tariq ali
11-12-2007, 05:36 PM
هذه قصة مجاهد واخته وزوجها وفدوا من ديار الحرمين الشريفين واستشهدوا جميعا نتيجة خيانة وغدر وقعت في الموصل
جاؤا ليجاهدوا معكم فغدر بهم الكافرين المرتدين
اقرأوا هذه الملحمة
وقولوا حسبهم الله ونعم الوكيل
ها هي أرض دجلة والفرات،
أرض سعد والمثنى تبكي و تقطر دماً وتئن وتشكو الى الله حالها،
فديارها هُدِمَت، ومساجدها دُنِست،
وعيون الثكالى واليتامى بالدموع قد ذُرِفت،
وقلوب صبياتها رُوِّعت،
وفوق هذا وهذا رايات الصليب قد رُفِعت.
فإذا بمنادي الله يهتف وينادي: أي عباد الله هلِّموا،
ويا خيل الله أركبي، أين المشتاقون الى الجنة. أين الذين باعوا أنفسهم وأموالهم،
والله اشترى. فإذا بالذين صدقوا الله ما عاهدوه يأتون من كل حدبٍ وصوبٍ لينصروا إخوانهم الذين رفعوا راية الجهاد لإعلاء كلمة رب الأرباب،
ليجمع الله الصادقين بالصادقين يداً واحدة لرفع هذه الراية،
ويد الله فوق أيديهم. فهل عاد عصر الصحابة على أرض الفراتين من جديد؟
وهل عادت سيرة المؤمنات المهاجرات من جديد؟
بلى إنه الجهاد الذي أعاد من الإسلام ما طُمِس، ومن المواقف ما أندثر.
إنه أبو العباس
- نسأل الله أن يتقبله - :
قَدِمَ الى ارض العراق مؤمنا بالله مهاجرا ومجاهدا حاملا لكتاب الله تعالى في قلبه، وحافظا لصحيحي البخاري ومسلم، ورعاً فيه آثار التقوى -والله حسيبه. شَهِدَ له اثنان من إخوانه المجاهدين ممن عايشوه ولازموه لمدة، فقالا وهما ينقلان أنطباع مَن كان معهم: والله كنا نظنه ولياً من أولياء الله تعالى، وكنا نحسب أنه ممن لو أقسم على الله لأبَّره. وكان من ابعد الناس على الغيبة، ولا يغتاب أحدا ولا يقبل أن يغتاب في حضوره أحد. باع نفسه لله تعالى، وصدق الله فصدَّ قه الله . والثمرة الطيبة لا تكون إلا من شجرة طيبة. أتصلت به أخته من الجزيرة وقالت له: إن وجدت مجاهدا تحسبه على خير فزوجني منه. فتلَّمس أبو العباس في أخوته فوجد أخا له مهاجرا من أرض اليمن يدعى أبا تمام، فقال له: لقد أرتضيتك زوجا لأختي، فما تقول؟
فأستبشر أبو تمام بالخبر ووافق على الزواج منها.
وأجتمع الثلاثة في بلدٍ مجاورٍ وتم هذا العقد المبارك، ثم توجهت أجساد أخوتنا الثلاثة تسبقها قلوبهم نحو ارض الجهاد ففيها عرسهم، أقدموا وعبروا الحدود مشياً على الأقدام، وفي مدينة الموصل تم زواجهما المبارك، زواج لا تسمع فيه مزامير الشيطان وليس فيه ما يغضب الرحمن. فلقد كانت اختنا تبحث عن رضا ربها أكثر من رضا نفسها فحفظت كتاب الله كله، أمراة أرادت أن تعيد أمجاد الخنساء من جديد. هاجرت وتركت الأهل والديار متوجهةً شطر الموصل، ولسان حالها يردد:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصـــديق وإما مــمات يغـــــــيظ العـــدى
خنساؤنا هاجرت يوم أن تقاعس الرجال.
