سيف قطر
24-11-2007, 06:20 AM
الشرع حرمها والقانون جرمها ....الخيانة الزوجية رصاصة في قلب الأسرة
| تاريخ النشر:يوم الجمعة ,23 نوفمبر 2007 11:28 ب.م .
صالحة أحمد :
حين يؤتمن المرء منا على أي شيء كان فلابد له أن يصونه من خلال المحافظة عليه.. ولكن متى خان تلك الأمانة وجبت معاقبته حتى لا تمتزج الخيانة ودمه فيغدو الإقدام عليها تصرفاً هيناً يرتجله في كل حين دون أن يعتبر لأحد حتى ضميره الذي قد تنهكه كل المحاولات التي شنها في سبيل ردعه فيدخل في سبات عميق ومنه لن يفيق إلا حين يُطلق عليه الرصاص.. وما هي إلا رصاصة واحدة فقط تلك التي ستخرج في أثره فإما أن تصيب وإما أن تخيب.. فإن صابت وأصابت فإنها ستخترقه لتصرعه فيقع أرضاً دون أن يهم لمساعدته أحد.. إلا الطريق الذي سيلتقطه ويضمه إليه حتى يغدو مثله فيداس عليه هو وكرامته بالأقدام تماماً كما فعل وأقرب الناس إليه.. وأما إن خابت وانحرفت عنه فإن دويها سيظل يقرع في رأسه حتى يُقر بأنه أذنب حين عبث بالأمانة التي سُلمت له منذ البداية.. لذا فإن وقع تلك الرصاصة واقع لا محالة وهو تماماً كوقع (الخيانة الزوجية) التي غدت رصاصة أسميناها (رصاصة الخيانة الزوجية).
و(رصاصة الخيانة الزوجية) هي تلك التي يُرمى بها المرء حين يخون ولكنها لا تخرج في أثره فحسب بل إنها ستخرج لتصيب الضحية أيضاً.. ولعل أثرها على الضحية أقوى منه على الجاني.. وعليه فقد وجب تناول هذا الملف الشائك وإلقاء الضوء عليه لتوضيح كل جوانبه حتى تصبح الصورة واضحة للجميع فتكشف أثرها وتبين مدى خطرها.
أنواع الخيانة
للطب النفسي دور كبير في شرح مفهوم (الخيانة الزوجية) وكشف أنواعها وأسبابها والتعريف بضحاياها.. لذا فقد التقينا بالدكتور خالد محمد فرج الخنجي مدير مركز الإرشاد الطلابي وأستاذ مساعد في جامعة قطر ليتناول كل تلك النقاط التي تتعلق بملف (الخيانة الزوجية) بشيء من الإسهاب.. فقال: إن الخيانة الزوجية عبارة عن انتهاك لحدود الزواج سواء المنصوص عليها شرعاً أو اجتماعياً.. كأن يقيم الشريك علاقة غير شرعية أو غير مقبولة مع طرف جديد غير شريكه في الزواج..ويختلف تعريف الخيانة من فرد لآخر كل بحسب بيئته التي ينتمي إليها وخلفيته الثقافية التي يستند إليها.. ولعل لنوع الخيانة دوراً في تحديد التعريف المناسب للخيانة الواقعة من قبل الفرد.. فللخيانة أنواع منها:
ü الخيانة الجسدية: وهي أن يقيم الشريك علاقة غير مشروعة مع طرف آخر جديد.. لإشباع رغبات لا يمكنه البوح بها لشريكه الشرعي.
ü الخيانة العاطفية: وهي خيانة يُقدم عليها الفرد تلبية لحاجته الملحة للعاطفة التي قد لا يلتمسها من الشريك الشرعي.. فتجده يبحث عمن يلبي هذه الحاجة فيغدقه بالمشاعر الدافئة والاهتمام الدائم الذي يولد بداخله الإحساس بمدى أهمية وجوده بالوجود.
ü الخيانة الجسدية العاطفية: وهي تلك التي يجتمع فيها الشعور بالحاجة لسد الفراغ العاطفي والحاجة لإشباع الرغبة الجنسية.. فتبدأ الرحلة بالبحث عن طرف يُبدي استعداداً للمشاركة في الأحاسيس والمشاعر المخزونة ومن ثم تمتد العلاقة ويمتد الحب المحسوس لما هو ملموس.. وذلك من خلال تطور الأمر وبلوغه مرحلة الرغبة التي أشعلتها تلك العاطفة المحرمة منذ البداية والتي قد تدوم لفترات طويلة ومع ذات الطرف نتيجة للانسجام الذي يولده توافق ظروف اللقاء وتوافق الطرفين على ضرورة المحافظة على سرية هذه العلاقة لضمان استمرارها.
