(الفيصل)
15-12-2007, 06:06 PM
السؤال:
ماحكم استعمال كلمة (لو..)كأن يقول الرجل( لو فعلت كذا وكذا.....لكان كذا)
الجواب :
الحمد لله .. جميع ما قاله الله ورسوله حق , " ولو " تستعمل على وجهين : أحدهما : على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور , فهذا هو الذي نهى عنه كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم }
وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : { وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان } أي تفتح عليك الحزن والجزع , وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , كما قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه } , قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
والوجه الثاني : أن يقال " لو " لبيان علم نافع , كقوله : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } . ولبيان محبة الخير وإرادته , كقوله : " لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل " ونحوه جائز .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما } هو من هذا الباب , كقوله : { ودوا لو تدهن فيدهنون } فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما , فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه , فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة , ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور .
والله أعلم .
مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية
ماحكم استعمال كلمة (لو..)كأن يقول الرجل( لو فعلت كذا وكذا.....لكان كذا)
الجواب :
الحمد لله .. جميع ما قاله الله ورسوله حق , " ولو " تستعمل على وجهين : أحدهما : على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور , فهذا هو الذي نهى عنه كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم }
وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : { وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان } أي تفتح عليك الحزن والجزع , وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , كما قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه } , قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
والوجه الثاني : أن يقال " لو " لبيان علم نافع , كقوله : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } . ولبيان محبة الخير وإرادته , كقوله : " لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل " ونحوه جائز .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما } هو من هذا الباب , كقوله : { ودوا لو تدهن فيدهنون } فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما , فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه , فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة , ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور .
والله أعلم .
مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية