المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر وايكسون موبيل يدرسان إقامة مشروع بتروكيماوي عملاق في رأس لفان



ROSE
27-11-2007, 07:10 AM
رئيس العملاق النفطي ايكسون موبيل: قطر وايكسون موبيل يدرسان إقامة مشروع بتروكيماوي عملاق في رأس لفان


صناعة البتروكيماويات مفتاح تعظيم الثروة النفطية للدول العربية


واشنطن - أحمد محسن :
مايكل دولان هو اسم بارز في عالم الطاقة، ذلك انه يرأس أكبر شركة نفط في العالم، شركة اكسون موبيل المعروفة الا ان دولان ليس اصلاً رجل نفط، انه كيمائي ولذا فقد بدأ مداخلته في مؤتمر عقد اخيراً بواشنطن بالاشارة إلى انه في نظر كثيرين «ضل طريقه» حين دعي للحديث عن أوضاع قطاع الطاقة في الشرق الأوسط.

الا ان دولان اكد أنه لم يضل طريقه، وانه رغم ذلك سيتحدث عن قطاع البتروكيماويات وشرح ذلك بقوله «لا يمكن الفصل بين قطاع النفط والغاز من جهة وقطاع البتروكيماويات من الجهة الاخرى، ان 99% من مواد تلقيم الكيماويات تأتي من النفط والغاز، والقطاع يمثلان معاً جزءاً لا يتجزأ من الاطار العام للطاقة في العالم إذ ان قطاع الكيماويات يندمج بصورة عضوية في الاطار العام للموارد».

واشار رئيس شركة اكسون موبيل إلى ان صناعة البتروكيماويات هي «فرصة تتوفر شروط تنفيذها امام دول الشرق الأوسط المصدرة للنفط كي تتمكن من تعظيم استفادتها من مواردها من الطاقة وتحقيق عائد أكبر من تلك الموارد لاستخدامه في تلبية متطلبات التنمية بالمنطقة».

وضرب دولان امثلة على التقدم الكبير الذي تحرزه صناعة البتروكيماويات في الشرق الأوسط، وكان من هذه الامثلة مشروع كبير تدرسه شركتنا مع القطريين فقد اتفقت قطر واكسون موبيل عام 2006 على بناء مجمع بتروكيماوي عالمي في راس لفان».

وقال دولان الذي يعد واحدا من ابرز الأسماء في مجال الطاقة والبتروكيماويات بالعالم ان الاسباب التي تدعوه إلى الاعتقاد بأن الصناعة الكيماوية تقدم للدول العربية المصدرة للنفط فرصة نموذجية اسباب واضحة، وفسر ذلك بقول: «بالاضافة إلى امتلاك مصادر كبيرة من النفط والغاز اللذين يشكلان 99% من مواد التلقيم في صناعة البتروكيماويات فإن عدد سكان العالم سيصل بحلول عام 2030 إلى 8 مليارات نسمة اي بزيادة 2 مليار نسمة وسيزداد حجم الناتج المحلي الاجمالي للاقتصاد العالمي ككل إلى الضعف ليصل إلى 73 تريليون دولار».

وتابع «ونحن في اكسون موبيل نتوقع زيادة في طلب العالم من الطاقة بنسبة 30% بحلول ذلك العام، اي 2030 وفيما يتعلق بالزيادة في الطلب على السوائل النفطية فإن 45% من هذه الزيادة سيكون من نصيب قطاع النقل والمواصلات وعلينا ان نلاحظ انه من المتوقع ان يزيد عدد المركبات الخفيفة اي السيارات والشاحنات على طرقات العالم بنسبة 60% بحلول ذلك العالم».

وأضاف: «ان اغتنام هذه الفرصة، اي فرصة الزيادة الهائلة المتوقعة في الطلب على الكيماويات النفطية ومكررات النفط والبتروكيماويات يعتمد على وجود مناخ في الدول المصدرة للطاقة يرحب بالاستثمار الدولي والتجارة والمنافسة والمبادرة الحرة. ان التحالفات الدولية والتعاون عنصران مهمان للغاية لتمكين اي بلد من النجاح في السوق الدولية».

وأشار إلى أن الارقام التي ذكرها عن الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الطاقة «توضح ان الصناعات الكيماوية ستظل تتنافس مع قطاع المواصلات والمركبات الخفيفة للحصول على السوائل المشتقة لاستخدامها كمواد تلقيم للبتروكيماويات اي اننا سنواصل الاقبال الكبير على شراء هذه السوائل ذلك اننا سنكون مصدراً مهما لانتاج هذه السيارات والشاحنات التي تعتمد على البلاستيك لتصنيعها ثم اننا سنكون مصدراً لامدادها بالوقود بعد ذلك حتى تسير».

