لعديد
04-12-2007, 12:37 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نزهان الصديد شيخ قبائل شمر:
أمريكا ستنسحب من العراق خلال ثمانية أشهر
شبكة البصرة
أجرى الحوار:
مهدي مصطفى إلهامي المليجي
مي الحسن
القاهرة استقبلت شيخ قبائل شمر على رأس وفد من شيوخ العشائر العربية في العراق لذات الهدف وهو مناقشة المسألة العراقية.
ويتميز الشيخ نزهان الصديد بمقدرة عالية على الحديث، والتدفق فى الحديث بحماسة شباب تملؤه الرغبة في إنهاء الاحتلال عن أرض العراق، وبحكمة شيوخ العراق المتمسك بوحدة شعبه أي إلى مصر في إطار جولة عربية يحمل معه برنامج عشائر العراق الذى يستهدف إعادة العراق حرا ديمقراطيا متعافيا موحدا، ولأنه قادم من العراق حاملا هموم وآمال وطموحات الشعب العراقي ولأننا كغيرنا من أبناء الشعب العربي نحمل العديد من التساؤلات حول الوضع في العراق، فقد التقيناه في أحد فنادق العاصمة القاهرة وفاجأنا بأن أمريكا أمامها ثمانية أشهر فقط في العراق وبعدها..؟،
وكان الحوار التالي:
- كأحد شيوخ عشائر كيف تنظرون إلى مجالس الصحوة؟
- ليست صحوة وإنما هى غفوة، فالصحوة تطرد المحتل ومن جاء معه، لا تسانده وتدعمه في مواجهة أبناء جلدتنا، وأعتقد أن من ينتسب لما يسمي زورا بالصحوة ليس إلا شاذا وأفاقا، إذ كيف يمد هؤلاء أيديهم للمحتل الذي قتل أطفالنا ودمر بلدنا، إن عشائر الدليم أكبر عشائر الأنبار مازالوا علي مواقفهم الرافضة لما يسمي بمجالس الصحوة.
- هل لديكم علاقات بالمقاومة العراقية؟
- نحن مع المقاومة الشريفة التي تدافع عن العراق، وضد من يقتل أبناء الشعب العراقي باسم المقاومة، ونرفض الدعوات الخبيثة الرامية إلي شق الصف العراقي علي أساس مذهبي أو عرقي. أنا من قبيلة شمر التي تضم عشرين مليونا منهم ثلاثة ملايين شيعي في الجنوب، وعشائر الجنوب أهل تاريخ، ونحن نحترم الشيعة الفرس إذا لم يتدخلوا في شئوننا الداخلية، لكنهم يتدخلون الآن بشكل فج في الشأن العراقى ما يجعلنا بالضرورة رافضين لتلك التدخلات وسنعلن عن رفضنا بكل الوسائل المتاحة.
- التقيتم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي، لبحث الأوضاع في العراق وتصوراتكم لكيفية خروج العراق من أزمته المتفاقمة، هل لكم أن تطلعونا على تلك التصورات؟
- التقينا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وغيره من كبار المسئولين المصريين الذين أكدو لنا حرص مصر قيادة وشعبا علي العراق، وعرضوا لنا مساعيهم المستمرة لإخراج العراق من محنته موحدا متعافيا، ليأخذ مكانته اللائقة وسط إخوانه العرب، وخرجنا من تلك اللقاءات أكثر تفاؤلا واطمئنانا علي مستقبل العراق، وهذا هو دور مصر التاريخي الرائد الذي عرفته الأمة العربية.
وجدنا فى السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية واحدا من خيرة الرجال العرب المهمومين بقضايا الأمة العربية، وفي المقدمة منها أزمة العراق، ومن خلال لقائه الحميمي، تأكد لنا أن الجامعة العربية هي بيت العرب المهموم دوما بالقضايا العربية، والجامعة وأمينها العام يبذلون الجهد للحفاظ علي العراق عربيا موحدا، وخلال اللقاءات تقدمنا بمشروع يدعو إلي جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، ويقدم تصورا لإعادة بناء الجيش العراقي علي أسس وطنية بعيدا عن أي مذهبية، ويرفض ما يسمي بلجان اجتثاث البعث، ويرفض كل الدعوات الرامية لتقسيم العراق تحت أي مسمي، والمشروع لقي استحسانا من الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزيرالخارجية المصري والمسئولين المصريين.
