المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَــلام عَـــوَام ؟



N7eEeS
05-12-2007, 10:54 PM
بِســــم الله الرَّحمـــن الرَّحيم



في كل مرة تحدث فيها مناسبة " كُرَوية " عَالمية ، أتفاجأ بمن حولي و قد تحولوا في ليلة و ضحاها إلى خبراء في علم كُرة القدم ،


فسائق التكسي حُسني و هو رجل " زنِخْ " يظن أن دمه "خفيف" و "خالي من الرصَّاص" ، يسهب في تفسير أخطاء المدرب البرازيلي الذي أجلس " فـُلان ـينو " على مقاعد الاحتياط ، و تسبب في حرمان المنتخب جهود "دِينمو" و صانع ألعاب قادر على حراثة أرض الملعب طولا و عرضاً ...
تضطر لتحريك رأسك تأييدا له من باب " قصر الشر " و " اختصار الحوار " ...


أما أبو فتحي ، الخبَّاز ، فلا يستطيع أن يحرم الزبائن الكرام من وجهة نظرته الثاقبة بخصوص زيادة وزن زيدان ، و عوار تسديدات العويران ، و قصر نظر كلينزمان ، و ما هي النتيجة ...
رغيف خبز زيادة " شُحـْبار" تحصل عليه بعد فترة انتظار تمر أبطأ عليك من دقيقة انتظار " rapidshare " المقرفة ...


أما صُبْحـِي عامل النظافة ، فتجده يكنس الأرض و عين على القمامة و أخرى على الشاشة ، و لا تمر تمريرة أو تسديدة إلا و يمطر هذا اللاعب أو ذاك بأشد ألفاظ الشتم و التحقير التي تصل إلى جده السَّابع ،
لا يسكت صُبحي أبدا ...و كأن صراخ المعلق الذي يخرج من حنجرة " لا لـُـوَزَ فيها " لا يكفي لطرشي...
احتار بين "صُبحي" لا يعجبه طريقة لعب إيطاليا أو فرنسا ، و معلق تحسبه يعلق على أحداث معركــة القادسّية ...
" الله عليك ، الله أكبر ، دِي رصاصة الرحمة ، و ضاع الأمل ..."
فلا يبقى لدي حل إلا إغلاق التلفاز لأتخلص من الإثنين ، و إن تناخرت أُنوف ...


ما تكاد تهرب من جماعة " المتفيقهين الكُرويين " في الشارع حتى أتفاجئ بنخبة أخرى تدعي العلم و الخبرة و تتربع على عرش الفضائيات ،
هؤلاء باختصار ، لا يفعلون شيئا إلا حمد الفائزين و لعن الخاسرين ...و بانتظار المفاجآت ..
استغرب من المحللين أصحاب الدشاديش و البدلات ..الذين يسهبون في نقد الألمان و سلخ الطليان بينما منتخبات بلدانهم لم تستطع الوصول إلى النهائيات ...و إن وصلتها تخسر بنتائج تذكرك بنتائج كرة اليد !


جهد ذهني اعتباطي بدون محصلة إزاحة ،
مزاودات فارغة لا وزن لها ...


لو نزل أحدهم إلى الملعب لما رأى الكرة بسبب ضخامة كرشه ،
و لعله إن ركلها فسيطير حذاؤه إلى المرمى و الكرة إلى خط التماس ...


و لكنهم يصرون على أنهم نقاد من طلبة العلم الكروي ، و أنهم يُرَشِّدون المشروع الكروي للأرجنتين ..!


فشلت كل نظرياتهم في بلدانهم ، و نالت منتخباتهم أصفار مكعبة في أول فحص ، لذا ...
يتحول هؤلاء بقدرة قادر إلى نقاد لاذعين ! يحاولون تصدير بضاعة كاسدة لكي لا يهبط سعرها في السوق المحلي ...


بالرغم من ذلك تبقى الحقائق " الكُروية " على الأرض هي هي ...
تبقى البرازيل هي البرازيل ،
و ألمانيا هي ألمانيا ،
و صُبحي عامل النظافة هو صبحي عامل النظافة ..



يبقى هؤلاء النقاد ...ابتداء من حسني و صبحي - مرة أخرى - و انتهاء بأصحاب الدشاديش و البدلات على شاشات الفضائيات نكرات لا وزن لهم في الساحة ...و المثل يقول :
على بال مين يا من ترقص في العتمة ...!!


مشهد آخر ...
في فصل المدرسة هذه المرة ،
مدرس اللغة العربية " درويش" ذو النظارات المقعرة التي تصلح أن تستخدم كمجهر ، يتكلم عن جوانب الضعف و القوة في شعر أحمد شوقي ...
انا لا أعترض على مبدأ النقد ، و لكني أستنكر على جاهل ، دع عنك قول الشعر ، بل إنه لا يستطيع إعراب جملة " يفعل فاعل فعلا " تجرؤه على البحتري !
استغرب ممن لا يعرف العوم في أضحل بحر من بحور الشعر كيف يتهم فطاحلة الشعر " بالاسهاب و الإكثار و التكرار و هم من صار بهم الشعر شعرا ...


بسبب هؤلاء ، كنت دائما أعتقد أن الناقد الشعري الناجح هو في الأصل مشروع شاعر فشل في الشعر ...فقرر الانتقام !


لا ضير ،
فيبقى البحتري هو البحتري ،
و أحمد شوقي هو أحمد شوقي ..
و مدرس العربي درويش، هو مدرس العربي درويش ...


