المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم اضرب طغيان مشرف بتبرج بوتو



معاند جروووحه
17-11-2007, 10:28 AM
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/42094000/jpg/_42094204_..007.jpg



كان مشرف منذ الحرب على طالبان يد أمريكا الضاربة في باكستان ضد حركة طالبان ، دأب مشرف على ترسيخ قدمة في السلطة عبر سلسلة من التعاونات مع الأمريكان بالسماح تارة باستخدام أراضيه داعما ً قوات الإحتلال ( الناتو ) لوجستيا لقرب الحدود الباكستانية مع المناطق الملتهبة في أفغانستان ، مشرف تجاهل الشعب الباكستاني الذي رفض هذا التعاون المريب بالإضافة إلى تصرفه كقائد للجيش آمرا ً له وتصرفه أيضا ً كرئيس دولة قمعية ضد أي مطالبة شعبية للتوقف عن دعم الأمريكان ،


وأمام هذا الانجراف المريب مع التحالف الغربي ضد أفغانستان وحركة طالبان قام مشرف بتصرف ضرب به الدبلوماسية ومصطلحاتها ضرب الحائط حينما سلم ( عبدالسلام ضعيف ) سفير طالبان المعتمد لدى باكستان للولايات المتحدة التي أعادته مؤخرا ً لأفغانستان ،


لكن مشرف لم يسمح للطائرات الأمريكية بضرب بعض المواقع الباكستانية التي تسيطر عليها حركات نشأت مؤخرا ً تطلق على نفسها طالبان باكستان تنتهج نهجا ً مسلحا ً داعيا لتطبيق الشريعة ، كان لرفض مشرف صدى لدى الأمريكان الذين صمموا على أن تعاون مشرف معهم طوال هذه المدة تصتطدم أمامه بعض العقبات ،


إلا أن قصف مشرف للمسجد الأحمر وطلابه الذي اعتصموا وطالبوا بتطبيق الشريعة في وسط إسلام أباد أعاد الرضى عليه من البيت الأبيض الذي أعلن صراحة عن ارتياحة للعملية رغم أنها تضرب كل الإنسانية التي تتبجح بها الولايات المتحدة الأمريكية فقتل مشرف حينها مئات الأطفال والطالبات والطلاب وإمام المسجد عبدالرشيد غازي ،


وكان لبروز الأنتخابات الباكستانية دور كبير حيث ظهر من جديد للسطح عدوان مشرف السياسيين ( نواز شريف ، بيناظير بوتو ) ، نواز شريف تربطه ببعض الإسلاميين هناك علاقات شبه وطيده لذلك لم يتحمس البيت الأبيض للدفاع عنه كثيرا ً وتصرف نواز شريف تصرفا ً شبه أرعن حينما هبط بطائرة خاصة في إسلام أباد بقصد اقتطاع الكعكة مع مشرف وبوتو في الانتخابات القادمة ، ولكن مشرف وبناءا على اتفاق مبرم مسبقا ً مع الحكومة السعودية ( محور الإتفاق ينص على بقاء نواز شريف عشر سنوات في المنفى ) أعاد نواز شريف به إلى أرض جدة ليطير بعده نواز شرف إلى لندن مرة أخرى ،


مشرف حينها استغل الفرصة ليرسل مندوبه إلى دبي في وضح النهار وأمام شاشات التلفاز ليبرم اتفاق تقاسم سلطة مع بوتو وليخفف الضغط عليه من داخل الشعب الثائر ، بوتو لا هم لها إلا السلطة وأن يكتفي مشرف برئاسة الدولة وهي رئاسة الوزراء ، وتكون قيادة الجيش عند قائد محايد ،،

أعلنت حينها بوتو موعد عودتها إلى باكستان وهبطت فعلا ً إلى كراتشي وسط حضور جماهيري أقلق مشرف ، فالحضور الجماهيري الذي حضيت به بوتو أرسل رسالة إلى مشرف أن ما عند بوتو من دعم جماهيري سيدفعها إلى مزيدا ً من المطالبة في الكعكة السياسية ،