- وماذا عن موقفكم من القوات الأمريكية في العراق؟
- القوات الأمريكية أتت لاحتلال بلدنا، ونحن مجبرون علي مقاتلتهم، فليدفعوا ثمن خطيئتهم، إن الإدارة الأمريكية ليست لديها الشجاعة للإعلان عن أرقام ضحاياها داخل الأراضي العراقية، التي تجاوزت الـ 40 ألف قتيل أمريكي، لقد أهينت طائرات الأباتشي والـ إف 16 الأمريكيتين علي أيدي المقاومة العراقية، وجورج بوش الابن ومن تعاون معه سيدفعون ثمنا غاليا لاحتلالهم لتراب العراق، والشعب العراقي لن يغفر لبعض أركان الحكومة المنحدرين من أصول غير عربية والموالين لدولة مجاورة غير عربية وجاءوا علي دبابات الاحتلال وعاثوا في العراق قتلا ودمارا.
- العشائر خرجت إلي السطح السياسي مؤخرا بصورة واضحة، هل يأتي ذلك في إطار الاستعداد لملء فراغ الانسحاب المتوقع لقوات الاحتلال؟
- لقد حاول الأمريكيون أن يمدوا جسور التعاون والتنسيق معنا، ولكننا في مجلس شيوخ العشائر نرفض أن نضع أيدينا في أيدي المحتل، وهذا ما توارثناه عن أجدادنا ونورثه لأبنائنا من بعدنا، لأن تلك شيم عربية أصيلة، ودعوني أؤكد لشعبنا العربي من خلال جريدتكم الموقرة أن القوات الأمريكية ستضطر للانسحاب خلال ثمانية أشهر، وهم يبحثون عن أقل الطرق ضررا لانسحابهم من المستنقع الذي غرقت فيه قواتهم، والذي فاقت فيه خسائرهم، ما تعرضوا له في احتلالتهم السابقة لفيتنام وكوريا وغيرها.
- وماذا عن القواعد العسكرية التي يقيمها الأمريكيون في العراق والتى قيل أنهم الأضخم عالميا؟
- إذا ما أقدموا علي تلك الفعلة فلن نجعلهم يغفلون أو يهنأ لهم بال في داخل القواعد العسكرية، إن ما يصلح في اليابان أو فى ألمانيا، لا يرضي شعب العراق، التاريخ ما زال يذكر أن العراق تم تدميره علي مدي ألف سنة حوالي ثلاثمائة مرة، فقد أتى هولاكو وغيره، وذهبوا جميعًا وبقي العراق الرافض للمعتدي.
- طالباني طالب أثناء وجوده في مصر بإعادة فتح السفارة المصرية في بغداد ما رأيك في طلبه هذا؟
- نحن نرفض تحقيق هذا المطلب في الوقت الراهن لأسباب أمنية وسياسية، وأعتقد أنهم بطلبهم هذا يستهدفون جلب سفير مصر حتي يجعلوه رهينة أو يختطفوه مثلما جري مع السفير السابق إيهاب الشريف من قبل، لأنهم يكنون حقدا دفينا علي مصر القائدة والداعمة للشعوب العربية الساعية لنيل استقلالها وفي المقدمة العراق، إنهم متآمرون علي مصر القيادة والشعب، ونحن نرفض مطلبهم انطلاقا من رفضنا للتآمر علي قائدة العرب وملجأها في وقت الشدة والمحن، وأتمنى أن تسألوا طالباني هل يمكنه أن يحمي نفسه حتي يعد بحماية السفير المصري؟ إن أيا من المسئولين العراقيين الذين جاءوا على دبابات المحتل الأمريكي لا يمكنه أن يتحرك خارج نطاق ما يسمونها بالمنطقة الخضراء بسلامة وأمان.
- البعض يري أن هناك مؤشرات على هجوم أمريكي محتمل علي إيران.. ما رأيك؟
- أنا أرى أن أمريكا وإيران متفقتان علي قضية واحدة هي احتلال العراق، وما يهمنا أن تتوقف إيران عن العبث في أمن ووحدة الشعب العراقي عبر عناصرها وعملائها، وأعتقد أن الحديث عن ضربة أمريكية لإيران مجرد حرب إعلامية بين الطرفين، ودعني أتساءل عن اتهام أمريكا للشقيقة سوريا بسماحها للمقاتلين بالدخول إلي العراق عبر حدودها بينما تغمض أعينها عن المليون ونصف مليون إيراني الذين تسللوا إلي العراق منذ الاحتلال، ويضمون في صفوفهم عناصر من جهاز الاستخبارات الإيراني "إطلاعات" ووقوات وفيلق القدس وغيرها وهؤلاء يمارسون كل ما من شأنه الإسهام في تجزئة العراق واضطرابه.
- وماذا عن علاقاتكم مع دول الجوار العربي؟
- العلاقة مع سوريا القيادة والشعب في أفضل حالاتها وتمثل نموذجا للعلاقات الأخوية بين العرب، ونحن في العشائر العراقية نقدر تقديرا عاليا المواقف المشرفة للرئيس السوري بشار الأسد الرافض للاحتلال ولتقسيم العراق، ونثمن موقف الشعب السوري المحتضن لإخوته من أبناء الشعب العراقي الذين اضطرتهم الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها العراق إلي اللجوء إلي الشقيقة سوريا.
- تتباين المعلومات حول وجود وحجم حزب البعث في المقاومة المسلحة العراقية ـ هل يمكن أن تطلعنا عن حقيقة وهذا الدور وحجمه؟
- أستطيع أن أؤكد لكم أن حزب البعث حاضر وبقوة ضمن فصائل المقاومة العراقية، ويقدر العارفون ببواطن المقاومة أن عدد البعثيين والعسكريين من أبناء جيش العراق السابق بما لا يقل عن %60 من تيار المقاومة، ولقد أسهمت الأحداث التي جرت في العراق في عملية فرز واضحة، ولم يبق في الحزب إلا المؤمنون بنبل أهدافه العروبية والتقدمية، وخرج منه الانتهازيون والأفاقون، ودعني أذكرك بأن إياد علاوي وطارق الهاشمي وعادل عبد المهدي وحازم الشعلان وغيرهم ممن يطالبون باجتثاث البعث كانوا أعضاء في هذا الحزب وكان بعضهم يتملقونه أيام كان متربعا علي سدة الحكم، بينما هم اليوم يتبرأون منه بل وينعتونه بأسوأ النعوت.
- إلى أي مدى تغلغل جيش القدس الإيراني في العراق؟
- عناصر جيش القدس الإيراني في العراق تقدر بما يقارب المليون عنصر بينما عناصر إطلاعات وغيرها من أجهزة الاستخبارات يقاربون النصف مليون.
- ذكرت في حديثك أن العشائر التي تتزعمونها يوجد منها في الجنوب العراقي ما يقارب الثلاثة ملايين.. لماذا لا تقدمون علي حركة واسعة كثورة العشرين وتبدأون المقاومة المسلحة في الجنوب؟
- المقاومة قائمة في الجنوب لكن التعتيم الإعلامي المقصود يستهدف حجب أخبارها وعملياتها، ولعل في خروج البريطانيين من البصرة مؤشرا واضحا علي قوتها، كذلك المقاومة مستمرة في مناطق الحلة والديوانية والناصرية والنجف وكربلاء، وكل عشائرنا تقاوم حاليا في الجنوب والشمال والوسط، وما الترتيبات التي تسعي لها القوات المحتلة تمهيدا لانسحابها إلا بسبب قوة المقاومة في كل أنحاء العراق.
- إذا ما انسحبت القوات الأجنبية فما الجهة المؤهلة حاليا لقيادة العراق؟ هل هناك قوى جاهزة لتسلم الحكم وإدارة البلاد؟
- بالطبع، إن العراق غني بأبنائه الوطنيين، وعندما تندحر قوات الاحتلال سيكون هناك البديل الجاهز لتولي شئون الحكم في العراق، والمعبرة عن جميع الفئات الاجتماعية والسياسية الوطنية داخله، ولن يستثني من تلك المشاركة في إدارة البلد سوي عملاء الاحتلال الذين سيلحقون حتما بأسيادهم المحتلين والمعادين للشعب العراقي وطموحاته في الاستقلال والاستقرار والعدل والمساواة.