هناك الكثير ممن يخونون وهناك أسباب كثيرة دفعتهم للسقوط في الهاوية لعل أهمها:
ü طبيعة العلاقة الزوجية: هناك زيجات كثيرة تبدو ناجحة أمام الجميع ولكن الواقع يُخفي حقيقة مرة في جعبته.. إذ تكون العلاقة هشة بسبب خضوعها لمزاج أحد الأطراف والذي يعاني من رغباته الجنسية المكبوتة فيعمل على إحداث خلل في توازنها.
ü الحرمان العاطفي: حين يفتقد أحد الأطراف وجود عاطفة الحب ومشاعر الاهتمام من قبل الشريك الشرعي فإن هذا الأمر يجعل من عش الزوجية بيئة طاردة قد تدفع به للتحليق بعيداً بحثاً عن مبتغاه وهو الأمر الذي قد يُسهل عملية انزلاقه في الهاوية.. ليس دفعة واحدة وإنما خطوة خطوة تبدأ بالتعارف الذي قد يأخذ طابعاً رسمياً في بادئ الأمر.. ثم لتنحل عنه الرسمية فيصبح شيئاً آخر مضمونه الإعجاب بالطرف الجديد ومن ثم الخوض في علاقة قد يمكن وقد لا يمكن التكهن بما سيعقبها.
ü تجارب ما قبل الزواج: إن لتجارب ما قبل الزواج دوراً في تكوين شخصية الفرد.. لأنها تتيح له فرصة التنويع في العلاقات وفي الشخصيات التي تنحدر منها.. حتى إذا ما ارتبط لاحقاً وواجه مشكلة ما.. بدأ بعقد المقارنات بين ما كان من ذاك في الماضي وما يكون من هذا في الحاضر.
ضحايا
إن كل هذه الأسباب الجوهرية السالف ذكرها وغيرها الكثير قادرة على تحويل حياة أي فرد لجحيم لما لها من آثار وخيمة تضر بجميع من بالأسرة صغارها قبل كبارها فهي تحطم رابطة الثقة التي تُحكم وثاقها لتلفظ ما نتج عنها من ضحايا للمجتمع:
ü الضحية الأولى (الخائن): وهو الجاني والضحية في وقت واحد.. فهو من جنى على نفسه وعلى أقرب الناس إليه حين سمح لنفسه الضعيفة بالبحث عن بديل غير شريكه الشرعي ليلبي كل رغباته المخجلة والتي خجل في المقام الأول من البوح بها له ولكنه لم يخجل من البحث عن آخر ليفصح له عنها.. إن خيانة الفرد لشريكه الشرعي وهو أقرب الناس إليه هو أمر لابد وأن يُفقده الثقة بكل من حوله حتى نفسه فيظهر ذلك من خلال شكه بالمحيط الذي يحتويه وفي جميع مجالات حياته.. حتى إن هذا الشك سيثقل كاهله ليصبح تحت ضغوطات كبيرة لا قدرة له على احتمالها مما يجعله يتوجه بسلوكه لمنحى آخر قد يكون أشد خطراً ظناً منه بأنه سيستطيع ومن خلاله التخلص من كل ما يعانيه.
ü الضحية الثانية (الشريك الشرعي): وهو الشريك الذي سيعاني ضعف الألم بحكم أنه ضحية وبحكم أنه طرف رئيسي ستلقى على عاتقه مسؤولية هذا الانحراف منذ البداية.. فسيبدأ بالشك بذاته وسيبرحه ألم الإحساس بالنقص الذي قد لا يعرف مصدره ولكنه السبب الأول الذي أحدث هذا الخلل فاضطر شريكه للبحث عن بديل له.
ü الضحية الثالثة (الأطفال): إن وقع الخيانة على الأطفال شديد جداً ولكن تأثيرها بعيد المدى.. فالطفل وهو في هذه المرحلة شديد التعلق بوالديه وبالتالي فإن ثقته بهما شديدة جداً لاعتبارهما أو أحدهما مثلاً أعلى يُحتذى به.. لذا فإن علمه بخيانة أحدهما وتدميره لهذه الأسرة الجميلة هو أمر يعمل على تهميش الثقة التي خُلقت بينهم جميعاً في ظل تكوينهم الأسري.. وهو الأمر الذي سيُحدث شرخاً في بيئة هذا الطفل مستقبلاً سواء من الناحية الدراسية أو من الناحية الصحية (العضوية والنفسية) وهو الأمر الذي سيخلق منه شخصاً يعاني نقصاً واضحاً وملموساً لا يمكن تجاهله بل من السهل ملاحظته إن لم يتم الاهتمام به منذ البداية.
| تاريخ النشر:يوم الجمعة ,23 نوفمبر 2007 11:28 ب.م .
صالحة أحمد :
حين يؤتمن المرء منا على أي شيء كان فلابد له أن يصونه من خلال المحافظة عليه.. ولكن متى خان تلك الأمانة وجبت معاقبته حتى لا تمتزج الخيانة ودمه فيغدو الإقدام عليها تصرفاً هيناً يرتجله في كل حين دون أن يعتبر لأحد حتى ضميره الذي قد تنهكه كل المحاولات التي شنها في سبيل ردعه فيدخل في سبات عميق ومنه لن يفيق إلا حين يُطلق عليه الرصاص.. وما هي إلا رصاصة واحدة فقط تلك التي ستخرج في أثره فإما أن تصيب وإما أن تخيب.. فإن صابت وأصابت فإنها ستخترقه لتصرعه فيقع أرضاً دون أن يهم لمساعدته أحد.. إلا الطريق الذي سيلتقطه ويضمه إليه حتى يغدو مثله فيداس عليه هو وكرامته بالأقدام تماماً كما فعل وأقرب الناس إليه.. وأما إن خابت وانحرفت عنه فإن دويها سيظل يقرع في رأسه حتى يُقر بأنه أذنب حين عبث بالأمانة التي سُلمت له منذ البداية.. لذا فإن وقع تلك الرصاصة واقع لا محالة وهو تماماً كوقع (الخيانة الزوجية) التي غدت رصاصة أسميناها (رصاصة الخيانة الزوجية).
و(رصاصة الخيانة الزوجية) هي تلك التي يُرمى بها المرء حين يخون ولكنها لا تخرج في أثره فحسب بل إنها ستخرج لتصيب الضحية أيضاً.. ولعل أثرها على الضحية أقوى منه على الجاني.. وعليه فقد وجب تناول هذا الملف الشائك وإلقاء الضوء عليه لتوضيح كل جوانبه حتى تصبح الصورة واضحة للجميع فتكشف أثرها وتبين مدى خطرها.
أنواع الخيانة
للطب النفسي دور كبير في شرح مفهوم (الخيانة الزوجية) وكشف أنواعها وأسبابها والتعريف بضحاياها.. لذا فقد التقينا بالدكتور خالد محمد فرج الخنجي مدير مركز الإرشاد الطلابي وأستاذ مساعد في جامعة قطر ليتناول كل تلك النقاط التي تتعلق بملف (الخيانة الزوجية) بشيء من الإسهاب.. فقال: إن الخيانة الزوجية عبارة عن انتهاك لحدود الزواج سواء المنصوص عليها شرعاً أو اجتماعياً.. كأن يقيم الشريك علاقة غير شرعية أو غير مقبولة مع طرف جديد غير شريكه في الزواج..ويختلف تعريف الخيانة من فرد لآخر كل بحسب بيئته التي ينتمي إليها وخلفيته الثقافية التي يستند إليها.. ولعل لنوع الخيانة دوراً في تحديد التعريف المناسب للخيانة الواقعة من قبل الفرد.. فللخيانة أنواع منها:
ü الخيانة الجسدية: وهي أن يقيم الشريك علاقة غير مشروعة مع طرف آخر جديد.. لإشباع رغبات لا يمكنه البوح بها لشريكه الشرعي.
ü الخيانة العاطفية: وهي خيانة يُقدم عليها الفرد تلبية لحاجته الملحة للعاطفة التي قد لا يلتمسها من الشريك الشرعي.. فتجده يبحث عمن يلبي هذه الحاجة فيغدقه بالمشاعر الدافئة والاهتمام الدائم الذي يولد بداخله الإحساس بمدى أهمية وجوده بالوجود.
ü الخيانة الجسدية العاطفية: وهي تلك التي يجتمع فيها الشعور بالحاجة لسد الفراغ العاطفي والحاجة لإشباع الرغبة الجنسية.. فتبدأ الرحلة بالبحث عن طرف يُبدي استعداداً للمشاركة في الأحاسيس والمشاعر المخزونة ومن ثم تمتد العلاقة ويمتد الحب المحسوس لما هو ملموس.. وذلك من خلال تطور الأمر وبلوغه مرحلة الرغبة التي أشعلتها تلك العاطفة المحرمة منذ البداية والتي قد تدوم لفترات طويلة ومع ذات الطرف نتيجة للانسجام الذي يولده توافق ظروف اللقاء وتوافق الطرفين على ضرورة المحافظة على سرية هذه العلاقة لضمان استمرارها.
