثي أحد العطارين في سوق واقف:
توارثت مهنة العطارة أبا عن جد، انها مهنتنا منذ ما يقرب من 40 عاما، لقد نشأت على تعلم العطارة والوصفات المناسبة لكل مرض، وهي ناجحة بعون الله.
وعن اختلاف مهنة العطارة قديما عن الواقع الذي تشهده اليوم، يقول الحوثي:
لم تختلف المهنة شيئا عن الأيام الماضية، فأسلوب عمل العطار كما هو والزبائن العرب عامة، والخليجيون خاصة، هم أنفسهم ويتوارثون التداوي بالأعشاب منذ قديم الأزل عن أجدادهم أيضا، فالأجداد رحلوا والآباء والأبناء يقبلون على التداوي بالأعشاب مثلما كان يفعل أجدادهم.
وصفات الإنترنت
ولكن ماذا عن وصفات الأعشاب الجاهزة التي يتم تداولها عبر الانترنت؟ يقول الحوثي:
أي شخص يأتي الي مثله مثل أي زبون يطلب وصفة معينة، ولا أعلم ان كان أحد الأشخاص وصفها له، أم حصل عليها من التلفزيون أو الانترنت، ولكن في بعض الأحيان يفصح لي المشتري عن مصدر تلك الوصفة، وبالتالي أنصحه بدوري ان كانت تصلح لعلته أو لا.
ويشير الحوثي الى أنه لا يصف تركيبة معينة لعلاج الأمراض المستعصية التي قد يفشل في علاجها الطب بعقاقيره المعروفة، موضحا أن كل ما يصفه لمرضاه هو أعشاب لأمراض رائجة مثل الضغط والانفلونزا وآلام البطن، وهي وصفات سهلة تعالج بأعشاب معروفة مثل الميرمية والزعتر واليانسون والنعناع.
وان كان الحوثي لا يتردد في بيع الخلطات العشبية مهما كانت ولأي كان، فانه يحذر من الوصفات مجهولة المصدر لما لها من تأثير قد يضاعف المرض أو تكون له تداعيات وانعكاسات جانبية على أعضاء أخرى في الجسم.
وحول الأدوية ومدى تنافسيتها مع العطارة، يقول جاسم الحمد، الذي يعمل عطارا منذ أكثر من 22 عاما، ان الأدوية لها زبائنها وأغراضها، والأعشاب لها ايضا زبائنها وسوقها، ويضيف:
زبائن العطارين لم يتغيروا، وعلينا أن نتمسك بما يشفي المرضى سواء كان ذلك عن طريق الأعشاب أو الطب الحديث.
ويلاحظ الحمد أن زبائن العطارين قد ازدادوا بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة الفائتة، لأن المرضى كما يقول شعروا بمدى فاعلية الأعشاب في علاج آلامهم من دون أن تترك أي آثار جانبية على صحتهم، موضحا أن أهل منطقة الخليج يعتبرون من أكثر الناس طلبا للأعشاب في الوقت الحاضر.
تجربة سلبية
وبالنسبة الى خالد سمير (43 عاما) وهو مقيم في قطر يعمل في القطاع الخاص، فان له تجربة سلبية مع الأعشاب على عكس ما يتمناه العطارون، يقول:
احتجت في فترة معينة الى علاج لتساقط الشعر، فذهبت الى محال العطارة باحثا عن وصفة علاج، وقصدت أكثر من محل، فكانت المفاجأة أن أعطاني نحو ثلاثة عطارين وصفة العلاج نفسها من حيث الاسم، ولكن بمكونات مختلفة من حيث التركيبة، ثم ذهبت الى محل عطارة رابع، فشككت في كل الوصفات التي حصلت عليها من الآخرين.
ولهذا، يطالب سمير بضرورة قيام الجهات الرسمية والرقابية المختصة في قطر بمتابعة العطارين للتأكد من الخلطات العشبية التي يبيعونها للناس من أجل منع حدوث مضاعفات قد لا تحمد عقباها.
مع وضد
وعلى عكس ما ذهب اليه سمير، فان أم عبد الله (45 عاما) التي تتداوى بالأعشاب منذ صغرها تقول:
انا مقتنعة بالأعشاب كعلاج ناجع لكثير من الأمراض. وكنت أعاني من آلام روماتيزم ولجأت الى أحد العطارين الذي استطاع من خلال احدى الوصفات علاجي بصورة فعالة من دون مضاعفات.
الا أن التجربة لم تكن جيدة مع أبو خلدون (51 عاما) الذي كان يعاني من ارتفاع مستمر في ضغط الدم، حيث لجأ الى التداوي بالأعشاب بعد أن أعيته العقاقير التي لم تفده بشي، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت في انتظاره، فقد سببت وصفة الأعشاب التي حصل عليها من أحد العطارين مزيدا من الآلام والمضاعفات السلبية.
يقول أبو خلدون:
كنت أعاني ضغط الدم، وبعد أن تناولت وصفة العطار أصبحت أعاني أيضا قرحة في المعدة، لذلك أنصح كل من يتجه الى محال العطارة أن يستشير الطبيب فيما يتناوله من أعشاب وأدوية.
ماذا يقول العطار؟
ابراهيم مختار (63 عاما) يعمل عطارا في سوق واقف منذ 35 عاما، يقول:
لا يوجد أي تعارض بين الطب الحديث والتداوي بالأعشاب، هناك أمراض سهلة يمكن معالجتها بالأعشاب، لكن في المقابل، هناك أمراض مزمنة لا تستطيع العطارة مداواتها مثل أمراض الأعصاب والعيون والأذن. وأنصح المريض بالاستعانة برأي طبيب على جميع الأحوال.
وعن أهم وصفات الأعشاب التي يبيعها، يضيف مختار:
معظم الوصفات تكون متعلقة بأمراض البرد وضغط الدم والروماتيزم.
لكن مختار يؤكد أن هناك شريحة كبيرة من الشباب وخصوصا القطريين يطلبون شراء وصفات للتخسيس، خصوصا في ظل ازدياد أوزان أعداد كبيرة منهم بشكل ملحوظ.
ويؤكد العطار محمد الحويان (59 عاما):
أن الاقبال على العطارين مستمر وبشكل متنام، خصوصا بعد أن جرب معظم المرضى العلاج بالعقاقير وواجهوا آلاما شديدة وآثارا سلبية كبيرة بسببها.
وعن أهم الخلطات العشبية التي تحظى بطلب كبير الآن، يقول الحويان:
الشباب القطريون يقبلون على وصفات التخسيس بشكل كبير، ما يشير الى زيادة وزن كثير منهم بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية. لكن هذا يستوجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم، من دون الاعتماد على الأعشاب فقط.

المصدر - القبس الكويتية 14-11-2007م الاربعاء:thumbup: