المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناطحات السحاب واسباب انتشارها



بويوسف
20-12-2007, 12:05 PM
في الحقيقة اثارت تأملي كمية الابراج وناطحات السحاب التي بدأ بناءها في بلادنا وانعكااسات كل ذلك على البيئة وعلى الاجيال القادمة.

إعداد - عايدة السنوسي
كثير منا عندما ينظرون إلى ناطحات السحاب تتملكهم مشاعر الانبهار ويسيطر الخيال على عقولهم أمام عظمة مثل هذه الأبنية الهائلة.
ولكن بعيدا عن هذا الخيال فإن الواقع له أحكامه التي تجعل من يفكر في هذا المشروع يتخلى عن الخيال ويسير على الأرض.

وقد نشرت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية تقريرا عن ظاهرة ناطحات السحاب تحت عنوان (أفضل من الطيران) قالت فيه إنه برغم الهجوم الدامي الذي تعرض له برجا مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001 فما زالت الأبراج العالية التي تناطح السحاب تغزو سماوات أغلب مدن العالم.
بل إن هذه الناطحات للسحاب أصبحت أكثر ارتفاعا وأشد جرأة من ذي قبل. ولكنها ما زالت تعتبر رمزا للعظمة أكثر من أي شيء آخر.

الحقيقة أن بناء ناطحة سحاب أمر صعب، والحصول على عائد مالي يعادل تكلفتها أشد صعوبة، ربما يكون هذا هو السبب في الطابع الخيالي والمثير الذي يحيط بها. ففي عام 1896 كتب المهندس المعماري لويس سوليفان قائلا إن القيمة الأساسية في هذا المبنى الإداري الشاهق تكمن في أنه أعظم الفرص وأفخم الإنجازات التي أنعم بها الله على عباده لكي يشعروا بعظمة الروح الإنسانية.


والمفارقة أن سوليفان قال كلماته تلك عندما كان يشاهد المباني التي كانت تقام على قوائم من الصلب في مدينة شيكاغو لترتفع إلى مستويات لم يكن قد رآها من قبل. ولكن الزمن لم يمتد بهذا المهندس الأمريكي لكي يرى كيف ستنتشر المباني الشاهقة ويزداد ارتفاعها لتنطح السحاب في نيويورك خلال عشرينيات القرن العشرين أو في هونج كونج خلال ثمانينيات القرن نفسه أو باقي المدن الآسيوية التي شهدت طفرات اقتصادية هائلة خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين.


مشاكل مستعصية
وتقول شركة إمبوريس المعنية بمتابعة نشاط ناطحات السحاب إن هجمات 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي لم تؤد إلا إلى طفرة جديدة في مشروعات بناء ناطحات السحاب. فحوالي ثمانية في المئة من إجمالي ناطحات السحاب في العالم مازالت تحت الإنشاء وفقا لبيانات شركة إمبوريس. وقد اكتمل بناء حوالي 40 في المئة من ناطحات السحاب في مختلف أنحاء العالم منذ عام 2000 حتى الآن.

والحقيقة أن مشروعات إقامة ناطحات السحاب أصبحت تواجه بمشاكل مستعصية بالنسبة لكل من المصممين والشركات الممولة للمشروعات؛
لأنها تواجه قوتين متعارضتين.. القوة الأولى تتمثل في البعد الاقتصادي خاصة أن عددا كبيرا من الشركات الأمريكية الكبرى بدأت تتجه إلى العمل في مجمعات إدارة ذات ارتفاعات منخفضة خارج المدن الكبرى. وبالطبع هناك استثناءات لهذه القاعدة،


وهذه الاستثناءات تتمثل في المؤسسات المالية الكبرى حيث تتيح ناطحات السحاب لها فرصة الحصول على مقار تعطي إحساسا هائلا بالعظمة والفخامة.
أما التحدي الثاني فيتمثل في الجانب الفيزيائي أو الطبيعي لعملية البناء؛ فالمباني المرتفعة حاليا تخوض دائما صراعا للتغلب على وزنها، ونظرا إلى أن أكثر أجزاء المبنى تخصص للقيام بمهمة الحفاظ على انتصاب المبنى فإن ذلك يأتي غالبا على حساب المساحات المخصصة للعمل أو للمعيشة في مثل هذه المباني. ويسعى غالبا أصحاب شركات البناء وشركات تأجير المباني إلى تحقيق التوازن بين المساحات المخصصة لدعائم المبنى والمساحات المخصصة للعمل أو للمعيشة، وهي المساحات التي تتحول فقط إلى أموال بالنسبة لهذه الشركات. وتشير الأرقام إلى أنه في ناطحات السحاب النموذجية فإن حوالي 70 في المئة من المساحة الكلية للبناء تكون قابلة للاستخدام الفعلي في حين تخصص باقي المساحة للعناصر الأخرى مثل الأعمدة والدعائم والسلالم والمصاعد.
في حين تزيد المساحة القابلة للاستخدام في المباني الأقل ارتفاعا إلى ثمانين في المئة. وربما لهذا السبب نجد أنه في حالة انتعاش مشروعات بناء ناطحات السحاب نجد أن عدد التصميمات المقترحة يفوق بكثير عدد المباني التي يتم تنفيذها بالفعل. ففي لندن على سبيل المثال توجد مشروعات خمسة أبراج شاهقة يصل ارتفاع الواحد منها إلى أكثر من 200 متر بما يعادل 656 قدما، وهي حاصلة على ترخيص البناء ولديها خطة للتنفيذ، لكنها تنتظر التصميمات المتكاملة وشركات التنمية العقارية التي ترغب في تنفيذ مثل هذه المشروعات.