هناك الكثير ممن يخونون وهناك أسباب كثيرة دفعتهم للسقوط في الهاوية لعل أهمها:
ü طبيعة العلاقة الزوجية: هناك زيجات كثيرة تبدو ناجحة أمام الجميع ولكن الواقع يُخفي حقيقة مرة في جعبته.. إذ تكون العلاقة هشة بسبب خضوعها لمزاج أحد الأطراف والذي يعاني من رغباته الجنسية المكبوتة فيعمل على إحداث خلل في توازنها.
ü الحرمان العاطفي: حين يفتقد أحد الأطراف وجود عاطفة الحب ومشاعر الاهتمام من قبل الشريك الشرعي فإن هذا الأمر يجعل من عش الزوجية بيئة طاردة قد تدفع به للتحليق بعيداً بحثاً عن مبتغاه وهو الأمر الذي قد يُسهل عملية انزلاقه في الهاوية.. ليس دفعة واحدة وإنما خطوة خطوة تبدأ بالتعارف الذي قد يأخذ طابعاً رسمياً في بادئ الأمر.. ثم لتنحل عنه الرسمية فيصبح شيئاً آخر مضمونه الإعجاب بالطرف الجديد ومن ثم الخوض في علاقة قد يمكن وقد لا يمكن التكهن بما سيعقبها.
ü تجارب ما قبل الزواج: إن لتجارب ما قبل الزواج دوراً في تكوين شخصية الفرد.. لأنها تتيح له فرصة التنويع في العلاقات وفي الشخصيات التي تنحدر منها.. حتى إذا ما ارتبط لاحقاً وواجه مشكلة ما.. بدأ بعقد المقارنات بين ما كان من ذاك في الماضي وما يكون من هذا في الحاضر.
ضحايا
إن كل هذه الأسباب الجوهرية السالف ذكرها وغيرها الكثير قادرة على تحويل حياة أي فرد لجحيم لما لها من آثار وخيمة تضر بجميع من بالأسرة صغارها قبل كبارها فهي تحطم رابطة الثقة التي تُحكم وثاقها لتلفظ ما نتج عنها من ضحايا للمجتمع:
ü الضحية الأولى (الخائن): وهو الجاني والضحية في وقت واحد.. فهو من جنى على نفسه وعلى أقرب الناس إليه حين سمح لنفسه الضعيفة بالبحث عن بديل غير شريكه الشرعي ليلبي كل رغباته المخجلة والتي خجل في المقام الأول من البوح بها له ولكنه لم يخجل من البحث عن آخر ليفصح له عنها.. إن خيانة الفرد لشريكه الشرعي وهو أقرب الناس إليه هو أمر لابد وأن يُفقده الثقة بكل من حوله حتى نفسه فيظهر ذلك من خلال شكه بالمحيط الذي يحتويه وفي جميع مجالات حياته.. حتى إن هذا الشك سيثقل كاهله ليصبح تحت ضغوطات كبيرة لا قدرة له على احتمالها مما يجعله يتوجه بسلوكه لمنحى آخر قد يكون أشد خطراً ظناً منه بأنه سيستطيع ومن خلاله التخلص من كل ما يعانيه.
ü الضحية الثانية (الشريك الشرعي): وهو الشريك الذي سيعاني ضعف الألم بحكم أنه ضحية وبحكم أنه طرف رئيسي ستلقى على عاتقه مسؤولية هذا الانحراف منذ البداية.. فسيبدأ بالشك بذاته وسيبرحه ألم الإحساس بالنقص الذي قد لا يعرف مصدره ولكنه السبب الأول الذي أحدث هذا الخلل فاضطر شريكه للبحث عن بديل له.
ü الضحية الثالثة (الأطفال): إن وقع الخيانة على الأطفال شديد جداً ولكن تأثيرها بعيد المدى.. فالطفل وهو في هذه المرحلة شديد التعلق بوالديه وبالتالي فإن ثقته بهما شديدة جداً لاعتبارهما أو أحدهما مثلاً أعلى يُحتذى به.. لذا فإن علمه بخيانة أحدهما وتدميره لهذه الأسرة الجميلة هو أمر يعمل على تهميش الثقة التي خُلقت بينهم جميعاً في ظل تكوينهم الأسري.. وهو الأمر الذي سيُحدث شرخاً في بيئة هذا الطفل مستقبلاً سواء من الناحية الدراسية أو من الناحية الصحية (العضوية والنفسية) وهو الأمر الذي سيخلق منه شخصاً يعاني نقصاً واضحاً وملموساً لا يمكن تجاهله بل من السهل ملاحظته إن لم يتم الاهتمام به منذ البداية.