خنساؤنا رأت جرح أمتها ينزف دماً فنادت بأعلى صوتها:
لبيك إسلامي …
لبيك قرآني.
خنساؤنا
هاجرت الى أرض الجهاد وتركت وراءها رسالة الى أمة الاسلام
تصرخ فيها وتقول:
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ
وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانو
أجيبوا الله وَيْحَكم أجيبوا
تزوجت خنساؤنا من مجاهد حافظ لكتاب الله،
شهدت له أرض الجهاد في أفغانستان كلما سمع هيعةً أو صيحةً طار إليها طالباً الشهادة في سبيل الله فحطَّ رحاله في أرض الموصل، واقترن بأختنا المجاهدة.
وتتوالى أيام الجهاد وفي كل يومٍ يُزف نصرٌ من الله أو شهادة في سبيله … وها هو يوم أخينا أبي العباس يقترب، فيخرج مع أخوته المجاهدين في سرية لنصرة الله ورسوله، وكانت مهمته قيادة سيارة المجاهدين، ويلتقي الصّفان خصمان أختصموا في ربهم، فما كان من بطلنا إلا أن أخذ سلاحه وترجل من السيارة بعدما سَمِعَ صيحات أخوته: الله اكبر، ورأى رؤوس الكفر تتهاوى الى الجحيم. نزل من سيارته مشتاقا لربه ولسان حاله يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيـبة وبارد شرابها
والروم رومٌ قد دنا عذابها ... كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها
تقدَّم إليهم بطلنا وكبَّر الله تعالى تكبيرةً زاحمت عنان السماء وأقسم أحد المجاهدين أنه سمع بكاء جنود الصليب وعويلهم وهم يتلقون الرصاص من أخينا أبي العباس وتكبيرته التي أرعبت قلوبهم. وتاتي اللحظة التي اشتاق اليها أخونا أبو العباس، لحظة وقف فيها أمام جنود الصليب وجها لوجه، ورصاص الكفر ينهال عليه من كل صوب، وهو لا يكترث ولا يبالي، حتى اقسم بعض المجاهدين الذين معه أن مخزن بندقيته الذي لا يحوي أكثر من ثلاثين أطلاقة قد أنهال منه اكثر من سبعين إطلاقة، فسقطت بندقيته من يده بعد أن اخترقت يده رصاصة الصليب ثم تأتي رصاصة أخرى لتزف له بشرى الشهادة في سبيل الله ـ نحسبه كذلك ـ فإذا بأخينا أبي العباس يهوي الى الأرض والرصاص قد ملأ جسده ولم تبقَ بينه وبين مفارقة الدنيا إلا لحظة واحدة، فخرَّ بها الى الأرض ساجدا، ليختار لقاء الله مكلوما ساجدا.
ولما زُفَّ الى خنسائنا
نبأ استشهاد أخيها
خرَّت ساجدة لله تعالى واحتسبته عند الله تعالى،
ثم أرسلت من يشتري لها لحماً وصنعت طعاماً ووزعته على جيرانها وأحبابها فرحا باستشهاد أخيها … وجاءها أخواتها يهنئنها ويدعين لها بالشهادة. ومضت الأيام وأختنا تتوقَ شوقا للحاق أخيها، وفي ليلة من الليالي استيقظت فرحةً مستبشرةً، إذ رأت في منامها أخاها أبا العباس مبشرا ومعاتبا وذكرها بوعدها الذي وعدته به بأن تلحق به بعد استشهاده بأسبوع وقال لها قد مضى أثنا عشر يوماً ولم تلحقي بي فأين أنت يا أخيَّه؟
ولِمَ تأخرتِ عني ؟
أم وَدَدتِ أن تخلفي موعدك ورَغِبتِ عن الشهادة في سبيل الله؟
فأجابته بلهفة: لا يا أخي أني على الوعد ولكن الأمر بيد الله فأنتظرني. وفي إحدى الليالي وبعد أن أتم الزوجان قيام الليل وتلاوة القرآن أويا الى فراشهما فإذا بهما ينتفضان لصوتٍ دويٍ في باب البيت وإذا بأرتال الصليب تحيط بمنزلهما ودليلهم أبو رغال، جاسوس باع نفسه للصليب، خائن باع المسلمين للكفار. هجم الأوغاد على المنزل فهَبَّ الزوج والزوجة وبأيديهما الرمانات اليدوية وكلهم شوق أن يقتلوا أعداء الله تعالى أو يقتلوا على أيديهم، وقذف أبو تمام الرمانات على الصليبيين فأصابت الأعداء يمنة ويسرة حتى قتل عدداً منهم … قيل أنهم خمسة، وادعى الأعداء أنهم اثنان، وكان أبو تمام يقسم أنه لن يستسلم للصليبيين، فأبرَّ الله تعالى قسمه،
فاخترقت طلقات الصليب جسده، فخرجت روحه التي طالما اشتاقت الى بارئها.
عذرا أبا العباس فقدك موجعٌ
لكن فقد أبي تمام سقاني
كأسا من الأحزان ليس مفارقا
قلبي وقد غشى على وجداني
رأت خنساؤنا زوجها يسبقها الى الجنة
-نحسبه كذلك -
فأقدمت على رمي الصليبيين برمانة كانت في يدها اليمنى لتقتل منهم مَن قتل،
وقبل أن ترمي الأخرى جاءتها رصاصات الكفر لتستقر في جسدها والرمانة في شمالها
مودعة هذه الدنيا الى دار القرار لتلحق بأخيها وزوجها.
أناس تركوا الأهل والوطن وجاءوا الى ارض الجهاد بما يملكوا فأعطوا كل شيء وفازوا بالجنة، نسأل الله تعالى أن يجعلهم من أهلها وأن يلحقنا بهم مقبلين غير مدبرين. سقطت خنساؤنا على الأرض وسال دمها فداءً لهذا الدين …
خرجت روحها مودعة أرض الجهاد.
أودعكم بدمعات العيون ...
أودعكم وأنتم لي عيون
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ
وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا
أجيبوا الله وَيْحَكم أجيبوا
منقول من
جاؤا ليجاهدوا معكم فغدر بهم الكافرين المرتدين
اقرأوا هذه الملحمة
وقولوا حسبهم الله ونعم الوكيل
ها هي أرض دجلة والفرات،
أرض سعد والمثنى تبكي و تقطر دماً وتئن وتشكو الى الله حالها،
فديارها هُدِمَت، ومساجدها دُنِست،
وعيون الثكالى واليتامى بالدموع قد ذُرِفت،
وقلوب صبياتها رُوِّعت،
وفوق هذا وهذا رايات الصليب قد رُفِعت.
فإذا بمنادي الله يهتف وينادي: أي عباد الله هلِّموا،
ويا خيل الله أركبي، أين المشتاقون الى الجنة. أين الذين باعوا أنفسهم وأموالهم،
والله اشترى. فإذا بالذين صدقوا الله ما عاهدوه يأتون من كل حدبٍ وصوبٍ لينصروا إخوانهم الذين رفعوا راية الجهاد لإعلاء كلمة رب الأرباب،
ليجمع الله الصادقين بالصادقين يداً واحدة لرفع هذه الراية،
ويد الله فوق أيديهم. فهل عاد عصر الصحابة على أرض الفراتين من جديد؟
وهل عادت سيرة المؤمنات المهاجرات من جديد؟
بلى إنه الجهاد الذي أعاد من الإسلام ما طُمِس، ومن المواقف ما أندثر.
