الوعب
16-12-2007, 05:36 AM
أسواق الدوحة تعج بالحركة والنشاط قبيل حلول عيد الأضحى
16/12/2007 الدوحة ـ القبس:
يشهد السوق القطري استعدادات مكثفة غير مسبوقة لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل. ويستقبل القطريون والمقيمون في البلاد مناسبة العيد لهذا العام في ظل موجة غلاء محمومة وغير مسبوقة طالت أسعار السواد الأعظم من السلع والبضائع في السوق المحلي القطري وخصوصا الأساسية والمواد الغذائية منها.
ولأول مرة يأتي عيد الأضحى على المواطنين والمقيمين في قطر وهم يرزحون تحت وطأة معدلات قياسية للتضخم تقترب نسبتها من 14%، في حين يقفز الرقم القياسي لأسعار المستهلك حسب أرقام حديثة أصدرها جهاز الاحصاء القطري الى نحو 153 نقطة حتى نهاية الربع الثالث من العام، وذلك ارتفاعا من 135 نقطة في الفترة المقابلة من العام الفائت.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من ان معدل دخل المواطن القطري يشهد ارتفاعا مطردا منذ بضع سنوات، وهو يعتبر حاليا من أعلى معدلات الدخول في العالم (62 الف دولار) حسب تقارير رسمية صادرة عن البنك الدولي.
وتتأثر نسبة التضخم في قطر بارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار ضعف الدولار أمام عملات رئيسية مثل اليورو والين، ما يشكل ضغوطا تضخمية مع ارتفاع أسعار الورادات وسعر صرف الريال القطري الذي يرتبط بعلاقة ثابتة مع الدولار وهو العملة التي تقوم بها معظم الصادرات القطرية الرئيسية، عدا عن ان بعض الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي مقومة باليورو، ما يجعلها أكثر غلاء خلال فترات ضعف الدولار الحالية.
أسعار غير منطقية
ولا يتورع العديد من المواطنين والمقيمين عن وصف مستويات الأسعار التي بلغتها مختلف أصناف السلع في السوق القطري ب'غير المنطقية'.
ويقدر خبراء اقتصاديون محليون نسبة ارتفاع أسعار المنتجات والبضائع الأساسية في قطر خلال العامين الماضيين فقط بأكثر من 150%، في حين ترتفع هذه النسبة لمجمل الأسعار بما فيها الخدمات والبضائع الأخرى الى نحو 300%.
بعض تجار المواد الغذائية القطريين يعتقدون ان متطلبات مناسبات مثل الأعياد أصبحت تفوق قدرة المستهلكين وخصوصا الوافدين على مجاراتها في ظل الأسعار الحالية السائدة في السوق المحلي.
وبالنسبة الى الكثيرين، فان مناسبة العيد تحملهم أعباء اضافية لما تتطلبه من نفقات اضافية، وفي بعض الأحيان سخاء في الصرف، وهو الأمر الذي يدفع بالكثيرين الى اللجوء الى الاقتراض من أجل مجاراة حجم الانفاق الاضافي.
معدلات الاستهلاك
ويعتقد رجل أعمال ان أسباب زيادة معدلات الاستهلاك في قطر لم تعد ترجع الى المناسبات السنوية فقط، وانما الى الزيادة المطردة للسكان والوافدين والعمالة الكبيرة التي تستقطبها مشروعات ضخمة يجري بناؤها على مدار العام.
ولكون الأضحية هي العنوان الرئيسي لعيد الأضحى المبارك، فقد شهدت أسعار الخراف ارتفاعا طائلا في السوق القطري الذي تهيمن عليه الخراف السورية تحديدا.
أربعة أضعاف
ويقدر تجار مواد غذائية حجم استهلاك السوق المحلي القطري من المنتجات الغذائية بنحو 1000 طن يوميا في الأيام العادية، لكنهم يؤكدون ان هذا الرقم يقفز بمعدل أربعة أضعاف الى 4 آلاف طن في مناسبات سنوية مثل الأعياد.ويشير أحمد حسن الخلف وهو أكبر تاجر قطري للمواد الغذائية الى ان استهلاك السوق القطري من الخراف الحية في الأيام العادية يصل الى 1000 رأس يوميا، لكن هذا الرقم يقفز في مناسبة عيد الأضحى والمناسبة السنوية مثل عيد الفطر ورمضان الى ستة أضعاف يوميا، ويقول ان استهلاك السوق القطري من الخراف يبلغ هذه الأيام وخصوصا قبل العيد بيوم وخلال اليوم الأول لعيد الأضحى 6 آلاف رأس من الأغنام. ويبلغ عدد سكان قطر في الوقت الراهن نحو 850 الف نسمة من بينهم 250 الف مواطن، اتجهوا نحو العمل الحكومي والخاص.
