المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرأة زنت وهي محصنة فحملت من الزنا وأنجبت فما الحكم ؟



الصارم المسلول
04-12-2007, 07:23 PM
الأخ الشيخ حفظه الله ورعاه عبدالرحمن السحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإني أرسل إليك سؤالا يخص امرأة زنت وهي محصنة ، فحملت من الزنا.

الآن أنجبت ولد الزنا وزوجها خارج في سبيل الله . فعمر الطفل الآن 9 أشهر . وهي أقَرَّت بالفاحشة وتعيش بين مجتمعات مسلمة وهي قادرة على تنفيذ عقوبة الرجم عليها.

والسؤال :

هل يَسمح لنا الشرع رَجمها وابنها في هذا العمر أو لا ؟ وإذا كان لا . فإلى متى ننتظر ؟

أجيبونا مع الدليل مأجورين

والله أسأل أن يدخر ثواب ذلك في ميزان حسناتكم يوم التغابن.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وحفظك الله ورعاك

ولِخَيْر الْخَيْرَين هَدَاك



ونسأل الله أن يَعصِمنا من الزَّلل ..

إذا كان الْحَدّ لم يُرفَع إلى السُّلْطان فيُشرع في حقّ هذه المرأة السّتْر ؛ لأن الإسلام يَتَشَوّف ويَتَطلّع إلى السِّـتْر .

كما أن المرأة إذا لم تتردّد وتَطْلُب إقَامَة الْحَدِّ فإنه لا يُبحَث عنها .


والأدلة على هذا كثيرة ، منها :

قوله صلى الله عليه وسلم لِهَـزَّال بن يزيد الأسلمي حينما رَفَع أمْر ماعز رضي الله عنه :

والله يا هزال لو كُنتَ سَترته بِثوبك كان خيرا مما صَنَعْتَ به . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى .



وأن النبي صلى الله عليه وسلم رَدَّد ماعِزا رضي الله عنه كثيرا ، ففي حديث أبي هريرة قال : أتَى رَجُل مِن أسْلَم رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه ، فقال : يا رسول الله إن الآخَر قد زنى - يَعْنِي نَفْسَه - فأعْرَض عنه ، فتَنَحَّى لِشِقّ وَجْهه الذي أعْرَض قِبَله ، فقال : يا رسول الله إن الآخر قد زنى ، فأعرض عنه فتَنَحَّى لِشِقّ وَجْهه الذي أعْرَض قِبَله ، فقال له ذلك فأعْرَض عَنه فَتَنَحَّى له الرَّابِعة ، فلما شَهِد على نَفْسه أربع شهادات ، دَعَاه ، فقال : هل بك جنون ؟ قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به فارْجُمُوه . وكان قد أُحْصِن . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : فَرَدَّه النبي صلى الله عليه وسلم مِرارًا . قال : ثم سَأل قَوْمَه ، فقالوا : ما نَعْلَم بِه بَأسًا .

وفي حديث بُريدة رضي الله عنه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله طَهِّرْني ، فقال : ويْحَك ! ارْجِع فاسْتَغْفِر الله وتُب إليه . قال : فَرَجَع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طَهِّرْني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَيْحَك ! ارجع فاسْتَغْفِر الله وتُب إليه . قال : فَرَجَع غير بَعِيد ثم جاء ، فقال : يا رسول الله طَهِّرْني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مَثْل ذلك ، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيما أُطَهِّرُك ؟ فقال : مِن الزنى . فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبِه جُنون ؟ فأُخْبِر أنه ليس بمجنون . فقال : أشَرِب خَمْرًا ؟ فقام رَجل فاسْتَنْكَهه ، فلم يَجِد مِنه رِيح خَمْر . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَزَنَيْت ؟ فقال : نعم . فأمَرَ بِه فَرُجِم .

ثم لَمَّا أُقِيم عليه الْحَدّ فأحسّ بالحجارة هَرَب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ألا تركتموه ؟ لعله يتوب فيتُوب الله عليه . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى .

وبوّب عليه الإمام النسائي : السّتر على الزاني .

وفي حديث بريدة أيضا : فجاءت الغامدية ، فقالت : يا رسول الله إني قد زَنَيْت فَطَهِّرْني . وإنه رَدَّها ، فلمَّا كان الغَد قالت : يا رسول الله لِمَ تَرُدّني ؟ لعلك أن تَرُدّني كَما رَدَدْتَ مَاعزا ؟ فو الله إني لَحُبْلَى . قال : إمَّا لا فاذْهبي حَتى تَلِدِي ، فلمَّا وَلَدتْ أتَتْه بِالصَّبِيّ في خِرْقَة ، قالت : هذا قد وَلَدْتُه . قال : اذْهَبي فأرْضِعِيه حتى تَفْطِمِيه ، فلمَّا فَطَمَتْه أتته بالصَّبي في يَده كِسْرة خُبْز ، فقالت : هذا يا نَبِيّ الله قد فَطَمْتُه ، وقد أكل الطَّعام ، فَدَفع الصبي إلى رَجل من المسلمين ، ثم أمَرَ بِهَا فَحُفِر لَهَا إلى صَدْرِها ، وأمَرَ الناس فَرَجَمُوها . رواه مسلم .



فهذه المرأة التي اعترفَتْ بِالزِّنا لم يُقِم النبي صلى الله عليه وسلم عليها الْحَدّ إلا بعد أن رَدَّدَها مِرارا ، حتى فَطَمَتِ الصَّبِيّ .

ولو لم تأتِ بعد ذلك لم يَبحث عنها النبي صلى الله عليه وسلم .

فإنه عليه الصلاة والسلام قد رَدَّد ماعِزا رضي الله عنه لعله يتوب فيتوب الله عليه .

وقال لأصحابه ما قال لما هَرَب ماعز مِن الْحِجَارة .

وخُلاصة القول :

إذا لم تُصِرّ هذه المرأة على إقامة الْحَدّ عليها فستْرها أفضل .

والوَلَد يُنْسَب على أبيه لِقوله صلى الله عليه وسلم : الوَلَد للفِراش ، وللعَاهِر الْحَجَر . رواه البخاري ومسلم .



وكُنت كتبتُ مقالا بعنوان :

لـو سترته بثوبك

وهو هنا :

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/167.htm

والله تعالى أعلم .

الصارم المسلول
17-12-2007, 05:26 PM
بارك الله فيكم وشكرا لمروركم

سيف قطر
02-01-2008, 11:09 PM
http://up101.arabsh.com/my/a03aff6.gif

غـيـد
04-01-2008, 02:15 AM
مشكور اخوي ويزاك الله خير..

التيما
04-01-2008, 02:19 AM
يجزاك خير يارب ..

PRAVDA
04-01-2008, 02:23 AM
بارك الله فيك

الصارم المسلول
17-01-2008, 08:08 PM
حياكم ربي جميعا