المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لتلك الأحزان أن تنسى ؟؟



صدى الرعد
09-12-2007, 11:39 AM
هل لتلك الأحزان أن تنسى ؟؟

هناك معان في تلك الحياه لا نعرف معناها حتى نمر بها ، أو نحسها بأحاسيسنا ، وخصوصا تلك التي لا تنسى ،
أو أنها صعب أن تنسى و صعب تحملها ، ولا تمحوها الأيام ..
ومن تلك الأشياء :
* أن يدفن الأباء أبنائهم*
معنى لا يعرفه إلا من كان له ولد ، فقده أو أنه يتخيل أن يفقده ، فعندها يعتصر القلب حزنا وألما عندما يفقد الأب أبنه ، أو الأم وليدها 0

في يوم من الأيام المباركه صليت صلاة الجمعه في أحد المساجد ، وبعد الصلاة ،
قال الإمام أنتظروا قليلا هناك صلاة جنازه فلا تضيعوا الأجر عليكم ،،
أنتظرت حتى يأتي السرير المحمول عليه الميت , لانه كما تعودنا أن يموت في بلادنا كبار السن ، وما هي إلا لحظات .. .
حتى أتي ذلك الرجل يمشي بين المصلين يتخطى رقابهم ويحمل بين يديه
لفة بيضاء صغيره، هي لرضيع لعله لم يبلغ شهره الثاني أو الثالث ، ووضعه الرجل أرضا ، وصلينا عليه .وكبرنا أربع ، وأنتهى دورنا
وخرج الرجل مع رضيعه ،،
وتذكرت حينها ، أم تلك الرضيع ،
وكيف أنها داعبته ، لاعبته ،
تتلهف رؤيته باسما ،
أو تمر عليها تلك الذكرى حينما حاول جاهدا أن يمسك خصلات شعرها المسدول ، وكأنه يحاول مس النجوم ،
لهف نفسي كيف تسطيع تلك الأم أن ترى حبيبها و مولودها أن تنظر إليه نظره أخيره ، قبل أن يربط عليه الكفن ،
ولا ترى حبيبها مره أخرى ولا تستطيع ضمه إلى صدرها ،
وكأن لسان حالها يقول : يامن سوف أفرح بعرسك ، يا من تكون سندي إذا هزتني رياح السنين ، يامن تكون نور دربي إذا إدلهمت على الأيام ،
لهف نفسي كيف تصبر ؟ لهف نفسي كيف تنسى ؟
أو كيف ينسى الأب وهو يحاول صابرا جاهدا كارها ، أن يضع أبنه في حفره ، ويواريه التراب ، وحيدا ،
بعد أن كان يوارى برمش العين ، ويدفئ بالفواد الحاني 0
قولوا لي ...
هل لتلك الأحزان أن تنسى 0

قصه أخرى تمعنوا في قساوة تلك الحياة
، وهل لتلك الأحزان أن تنسى ،
قصة حصلت في وقت فيه الحزن يتنفس مع الهواء ، ويشرب مع الحسره ،
قصه حصلت في فلسطين عام ألــ 48، عندما كانت تسقط مدينه إثر المدينه ، والقريه إثرالقريه ، والناس تهرب من مكان إلى مكان ، حصلت هذه القصه مع أمرأه والله لا أدري كيف يمكن أن تعيش تلك المرأة في عقلها؟
أو كيف يمكن أن تبتسم يوما ؟
تلك قصه حصلت في إحدى المدن الفلسطينه كان هناك قصف يقترب ،
والناس بدون سلاح ، وقد أشيع أن اليهود يغتصبون النساء ، فهربت المدينه
بأهلها ، ولا يهربون بقاعدة ( ما حف وزنه وغلا ثمنه ) بل هو فرار بالنفس وبالولد ،
تلك المرأة عندما نادى منادي الهرب ، ذهبت لتأخذ رضيعها ، وأخذته ، وصعدت على متن شاحنه أو وسيله الهرب ، وهم في ساعة الهرب ، وقد أبتعدوا عن أرضهم ، وقد أيعقنوا بسقوطها ، والدخان يتعالى من أسطحها
قالت ما بال ولدي لا يبكي ، ألم يجوع ليرضع ، أبني الوحيد ما بالي نسيته
وهو في مضموم إلى صدري ، نظرت إلى وليدها
وكانت الطامه ،
وكانت المصيبه ، ،
لا أدري كيف أقولها ولكني سوف أقولها :
لم تكن تحمل أبنها ، وكانت تحمل بدل منه وسادة خاليه ظنت أنه أبنها
وأصبحت تصرخ ، ياناس يا ناس ، ولدي في القريه ، أخذت الوساده بدلا من ولدي ، يا حسرة قلبي ، يا هلاك عمري ، عودوا لبيتي لا زوج ولا أخ ، ولا ولد ، عودوا أو أنزلوني ، لكن لا مجيب ، وذهبت وذهب ولدها ،
قولوا غبيه ، قولوا متسرعه ، قولوا مسكينه ، قولوا ما تشائون
لكن السؤال هو ....
هل لتلك الاحزان أن تنسى ؟؟

