المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متداولون سعوديون يستبقون تداول "جبل عمر" بتخمينات متضاربة حول السعر



إنتعاش
28-11-2007, 10:48 PM
لم يكد المتعاملون في السوق السعودية يتلقون النبأ اليقين بشأن تداول "جبل عمر"، حتى حولوا دفة أحاديثهم وتوقعاتهم سريعا نحو السعر المتوقع للسهم أن يسجله مع أول أيام إدراجه، عقب ما حسمت هيئة السوق كل التوقعات بخصوص الموعد محددة إياه بيوم السبت المقبل الموافق في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2007، وذلك بعد انتظار فاق 5 أشهر، وتحديدا منذ الـ18 من يونيو الماضي تاريخ انتهاء الاكتتاب، وهي فترة تخللها كثير من الشائعات التي تلاعبت بأعصاب المتداولين.

فيما أبدى البعض خشيته من أن يسهم إدراج "جبل عمر" في إعاقة الاتجاه الصاعد للسوق، مستدلين على كلامهم بهبوط أمس الإثنين الذي أفقد المؤشر قرابة 85 نقطة، ومشيرين بأصابع الاتهام إلى تسريب موعد تداول عملاق قطاع التشييد في السوق المحلية.


ضغط "جروبات"

وفي هذا الصدد عبر المحلل خالد الفايز عن اعتقاده بأن هبوط يوم أمس لم يكن لخبر إدراج "جبل عمر" فيه يد، وإنما هو ناجم في حقيقته عن ضغط مارسته بعض مجموعات المتداولين (الجروبات) في سبيل تخفيض أسعار الشركات الصغيرة.

وأكد الفايز أن هيئة سوق المال تستحق "شهادة إشادة" لنجاحها في كتمان موعد إدراج "جبل عمر"؛ حيث لم تفلح أي من الشائعات في تحديد تاريخ الإدراج، بل إن الإعلان عن الموعد جاء مفاجئا لكثير من المتداولين الذين لم يتوقعوا أن يصدر مع نهاية تداولات أمس، لأنهم اعتادوا على أن معظم الإعلانات المفصلية تصدر في آخر يوم من أسبوع التداول، أي يوم الأربعاء.

وحول توقعه للمكاسب التي يمكن لسهم "جبل عمر" تحقيقها في يومه الأول؛ حيث نسبة تذبذبه مفتوحة، أوضح الفايز أنه وقياسا إلى شركة مكة أحد الشركاء الأساسيين في "جبل عمر" فإن السهم متجه لتحقيق مستويات سعرية تتراوح بين 30 و35 ريالا، وهذا أقل من السعر العادل الذي كان من المفترض أن يحققه السهم لولا ما اعترض الشركة من مشكلات أخرت إدراجها.

وأقر الفايز بالمقابل ببعض العوامل المؤثرة سلبا على سعر السهم، مبينا: توقيت إدراج السهم غير مناسب لجهة طرحه قبل عيد الأضحى، الأمر الذي قد يدفع صغار المكتتبين للاستعجال في بيع ما يمتلكونه من أسهم الشركة حتى يغطوا بعض مصروفاتهم الشخصية والأسرية، إلا أن المحافظ والمستثمرين الكبار لن يدعوا السهم قابعا عند مستوى سعري ضعيف، لا سيما أن "جبل عمر" شركة قائمة على أرض الواقع وقد باشرت تنفيذ مشروعها الاستثماري في محيط الحرم المكي.


أرقامٌ وحجج

من جهتهم انشغل المتداولون كعادتهم في تخمين السعر الذي يمكن أن يستقر عنده سهم الشركة الجديدة، مظهرين اختلافا شديدا في التقديرات عبرت عنه الأرقام التي ذكروها، والحجج التي سأقوها لتبرير توقعاتهم.

فهناك من رأى بأن "جبل عمر" لا يملك فرصة لتحقيق مستوى أعلى من سهم مثل "كيان"، وبالتالي فإن 30% هي الحد الأقصى للمكاسب التي يمكن أن يجنيها سهم "جبل عمر" مع أول أيام إدراجه، وهي النظرة التي عبّر عنها بعض المتداولين، مذكرين بأن العدد الكبير للأسهم المتداولة سيجعل عرضها أكبر من طلبها في مختلف الأحوال.

وقال المتداول متعب التميمي "إن التوتر النفسي الذي سببه تأخر إدراج الشركة، وتأجيل جمعيتها التأسيسية من قبل، سيسهم في الضغط على سعر السهم أكثر من أي عامل آخر، ومن المعروف أن السوق السعودية تتأثر في معظم حركتها وتداولاتها بالعوامل النفسية أولا".

وفي الاتجاه المعاكس تماما،كان هناك تحمس واضح للوافد الجديد، حين رفع متداولون توقعاتهم فوق حدود 40 ريالا، بل إن هناك من راهن على مضاعفة الرقم وصولا إلى 70 ريالا للسهم الواحد، مبررين تفاءلهم بحجم الشركة وطبيعة ومكان نشاطها".

ولخص عبد الكريم العيد هذا الاتجاه بقوله "إن المشروع الذي أنشأت "جبل عمر" لتنفيذه هو مشروع يتمتع بدرجة عالية من الجدوى الاقتصادية، أما موقعه فلا يمكن مقارنته بأي موقع في العالم، وإذا ما أخذنا بالحسبان الطفرة العقارية التي تمر بها المنطقة عموما فإن أرباح الشركة مرشحة للتضاعف خلال سنوات قليلة من بدء استثمار أول وحدة في مشروعها، وهذا لوحده كاف في رأي العيد لتقييم السهم بحوالي 50 ريالا، دون أن يستبعد وقوع "إجحاف" قد يهبط بالسهم دون توقعاته.

فيما حاولت مجموعة أخرى من المتداولين الوقوف في نقطة متوسطة بين الطرفين السابقين، معتبرة أن تحقيق 300 أو 400% أمر غير وارد، لكنه لا يعني أن السهم عاجز عن كسب 150% مثلا من قيمة طرحه، وهو ما أشار إليه المتداول مطلق الحربي الذي قال "إن مضاعفة المكاسب عدة مرات ليست من طبيعة الشركات الكبرى المدرجة حديثا، بل هي ميزة تكاد تكون خاصة بالشركات الصغيرة مثل شركات التأمين"، مضيفا "أن وصول السهم إلى 25 ريالا يعطي مكسبا مقبولا، مقارنة بنسبة التخصيص الجيدة".


المؤشر يتولى التنبيه

وفي موضوع متصل، حذر بعض المتداولين مما دعوه الاستمرار في تسريب القرارات والمعلومات الحيوية، الذي يتم استغلاله من أطراف محدودة في التأثير على السوق، مستشهدين بما حدث من انخفاض ملحوظ بالمؤشر في نفس يوم إعلان خبر إدراج "جبل عمر"، وهو ما لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة عابرة، حسب كلامهم.

ورأى المتداول محمد فرج في "الهبوط المثير الذي تخلل سلسلة متصلة من الصعود" تأكيدا على أن البيانات الجوهرية ما تزال تصل إلى أناس قبل آخرين، مبينا أن المتداولين صاروا يدركون أن أية حركة غير طبيعية في المؤشر هي تنبيه إلى قرب صدور قرار مهم، حتى وإن كانوا لا يعرفون مضمونه.

وانضم إبراهيم المقحم إلى هذا الرأي معلنا أن القلق الآن ينصب على استمرار الهبوط كرد فعل على إدراج "جبل عمر"، عدا عن ردود الأفعال المرتقبة تجاه نية الهيئة تعديل وحدة تغير الأسعار إلى الهلل، كما يدور حاليا.

يذكر أن شركة جبل عمر طرحت أكثر من 200 مليون سهم للاكتتاب العام بقيمة اسمية مقدارها 10 ريالات للسهم الواحد، وقد شارك في الاكتتاب قرابة 5 ملايين فرد ساهموا في تغطيته بنسبة 309%، مما استدعى العمل بنظام رد الفائض والتخصيص، الذي نال الفرد الواحد بموجبه 40 سهما.