المنافسة لا تفيد
وتستورد قطر معظم احتياجاتها من المواد الغذائية من مختلف أسواق العالم، في حين تقوم باستيراد الخضار والفواكه بشكل خاص من لبنان والأردن، أما الأغنام الحية فتستوردها من سوريا والسودان. وينتهج الاقتصاد القطري سياسة السوق الحر، حيث يتميز بدرجة عالية من الانفتاح والشفافية، وهو لا يخضع لأية قيود من نوعها على استيراد السلع، حيث يعتمد منهج اقتصاد السوق الذي يتيح قدرا كبيرا من حرية الاستيراد المباشر من الأسواق العالمية بالنسبة الى رجال الأعمال والتجار. ويعتقد رجل الأعمال القطري عبد الرحمن المفتاح ان هذا الانفتاح يفيد السوق المحلي من خلال توفير أكثر من خيار للشراء تصب في النهاية في عملية المنافسة التي يفترض ان تنعكس ايجابا على المستهلك النهائي. لكن العديد من المستهلكين لا يعتقدون ان هذه المنافسة أدت الى خفض مستويات الأسعار في كثير من الأحيان، حيث لم تفلح على ما يبدو العديد من المراكز والمجمعات التجارية التي بنيت حديثا في الدوحة في خفض أسعار السلع، أو على الأقل تخفيض وتيرة ارتفاعها.
سعر 'الخروف السوري'
سجل الخروف السوري ارتفاعا غير مسبوق خلال هذه الأيام، حيث قفز سعره الى نحو 1500 ريال (412 دولارا)، وذلك ارتفاعا من نحو 1000 ريال (274.7 دولارا) قبل فترة وجيزة، لتبلغ نسبة الارتفاع 50%.
وتسيطر الخراف السورية على مستوردات السوق القطري من الخراف بنسبة لا تقل عن 80%.
16/12/2007 الدوحة ـ القبس:
يشهد السوق القطري استعدادات مكثفة غير مسبوقة لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل. ويستقبل القطريون والمقيمون في البلاد مناسبة العيد لهذا العام في ظل موجة غلاء محمومة وغير مسبوقة طالت أسعار السواد الأعظم من السلع والبضائع في السوق المحلي القطري وخصوصا الأساسية والمواد الغذائية منها.
ولأول مرة يأتي عيد الأضحى على المواطنين والمقيمين في قطر وهم يرزحون تحت وطأة معدلات قياسية للتضخم تقترب نسبتها من 14%، في حين يقفز الرقم القياسي لأسعار المستهلك حسب أرقام حديثة أصدرها جهاز الاحصاء القطري الى نحو 153 نقطة حتى نهاية الربع الثالث من العام، وذلك ارتفاعا من 135 نقطة في الفترة المقابلة من العام الفائت.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من ان معدل دخل المواطن القطري يشهد ارتفاعا مطردا منذ بضع سنوات، وهو يعتبر حاليا من أعلى معدلات الدخول في العالم (62 الف دولار) حسب تقارير رسمية صادرة عن البنك الدولي.
وتتأثر نسبة التضخم في قطر بارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار ضعف الدولار أمام عملات رئيسية مثل اليورو والين، ما يشكل ضغوطا تضخمية مع ارتفاع أسعار الورادات وسعر صرف الريال القطري الذي يرتبط بعلاقة ثابتة مع الدولار وهو العملة التي تقوم بها معظم الصادرات القطرية الرئيسية، عدا عن ان بعض الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي مقومة باليورو، ما يجعلها أكثر غلاء خلال فترات ضعف الدولار الحالية.
أسعار غير منطقية
ولا يتورع العديد من المواطنين والمقيمين عن وصف مستويات الأسعار التي بلغتها مختلف أصناف السلع في السوق القطري ب'غير المنطقية'.
ويقدر خبراء اقتصاديون محليون نسبة ارتفاع أسعار المنتجات والبضائع الأساسية في قطر خلال العامين الماضيين فقط بأكثر من 150%، في حين ترتفع هذه النسبة لمجمل الأسعار بما فيها الخدمات والبضائع الأخرى الى نحو 300%.
بعض تجار المواد الغذائية القطريين يعتقدون ان متطلبات مناسبات مثل الأعياد أصبحت تفوق قدرة المستهلكين وخصوصا الوافدين على مجاراتها في ظل الأسعار الحالية السائدة في السوق المحلي.
وبالنسبة الى الكثيرين، فان مناسبة العيد تحملهم أعباء اضافية لما تتطلبه من نفقات اضافية، وفي بعض الأحيان سخاء في الصرف، وهو الأمر الذي يدفع بالكثيرين الى اللجوء الى الاقتراض من أجل مجاراة حجم الانفاق الاضافي.
معدلات الاستهلاك
ويعتقد رجل أعمال ان أسباب زيادة معدلات الاستهلاك في قطر لم تعد ترجع الى المناسبات السنوية فقط، وانما الى الزيادة المطردة للسكان والوافدين والعمالة الكبيرة التي تستقطبها مشروعات ضخمة يجري بناؤها على مدار العام.
ولكون الأضحية هي العنوان الرئيسي لعيد الأضحى المبارك، فقد شهدت أسعار الخراف ارتفاعا طائلا في السوق القطري الذي تهيمن عليه الخراف السورية تحديدا.
أربعة أضعاف
ويقدر تجار مواد غذائية حجم استهلاك السوق المحلي القطري من المنتجات الغذائية بنحو 1000 طن يوميا في الأيام العادية، لكنهم يؤكدون ان هذا الرقم يقفز بمعدل أربعة أضعاف الى 4 آلاف طن في مناسبات سنوية مثل الأعياد.ويشير أحمد حسن الخلف وهو أكبر تاجر قطري للمواد الغذائية الى ان استهلاك السوق القطري من الخراف الحية في الأيام العادية يصل الى 1000 رأس يوميا، لكن هذا الرقم يقفز في مناسبة عيد الأضحى والمناسبة السنوية مثل عيد الفطر ورمضان الى ستة أضعاف يوميا، ويقول ان استهلاك السوق القطري من الخراف يبلغ هذه الأيام وخصوصا قبل العيد بيوم وخلال اليوم الأول لعيد الأضحى 6 آلاف رأس من الأغنام. ويبلغ عدد سكان قطر في الوقت الراهن نحو 850 الف نسمة من بينهم 250 الف مواطن، اتجهوا نحو العمل الحكومي والخاص.
المنافسة لا تفيد
وتستورد قطر معظم احتياجاتها من المواد الغذائية من مختلف أسواق العالم، في حين تقوم باستيراد الخضار والفواكه بشكل خاص من لبنان والأردن، أما الأغنام الحية فتستوردها من سوريا والسودان. وينتهج الاقتصاد القطري سياسة السوق الحر، حيث يتميز بدرجة عالية من الانفتاح والشفافية، وهو لا يخضع لأية قيود من نوعها على استيراد السلع، حيث يعتمد منهج اقتصاد السوق الذي يتيح قدرا كبيرا من حرية الاستيراد المباشر من الأسواق العالمية بالنسبة الى رجال الأعمال والتجار. ويعتقد رجل الأعمال القطري عبد الرحمن المفتاح ان هذا الانفتاح يفيد السوق المحلي من خلال توفير أكثر من خيار للشراء تصب في النهاية في عملية المنافسة التي يفترض ان تنعكس ايجابا على المستهلك النهائي. لكن العديد من المستهلكين لا يعتقدون ان هذه المنافسة أدت الى خفض مستويات الأسعار في كثير من الأحيان، حيث لم تفلح على ما يبدو العديد من المراكز والمجمعات التجارية التي بنيت حديثا في الدوحة في خفض أسعار السلع، أو على الأقل تخفيض وتيرة ارتفاعها.
سعر 'الخروف السوري'
سجل الخروف السوري ارتفاعا غير مسبوق خلال هذه الأيام، حيث قفز سعره الى نحو 1500 ريال (412 دولارا)، وذلك ارتفاعا من نحو 1000 ريال (274.7 دولارا) قبل فترة وجيزة، لتبلغ نسبة الارتفاع 50%.
وتسيطر الخراف السورية على مستوردات السوق القطري من الخراف بنسبة لا تقل عن 80%.