الحمد لله أن باستطاعتي تجنب لمات " مجانين الكرة " ، و الحمد لله أني تخرجت من المدرسة ،
إلا أنني تفاجأت لاحقا بفئة جديدة من هذا الصنف ، يحاولون ترشيد المشروع الجهادي ،


أنا أتكلم عن أسفار علم ، لم يطلقوا في سبيل الله طلقة واحدة ،
لم ينم ليلة واحدة تحت زخات الرصاص و زئير القنابل ،
لم ير قط دَمـــَاً إلا في أنابيب المختبرات ..
لا يختلفون كثيرا عن حسني و صبحي -مرة أخرى - و أصحاب الكروش على الفضائيات ، و مدرس العربي درويش ذي النظارة الغليظة ،


يفتون و يحللون و يحرمون و هم يجلسون في خدورهم سلما لأعداء الله ،


أجزم أن جلهم لم يجاهد و لم يحدث نفسه بالجهاد للحظة ،
لكنه لا يجد غضاضة في إبداء "عدم إعجابه " بجهاد دولة العراق الإسلامية ...!!


كيف يريدون لهؤلاء أن يرشِّدوا الجهاد ؟


كيف يريدون للعامل صُبحي - أيضاً - أن يدرب منتخب البرازيل على سبيل تقريب الصورة ؟
كيف يريدون لمدرس اللغة العربية درويش أن يقرر من أجود شعرا أبو تمام أم المتنبي ؟


كيف تريد من الجمهور أن يحرز هدفا ؟


لا يفعل ذلك إلا اللاعبون في ملعب الأحداث ،


الأبطال على الأرض ،


من هم في الساحة يصنعون الانتصارات ،


من يدفعون دِماءهم عُربون نصرٍ لأمتنا الحزينة ،


هؤلاء هم أسود النِّزال ،


و لذلك تجد صورهم و أسماؤهم في تواقيع المساكين و إيميلاتهم و بنراتهم ،


لا نعترف بعالم يحمل أسفارا ،
لا يضع في محرك بحثه إلا أخطاء المجاهدين ليشهر فيها و يقدم سوء الظن و يعتمد خبر الفاسق من أجل إحباطهم و فض الناس من حولهم ،


لم يأنس في نفسه نخوة الرِّجال فقرر التشكيك في الأبطال كأي مــُعــَقـَّـد ...


هؤلاء ليس لهم منا إلا الكرت الأحمر ...
ليس لهم من أبي حنيفة إلا مد القدمين ...



و ماذا يضر المجاهدين أمثال هؤلاء ،


فدولة العراق الإسلامية تبقى دولة العراق الإسلامية ،
و جماعة أنصار السنة تبقى جماعة أنصار السنة ،
و يبقى هؤلاء المتشدقين المتفيقهين المزاودين هم هم ..و كفى بذلك عيبا و عارا ...


أما الأغبياء الذين يدعون أن دولة العراق الإسلامية تريد لها "مندوب فتاوى " في أحد عواصم الدول العربية المجاورة ، ليرشّد لها مشروعها الجهادي عن طريق ريموت كنترول ، فهؤلاء ببساطة لا يعرفون الفرق بين دولة العراق الإسلامية و الجيش الإسلامي في العراق ،


دولة العراق الإسلامية تبحث عن "عبدالله مبارك" يتقدم صفوف المجاهدين ، و يعاتب القاعدين :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك بالعبادة تلعب


دولة العراق الإسلامية تبحث عن ابن تيمية يكون شيخا للإسلام و شيخا للمجاهدين ، يلعن الياسق و يكفر التتار المعتدين ، و يُجلد ظهره دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فيكتب غير آبه بكيد البشر :
الصارم المسلول على شاتم الرسول


دولة العراق الإسلامية تبحث عن " عبدالله عزام " ، يترك الأمن و الأمان في بلده و يرحل إلى أرض الثغور مهاجرا بنفسه و ماله و أهله ،
يكون حداؤه ...لحن الخلود :
إن كلماتنا ...تبقى ميتة لا حراك فيها ، أعراسا من شموع ، حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية لتعيش بين الأحياء ...


دولة العراق الإسلامية تبحث عن "عبدالله الرشود "، يختصر كل حدود الرعب و القهر ببسملة ، و يرحل إلى أرض الموت طلبا للحياة ،
لا يشعر بالأمان إلا تحت القصف ، و لا يذوق السعادة إلا بالحزن على المستضعفين ،
و لا يتنفس الصعداء إلا باللحاق بالشهداء ،


هؤلاء من تبحث عنهم دولة العراق الإسلامية ،
أما من نصب نفسه " سيستاني " على المجاهدين ، و أراد أن يحمد بما لم يفعل ، فنقول له :


لسنا رافضة ، و لا نبحث عن مرجعيات في " قم "
انزل إلى الأسفل ، فأنت حمولة زائدة ،
إن كانت فتاويك من فضة فسكوتك من ذهب ،



شخصيا ، قد اصبر على صبحي يتحدث في " الكورة " ، و قد اتحمل درويش ينتقد شعر المتنبي ، أما قاعد ينتقص و يضلل و يجهل و يبدع في المجاهدين من برجه العاجي ،


يخرجون على الفضايات و المنتديات ليدلوا على عورات المجاهدين بحجة أنهم " نقاد" من طراز نادر ...


فأقول لهم :


لو كنتم مذياعا لأغلقته ، أو موقعا إلكترونيا لحجبته ، أو تردد فضائية لشفَّرته ، أو كاتب في منتدى لطردته ،


ملاحظة :
اعتذر من الأخ "صُبحي" إن ساءه هذا التشبيه ...




أبو دجانة الخراساني
منقول
التعليق
نقيس على هذا حالنا في امور كثيره في حياتنا اليومية