المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا بنات................



عين قطر
25-11-2007, 11:36 PM
نداء من عالم أديب
د. عبد الرحمن صالح العشماوي*

عالمٌ أديب معروف، ذو قلمٍ سيَّال، وكلمات رشيقة أنيقةٍ منسابةٍ يصدق عليها قول الشاعر:

أدبٌ كمثل الماءِ لو أجريتَه =يوماً لسال كما يسيل الماءُ

يا بنات وجَّه ريشته الفصيحة إلى بناته (الفتيات المسلمات) قائلاً: البنتُ مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه، لا تجد أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجة صالحة، وأُمَّاً موقَّرة، ورَبَّةَ بيتٍ.. سواءُ في ذلك ممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء، أو غيرهن.. وأنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر والشام، أديبتين حقاً، جمع لهما المال والمجد الأدبي، ولكنهما فقدتا الزوج، ففقدتا العقل وصارتا مجنونتين - في آخر حياتهما - ولا تحرجيني بالسؤال عن الأسماء، إنها معروفة.

الزواج أقصى أماني المرأة ولو صارت عضوة البرلمان، وصاحبة السلطان، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج، إنْ هي غوت وسقطت تركها وذهب - إذا أراد الزواج - فتزوج غيرها من الشريفات، لأنه لا يرضى أن تكون رَبَّةَ بيته، وأُم ابنته، امرأة ساقطة.

والرجل - وإن كان فاسقاً داعراً - إذا لم يجد في سوق اللذات بنتاً ترضى أنْ تريق كرامتها على قدميه، وأن تكون لعبة بين يديه، إذا لم يجد البنت الفاسقة، أو البنت المغفّلة التي تشاركه الزواج على دين إِبليس، وشريعة القطط في شهر شباط، فإنه يطلب مَنْ تكون زوجة (صالحة) له على سُنَّة الإسلام.

فسبب كساد سوق الزواج منكن يا بنات، لو لم يكن من البنات فاسقات، ما كسدت سوق الزواج، ولا راجت سوق الفجور، فلماذا لا تعملْنَ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء؟ أنتن أولى به، وأقدر عليه منّا، لأنكن أعرف بلسان المرأة، وطرق إفهامها، ولأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد! إلا أنتن: البنات العفيفات الشريفات، البنات الصيّنات الديّنات.

في كل بيت من بيوت (المسلمين) بنات في سنّ الزواج لا يجدن زوجاً، لأن - كثيراً - من الشباب وجدوا من الخليلات ما يُغني عن الحَليلات.

فأَلِّفْنَ جماعة منكنَّ من الأديبات والمتعلمات والمدرسات وطالبات الجامعات، تعيد أخواتكن الضالاَّت إلى الجادَّة، خوِّفْنَهُنَّ الله، فإن كنَّ لا يَخَفْنَه، فحذِّرْنَهُنَّ المرض، فإن كنَّ لا يحذَرْنَه، فخاطِبْنَهُنَّ بلسان الواقع، قلن لهنّ: إنكن صبايا جميلات، فلذلك يقبل الشباب عليكن، ويحومون حولكن، ولكن، هل يدوم عليكن الصِّبا والجمال، فكيف بكنَّ إذا صرتنَّ عجائز محنيات الظهور، مجعَّدات الوجوه، من الذي يهتمُّ يومئذٍ بكن؟ ومن يسأل عنكن؟ أتعرفْنَ مَنْ يهتم بالعجوز ويكرمها؟ إنهم أولادها وبناتها وحَفَدَتُها وحفيداتُها، هنالك تكون العجوز ملكةً في رعيَّتها (بينما تضيع الأخرى وتنكسر، وربما يصيبها الجنون).

الذي لا يملك من يعرفه ويقرأ له، ويراه إلا أن يحترم علمه وأدبه وإبداعَه البيانيّ.

جزءٌ من ندائه الذي وجَّهه إلى بناته المسلمات، وهو يرى دعوات الباطل تكاد تُصِمُّ الآذان، وبريق الدَّعاوى يكاد يُعشي العيون.

مَنْ ذلك العالم الأديب؟

إنه الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - يسلِّم على كلِّ فتاةٍ مسلمة ويقول لهنَّ: اقرأْنَ كتابي الصغير الذي يحمل عنوان: (يا بنتي) فقد أفرغت فيه خلاصة تجاربي، ودعوتكنَّ فيه إلى الطريق السليم.