المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ جاسم بن محمد ال ثاني..مؤسس دولة قطر الحديثة 1826_ 1913 ..



Qa6ar
18-12-2007, 05:30 AM
الدوحة في 17 ديسمبر /قنا/ تحتفل دولة قطر يوم غد /الثلاثاء/ الموافق الثامن عشر من شهر ديسمبر بيومها الوطني وهو تاريخ تولي المغفور له باذن الله الشيخ جاسم بن محمد ال ثاني مؤسس قطر الحديثة الحكم في البلاد عام 1878 ميلادية..وتعتبر الذكرى المائة والثلاثون لتوليه الحكم.
وفيما يلي نبذه عن المغفور له الشيخ جاسم بن محمد ال ثاني ...
-هو الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني امير قطر و مؤسس دولتها الحديثة نسبه في قبيلة تميم ويرجع الي ارومتها.
- ولد عام 1242هـ الموافق 1826 م.
- تمكن من اكتساب الخبره و الالمام التامين في ادارة شؤون البلاد منذ حداثة سنه و نجح في توجية دفة سياستها بحكمة و نجاح في خضم بحر مائج بالأحداث و المتغيرات .
- فعلى النطاق المحلي سعى جاهداً لتكون قطر كيانا ًواحداً موحداً مستقلا فبرزت البلاد بزعامته ثابته الخطى متماسكة المبنى , جمع قبائلها وضمها تحت لوائه موحداً شتاتها راسما مستقبلها معززاً بذلك البلاد وجوداً و حدوداً.
- تفرغ و برع بسياسة حكيمة في التعامل مع أكبر قوتين عالميتين متنافستين للهيمنه على الخليج العربي وأقطاره , هما الإمبراطورية البريطانية التى بدأت ببسط نفوذها عبر حكومتها في الهند والدولة العثمانية التي كانت تحاول جاهدة المحافظة على سيادتها في الإقليم بعد أفول النفوذ البرتغالي في القرن السادس عشر.
- في أبريل عام 1871 م دخلت حملة مدحت باشا والي بغداد العثماني شرق الجزيرة العربية وكان النفوذ البريطاني قد تمركز في مناطق متاخمه لقطر فارتأى الشيخ جاسم وجوب تواجد توازن يقابل ذلك النفوذ.
فطلب من الإدارة العثمانية في الاحساء أن تعزز وجودها في قطر فتم ذلك فعلا في ديسمبر1871.
فاتخذ العثمانيون من قلعة البدع مقراً للحامية العسكرية .
- رحب والي بغداد مدحت باشا الذي كانت المنطقة الخليجية تحت إدارته المباشرة بمبادرة الشيخ جاسم فعينه قائم مقام على قطر عام 1876م كما منحه السلطان عبد الحميد رتبة مدنية مهمه عام1888م ثم رتبة أرقى عام 1893م , مما أثار توتراً محسوساً في العلاقات مع بريطانيا صاحبة صراع شبه دائم معها بعد ذلك .
يعتبر يوم 18 ديسمبر 1878م هو المفصل الأساس حين تسلم الشيخ جاسم الحكم وهو في الوقت نفسه بداية تأسيس دولة قطر الديثة الذي تحقق نتيجة مساعيه الدءوبة في الحصول على اعتراف كلا القوتين باستقلال قطر.
- عارض الشيخ جاسم وبإصرار محاولات العثمانيين لزيادة نفوذهم في قطر سواء بتعيين موظفين إداريين في كل من الزبارة والدوحة والوكرة و خور العديد , أو إنشاء جمرك في البدع أو تعزيز العسكر المرابط في الحامية العثمانية . فكان نتيجة ذلك الإصرار مواجهة عسكرية ادت إلى نشوب معركة حاسمة قادها الشيخ جاسم , وقد أبلى وقواته من أبناء القبائل القطرية بلاء حسناً كلل بالنصر المبين والحاق الهزيمة بقوات الحامية العثمانية . فأصبحت معركة الوجبة التي دارت رحاها في25مارس 1893م في موقع بأسمها يبعد مسافة 15 كيلو متراً غرب الدوحة , علامة فارقة في تاريخ الوطن.
- ظهرت شجاعة وبسالة القيادة السياسية والعسكرية واضحة على الرغم من تفوق العثمانيين بالعدة والسلاح فجعلت التفاف الشعب حول قائده , أمام تمادى أعدائه للنيل من استقلال قطر, عقيدة راسخة في ضمير الأجيال المتعاقبة .
- تميز عهد الشيخ جاسم بالأمن و العدل و الرخاء. فشهدت البلاد نهضه شاملة وأزدهاراً عم جميع الأنشطة الحياتية والاقتصادية في البلاد . و ظهر ذلك جلياً في أعمال الغوص على اللؤلؤ و تجارته.فأصبحت قطر من أكبر مصدريه والمتعاملين به.
- كما تطورت أسباب و أساليب النقل البحري . وساعد الميناء الذي غدا مهيئا لنمو حركة التصدير و الاستيراد و التوزيع فتضاعفت أعداد السفن العاملة في ميادين التجارة والغوص والنقل . و تنوعت الأعمال والمصادر و راجعت الأسواق و ازدادت أعداد السكان فتوسع العمران وانتشر.
- توفى الشيخ جاسم رحمه الله في 17 يوليو عام 1913م بعد حياة حافلة و ذكرى عطرة . وتولى الحكم بعده ابنه الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني .

Qa6ar
18-12-2007, 05:38 AM
هذا اللقب أطلق علي الشيخ جاسم المؤسس في مقال نشر بمجلة الهلال المصرية أوائل عام 1923 بعد وفاته بعقد من الزمن. ولم أجد أدق وصفاً منه لكي أوشح به عنوان هذه المقالة. ولا أريد أن أطلق عنان الذاكرة في تحديد وجرد مواقف هذا الأثيل الفذ، فإن الخوض في الحديث عنه هو إبحار في يم لا ساحل له وربما قد يسعفني المثل القائل يكفي من القلادة ما أحاط الجيد .

فرأيت من المستحب هنا استعادة ما كتب عنه من شاهده وغاب عن معرفة الناس واستهللت هذه المناسبة العزيزة لتذكير أهل قطر مواطنين ومقيمين مشاركتي في الاطلاع عليها وإلقاء الضوء علي النواحي الإنسانية لمؤسس الوطن الذي بفيض أعماله الخيرة ترفل قطر اليوم بنعيمها الذي نرجوه دائماً مستديماً. لقد زار قطر الكثيرون ولكن وصف أول صحفي نجدي أثارني واستهواني لصدق مكنونه وعزوفه عن المبالغة والرياء. هذا الصحفي هو سليمان بن صالح الدخيل المولود في بريده من أعمال القصيم سنة 1290ه المصادف 1873م وهو من البيوت المعروفة دوسري المحتد له وشائج مصاهرة مع آل رشيد وآل سعود. كان طالباً شغوفاً بالعلم سائحاً في البلاد انتقل في بداية شبابه إلي الزبير ثم البصرة وبعدها بومبي حيث عمل كاتباً لدي أحد أقربائه من التجار المقيمين هناك وهو عبدالله بن محمد الفوزان ثم عاد راجعاً فمر بأقطار الخليج للالتحاق بابن عم له والذي أصبح وكيلاً لإمارة آل رشيد في بغداد فأصدر صحيفة الرياض فيها عام 1910م.

كتب يقول عن زيارته قطر عام 1909م:-

قطر مازالت موطن العرب ومسكنهم وهي متوجهة إلي التقدم بفضل أميرها الشيخ قاسم بن ثاني وأهلها كلهم متدينون لا توجد عندهم الأشياء المضرة المخالفة لآداب الشريعة ولهذا تجد الصفات العربية والأخلاق القومية، من تقوي وشجاعة وكرم وإقدام وجود متحكمة فيهم معانيها. تجارتهم بتقدم وخاصة ما يتعلق باللؤلؤ وسفن الغوص تبلغ 2500 سفينة ما بين صغيرة وكبيرة. وكل بلد في هذه البلاد فيها جامع تقام فيه صلاة الجمعة وسائر الأوقات. وأهل قطر اليوم أحسن البلاد العربية تمسكاً بالدين والمساجد والجوامع لها أوقاف من حضرة الشيخ الجليل وهو ينفق عليها وعلي الخطباء والأئمة والمدرسين هناك ويوجد غير ذلك مدارس فيها معلمون يدرسون الفقه والفرائض والتفسير والشيخ قاسم دائماً يلقي الدروس في القوم والخطب النافعة وعقيب صلاة الجمعة يلقي درساً لطيفاً يحض به علي طلب العلم والسعي إليه ويحض علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بأحكام الدين والجهاد والزكاة.

ومن أعماله أنه دوماً والناس حينئذ في الغوص ينظر إلي الجماعة يوم الجمعة فإذا وجدهم ينقصون عن الأربعين فإنه يدعو مماليكه ويعتقهم في الحال لإتمام الجماعة. ثم يقوم خطيباً ويقيم الصلاة وهو علي جانب عظيم من التقوي ومخافة الله وهو من كان يقتني المماليك ليعتقهم لوجه الله.