حادثة أخرى ، لم يخبريني بها أحد ،
بل شاهدتها رأي عيني ، وكانت أيضا يوم جمعه ،
وكنا نستعد ،للخروج إلى رحله ننسى بها هم الأسبوع ومشاغله ،
أسكن أنا وأغلب عائلتي في نفس المنطقة ، وحانت الساعة لنخرج ، من بيوتنا ، ولم نكن نعلم ، أن هناك ضيفا ننتظره جميعنا ، لكننا نكره لقائه ،
نعم ، لقد حل على الحي ملك الموت ، الذي يأتي فجأة ،
لينزع الروح ممن جاءه الأجل ، وينزع الإبتسامه من وجوه الحاضرين ،
ركبت سيارتي ، وسرت بها بضعة أمتار ، لأجد الناس مجتعمون في الشارع ، ورأيت نساءنا ورجالنا في الشارع ، والسيارات في موقف يوحي أن أحدا من جماعتي قد دهس طفلا ، أو أن طفلا من جماعتي دهسه أحدا
أول من أستقبلني إبن أخي ،
سألته ما الذي حصل ؟؟
رد قائلا: طفل ميت

ولم أسأله من وكيف مات ، حتى لا أسمع ما أكره ، ذهبت مسرعا ، مقتحما الجموع ،
ورأيت أخي ..
يحمل بين ذراعيه طفلا ، لا حياة فيه ..
قد زاغ بصره ، وشحب لونه ،
ولم يكن ذلك الطفل ممن اعرف ، إذا ملك الموت لم يزر أحدا من عائلتي ،
إذا هي الأخرى ، أن أحد من جماعتي دهسه ،

نظرت يمنه كانت هناك أم ملقاة على الارض في غير وعي ، يعتصرها الألم ، ويسرة ،لأرى الأب يحبس عيناه ،لكي لا تنزل منه دمعه ،

سألت أخي مالذي حصل ؟؟
من هذا ؟ ولماذا هو بين ذراعيك ؟ ومن دهسه ؟
كلمتم الإسعاف ؟ لعل وعسى !!
وليش أهلك في الشارع؟؟
سؤال وراء سؤال ، لعلي أكره الإجابه ، لكن لابد منها ،
قال هذا طفل جارنا ، ميت ، في بيته وهو رضيع لا يمشي ،ليدهس ،
قلت الحمد لله على إبعاده الشر عنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، على مصيبة نزلت على مسلمين أمثالنا ،،

طيب إيش دخل أهلك ، ولماذا النساء فزعات في الشارع ،

أخبرتي أختي بعدما ذهبنا ،
قالت أتينا إليكم لننضم لكم ، ووجدت أخوك جاثي على ركبتيه ،وممدا على الأرض طفلا ، لم نعلم من هو ، ففزعنا ، وهكذا تباعا كل من يرى يظن أن السوء أصابنا ،
رواية أخي ،
هممنا بركوب السياره ، ووجدت عويلا وصراخا ،
وجدت طفلا لا حياة فيه ،
لم تنفع معه إسعافات ، أو تنشيط ، فقد مات ،،

جائت بعد مدة الإسعاف ، سألت كم المدة التي قضاها الطفل هكذا ؟؟

قالوا : ساعتين ،
وحليب الأم قد وقف في رئتيه وأختنق ولم تعلم إلا بعد ساعتين ،
الأم غفلت عن طفلها ساعتين ، إي ذنب سوف تعيش فيه ،
وأي أبتسامه سوف تبتسمها بعد هذا ،،

إخواني أخواتي ، هل لتلك الأحزان أن تنسى ؟


سامحوني على ركاكة أسلوبي ، وطول مقالي ،
لا تنسوني من صالح دعائكم ، وتعليقاتكم ،، ، ،

أخوكم ،،
صدى الرعد ،،

ضوى
09-12-2007, 01:29 PM
لم تكن تحمل أبنها ، وكانت تحمل بدل منه وسادة خاليه ظنت أنه أبنها
وأصبحت تصرخ ، ياناس يا ناس ، ولدي في القريه ، أخذت الوساده بدلا من ولدي ، يا حسرة قلبي ، يا هلاك عمري ، عودوا لبيتي لا زوج ولا أخ ، ولا ولد ، عودوا أو أنزلوني ، لكن لا مجيب ، وذهبت وذهب ولدها ،
قولوا غبيه ، قولوا متسرعه ، قولوا مسكينه ، قولوا ما تشائون
لكن السؤال هو ....
هل لتلك الاحزان أن تنسى ؟؟


يا وووووووويل قلبي عليها مسكينة

الله يعينها ويجمعهعا بولدها بالدنيا قبل الاخرة

وكيف لهذا الحزن أن ينسى ؟؟



شكرا لصاحب الموضوع

صدى الرعد
10-12-2007, 02:00 PM
الأخ الكريم ضوى ،،

نورت الصفحه بمرورك،،

وأسعدتني بتعليقك ،،
وحياك الله ،

خالد العمادي
10-12-2007, 03:45 PM
مأسي توجع القلب وتعصره الما
لاحول ولا قوة الا بالله

جزاك الله كل خير