- هل هناك حكومة سرية تدير العراق حاليا وما هى وما ملامحها؟
- بالضرورة سوف تكون هناك حكومة من هذا القبيل تضم كل الداعمين للمقاومة من قوميين وبعثيين وناصريين وتقدميين وديمقراطيين وممثلي العشائر العربية الوطنية، ممثلة لكل أطياف الشعب العراقي، عدا من جاء مع دبابات الاحتلال أو من يرتبط بمخططات معادية للعراق.
- هل يجري الإعداد لهذه الحكومة التي تتحدثون عنها خارج العراق؟
- خارج وداخل العراق في آن واحد.
- هل هناك دولة عربية تدعمكم بهذا الاتجاه؟
- كل العرب الشرفاء يدعموننا، وبدأنا جولتنا بمصر الشقيقة الكبرى التي ما غابت عن الاضطلاع بمهامها القومية، ونلقي الدعم من غالبية قادة الدول العربية وخصوصا سوريا ودول الخليج العربي لأنهم جميعا مدركون أن ما يصيب العراق ينعكس بالسلب علي سائر جسد الأمة العربية.
- ما حجم الدعم الذي يقدم لكم من عشائر شمر في الوطن العربي؟
- إذا كنت تقصد الدعم المادي فالله كفانا وأغنانا بفضله وله الحمد والشكر علي نعمته وعلي الجانب المعنوي والأدبي فيجب أن تعرف أن الشعوب العربية المخلصة معنا وتؤازرنا.
- المجلس السياسي للمقاومة ما دوره الآن؟
- المجلس السياسي الذي تشكل أخيرا يستهدف التغطية السياسية للمقاومة أن يكون الجناح السياسى لها، والمقاومة مازالت تقاتل الأمريكيين بتخطيط مدروس وعمليات نوعية، ودعني أبشرك بأن المقاومة أسرت أخيرا ضباطا أمريكيين برتبة جنرالات ومازالوا في حوزة رجالات المقاومة، والعمليات العسكرية التي تري هذه الأيام في ديالي هي في الواقع للبحث عن هؤلاء الضباط الأمريكيين الأسري وليس لتطهيرها من عناصر القاعدة كما يزعم.
- ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
الدستور الاردنية 1/12/2007
شبكة البصرة
الاحد 22 ذو القعدة 1428 / 2 كانون الاول 2007
http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/1207/shomr_021207.htm
نزهان الصديد شيخ قبائل شمر:
أمريكا ستنسحب من العراق خلال ثمانية أشهر
شبكة البصرة
أجرى الحوار:
مهدي مصطفى إلهامي المليجي
مي الحسن
القاهرة استقبلت شيخ قبائل شمر على رأس وفد من شيوخ العشائر العربية في العراق لذات الهدف وهو مناقشة المسألة العراقية.
ويتميز الشيخ نزهان الصديد بمقدرة عالية على الحديث، والتدفق فى الحديث بحماسة شباب تملؤه الرغبة في إنهاء الاحتلال عن أرض العراق، وبحكمة شيوخ العراق المتمسك بوحدة شعبه أي إلى مصر في إطار جولة عربية يحمل معه برنامج عشائر العراق الذى يستهدف إعادة العراق حرا ديمقراطيا متعافيا موحدا، ولأنه قادم من العراق حاملا هموم وآمال وطموحات الشعب العراقي ولأننا كغيرنا من أبناء الشعب العربي نحمل العديد من التساؤلات حول الوضع في العراق، فقد التقيناه في أحد فنادق العاصمة القاهرة وفاجأنا بأن أمريكا أمامها ثمانية أشهر فقط في العراق وبعدها..؟،
وكان الحوار التالي:
- كأحد شيوخ عشائر كيف تنظرون إلى مجالس الصحوة؟
- ليست صحوة وإنما هى غفوة، فالصحوة تطرد المحتل ومن جاء معه، لا تسانده وتدعمه في مواجهة أبناء جلدتنا، وأعتقد أن من ينتسب لما يسمي زورا بالصحوة ليس إلا شاذا وأفاقا، إذ كيف يمد هؤلاء أيديهم للمحتل الذي قتل أطفالنا ودمر بلدنا، إن عشائر الدليم أكبر عشائر الأنبار مازالوا علي مواقفهم الرافضة لما يسمي بمجالس الصحوة.
- هل لديكم علاقات بالمقاومة العراقية؟
- نحن مع المقاومة الشريفة التي تدافع عن العراق، وضد من يقتل أبناء الشعب العراقي باسم المقاومة، ونرفض الدعوات الخبيثة الرامية إلي شق الصف العراقي علي أساس مذهبي أو عرقي. أنا من قبيلة شمر التي تضم عشرين مليونا منهم ثلاثة ملايين شيعي في الجنوب، وعشائر الجنوب أهل تاريخ، ونحن نحترم الشيعة الفرس إذا لم يتدخلوا في شئوننا الداخلية، لكنهم يتدخلون الآن بشكل فج في الشأن العراقى ما يجعلنا بالضرورة رافضين لتلك التدخلات وسنعلن عن رفضنا بكل الوسائل المتاحة.
- التقيتم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي، لبحث الأوضاع في العراق وتصوراتكم لكيفية خروج العراق من أزمته المتفاقمة، هل لكم أن تطلعونا على تلك التصورات؟
- التقينا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وغيره من كبار المسئولين المصريين الذين أكدو لنا حرص مصر قيادة وشعبا علي العراق، وعرضوا لنا مساعيهم المستمرة لإخراج العراق من محنته موحدا متعافيا، ليأخذ مكانته اللائقة وسط إخوانه العرب، وخرجنا من تلك اللقاءات أكثر تفاؤلا واطمئنانا علي مستقبل العراق، وهذا هو دور مصر التاريخي الرائد الذي عرفته الأمة العربية.
وجدنا فى السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية واحدا من خيرة الرجال العرب المهمومين بقضايا الأمة العربية، وفي المقدمة منها أزمة العراق، ومن خلال لقائه الحميمي، تأكد لنا أن الجامعة العربية هي بيت العرب المهموم دوما بالقضايا العربية، والجامعة وأمينها العام يبذلون الجهد للحفاظ علي العراق عربيا موحدا، وخلال اللقاءات تقدمنا بمشروع يدعو إلي جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، ويقدم تصورا لإعادة بناء الجيش العراقي علي أسس وطنية بعيدا عن أي مذهبية، ويرفض ما يسمي بلجان اجتثاث البعث، ويرفض كل الدعوات الرامية لتقسيم العراق تحت أي مسمي، والمشروع لقي استحسانا من الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزيرالخارجية المصري والمسئولين المصريين.
- وماذا عن موقفكم من القوات الأمريكية في العراق؟
- القوات الأمريكية أتت لاحتلال بلدنا، ونحن مجبرون علي مقاتلتهم، فليدفعوا ثمن خطيئتهم، إن الإدارة الأمريكية ليست لديها الشجاعة للإعلان عن أرقام ضحاياها داخل الأراضي العراقية، التي تجاوزت الـ 40 ألف قتيل أمريكي، لقد أهينت طائرات الأباتشي والـ إف 16 الأمريكيتين علي أيدي المقاومة العراقية، وجورج بوش الابن ومن تعاون معه سيدفعون ثمنا غاليا لاحتلالهم لتراب العراق، والشعب العراقي لن يغفر لبعض أركان الحكومة المنحدرين من أصول غير عربية والموالين لدولة مجاورة غير عربية وجاءوا علي دبابات الاحتلال وعاثوا في العراق قتلا ودمارا.
- العشائر خرجت إلي السطح السياسي مؤخرا بصورة واضحة، هل يأتي ذلك في إطار الاستعداد لملء فراغ الانسحاب المتوقع لقوات الاحتلال؟
- لقد حاول الأمريكيون أن يمدوا جسور التعاون والتنسيق معنا، ولكننا في مجلس شيوخ العشائر نرفض أن نضع أيدينا في أيدي المحتل، وهذا ما توارثناه عن أجدادنا ونورثه لأبنائنا من بعدنا، لأن تلك شيم عربية أصيلة، ودعوني أؤكد لشعبنا العربي من خلال جريدتكم الموقرة أن القوات الأمريكية ستضطر للانسحاب خلال ثمانية أشهر، وهم يبحثون عن أقل الطرق ضررا لانسحابهم من المستنقع الذي غرقت فيه قواتهم، والذي فاقت فيه خسائرهم، ما تعرضوا له في احتلالتهم السابقة لفيتنام وكوريا وغيرها.
- وماذا عن القواعد العسكرية التي يقيمها الأمريكيون في العراق والتى قيل أنهم الأضخم عالميا؟
- إذا ما أقدموا علي تلك الفعلة فلن نجعلهم يغفلون أو يهنأ لهم بال في داخل القواعد العسكرية، إن ما يصلح في اليابان أو فى ألمانيا، لا يرضي شعب العراق، التاريخ ما زال يذكر أن العراق تم تدميره علي مدي ألف سنة حوالي ثلاثمائة مرة، فقد أتى هولاكو وغيره، وذهبوا جميعًا وبقي العراق الرافض للمعتدي.
- طالباني طالب أثناء وجوده في مصر بإعادة فتح السفارة المصرية في بغداد ما رأيك في طلبه هذا؟
- نحن نرفض تحقيق هذا المطلب في الوقت الراهن لأسباب أمنية وسياسية، وأعتقد أنهم بطلبهم هذا يستهدفون جلب سفير مصر حتي يجعلوه رهينة أو يختطفوه مثلما جري مع السفير السابق إيهاب الشريف من قبل، لأنهم يكنون حقدا دفينا علي مصر القائدة والداعمة للشعوب العربية الساعية لنيل استقلالها وفي المقدمة العراق، إنهم متآمرون علي مصر القيادة والشعب، ونحن نرفض مطلبهم انطلاقا من رفضنا للتآمر علي قائدة العرب وملجأها في وقت الشدة والمحن، وأتمنى أن تسألوا طالباني هل يمكنه أن يحمي نفسه حتي يعد بحماية السفير المصري؟ إن أيا من المسئولين العراقيين الذين جاءوا على دبابات المحتل الأمريكي لا يمكنه أن يتحرك خارج نطاق ما يسمونها بالمنطقة الخضراء بسلامة وأمان.
- البعض يري أن هناك مؤشرات على هجوم أمريكي محتمل علي إيران.. ما رأيك؟
- أنا أرى أن أمريكا وإيران متفقتان علي قضية واحدة هي احتلال العراق، وما يهمنا أن تتوقف إيران عن العبث في أمن ووحدة الشعب العراقي عبر عناصرها وعملائها، وأعتقد أن الحديث عن ضربة أمريكية لإيران مجرد حرب إعلامية بين الطرفين، ودعني أتساءل عن اتهام أمريكا للشقيقة سوريا بسماحها للمقاتلين بالدخول إلي العراق عبر حدودها بينما تغمض أعينها عن المليون ونصف مليون إيراني الذين تسللوا إلي العراق منذ الاحتلال، ويضمون في صفوفهم عناصر من جهاز الاستخبارات الإيراني "إطلاعات" ووقوات وفيلق القدس وغيرها وهؤلاء يمارسون كل ما من شأنه الإسهام في تجزئة العراق واضطرابه.
- وماذا عن علاقاتكم مع دول الجوار العربي؟
- العلاقة مع سوريا القيادة والشعب في أفضل حالاتها وتمثل نموذجا للعلاقات الأخوية بين العرب، ونحن في العشائر العراقية نقدر تقديرا عاليا المواقف المشرفة للرئيس السوري بشار الأسد الرافض للاحتلال ولتقسيم العراق، ونثمن موقف الشعب السوري المحتضن لإخوته من أبناء الشعب العراقي الذين اضطرتهم الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها العراق إلي اللجوء إلي الشقيقة سوريا.
- تتباين المعلومات حول وجود وحجم حزب البعث في المقاومة المسلحة العراقية ـ هل يمكن أن تطلعنا عن حقيقة وهذا الدور وحجمه؟
- أستطيع أن أؤكد لكم أن حزب البعث حاضر وبقوة ضمن فصائل المقاومة العراقية، ويقدر العارفون ببواطن المقاومة أن عدد البعثيين والعسكريين من أبناء جيش العراق السابق بما لا يقل عن %60 من تيار المقاومة، ولقد أسهمت الأحداث التي جرت في العراق في عملية فرز واضحة، ولم يبق في الحزب إلا المؤمنون بنبل أهدافه العروبية والتقدمية، وخرج منه الانتهازيون والأفاقون، ودعني أذكرك بأن إياد علاوي وطارق الهاشمي وعادل عبد المهدي وحازم الشعلان وغيرهم ممن يطالبون باجتثاث البعث كانوا أعضاء في هذا الحزب وكان بعضهم يتملقونه أيام كان متربعا علي سدة الحكم، بينما هم اليوم يتبرأون منه بل وينعتونه بأسوأ النعوت.
