المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي المعركة



معاند جروووحه
30-11-2007, 08:21 AM
الرهان على العدو
تكشف الواقع العربي عن سوءات كثيرة، وألغام عديدة مخبوءة فينا تحت جلودنا، وبأسمائنا، وطفح الحقد الدفين من نفوس ممتلئة سماً كلها يقين في العدو وأمل ورجاء في نصره، ودعوات أن يتم له نصر سريع حاسم، ما هذا العفن الذي انطوى عليه هذا الواقع العربي المتفسخ؟ ولهؤلاء نقول: خاسر ومجرم من يراهن على فوز عدوه على نفسه وأمته.
أتفرح اذ أخرج ابليس أباك من الجنة؟ أم إنك لا تعرف أباك؟











المقاطعة
فرنسا لم تقصف أمريكا بالصواريخ وام القنابل، ولم تحتل من بلادها شيئاً، وفرنسا لم تساعد العراق في حربه ضد أمريكا، وكل ما فعلته فرنسا أنها عبرت عن رأيها السياسي في الحرب، وقالت: لتكن الحرب ولكن من خلال الامم المتحدة.. فماذا كان من أمريكا؟ أعلنت المقاطعة الشاملة على كل بضائع فرنسا. هل سمعتم يا حكماء العرب؟ فماذا نقول نحن الذين تتمزق أجسادنا في فلسطين كل يوم بالدعم الامريكي (10 مليارات هذه السنة) والسلاح الامريكي.. وتتمزق أجسادنا كل يوم في العراق، وتعمق أمريكا الفرقة في العالم العربي ثم يحتج علينا عقلاء العرب اذا دعونا الى المقاطعة. مجرم من لا يقاطع كل ما يمت لامريكا.








1967 - 2003
في سنة 1967 خاضت ثلاث دول عربية تبلغ سكانياً أربعة أضعاف سكان العراق، ومساحة ثلاثة أضعاف مساحة العراق، ضد دولة صغيرة واحدة هي «اسرائيل» بتكنولوجيا ما قبل 37 سنة، وانتهت الحرب بهزيمة ساحقة ماحقة واحتلال مساحات أكبر من العراق في بضع ساعات.
والآن يخوض العراق حرباً لا ضد «اسرائيل»، وانما ضد الولايات المتحدة الامريكية بعد ان تفردت بقطبية العالم الاحادية، وبريطانيا واستراليا وشيكوسلوفاكيا وبولندا وهنغاريا واسبانيا وكثير من العرب والعجم والزط...
ومفارقة أخرى ان العراق محاصر منذ اثنتي عشرة سنة ولم يدخل إليه سلاح جديد ولا قطع غيار.. وحتى الغذاء لا يصله بالكم الكافي.

ومفارقة تالية أن العرب كانت تغرد في سرب واحد، والآن انقسم العرب الى عرب «المع» وعرب الحياد.. في أحسن أحوال العربان.
ومفارقات أخرى كلها ضد صالح العراق، فمن يفسر لنا لم انهارت الجبهة العربية في ساعات سنة 67، واليوم نأمل وبعون الله، ان لا تخرج أمريكا سالمة من العراق، من يفسر لنا هذه الظاهرة؟











وما رميت إذ رميت! الأباتشي -على اسم قبائل الهنود الحمر التي ابادها الامريكان- سموا بها أشرس طائرة هليوكبتر وأكثرها تطوراً تكنولوجياً، مدججة بعدة صواريخ، وعدة رشاشات من عدة قياسات، ومصفحة بشكل يجعلها مقاومة للرماية بحيث يمتص تصفيحها المطاطي الرصاص، هذه الطائرة المرعبة المخيفة، من يصدق أن مجاهدا لا يملك مدفع مضاد للطائرات بتقنية بسيطة يسقطها !
. لكنه حصل. أليست هذه الكرامة رسالة من الله؟ أليست تطبيقاً عملياً لقوله تعالى: «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».








والله يحب الصابرين
يبتلي الله أحبابه بحرب الاشرار، ونار الكفار، ليرى هل يواجهون هذا كله بالقين والاصطبار؟ فان فعلوا فازوا بمحبة الله فان أحبهم الله بدأت الامداد، وبدأت الكرامات، وتوالت عليهم الألطاف والافضال والاجناد من السماء. واقرأ قوله تعالى: «وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم الا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».








الاكراد
الأكراد شعب مسلم عظيم، قيادته متصهينة.. شأنهم شأن الأمة المأزومة وأولاد البرزاني والطلباني مربوطون بالحركة الصهيونية صاغراً عن صاغر. واليوم وبدعوى الحقد على صدام يستخدم الاكراد وقود معركة حضارية مستقبلية ضد وجود الامة ومستقبلها، والاكراد أحد أهم أركان حربها.. مفارقة عجيبة.
يا أيها الشعب الذي أخرج صلاح الدين الذي قاد المسلمين لتحريرنا من الصليبيين، أفتكون اليوم طليعة الصليبيين في احتلال ديار المسلمين؟ أتقودك قياداتك الى خسارة الدنيا والدين؟
لنقف صفاً واحداً ضد الهجمة الغازية، ووالله ما أنتم الا «حصان طروادة»، يصل بكم الامريكان الى أهدافهم -لا حققها الله لهم- وتبوءون بلعنة التاريخ، ووصمة الابد.
ألا من مبلغ اخواننا في الدين والعقيدة والتاريخ وقيادة صلاح الدين، تخيلوا لو أن صلاحاً بعث فيكم، أيسره ما يدور من خيانة؟ أيسره ان هؤلاء الجواسيس يقودونكم الى الدمار والنار؟ رجعة الى امتكم. لا تتقووا بأعداء الامة والدين.
ان المستنصر بالذليل ذليل. وأمريكا سيذلها الله ان شاء الله.. لأنها حادّت الله وتجاوزت على عباد الله.