إنه أبو العباس
- نسأل الله أن يتقبله - :
قَدِمَ الى ارض العراق مؤمنا بالله مهاجرا ومجاهدا حاملا لكتاب الله تعالى في قلبه، وحافظا لصحيحي البخاري ومسلم، ورعاً فيه آثار التقوى -والله حسيبه. شَهِدَ له اثنان من إخوانه المجاهدين ممن عايشوه ولازموه لمدة، فقالا وهما ينقلان أنطباع مَن كان معهم: والله كنا نظنه ولياً من أولياء الله تعالى، وكنا نحسب أنه ممن لو أقسم على الله لأبَّره. وكان من ابعد الناس على الغيبة، ولا يغتاب أحدا ولا يقبل أن يغتاب في حضوره أحد. باع نفسه لله تعالى، وصدق الله فصدَّ قه الله . والثمرة الطيبة لا تكون إلا من شجرة طيبة. أتصلت به أخته من الجزيرة وقالت له: إن وجدت مجاهدا تحسبه على خير فزوجني منه. فتلَّمس أبو العباس في أخوته فوجد أخا له مهاجرا من أرض اليمن يدعى أبا تمام، فقال له: لقد أرتضيتك زوجا لأختي، فما تقول؟
فأستبشر أبو تمام بالخبر ووافق على الزواج منها.
وأجتمع الثلاثة في بلدٍ مجاورٍ وتم هذا العقد المبارك، ثم توجهت أجساد أخوتنا الثلاثة تسبقها قلوبهم نحو ارض الجهاد ففيها عرسهم، أقدموا وعبروا الحدود مشياً على الأقدام، وفي مدينة الموصل تم زواجهما المبارك، زواج لا تسمع فيه مزامير الشيطان وليس فيه ما يغضب الرحمن. فلقد كانت اختنا تبحث عن رضا ربها أكثر من رضا نفسها فحفظت كتاب الله كله، أمراة أرادت أن تعيد أمجاد الخنساء من جديد. هاجرت وتركت الأهل والديار متوجهةً شطر الموصل، ولسان حالها يردد:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصـــديق وإما مــمات يغـــــــيظ العـــدى
خنساؤنا هاجرت يوم أن تقاعس الرجال.
خنساؤنا رأت جرح أمتها ينزف دماً فنادت بأعلى صوتها:
لبيك إسلامي …
لبيك قرآني.
خنساؤنا
هاجرت الى أرض الجهاد وتركت وراءها رسالة الى أمة الاسلام
تصرخ فيها وتقول:
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ
وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانو
أجيبوا الله وَيْحَكم أجيبوا
تزوجت خنساؤنا من مجاهد حافظ لكتاب الله،
شهدت له أرض الجهاد في أفغانستان كلما سمع هيعةً أو صيحةً طار إليها طالباً الشهادة في سبيل الله فحطَّ رحاله في أرض الموصل، واقترن بأختنا المجاهدة.
وتتوالى أيام الجهاد وفي كل يومٍ يُزف نصرٌ من الله أو شهادة في سبيله … وها هو يوم أخينا أبي العباس يقترب، فيخرج مع أخوته المجاهدين في سرية لنصرة الله ورسوله، وكانت مهمته قيادة سيارة المجاهدين، ويلتقي الصّفان خصمان أختصموا في ربهم، فما كان من بطلنا إلا أن أخذ سلاحه وترجل من السيارة بعدما سَمِعَ صيحات أخوته: الله اكبر، ورأى رؤوس الكفر تتهاوى الى الجحيم. نزل من سيارته مشتاقا لربه ولسان حاله يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيـبة وبارد شرابها
والروم رومٌ قد دنا عذابها ... كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها
تقدَّم إليهم بطلنا وكبَّر الله تعالى تكبيرةً زاحمت عنان السماء وأقسم أحد المجاهدين أنه سمع بكاء جنود الصليب وعويلهم وهم يتلقون الرصاص من أخينا أبي العباس وتكبيرته التي أرعبت قلوبهم. وتاتي اللحظة التي اشتاق اليها أخونا أبو العباس، لحظة وقف فيها أمام جنود الصليب وجها لوجه، ورصاص الكفر ينهال عليه من كل صوب، وهو لا يكترث ولا يبالي، حتى اقسم بعض المجاهدين الذين معه أن مخزن بندقيته الذي لا يحوي أكثر من ثلاثين أطلاقة قد أنهال منه اكثر من سبعين إطلاقة، فسقطت بندقيته من يده بعد أن اخترقت يده رصاصة الصليب ثم تأتي رصاصة أخرى لتزف له بشرى الشهادة في سبيل الله ـ نحسبه كذلك ـ فإذا بأخينا أبي العباس يهوي الى الأرض والرصاص قد ملأ جسده ولم تبقَ بينه وبين مفارقة الدنيا إلا لحظة واحدة، فخرَّ بها الى الأرض ساجدا، ليختار لقاء الله مكلوما ساجدا.
