المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا كنت في نعمة فارعها



بنـ الدحيل ـت
06-10-2005, 01:41 AM
إذا كنت في نعمة فارعها . . فان المعاصي تزيل النعم

إذا كنت في نعمة فارعها . . فان المعاصي تزيل النعم

كانت اعتماد الرميكية ام اولاد المعتمد بن عباد
(احد أعظم ملوك الاندلس)
عاشت معه في رفاهية وعز فاق الوصف
وحظيت عنده حتى كان لايرد لها طلبا ،،
وفي يوم من الأيام رأت نساء من البادية يبعن اللبن
وقد شمرن عن سوقهن يخضن في الطين
فقالت اعتماد :
اشتهي أن أفعل أنا وبناتي كفعل هؤلاء البدويات ،،
فما كان من ابن عباد الا ان بادر الى تلبية طلبها
ولكن بطريقة البذخ والتبذير المفرطة التي كلفت خزينة دولته

أموالا طائلة حيث أمر بالعنبر والمسك والكافور
فسحق بماء الورد ليكون في هيئة الطين
واحضر القرب والحبال لاعتماد وبناتها
فحملن القرب والحبال ورفعن عن سوقهن
وخضن في طين العنبر والمسك والكافور ،،
ولم يدم الامر طويلا حتى انقلبت الامور على ابن عباد
فطرد من الاندلس شر طرده ونزل مراكش ذليلا
خائفا يترقب مسلوب الملك والجاه
وأراه الله وبال فعله في الدنيا
حيث رأى بعينيه اعتماد وبناتها يكشفن عن سوقهن
ليخضن في الطين في ثياب ذل ومهانة ،،
فقال : يطأن في الطين والأقدام حافية . .
كأنها لم تطأ مسكا وكافورا فقالت له اعتماد :
ما رأيت منك خيرا قط فقال لها :
ولا يوم الطين ؟ فسكتت ،،
-- هذا النموذج الذي بين ايدينا يرينا عاقبة التبذير الوخيمة
وان الدنيا لا تدوم على حال
وأن الله تعالى قد يعاقب المبذر في الدنيا بجنس عمله
كما وقع لابن عباد وجاريته وبناته وأعظم عقاب
للمبذر في الدنيا أن يسلبه الله تعالى نعمته
التي يتقلب فيها وهذا من أشد الامورعلى النفس
لأن العيش في فقر لم يسبقه غنى يخفف من حدة الفقر
وشدته أما أن يكون الانسان غنيا
ثم يفتقر فان الامر اشد حيث
سيعاني الانسان حينئذ من ثلاثة آلام :
الاول ألم الفقر ،
والثاني ألم فقد النعمة التي ألف العيش فيها ،
والثالث ألم عدم الرضا بوضعه الجديد حيث
سيعيش على أمل أن يعود إلى ما كان فيه من غنى ،،

وهذه الآلام شديدة على النفس حتى قيل :
أنه قل أن يعيش معها انسان إلا قتلته بالهم والغم والكمد ،،

إخواني وأخواتي


وهذا درس عظيم لكل صاحب نعمة
في بدن أو مال أن عليه أن يرعاها
ويستعملها في مرضاة ربه ،،
وقد قيل :

إذا كنت في نعمة فارعها . . فان المعاصي تزيل النعم

abo rashid
06-10-2005, 04:23 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك