المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا بدا الاختلاط والسفور



قلب صادق
24-11-2007, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتمنى من الاخوان قرأة الموضوع حتى الاخير

قل الشيخ الخراشي - وفقه الله تعالى - في مقالٍ له عن الشيخ علي الطنطاوي ما يلي : [ أما

الحرب التي تواجه الإسلام الآن فهي أشد وأنكى من كل ما كان ، إنها عقول كبيرة جداً ، شريرة

جداً ، تمدها قُوى قوية جداً ، وأموال كثيرة جداً ، كل ذلك مسخَّر لحرب الإسلام على خطط محكمة ،

والمسلمون أكثرهم غافلون .

يَجِدُّ أعداؤهم ويهزلون ، ويسهر خصومهم وينامون ، أولئك يحاربون صفاً واحداً ، والمسلمون قد فرَّقت

بينهم خلافات في الرأي ، ومطامع في الدنيا .

يدخلون علينا من بابين كبيرين ، حولهما أبواب صغار لا يُحصى عددها ، أما البابان الكبيران فهما

باب الشبهات وباب الشهوات . أما الشبهات فهي كالمرض الذي يقتل من يصيبه ، ولكن سريانه

بطيء وعدواه ضعيفة . فما كل شاب ولا شابة إذا ألقيت عليه الشبه في عقيدته يقبلها رأساً

ويعتنقها .

أما الشهوات فهي داء يمرض وقد لا يقتل ، ولكن أسرع سرياناً وأقوى عدوى ، إذ يصادف من نفس

الشاب والشابة غريزة غرزها الله ، وغرسها لتنتج طاقة تستعمل في الخير ، فتنشيء أسرة وتنتج

نسلاً ، وتقوي الأمة ، وتزيد عدد أبنائها ، فيأتي هؤلاء فيوجهونها في الشر ، للذة العاجلة التي لا

تثمر . طاقة نعطلها ونهملها ودافع أوجد ليوجه إلى عدونا ، لندافع بها عن بلدنا ، فنحن نطلقها في

الهواء ، فنضيعها هباء ، أو يوجهها بعضنا إلى بعض .

هذا هو باب الشهوات وهو أخطر الأبواب . عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه ، وأول هذا الطريق هو

الاختلاط .

بدأ الاختلاط من رياض الأطفال ، ولما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون

الصغار من الصبيان والصغيرات من البنات .

ونحن لا نقول أن لبنت خمس سنين عورة يحرم النظر إليها كعورة الكبيرة البالغة ، ولكن نقول أن

من يرى هذه تُذَكِّرُهُ بتلك ، فتدفعه إلى محاولة رؤيتها .

ثم إنه قد فسد الزمان ، حتى صار التعدي على عفاف الأطفال ، منكراً فاشياً ، ومرضاً سارياً ، لا

عندنا ، بل في البلاد التي نعدُّ أهلها هم أهل المدنية والحضارة في أوربا وأمريكا .

كان أعداء الحجاب يقولون أن اللواط والسحاق ، وتلك الانحرافات الجنسية سببها حجب النساء ،

ولو مزقتم هذا الحجاب وألقيتموه لخلصتم منها ، ورجعتم إلى الطريق القويم . وكنا من غفلتنا ومن

صفاء نفوسنا نصدقهم ، ثم لما عرفناهم وخبرنا خبرهم ، ظهر لنا أن القائلين بهذا أكذب من

مسيلمة .

إن كان الحجاب مصدر هذا الشذوذ ، فخبروني هل نساء ألمانيا وبريطانيا محجبات الحجاب الشرعي

؟ فكيف إذن نرى هذا الشذوذ منتشراً فيهم حتى سَنّوا قانوناً يجعله من المباحات ؟

ثم إن أصول العقائد ، وبذور العادات ومبادئ الخير والشر ، إنما تغرس في العقل الباطن للإنسان ،

من حيث لا يشعر في السنوات الخمس أو الست الأولى من عمره ، فإذا عودنا الصبي والبنت

الاختلاط فيها ، ألا تستمر هذه العادة إلى السبع والثمان ؟ ثم تصير أمراً عادياً ينشأ عليه الفتى ،

وتشب الفتاة ، فيكبران وهما عليه ؟ وهل تنتقل البنت في يوم معين من شهر معين ، من الطفولة

إلى الصبا في ساعات معدودات ، حتى إذا جاء ذلك اليوم حجبناها عن الشباب ؟

أم هي تكبر شعرة شعرة ، كعقرب الساعة تراه في الصباح ثابتاً فإذا عدت إليه بعد ساعتين وجدته

قد انتقل من مكانه . فهو إذن يمشي وإن لم تر مشيه ، فإذا عودنا الأطفال على هذا الاختلاط

فمتى نفصل بينهم ؟

والصغير لا يدرك جمال المرأة كما يدركه الكبير ، ولا يحس إن نظر إليها بمثل ما يحس به الكبير ،

ولكنه يختزن هذه الصورة في ذاكراته فيخرجها من مخزنها ولو بعد عشرين سنة . أنا أذكر نساء

عرفتهن وأنا ابن ست سنين ، قبل أكثر من سبعين سنة . وأستطيع أن أتصور الآن ملامح وجوههن

، وتكوين أجسادهن .

ثم إن من تُشْرِف على تربيته النساء يلازمه أثر هذه التربية حياته كلها ، يظهر في عاطفته ، وفي

سلوكه ، في أدبه ، إذا كان أديباً . ولا تبعد في ضرب الأمثال ، فهاكم الإمام ابن حزم يحدثكم في

كتابه العظيم الذي ألَّفه في الحب " طوق الحمامة " حديثاً مستفيضاً في الموضوع .

خلق الله الرجال والنساء بعضهم من بعض ، ولكن ضرب بينهم بسورٍ له باب باطنه فيه الرحمة

وظاهره من قِبَلِهِ العذاب . فمن طلب الرحمة والمودة واللذة والسكون والاطمئنان دخل من الباب ،

والباب هو الزواج . ومن تسوَّر الجدار أو نقب السقف ، أو أراد سرقة متعة ليست له بحق ، ركبه في

الدنيا القلق والمرض وازدراء الناس ، وتأديب الضمير ، وكان له في الآخرة عذاب السعير ] " ذكريات

الشيخ على الطنطاوي (5/268-271) "

هذا ما قاله الشيخ عن بلادٍ غير بلادنا ، والسعيد من وُعِظَ بغيره ولم يتعظ به الناس ، فليحذر الذين يدندنون حول هذا الموضوع في بلادنا أن يشملهم قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } [النور:19]

ويقول الشيخ عبد المحسن العباد وفقه الله في كتابه لماذا لا تقود المرأة السيارة:

وكان بدء انفلات النساء في البلاد الإسلامية تقليداً للبلاد الغربية حصل بترك الحجاب وكسف النساء

وجوههن وتبع ذلك شيئاً فشيئاً كشف رؤوسهن وصدورهن وسواعدهن وأعضادهن وسوقهن وبعض

أفخاذهن ويبع ذلك أيضاً مخالطتهن الرجال ومشاركتهن لهم في سائر الإعمال والتسوية بينهم

وبينهن ويوضح ذلك ما ذكره الشيخ على الطنطاوي رحمة الله عن بدء السفور في بلاد الشام حيث

قال في ذكرياته ( 5/226) : وكانت النصرانيات واليهوديات من أهل الشام يلبسن قبل الحرب الأولى

الملاءات الساترات كالمسلمات وكل ما عندهن أنهن يكشفن الوجوه ويمشين سافرات أذكر ذلك

وأنا صغير وجاءت مرة وكيلة ثانوية البنات المدرسة سافرة فأغلقت دمشق كلها حوانيتها وخرج

أهلوها محتجين متظاهرين حتى روعوا الحكومة فأمرتها بالحجاب وأوقعت عليها العقاب مع أنها لم

تكشف إلا وجهها ومع أن أباها كان وزيراً وعالماً جليلاً وكان أستاذاً لنا . ومرت الأيام وجئت هذه

المدرسة ألقي فيها دروساً إضافية وأنا قاضي دمشق سنة 1949 وكان يدرس فيها شيخنا الشيخ

محمد بهجت البيطار فسمعت مرة صوتاً من ساحة المدرسة فتلفت أنظر من النافذة فرأيت مشهداً

ما كنت أتصور أن يكون في ملهى فضلاً عن مدرسة وهو أن طالبات أحد الفصول وكلهن كبيرات

بالغات قد استلقين على ظهورهن في درس الرياضة ورفعن أرجلهن حتى بدت أفخاذهن عن

آخرها . إلى أن قال ( ص 238) : كان أن دمشق التي عرفناها تستر بالملاءة البنت من سنتها

العاشرة شهدت يوم الجلاء بنات السادسة عشرة وما فوفها يمشين في العرض بادية أفخاذهن تهتز

نهودهن قي صدورهن تكاد تأكلهن النظرات الفاسقة وشهدت بنتاً جميلة زينت بأبهى الحلل

وأُلبست لباس عروس وركبت السيارة المكشوفة وسط الشباب . قالوا : إنها رمز الوحدة العربية !

ولم يدر الذين رمزوا هذا الرمز أن العروبة إنما هي في تقديس الأعراض لا في امتهانها . إلى أن قال

( ص 239 ) : ألا من كان له قلب فليتفطر اليوم أسفاً على الحياء من كانت له عين فلتبك اليوم دماً

على الأخلاق من كان له عقل فليفكر بعقله فما بالفجور يكون عز الوطن وضمان الاستقلال ولكن

بالأخلاق تحفظ الأمجاد وتسمو الأوطان فإذا كنتم تحسبون أن إطلاق الغرائز من قيد الدين والخلق

والعورات من أسر الحجاب والستر إذا ظننتم ذلك من دواعي التقدم ولوازم الحضارة وتركتم كل

إنسان وشهوته وهواه فإنكم لا تحمدون مغبة ما تفعلون

هذه قصة بدء السفور وكشف النساء وجوههن في بلاد الشام حكاها الشيخ على الطنطاوي رحمة

الله عن مشاهدة ومعاينة وكانت وفاته سنة 1420هـ والسعيد من وعظ بغيره ومثل هذا الذي حصل

في بلاد الشام حصل في مصر وتركيا وإيران وغيرها وكانت بداية السفور وكشف الوجوه في القرن

الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي انظر كتاب ( حراسة الفضيلة للشيخ بكر بن

عبد الله أبوزيد : ص 165 ، 168 ) .

__________________
قال قال الشافعي:

أُحبُّ مِـنَ الإخوانِ كُـلَّ مُـوَاتـي :: وكُلَّ غَضِيضَ الطَّرفِ عَن عَـثَـرَاتـي

يوافقُــني فــي كُــلِّ أَمـرٍ أُرِيـدُهُ :: ويَحفظُنـي حيّـاً و بَــعدَ ممـــاتـي


للامانه منقول
اتمنى منكم الرد في الموضوع باضافات تثري الموضوع
ودمتم جميعا في حفظ الله ورعايته

amego
24-11-2007, 08:34 PM
موضوع اكثر من رائع اخي الكريم
ويستحق كل الثناء والتقدير اذ يضع اليد على الجرح
فكما تحدث الشيخ الطنطاوي بان نساء اليهود والمسيحيين كانو ا يرتدوا الحجاب في ذلك الوقت في دمشق.......
فما اكبر البون بين الامس واليوم
اليوم ندعي الحضارة والمدنية والتطور
ولكن فالننظر الى حال المسلمين اليوم و ما وصل اليه الحال بشكل عام
والذي محصلته الهوان والضعف وانعدام الوزن
نعم فنحن امة لا وزن لها حاليا بين الامم
والموضوع له علاقة اساسيية في الحجاب و اختراقه انما هو بمثابة تدمير خط الدفاع الاول عن اصالتنا وديننا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا
وجزاك الله كل خير
وتقبل خالص تحياتي

امـ حمد
24-11-2007, 08:51 PM
بارك الله فيك

jajassim
24-11-2007, 09:15 PM
جزاك الله خير

mohamed ab
24-11-2007, 09:18 PM
جزاك الله خير

قلب صادق
25-11-2007, 05:52 PM
[
QUOTE=amego;2178620]
موضوع اكثر من رائع اخي الكريم
ويستحق كل الثناء والتقدير اذ يضع اليد على الجرح
فكما تحدث الشيخ الطنطاوي بان نساء اليهود والمسيحيين كانو ا يرتدوا الحجاب في ذلك الوقت في دمشق.......
فما اكبر البون بين الامس واليوم
اليوم ندعي الحضارة والمدنية والتطور
ولكن فالننظر الى حال المسلمين اليوم و ما وصل اليه الحال بشكل عام
والذي محصلته الهوان والضعف وانعدام الوزن
نعم فنحن امة لا وزن لها حاليا بين الامم
والموضوع له علاقة اساسيية في الحجاب و اختراقه انما هو بمثابة تدمير خط الدفاع الاول عن اصالتنا وديننا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا
وجزاك الله كل خير
وتقبل خالص تحياتي[/QUOTE]


امـ حمد بارك الله فيك


jajassim جزاك الله خير


mohamed ab جزاك الله خير

الاخوان والاخوات
amego
ام حمد
jajassim
mohamed ab

جزاكم الله خير على مروركم العطر
ودمتم في حفظ الله ورعايته

عبد الرحمن القحطاني
26-11-2007, 02:04 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

قلب صادق
26-11-2007, 04:14 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

وجزاك مثله وبارك الله فيك على مرورك الطيب

ودمت في حفظ الله ورعايته