المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام النبي صلى الله عليه وسلم



The Edge
07-10-2005, 03:21 PM
تقديم فضيلة الشيخ ابن جبرين.

لا شك أن الصلاة من أفضل القربات، و أنها عبادة دينية لا تصلح إلا لله تعالى، و اختصت بأعمال من القربات، مثل: الركوع و السجود، و القيام و القعود، و الرفع و الخفض، و الدعاء و الابتهال، و الذكر لله، و القراءة، و غير ذلك مما اختصت به فكانت أشرف العبادات البدنية.

و لما كانت الصلاة كذلك فقد فرضها الله تعالى على عباده فريضة مستمرة طوال العام و العمر، و كررها في اليوم خمس مرات، لما لها من أكبر الأثر في حياة المسلم.

و لما كانت من أهم الأعمال و القربات لله تعالى، فقد شرع لعباده أيضاً أن يتقربوا بنوافلها. فمدح الذين يكثرون من الصلاة، و خصوصاً في الليل، فأمر نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله: ((يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلاً))(المزمل:1-4). و قال تعالى: ((و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً))(الإسراء:79).

فأمر نبيه أن يتهجد من الليل بهذا القرآن، و الأمر له شريعة لأمته، فإن أمته تبع له، فهو أسوتهم و قدوتهم.

لقد امتثل النبي صلى الله عليه و سلم أمر الله تعالى: ((يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً))(المزمل:1-2)، فكان يقوم نصف الليل، أو ثلثه، أو نحو ذلك طوال سنته، و كان يصلي من الليل ما شاء، و يطيل في الصلاة.

و قد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم كان يخص شهر رمضان بمزيد من الاهتمام، فقد قال صلى الله عليه و سلم: "من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". متفق عليه.

و قيام رمضان هو قيامه بالتهجد، بالصلاة ذات الخشوع، و ذات الدعاء في هذه الليالي الشريفة.

و قد حث عليه السلام أمته على هذه الصلاة، فكانوا يتقربون بها، تارة يصلونها وحدهم، و تارة يصلونها معه صلى الله عليه و سلم، فتوفي و هم يصلون أوزاعاً. يصلي في المسجد جماعة، أو ثلاث جماعات، أو أربع، و قد صلّى بهم صلى الله عليه و سلم في حياته ثلاث ليال متوالية جماعة، يصلي بهم نصف الليل أو ثلثه، أو نحو ذلك.

لكنه و بعد أن رأى حرص الصحابة على قيام الليل معه و مداومتهم على ذلك و ازدحام المسجد بهم خشي أن يُفرض عليهم ذلك القيام و الاجتماع، فيعجزون فلا يحافظون و يستمرون عليه، فأمرهم أن يصلوا فرادى في أماكنهم.

ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعهم على هذه الصلاة التي تسمى صلاة التراويح، فجمعهم عليها لما أمن أنها لن تفرض عليهم؛ لأنه قد انقطع الوحي بوفاة النبي صلى الله عليه و سلم .

فأجمع المسلمون أهل السنة على هذا التهجد خلافاً للرافضة، و بقي كذلك إلى هذا الزمان يصلون في مساجدهم جماعة عشرين ركعة، أو ثلاث عشرة، أو ستاً و ثلاثين، أو إحدى و أربعين، على حسب اجتهادات العلماء.

فرأى بعضهم أن يصلي إحدى و أربعين ركعة كما أثر ذلك عن مالك و غيره من الأئمة.

و رأى آخرون أن يصلي سبعاً و ثلاثين في صلاة الوتر، أو تسعاً و ثلاثين، و قالوا: إن هذا يخفف على الناس، و يكون فيه قطع لليالي في الصلاة.

و رأى آخرون أن يصلي ثلاثاً و عشرين، و اختار ذلك أكثر العلماء كما حكاه الترمذي عن أكثر الأئمة.

و رأى آخرون أن يصلوا إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة.

و الكل جائز، و لكن لابد أن تكون الصلاة باطمئنان و خشوع و خضوع و حضور قلب، حتى تحصل الحكمة و الفائدة التي لأجلها شرعت الصلاة.

و قد أجاز العلماء الزيادة على إحدى عشرة ركعة، و اعتبروا ذلك بالزمان، فقالوا: إن من صلى تسعاً و ثلاثين ركعة في ساعتين كمن صلى إحدى عشرة في ساعتين، فيكون الأجر على قدر الزمان، لا على قدر العدد، أو كثرة الركعات.

abo rashid
07-10-2005, 09:28 PM
جزاك الله كل خير اخوي ذا ايدج وفي ميزان حسناتك يارب

The Edge
08-10-2005, 12:50 PM
بارك الله فيك يا بوراشد

البندري
10-10-2005, 11:54 AM
الله يجزاك الجنه موضوع رائع .....وبارك الله فيك اخوي ...

The Edge
11-10-2005, 02:04 PM
جزاك الله خير اختي