وله أوقاف في كل البلاد العربية فله في نجد ومثلها في الإحساء والقصيم والبحرين إضافة إلي قطر وغيرها كلها تصرف علي ما جاء به الشرع الشريف وغير ذلك له أعمال مبرورة ومشكورة. وبالجملة فهو من النابغين في الأمة العربية العاملين لسعادة الدين والوطن. وقد أتاه الله من فضله خيراً كثيراً من العلم والمال والولد وهو يبلغ العقد التاسع من عمره ومع هذا فهو رجل نشيط لا يسبقه أحد ولا يباريه علي الخيل أحد.

ومن صفاته أنه إذا خطب أذهل السامعين وجلب قلوبهم إليه، وإذا أعطي فعطاياه جزيلة. وبالجملة فهو من أركان العربية وأنصارها ومن رجال الإسلام وفحوله وهو مسموع الكلمة، في العرب مهاب عند الرؤساء والأمراء نافذ القول. دأبه الإصلاح ولم يسع في أمر إلا وقد أتمه الله علي يديه وأعماله كلها خالصة لوجه الله تعالي وليس للشيخ من سفن الغوص إلا ما يقرب خمساً وعشرين سفينة لكنه يشتري من تجار الغوص والغواصين ويربحهم وملكيته تبلغ مليون ليرة تقريباً وتجارة قطر كلها أربعة ملايين ليرة. والتجار تردها في أيام الغوص من الكويت والبحرين والقطيف وعمان وغيرها وحولها من عشائر قحطان ووائل وبني هاجر والمناصير ويزيد عددهم علي أربعين ألف نسمة وأكثرهم يذهب إلي الغوص في موسمه وعندهم الإبل العتاق والخيل والجياد، ويستعملون الأسلحة الجديدة وهي عندهم بكثرة وقيمة زهيدة. هذا ما نقوله عن قطر وحالتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،، انتهي.

وهذا شاهد آخر هو أحد أقطاب النهضة الفكرية في العراق في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين العالم الأستاذ محمود شكري الالوسي وهو من المضطلعين في فنون المعرفة والأدب والتاريخ نعيد نبذة كتبها في مؤلفه تاريخ نجد عن الشيخ جاسم يقول فيها: والشيخ من خيار العرب الكرام مواظب علي طاعته مداوم علي عبادته وصلواته. من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين وله مبرات كثيرة علي المسلمين. وهو مسموع الكلمة بين القبائل وعشائره وهم ألوف مؤلفة، وبيني وبينه محبة غيبية ومكاتبات لطيفة أودعتها كتاب (بدائع الإنشاء) ،، انتهي.

أريد بعد ما سبق أن أختتم هذه المقالة عن شيخ الأمراء وهو ما سجله الكابتن فرانسيس بيفيل برايداو الوكيل السياسي البريطاني في البحرين والمحال هناك من أكتوبر 1904م إلي مايو 1909م عن مقابلته للشيخ جاسم في 23 ديسمبر 1905م عند وصولي لمزرعة له في أبو حصاه دهشت لرؤية حديقة جميلة حسنة التنسيق تحيط بها أشجار الطرفاء تتخللها مساحات واسعة من أعشاب البرسيم تنتشر بينها أشجار الرمان وحوالي ثلاثمائة نخلة. وفي مجلس يطل عليها يجلس شيخ مهاب كالذي تقرأ عنه في كتب الدين القديمة ذو لحية يكسوها الشيب، وجه ذو حيوية شابة فيبدو كأنه أصغر من عمره الحقيقي. يحتضن بكل فخر أحد أبنائه الصغار الذي قد يبلغ السادسة وعلي الرغم من شخصيته القوية الطاغية إلا أنه بنفس الوقت شخصية محببة كريمة وقد لاحظت مدي اهتمامه وحسن ضيافته للرجل الإنكليزي وكان علي إطلاع واسع في عالم السياسة الدولية. ولكنه يردد بأنه متقاعد الآن ولا تستهويه هذه الأمور . ولكني لست متأكداً من ذلك .

هذا هو الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بعيون من رآه، المؤمن القائل:

يا الله يا والي علي كل والي

يا من بعلمه دبر الفلك والكون

يا واحد عرشه علي الناس عالي

وأمره وحكمه بين كاف معا نون


والذي أقول في يومه ما قاله المتنبي:

كل يريد رجاله لحياته

يا من يريد حياته لرجاله

ونحن نذكرك في هذا اليوم يوم التأسيس نرفع أكفنا لله جل وعلا ندعوه بأن يغفر لك ويرحمك وأن يرفع درجتك ويسكنك جنة النعيم.

مؤرخ كويتي