في هذه الأثناء كانت هناك أحداث متسارعة ولازلت تتسارع ، في أفغانستان النيويورك تايمز تقول أن طالبان استطاعت أن تصل إلى تخوم قندهار لأول مره منذ عام 2001 ، والقنوات الإخبارية تنقل سيطرة طالبان على مدن جديدة غرب أفغانستان ، وهذا يفسر انشغال مشرف في الداخل الباكستاني وصراعه مع بوتو عن دعم الناتو لوجستيا ومخابراتيا ، لأن دعم طالبان الأفغانية يأتي غالبا ً من الداخل الباكستاني ،

الأمر لم يتوقف هنا ، فطالبان الباكستانية والتي تسمي نفسها أيضا ً ( تطبيق الشريعة المحمدية ) اختطفت 200 جندي باكستاني في غمرة انشغال مشرف في الداخل ، ثم تفاوضت واطلقت سراحهم وانسحب الجيش بعد عدة ضربات من مناطق النزاع الحدودية ، واستولت طالبان الباكستانية على وادي سوات وتعمقت في العمق الباكستاني لأول مرة ،،


ومن يشاهد تقرير قناة الجزيرة اليوم يشاهد سيطرة كاملة على وادي سوات وما حوله من قرى لجماعة طالبان الباكستانية التي استثمرت صراع السلطة بين مشرف وبوتو وفرضت هي سلطتها بالقوه على مناطق كبيرة جدا ً ،،


أذاعت اليوم قناة الجزيرة أيضا ً تقرير أعده أحمد زيدان من داخل سوات وهو يظهر مواطنون باكستانيون مؤيدين لطالبان الباكستانية ويقولون أن هؤلاء الطالبان أعادو لهم الكهرباء والخدمات المقطوعه وأنقذوهم من تعسف الشرطة الباكستانية ،،

وبعد فرض حالة الطوارئ من قبل مشرف التي كانت حماقة من وجهة نظري لأن الأمريكان وبوتو استغلوها ، فهدد البيت الأبيض بقطع المساعدات العسكرية والمالية عن مشرف ، وبوتو ثارت وحشدت حزبها في روالندي واسلام أباد ، ومشرف اليوم فرض الإقامة الجبرية على بوتو التي لازلت في حالة صراع وتصعيد مع مشرف هددت مؤخرا ً بمظاهره حاشدة لإلغاء حالة الطوارئ ،

وما يحدث أن الحزبين التابعين لمشرف وبوتو يضربون بعضهما عبر المظاهرات وعبر التلاسن السياسي بيد أن منطقة الحدود تشهد تصاعد يومي للإسلاميين الباكستانيين مما يفسر تصاعد طالبان الأفغانية أيضا ً ،،

ولذلك يقول أحمد زيدان اليوم في الجزيرة أن تصارع بوتو ومشرف جعل من هذه المناطق تقع بسهولة بيد طالبان الباكستانية ،،

وربما يتسائل الكثيرون عن فوائد ما يحصل ، فأقول أن هناك مشروع أمريكي محكم يستهدف القارة الهندية ابتدء من الهند التي وقعت مع أمريكا وثيقة تعاون نووي ولديها معاهدات مع اسرائيل ويريدون أن ينتهي في باكستان عبر تنصيب بوتو الآن لكي يسيطروا على الدولة النووية المسلمة ، لكن الأمريكان لم يضعوا في الحسبان التصارع الذي نشئ مؤخرا ً بين بوتو ومشرف بل ولم يضع الأمريكان في الحسبان تصاعد القوى الإسلامية التي انتهزت الفرصة من على الحدود وانقضت تسيطر على المناطق الحدودية بل وصلت إلى العمق الباكستاني ،،


فالقول الواضح في المسألة أن طغيان مشرف حينما يضرب تبرج بوتو سيخفف من قوة النفوذ الأمريكي في باكستان وسيصاعد من قوة الإسلاميين هناك ،،
والأيام حبلى بالمفاجئات ،

كتبه تركي الكاتب .صديق قديم