مغروور قطر
08-10-2005, 06:41 AM
الأرقام المميزة ثروة محمولة!!
تحقيق - أشرف ممتاز:- منذ أيام تم عقد احد المزادات العلنية علي الارقام المميزة للهواتف الجوالة، وقد تم بيع احد هذه الارقام بمبلغ خيالي وصل الي 300 ألف ريال!!
وظاهرة الاهتمام بالارقام المميزة ليست مقصورة علي ارقام الهواتف المحمولة، فالمتتبع لهذه الظاهرة يكتشف ان بداياتها تعود الي اهتمام البعض وخاصة فئات الشباب بأن تكون لوحات سياراتهم ذات أرقام مميزة، ومع ظهور (الجوال) انتقلت عدوي الأرقام المميزة اليه هي الأخري، وانتشرت هذه الظاهرة بين الشباب في الفترة الأخيرة علي نطاق واسع، فأصبح الشاب المتميز هو من يمتلك رقماً مميزاً، أما الأكثر تميزاً هو من تتشابه أرقام سيارته مع هاتفه مع بطاقته الشخصية أو تاريخ ميلاده علي سبيل المثال.
(الراية) حاولت أن تستقصي أبعاد هذه الظاهرة لتلقي الضوء علي أكثر المهتمين بمسألة الأرقام المميزة، وعلي أي اساس يتم تحديد سعر الرقم المميز- ورأي الاسلام فيها-.. لنحاول معرفة هل ظاهرة الاهتمام بالأرقام المميزة تندرج تحت بند (الهواية)، أم هي فقط لزوم الكشخة-
البداية كانت من شارع السد حيث العديد من المحلات التجارية الخاصة ببيع الهواتف المحمولة، وجدنا ان بعضاً من هذه المحال تعرض علي واجهاتها لافتات تعلن عن ارقام مميزة سواءً للسيارات أو للجوال مخصصة للبيع وفي احدي هذه المحلات التقينا السيد يوسف محمد والذي سألناه عن ظاهرة انتشار الأرقام المميزة في الآونة الأخيرة فأجابنا قائلاً: مع ازدهار الحركة الاقتصادية والمالية في البلاد وفي ظل ارتفاع الاحوال المعيشية انتشرت ظاهرة الارقام المميزة بين مختلف الفئات العمرية، ولكنها ازدادت عند الشباب حيث يعتبرونها حالياً نوعاً من المظهرة الاجتماعية، فالشاب المميز هو من يمتلك رقماً مميزاً واعتقد ان هذه الظاهرة لم تكن علي هذا المستوي من الانتشار قبل 3 سنوات تقريباً، حيث كان الأمر قاصراً علي اهتمام الشباب بأرقام لوحات سياراتهم فعندما بدأت ادارة المرور العمل باللوحات الجديدة للسيارات كانت تخير صاحب الرقم المميز عند تجديد سيارته إما باستبدالها أو أن يقوم مالك السيارة بشرائها من الادارة، ووصلت بعض الارقام المميزة للسيارات حالياً الي أكثر من 200 ألف ريال.
وعن كيفية تحديد سعر الرقم المميز أضاف قائلاً: بالنسبة لأرقام السيارات يكون الرقم الثلاثي مرتفع الثمن بالمقارنة بالرقم الرباعي، فيصل سعر لوحة السيارة ثلاثية الرقم الي 300 ألف ريال، أما الرباعي يصل الي 150 ألف ريال، أما بالنسبة (للجوال) فإن اسعار الارقام الثنائية يكون مرتفعاً للغاية، ويقل السعر للارقام الثلاثية، وحالياً تقوم (كيوتل) بعزل الأرقام المميزة أوتوماتيكياً من خلال الكمبيوتر وتعقد مزادات علنية كل فترة لبيع هذه الأرقام، ويؤكد في ختام حديثه علي أن ظاهرة الاهتمام بالأرقام المميزة ظاهرة منتشرة علي مستوي دول الخليج ففي الامارات علي سبيل المثال قد يصل سعر رقم السيارة المميزة الي أكثر من مليون درهم.
وفي حين يري فاضل القحطاني - صاحب محل لبيع الجوال - ان الاهتمام بالارقام المميزة ظاهرة شبابية حيث يسعي معظم الشباب بأن يمتلكوا أرقاماً مميزة ولافتة للنظر حتي تحول الأمر لدي بعضهم فيما يشبه الهواية في اقتناء مثل هذه الارقام، ويشير الي ان نظام المزادات هو الأنسب للتعامل مع بيع الأرقام المميزة لانه نظام ثابت يخضع للعرض والطلب، والغريب ان كثيراً من الشباب الذين يلهثون وراء رقم مميز يقومون بعد فترة بالتخلص منه وامتلاك أرقام عادية.
مظهر اجتماعي
ولأن الشباب هم أكثر الفئات اهتماماً بمسألة الرقم المميز، كان لزاماً ان نرصد آراءهم في هذه الظاهرة ومدي سعيهم لامتلاك رقم مميز، ويقول أنس عبدالحميد الأنصاري - 24 عاماً -: بعض الشباب يري أن مسألة الاهتمام بامتلاك رقم مميز يأتي في اطار بحثه عن التميز بل ان البعض يفتخر بين أصدقائه بامتلاك رقم مميز، أما البعض الآخر فيعتبرها تجارة تشبه الأسهم حيث يمكن أن يرتفع سعرها مع الوقت، فمثلاً رقم لوحة السيارة الرباعي كان مجاناً في السابق ثم أصبح بخمسمائة ريال ثم وصل الي 5000 ريال، ويضيف: اعتقد أن هذا الموضوع يمثل ظاهرة سخيفة، فكيف يمكن أن تضع أموالك في مجرد رقم، وعن نفسي أنا لم أفكر مطلقاً في امتلاك رقم مميز وخاصة بعد ان وصلت اسعارها الي أثمان جنونية، لذلك أظن ان انتشار هذه الظاهرة أصبح أمراً يدعو للتوقف عنده وخاصة أن اهتمام الشباب بالرقم المميز أصبح يندرج في اطار حب التميز، بل والغرور أحياناً.
أما سعد الحبابي - 22 عاماً - فيرفض ان يدفع مبلغاً خيالياً في رقم مميز ولكنه يعود ليوضح انه يملك رقماً مميزاً بسعر معقول حيث أصبح امتلاك رقم مميز أمراً مهماً بالنسبة للشباب ويشير الي ان ذلك يعود الي سعي الشاب من خلال امتلاكه رقم مميز الي مبدأ التميز في حد ذاته في اطار المظهر الاجتماعي للشاب أمام اصدقائه وزملائه.
مجرد هواية
أما بالنسبة لعبدالله فالح - 24 عاماً - فإن امتلاك الرقم المميز من وجهة نظره هواية كغيرها من مختلف الهوايات التي يحاول الشاب من خلالها اظهار شخصيته، وأوضح انه لديه أحد اصدقائه اشتري رقماً مميزاً لسيارته بمبلغ 250 ألف ريال، بينما اشتري صديق آخر احد ارقام الجوال بثمن وصل الي 15 ألف ريال، وذلك لا يختلف كثيراً عن بعض الهوايات المعروفة مثل اقتناء الطوابع أو العملات والتي تصل اسعارها الي أرقام أكثر من ذلك بكثير.
ويوافقه في الرأي محمد سالم حيث ان الرقم المميز يعتبر هواية تجذب البعض ولكل هواية قواعدها وشروطها، ولدي العديد من الأصدقاء يقتنون أرقاماً مميزة، بل أن البعض يمتلك رقماً موحداً لجواله وسيارته وبطاقته الشخصية ولكن عن نفسي من المستحيل أن أدفع مثل هذه الأسعار التي نسمع عنها في مجرد رقم.
إسراف منهي عنه
ولكن ما هو رأي الدين في هذه الظاهرة- وهل يعتبرها نوعاً من الاسراف والتبذير- أجاب عن هذه الأسئلة فضيلة الشيخ محمد حسن - مركز الدعوة والارشاد قائلاً:
بلاشك فإن هذه الظاهرة تعد نوعاً من الاسراف والتبذير الذي يحرمه الاسلام، فقد نهانا الاسلام عن الاسراف فيما لا يفيد، فيقول الله تعالي ولا تبذر تبذيراً، إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا، كما نهي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن انفاق المال فيما لا ينفع، وقد قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتي يسأل وعن ماله من أين اكتسبه- وفيما أنفقه-) لذا أدعو الشباب المسلم أن يسعي دوماً الي عدم الاسراف فيما قد لا يعود بالنفع علي الشاب وأمته الاسلامية. ويبقي ان نعرف رأي أحدي الجهات المسؤولة عن الارقام المميزة فعلي لسان السيد مصطفي القطامي مدير العلاقات العامة بكيوتل يؤكد علي أن اقامته مزادات بصفة دورية للأرقام المميزة يأتي في اطار عملية عرض وطلب فنحن دورنا يقتصر فقط علي بيع الخدمة، وتقوم (كيوتل) بالتبرع من أموال هذه المزادات والتي تذهب الي الجهات الخيرية بالدولة.
تحقيق - أشرف ممتاز:- منذ أيام تم عقد احد المزادات العلنية علي الارقام المميزة للهواتف الجوالة، وقد تم بيع احد هذه الارقام بمبلغ خيالي وصل الي 300 ألف ريال!!
وظاهرة الاهتمام بالارقام المميزة ليست مقصورة علي ارقام الهواتف المحمولة، فالمتتبع لهذه الظاهرة يكتشف ان بداياتها تعود الي اهتمام البعض وخاصة فئات الشباب بأن تكون لوحات سياراتهم ذات أرقام مميزة، ومع ظهور (الجوال) انتقلت عدوي الأرقام المميزة اليه هي الأخري، وانتشرت هذه الظاهرة بين الشباب في الفترة الأخيرة علي نطاق واسع، فأصبح الشاب المتميز هو من يمتلك رقماً مميزاً، أما الأكثر تميزاً هو من تتشابه أرقام سيارته مع هاتفه مع بطاقته الشخصية أو تاريخ ميلاده علي سبيل المثال.
(الراية) حاولت أن تستقصي أبعاد هذه الظاهرة لتلقي الضوء علي أكثر المهتمين بمسألة الأرقام المميزة، وعلي أي اساس يتم تحديد سعر الرقم المميز- ورأي الاسلام فيها-.. لنحاول معرفة هل ظاهرة الاهتمام بالأرقام المميزة تندرج تحت بند (الهواية)، أم هي فقط لزوم الكشخة-
البداية كانت من شارع السد حيث العديد من المحلات التجارية الخاصة ببيع الهواتف المحمولة، وجدنا ان بعضاً من هذه المحال تعرض علي واجهاتها لافتات تعلن عن ارقام مميزة سواءً للسيارات أو للجوال مخصصة للبيع وفي احدي هذه المحلات التقينا السيد يوسف محمد والذي سألناه عن ظاهرة انتشار الأرقام المميزة في الآونة الأخيرة فأجابنا قائلاً: مع ازدهار الحركة الاقتصادية والمالية في البلاد وفي ظل ارتفاع الاحوال المعيشية انتشرت ظاهرة الارقام المميزة بين مختلف الفئات العمرية، ولكنها ازدادت عند الشباب حيث يعتبرونها حالياً نوعاً من المظهرة الاجتماعية، فالشاب المميز هو من يمتلك رقماً مميزاً واعتقد ان هذه الظاهرة لم تكن علي هذا المستوي من الانتشار قبل 3 سنوات تقريباً، حيث كان الأمر قاصراً علي اهتمام الشباب بأرقام لوحات سياراتهم فعندما بدأت ادارة المرور العمل باللوحات الجديدة للسيارات كانت تخير صاحب الرقم المميز عند تجديد سيارته إما باستبدالها أو أن يقوم مالك السيارة بشرائها من الادارة، ووصلت بعض الارقام المميزة للسيارات حالياً الي أكثر من 200 ألف ريال.
وعن كيفية تحديد سعر الرقم المميز أضاف قائلاً: بالنسبة لأرقام السيارات يكون الرقم الثلاثي مرتفع الثمن بالمقارنة بالرقم الرباعي، فيصل سعر لوحة السيارة ثلاثية الرقم الي 300 ألف ريال، أما الرباعي يصل الي 150 ألف ريال، أما بالنسبة (للجوال) فإن اسعار الارقام الثنائية يكون مرتفعاً للغاية، ويقل السعر للارقام الثلاثية، وحالياً تقوم (كيوتل) بعزل الأرقام المميزة أوتوماتيكياً من خلال الكمبيوتر وتعقد مزادات علنية كل فترة لبيع هذه الأرقام، ويؤكد في ختام حديثه علي أن ظاهرة الاهتمام بالأرقام المميزة ظاهرة منتشرة علي مستوي دول الخليج ففي الامارات علي سبيل المثال قد يصل سعر رقم السيارة المميزة الي أكثر من مليون درهم.
وفي حين يري فاضل القحطاني - صاحب محل لبيع الجوال - ان الاهتمام بالارقام المميزة ظاهرة شبابية حيث يسعي معظم الشباب بأن يمتلكوا أرقاماً مميزة ولافتة للنظر حتي تحول الأمر لدي بعضهم فيما يشبه الهواية في اقتناء مثل هذه الارقام، ويشير الي ان نظام المزادات هو الأنسب للتعامل مع بيع الأرقام المميزة لانه نظام ثابت يخضع للعرض والطلب، والغريب ان كثيراً من الشباب الذين يلهثون وراء رقم مميز يقومون بعد فترة بالتخلص منه وامتلاك أرقام عادية.
مظهر اجتماعي
ولأن الشباب هم أكثر الفئات اهتماماً بمسألة الرقم المميز، كان لزاماً ان نرصد آراءهم في هذه الظاهرة ومدي سعيهم لامتلاك رقم مميز، ويقول أنس عبدالحميد الأنصاري - 24 عاماً -: بعض الشباب يري أن مسألة الاهتمام بامتلاك رقم مميز يأتي في اطار بحثه عن التميز بل ان البعض يفتخر بين أصدقائه بامتلاك رقم مميز، أما البعض الآخر فيعتبرها تجارة تشبه الأسهم حيث يمكن أن يرتفع سعرها مع الوقت، فمثلاً رقم لوحة السيارة الرباعي كان مجاناً في السابق ثم أصبح بخمسمائة ريال ثم وصل الي 5000 ريال، ويضيف: اعتقد أن هذا الموضوع يمثل ظاهرة سخيفة، فكيف يمكن أن تضع أموالك في مجرد رقم، وعن نفسي أنا لم أفكر مطلقاً في امتلاك رقم مميز وخاصة بعد ان وصلت اسعارها الي أثمان جنونية، لذلك أظن ان انتشار هذه الظاهرة أصبح أمراً يدعو للتوقف عنده وخاصة أن اهتمام الشباب بالرقم المميز أصبح يندرج في اطار حب التميز، بل والغرور أحياناً.
أما سعد الحبابي - 22 عاماً - فيرفض ان يدفع مبلغاً خيالياً في رقم مميز ولكنه يعود ليوضح انه يملك رقماً مميزاً بسعر معقول حيث أصبح امتلاك رقم مميز أمراً مهماً بالنسبة للشباب ويشير الي ان ذلك يعود الي سعي الشاب من خلال امتلاكه رقم مميز الي مبدأ التميز في حد ذاته في اطار المظهر الاجتماعي للشاب أمام اصدقائه وزملائه.
مجرد هواية
أما بالنسبة لعبدالله فالح - 24 عاماً - فإن امتلاك الرقم المميز من وجهة نظره هواية كغيرها من مختلف الهوايات التي يحاول الشاب من خلالها اظهار شخصيته، وأوضح انه لديه أحد اصدقائه اشتري رقماً مميزاً لسيارته بمبلغ 250 ألف ريال، بينما اشتري صديق آخر احد ارقام الجوال بثمن وصل الي 15 ألف ريال، وذلك لا يختلف كثيراً عن بعض الهوايات المعروفة مثل اقتناء الطوابع أو العملات والتي تصل اسعارها الي أرقام أكثر من ذلك بكثير.
ويوافقه في الرأي محمد سالم حيث ان الرقم المميز يعتبر هواية تجذب البعض ولكل هواية قواعدها وشروطها، ولدي العديد من الأصدقاء يقتنون أرقاماً مميزة، بل أن البعض يمتلك رقماً موحداً لجواله وسيارته وبطاقته الشخصية ولكن عن نفسي من المستحيل أن أدفع مثل هذه الأسعار التي نسمع عنها في مجرد رقم.
إسراف منهي عنه
ولكن ما هو رأي الدين في هذه الظاهرة- وهل يعتبرها نوعاً من الاسراف والتبذير- أجاب عن هذه الأسئلة فضيلة الشيخ محمد حسن - مركز الدعوة والارشاد قائلاً:
بلاشك فإن هذه الظاهرة تعد نوعاً من الاسراف والتبذير الذي يحرمه الاسلام، فقد نهانا الاسلام عن الاسراف فيما لا يفيد، فيقول الله تعالي ولا تبذر تبذيراً، إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا، كما نهي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن انفاق المال فيما لا ينفع، وقد قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتي يسأل وعن ماله من أين اكتسبه- وفيما أنفقه-) لذا أدعو الشباب المسلم أن يسعي دوماً الي عدم الاسراف فيما قد لا يعود بالنفع علي الشاب وأمته الاسلامية. ويبقي ان نعرف رأي أحدي الجهات المسؤولة عن الارقام المميزة فعلي لسان السيد مصطفي القطامي مدير العلاقات العامة بكيوتل يؤكد علي أن اقامته مزادات بصفة دورية للأرقام المميزة يأتي في اطار عملية عرض وطلب فنحن دورنا يقتصر فقط علي بيع الخدمة، وتقوم (كيوتل) بالتبرع من أموال هذه المزادات والتي تذهب الي الجهات الخيرية بالدولة.