وطرح دولان سؤالا مهما عما إذا كان هناك نفط وغاز كافيين في العالم لتغطية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة واحتياجات الصناعة الكيماوية منها؟ واجاب على السؤال قائلاً: «طبقاً للمسح الجيولوجي الامريكي فإن الكرة الارضية كانت تحتوي على ما يقدر باكثر من 3 تريليونات برميل من النفط التقليدي القليل للاستخراج ويزيد هذا التقدير باطراد مع تطوير صناعة الطاقة لتكنولوجيات جديدة من أجل العثور على هذه الموارد واستخراجها».

وتابع رئيس أكبر شركة نفط في العالم وإذا ما اضفنا النفوط غير التقليدية مثل الزيت النفطي وذلك المستخرج من الصخور النفطية فإن الكمية القابلة للاستخراج ترتفع إلى 4 تريليونات برميل ومنذ أن بدأ الإنسان يستخدم الطاقة المتمثلة بالنفط والغاز فإن البشرية استخدمت ربع هذه الكمية، اي تريليون برميل ويعني هذا ان لدينا الان موارد كافية تماماً لمواجهة الطلب في المستقبل».

غير أن دولان اشار أيضا إلى ما ينتظر قطاع الطاقة بقوله «ان مستقبل ادارات الطاقة في العالم هو مستقبل إيجابي، الا انه يمثل تحدياً تكنولوجياً وجيوسياسياً ومالياً بعبارة اخرى تعتمد سلامة قطاع الطاقة بأكمله على سلامة قطاع النفط والغاز الطبيعي».

وفيما يتعلق بالطلب المتوقع على منتجات الصناعات الكيماوية قال دولان «ان هذا الطلب يزيد بمعدلات قوية تتجاوز معدل زيادة الناتج المحلي الاجمالي بما يتراوح بين 2 و3% ويعني ذلك ان الطلب العالمي على المنتجات الكيماوية يزداد بمعدل يتراوح بين 5 و6% سنوياً وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف النمو المتوقع في الطلب على كل اشكال الطاقة.

وتابع «لقد اثبت البلاستيك الذي تنتجه مصانع البتروكيماويات انه قد يكون واحداً من أهم المنتجات المصنعة التي عرفها البشر حتى الان ونحن نتوقع ان يزداد الطلب العالمي على البلاستيك بصورة كبيرة مع تزايد متطلبات انتاج السيارات والمركبات والتعليب والاشارات والصحة وهي جميعاً قطاعات تحتاج إلى البلاستيك والكيماويات بصفة عامة فضلاً عن ضرورتها للحياة اليومية».

وتوقع دولان ان يكون 60% من النمو العالمي في قطاع الصناعات الكيماوية في قارة آسيا خلال السنوات المقبلة وقال ان الصين وحدها ستكون مسؤولة عن ثلث هذا الرقم، وأضاف: «بحلول عام 2015 فإن آسيا ستكون مسؤولة عن 50% من الطلب العالمي الاجمالي على المواد الكيماوية الاساسية، وحصة الصين من ذلك ستكون النصف وبوجود احتياطيات كبيرة من النفط والغاز فإن دول الشرق الأوسط تحتل موقعاً متفرداً لمواجهة هذا التزايد في الطلب فضلاً عن انها قريبة جغرافياً من مناطق الطلب المتزايد.

وقال رئيس اكسون موبيل «ان تلبية الاحتياجات العالمية المتوقعة يتطلب ما هو أكثر من مجرد امتلاك مصادر الطاقة والتمتع بموقع جغرافي قريب من مناطق الطلب انه يتطلب ايضا الابتكار الذي يأتي عن طريق التكنولوجيا المتطورة، وهذا الطلب المتزايد على الكيماويات يقدم فرصة للشرق الأوسط كي يلبي الاحتياجات العالمية من البتروكيماويات وكي يدعم نموه الاقتصادي المتواصل».

واضاف ان شركته تتوقع زيادة طاقتها في الشرق الأوسط بنسبة 50% خلال الاعوام القليلة المقبلة، وأضاف: «خريطة نمو شركتنا توضح ذلك بجلاء، كما اننا نبحث عن فرص اخرى للنمو لاسيما في قطاع المنتجات الكيماوية التي تدخل في تصنيع نمو 70 ألف سلعة في العالم».