وحتى الآن لا يبدو أن الفرصة متاحة لأكثر من مشروعين فقط لكي يخرجا إلى الوجود. وقال فرانسيس سالواي الرئيس التنفيذي لشركة لاند سيكيورتيز للتنمية العقارية إن ما بين مشروعين وثلاثة مشروعات فقط من هذه الأبراج هي التي يمكن أن تنفذ بالفعل خلال السنوات العشر المقبلة.
فتنفيذ مثل هذا المشروع يحتاج إلى جهود وخطوات عديدة حتى يتحول التنظيم الورقي إلى برج يناطح السحاب.

وبالنسبة إلى شركات التنمية العقارية فإن مشروع إقامة ناطحة سحاب يتم وفقا لثلاثة نماذج اقتصادية: إما أن يكون كمشروع مضاربة، أو بتكليف من إحدى الشركات ليكون البرج مقرا لرئاستها، أو كمشروع تجريبي برعاية حكومية. والحقيقة أن نظام المضاربة هو الأكثر انتشارا في مشروعات إقامة الأبراج الشاهقة. ففي مثل هذه الحالة تجد شركة التنمية العقارية مظلة مالية ثابتة تقلص مخاطر الاستثمار في مثل هذا المشروع المكلف إلى أدنى مستوى ثم تقترض جزءا من التمويل اللازم على أن تحصل على الباقي من خلال طرح وحدات المبنى للبيع أو للإيجار مع قرب اكتمال بنائه.

والحقيقة أن إقامة ناطحات السحاب لحساب الحكومات يمكن أن يؤدي إلى بعض النتائج المربكة؛ ففي دبي على سبيل المثال تقف ناطحات السحاب على جانبي شارع الشيخ زايد جنوب المدينة حيث تمتد الصحاري خلفها لمسافات شاسعة، كما أن استخدام مساحات واسعة من الزجاج في بناء ناطحات السحاب وفقا للتوجه الدولي يبدو أحيانا غير ملائم؛ فاستخدام الزجاج يكون مفيدا في أجزاء من أمريكا الشمالية حيث ظهرت ناطحات السحاب لأول مرة هناك ولكن عندما انتقلت الفكرة إلى منطقة الخليج العربي فإن استخدام الزجاج أدى إلى مضاعفة درجة الحرارة المرتفعة بطبيعتها في هذه المنطقة من العالم؛ وكانت النتيجة استخدام كميات هائلة من الطاقة من أجل تكييف الهواء بها.

كما كان على المهندسين إيجاد طريقة لمنع تسلل أشعة الشمس الحارقة عبر هذا الزجاج إلى داخل المباني حتى لا تلتهب الأجواء داخل البرج. وقد اقترح بعض المهندسين زيادة مساحة الحوائط الخرسانية المزودة بفتحات صغيرة على غرار العمارة الإسلامية القديمة، ولكن هذا الاقتراح رفض. ويستطيع المهندسون الذين يصممون الأبراج الشاهقة تصميم أشكال أطول وأشد غرابة كلما أتاحت لهم التكنولوجيا ذلك. والحقيقة أن ثلاثة عوامل ساعدت في تغيير شكل ناطحات السحاب حاليا هي التطور في مواد البناء والتطور في المصاعد وأخيرا دخول الكمبيوتر عالم التصميم. والحقيقة أن تطور مواد البناء كان له تأثير واضح على مظهر ناطحات السحاب. ففي عام 1922 صمم المهندس الألماني الأصل لودفيج مايس فان دير روه الذي هاجر فيما بعد إلى أمريكا ناطحة سحاب شفافة تكسوها طبقة من الزجاج حول أرضيات المبنى الذي بدا وكأنه بلا محور مركزي.

والحقيقة أن مبنى بهذا التصميم لم يكن فقط معرضا للسقوط وإنما أيضا كان مستحيل إيجاد ألواح الزجاج الخفيفة بالقدر الذي يسمح بثنيها لتعطي الأشكال المطلوبة. يقول نيفين سبدور المهندس في مؤسسة (جريمشو أركيتيكت) الهندسية إن الأمر احتاج إلى أكثر من 80 عاما حتى تتيح لنا تكنولوجيا صناعة الزجاج إنتاج ألواح يمكن ثنيها لتعطي الأشكال التي كان يحلم بها مايس. والحقيقة أن بناء مثل هذه الناطحات الشفافة لن يؤدي فقط إلى ظهور مبان ذات شكل جميل وإنما أيضا سوف يقلل من حدة الظلال التي تلقي بها ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة على الشوارع التي تقع بها لتحجب عنها الشمس تماما، كما أن تكنولوجيا الزجاج أتاحت ظهور أنواع جديدة تسمح بدخول الضوء وتحجب الحرارة.

منقول بتصرف من مجلة الجزيرة.

بوحارب
21-12-2007, 12:17 AM
الله يعطيك العافية مشرفنا العزيز

موضوع في قمة الروعة

تسلم أخوي بويوسف

تايد
22-12-2007, 02:48 PM
بو يوسف

شكرآ مشرفنا العزيز

محمد11
22-12-2007, 03:22 PM
يعطيك العافيه اخوي بويوسف ..

بس انا الي اشوفه ان هاي شي مكتوب من رب العالمين لنا " في تطاول البنيان "