ولما زُفَّ الى خنسائنا
نبأ استشهاد أخيها
خرَّت ساجدة لله تعالى واحتسبته عند الله تعالى،
ثم أرسلت من يشتري لها لحماً وصنعت طعاماً ووزعته على جيرانها وأحبابها فرحا باستشهاد أخيها … وجاءها أخواتها يهنئنها ويدعين لها بالشهادة. ومضت الأيام وأختنا تتوقَ شوقا للحاق أخيها، وفي ليلة من الليالي استيقظت فرحةً مستبشرةً، إذ رأت في منامها أخاها أبا العباس مبشرا ومعاتبا وذكرها بوعدها الذي وعدته به بأن تلحق به بعد استشهاده بأسبوع وقال لها قد مضى أثنا عشر يوماً ولم تلحقي بي فأين أنت يا أخيَّه؟
ولِمَ تأخرتِ عني ؟
أم وَدَدتِ أن تخلفي موعدك ورَغِبتِ عن الشهادة في سبيل الله؟
فأجابته بلهفة: لا يا أخي أني على الوعد ولكن الأمر بيد الله فأنتظرني. وفي إحدى الليالي وبعد أن أتم الزوجان قيام الليل وتلاوة القرآن أويا الى فراشهما فإذا بهما ينتفضان لصوتٍ دويٍ في باب البيت وإذا بأرتال الصليب تحيط بمنزلهما ودليلهم أبو رغال، جاسوس باع نفسه للصليب، خائن باع المسلمين للكفار. هجم الأوغاد على المنزل فهَبَّ الزوج والزوجة وبأيديهما الرمانات اليدوية وكلهم شوق أن يقتلوا أعداء الله تعالى أو يقتلوا على أيديهم، وقذف أبو تمام الرمانات على الصليبيين فأصابت الأعداء يمنة ويسرة حتى قتل عدداً منهم … قيل أنهم خمسة، وادعى الأعداء أنهم اثنان، وكان أبو تمام يقسم أنه لن يستسلم للصليبيين، فأبرَّ الله تعالى قسمه،
فاخترقت طلقات الصليب جسده، فخرجت روحه التي طالما اشتاقت الى بارئها.
عذرا أبا العباس فقدك موجعٌ
لكن فقد أبي تمام سقاني
كأسا من الأحزان ليس مفارقا
قلبي وقد غشى على وجداني
رأت خنساؤنا زوجها يسبقها الى الجنة
-نحسبه كذلك -
فأقدمت على رمي الصليبيين برمانة كانت في يدها اليمنى لتقتل منهم مَن قتل،
وقبل أن ترمي الأخرى جاءتها رصاصات الكفر لتستقر في جسدها والرمانة في شمالها
مودعة هذه الدنيا الى دار القرار لتلحق بأخيها وزوجها.
أناس تركوا الأهل والوطن وجاءوا الى ارض الجهاد بما يملكوا فأعطوا كل شيء وفازوا بالجنة، نسأل الله تعالى أن يجعلهم من أهلها وأن يلحقنا بهم مقبلين غير مدبرين. سقطت خنساؤنا على الأرض وسال دمها فداءً لهذا الدين …
خرجت روحها مودعة أرض الجهاد.
أودعكم بدمعات العيون ...
أودعكم وأنتم لي عيون
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ
وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا
أجيبوا الله وَيْحَكم أجيبوا
منقول من