- إلى أي مدى تغلغل جيش القدس الإيراني في العراق؟
- عناصر جيش القدس الإيراني في العراق تقدر بما يقارب المليون عنصر بينما عناصر إطلاعات وغيرها من أجهزة الاستخبارات يقاربون النصف مليون.
- ذكرت في حديثك أن العشائر التي تتزعمونها يوجد منها في الجنوب العراقي ما يقارب الثلاثة ملايين.. لماذا لا تقدمون علي حركة واسعة كثورة العشرين وتبدأون المقاومة المسلحة في الجنوب؟
- المقاومة قائمة في الجنوب لكن التعتيم الإعلامي المقصود يستهدف حجب أخبارها وعملياتها، ولعل في خروج البريطانيين من البصرة مؤشرا واضحا علي قوتها، كذلك المقاومة مستمرة في مناطق الحلة والديوانية والناصرية والنجف وكربلاء، وكل عشائرنا تقاوم حاليا في الجنوب والشمال والوسط، وما الترتيبات التي تسعي لها القوات المحتلة تمهيدا لانسحابها إلا بسبب قوة المقاومة في كل أنحاء العراق.
- إذا ما انسحبت القوات الأجنبية فما الجهة المؤهلة حاليا لقيادة العراق؟ هل هناك قوى جاهزة لتسلم الحكم وإدارة البلاد؟
- بالطبع، إن العراق غني بأبنائه الوطنيين، وعندما تندحر قوات الاحتلال سيكون هناك البديل الجاهز لتولي شئون الحكم في العراق، والمعبرة عن جميع الفئات الاجتماعية والسياسية الوطنية داخله، ولن يستثني من تلك المشاركة في إدارة البلد سوي عملاء الاحتلال الذين سيلحقون حتما بأسيادهم المحتلين والمعادين للشعب العراقي وطموحاته في الاستقلال والاستقرار والعدل والمساواة.
- هل هناك حكومة سرية تدير العراق حاليا وما هى وما ملامحها؟
- بالضرورة سوف تكون هناك حكومة من هذا القبيل تضم كل الداعمين للمقاومة من قوميين وبعثيين وناصريين وتقدميين وديمقراطيين وممثلي العشائر العربية الوطنية، ممثلة لكل أطياف الشعب العراقي، عدا من جاء مع دبابات الاحتلال أو من يرتبط بمخططات معادية للعراق.
- هل يجري الإعداد لهذه الحكومة التي تتحدثون عنها خارج العراق؟
- خارج وداخل العراق في آن واحد.
- هل هناك دولة عربية تدعمكم بهذا الاتجاه؟
- كل العرب الشرفاء يدعموننا، وبدأنا جولتنا بمصر الشقيقة الكبرى التي ما غابت عن الاضطلاع بمهامها القومية، ونلقي الدعم من غالبية قادة الدول العربية وخصوصا سوريا ودول الخليج العربي لأنهم جميعا مدركون أن ما يصيب العراق ينعكس بالسلب علي سائر جسد الأمة العربية.
- ما حجم الدعم الذي يقدم لكم من عشائر شمر في الوطن العربي؟
- إذا كنت تقصد الدعم المادي فالله كفانا وأغنانا بفضله وله الحمد والشكر علي نعمته وعلي الجانب المعنوي والأدبي فيجب أن تعرف أن الشعوب العربية المخلصة معنا وتؤازرنا.
- المجلس السياسي للمقاومة ما دوره الآن؟
- المجلس السياسي الذي تشكل أخيرا يستهدف التغطية السياسية للمقاومة أن يكون الجناح السياسى لها، والمقاومة مازالت تقاتل الأمريكيين بتخطيط مدروس وعمليات نوعية، ودعني أبشرك بأن المقاومة أسرت أخيرا ضباطا أمريكيين برتبة جنرالات ومازالوا في حوزة رجالات المقاومة، والعمليات العسكرية التي تري هذه الأيام في ديالي هي في الواقع للبحث عن هؤلاء الضباط الأمريكيين الأسري وليس لتطهيرها من عناصر القاعدة كما يزعم.
- ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
الدستور الاردنية 1/12/2007
شبكة البصرة
الاحد 22 ذو القعدة 1428 / 2 كانون الاول 2007
http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/1207/shomr_021207.htm