عزوز المضارب
20-12-2007, 07:26 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
موضوع حبيت انقله لما فيه معلومات قيمه عن مهنه الغوص
وما يحمله الموضوع من تجارب رائعه ومسميات قد نكون تم نسيناها في ظل العولمه
الحاليه ..
والمثل يقول اللي ما له اول ما له تالي ..
-الجلبوت و الشوعي و السمبوك و البوم والبقارة قوارب المهام الصعبة
-مقاييس خاصة للوقت في ثلاثينات القرن الماضي لمعرفة أوقات الصلاة
-الغزو الصناعي للأسواق في الخمسينات وراء اختفاء مهنة البحث عن اللؤلؤ
http://www.raya.com/mritems/images/2007/5/18/2_251440_1_209.jpg
كتابات كثيرة حفظت في بطون المخطوطات القطرية والتي تجسد حكاية الانسان القطري الذي ركب البحر دون ان يرهبه.. وشقت سفنه عباب مياه الخليج كسبا للرزق.
وكانت السواعد السمر قبل عشرات السنين تعمل وتعمل في ظروف صعبة لا تحتمل.. كانوا لا يعرفون الرسومات الهندسية والمعدات والتقنيات الحديثة وتبادل الطاقة بين الجو والبحر وسر الرياح الموسمية.. كانوا بفطرتهم التي جبلوا عليها قادرين علي التعامل مع مخاطر البحر ليعودوا في النهاية ظافرين الي أبنائهم الذين ينتظرونهم علي السيف .. وكان البحر ملاذهم الأول والأخير لا يعرفون غيره.. فلا مناص من البحر الذي يحيط بقطر من كل جانب.
وهناك انواع كثيرة للخشب او القوارب التقليدية التي تعمل بالأشرعة فقط دون محركات كما هو الوضع في هذه الايام فهناك الجلبوت و الشوعي و السمبوك و البوم و البقارة ويختلف كل قارب من هذه القوارب عن الأخريات وهي في النهاية حسب طلب النوخذة أو الطواش والنوخذة هو ربان السفينة التي تمخر عباب البحر لأيام طويلة تمتد الي شهرين او اربعة شهور في بعض الاحيان للغوص واستخراج اللؤلؤ من أعماق البحر متحدين اسماك القرش واللخمة والقناديل وكان العمل يستمر طوال النهار لا تتخلله فترات راحة، وكنا نغوص بدون اسطوانات أوكسجين لفترات قصيرة حيث يصعد الغواص الي سطح الماء للتنفس والراحة ثم العود مرة اخري الي الأعماق وكانت ظروف العمل صعبة للغاية.
وكانت ايادينا تنزف دما من مشقة العمل المتمثل في جر الحبال او اقتلاع المحار من القوع قاع البحر واذكر في ذلك الوقت ان النواخذة اصحاب القوارب لا يحبون الغاصة الكسالي واذا شاهد احدهم غيصا.متقاعسا يقوم بالصراخ عليه مذكرا بأن عمل الغاصة هو عمل رجال ومن أراد أن ينام فليام عند والدته، أما الطواش فهو تاجر اللؤلؤ الذي يأتي الي النواخذة في عرض البحر وفي مناطق عملهم ليشتري منهم ما استخرجوه من اللؤلؤ النفيس.
ويضيف الوالد إبراهيم قائلا: أدخل الآن التسعين من العمر وحياتي كلها داخل البحر، وبدأت الغوص وعمري سبع سنوات وكنت أخرج في رحلات الغوص مع والدي علي بن ابراهيم بن ابراهيم المريخي، وكنا مجموعة من الصغار الذين يرافقون الغاصة في تلك الرحلات البحرية الشاقة ويسموننا التبابين وتوكل الينا المهام الصغيرة التي تتوافق وأعمارنا فأذكر أننا كنا نوزع الخوص أو ما يعرف بطيوب الجبد وهي العيدان الصغيرة التي يستعملها الانسان بعد كل وجبة لينظف ما تبقي من طعام في أسنانه، وفي مقابل هذه الخدمة وخدمات أخري كنا نكافأ ب السحتيتة وهي أصغر احجام اللؤلؤ نقوم بجمعها وبيعها للطواشين، وكان الكثير من النواخذة لا يرضون أن توزع مثل هذه الهبات الصغيرة للتبابة:eek2:. وكنا نبيع تلك المقتنيات الثمينة بروبية أو روبيتين ولكنها تعني لنا الكثير كصبيان صغار.
وأشتهرت قطر بصناعة القلص وهو قارب خشبي تقليدي صغير لا يبحر في أعماق البحر وانما علي الشط فقط والأماكن القريبة من السيف وكانت القلاليص تقوم بأخذ الغاصة والصيادين من داخل البحر حيث تتوقف المراكب الكبيرة الجوالبيت أو قوارب الشوعي و القلص يشبه في شكله السمبوك أو الشوعي أو الجلبوت ويتم جره خلف السفن الكبيرة حيث يستخدم للمراسيل الصغيرة داخل البحر في بعض المرات أو في نقل الطواويش في السنيار من محمل الي محمل لشراء اللؤلؤ.
الكثيرون ومنهم شخصي لا يعرفون الفرق بين كل ما ذكرت من أسماء محلية.. ما هي تلك الفروقات:
الفرق بين القوارب أو المراكب التقليدية المختلفة ليس كبيرا الي تلك الدرجة فمثلا سفينة جلبوت كبيرة تحمل 80 شخصا علي ظهرها وهي نسبيا كبيرة.. ويصل طولها نحو 50 قدما ولها مقدمة عمودية مستقيمة.
وهناك البوم الذي يستعملونه كمركب للسفر وليس للغوص.. يتميز بتشابه مقدمته مع مؤخرته المدببتين، وهو من السفن الكبيرة التي تتراوح بين 74-400 طن، وطولها بين 50-120 قدما، بمعني أن هناك مراكب جوالبيت للغوص و بوم للسفر.
و قلاليص للمشاوير الساحلية القصيرة، اضافة الي ( السمبوك) بقاعدته المنبسطة لتلائم المياه الضحلة و( البتيل) بسعته الصغيرة وسرعته الكبيرة وله مقدمة مقوسة للامام وتنتشر في سواحل قطر.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت قوارب السمبوك والشوعي في السواحل القطرية واصبحت قوارب تقليدية تستخدم لصيد الاسماك الآن او المسابقات التراثية. وهناك ما يعرف ب(الرجية) وهو قارب بدائي مصنوع من سيقان سعف النخيل مربوطة، باحكام بحبال مصنوعة من ليف النخيل او ليف جوز الهند في بعض الاحيان. وهناك (البانوش) الذي يستخدمه الصيادون بالقرب من (السيف) وبعض الطواويش الصغار يستعملون قارب اسمه (الكيت) وهو عبارة عن ساق شجرة محفورة من النصف.
أماكن الغوص:
(بلهمبار) و(الريعة) و(صوفان) و(أم الشيف) و(ملجلج)ويضيف الوالد المريخي :ولا أذكر المدة التي تبعدها هذه الاماكن لاننا لم نكن نمتلك ساعات لقياس الوقت ولا نعرفها في ذلك الوقت بداية الثلاثينات وكنا نقيس الوقت بوضع كف اليد مضمومة تحت الذقن ومطالعة الشمس لمعرفة مواقيت الصلاة. واريد ان اوضح بأن جميع مراكب (الغوص) تتجمع في مكان واحد داخل البحر ويسمي مكان التقائها ب(السنيار) حيث تلتقي المحامل فيها مفردها (محمل) وهي مسمي اخر للمراكب الشراعية القديمة.. اما بخصوص اشرعة تلك القوارب فتختلف وفقا لنوع القماش الذي تصنع منها ولكن اشهرها (أبوزهيرة).
واذكر عندما كانت ترفع الاشرعة كان (النهام) وهو المغني يقوم بالغناء لبث الحماس في قلوب الغاصة والدعاء إلي الله للتوفيق في الغوص، ولها الحانها الخاصة بضربات الدفوف، وهي ايام جميلة ومازلت اذكر جزءا من تلك الاغاني فهي باقية في القلب الي اخر العمر:
بديت ثم اثنيت بالحمد
مبدأ صلاة النبي بالفوز والحمد
صلوا علي من سجد واثنوا له بالحمد
بقدرته شيد الأركان
بحقوقه ياباغي الدين
قوم حافظ علي حقوقه
الدين ما هو حرام يامنزل بالكتاب ما حل وحرام
إلي آخر القصيدة
اشهر الطواشين كما قلت هو الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه الشيخ سلطان بن جاسم ال ثاني حيث اتذكر في احدي رحلات الغوص، حيث انني كنت اراهم متجهين نحونا وكانت سفنهم محملة بالزاد والمؤن والابل والحلال وعند وصولهم يقوم بعض النواخذة برفع اعلام قطر اشارة الي قدوم الشيوخ حيث يتم استدعاء النواخذة والغاصة علي ظهور سفنهم ويتم تقديم لهم مأدبات غداء وبعد ذلك يقومون بشراء اللؤلؤ من النواخذة ثم بعد ذلك يتم رفع (النوف) وهو عبارة عن قطعة قماش سوداء ترفع في اعلي منطقة في الجلبوت اشارة الي الطواويش الاخرين بانتهاء عملية بيع اللؤلؤ ومن الطواشين ايضا عبدالله بن علي المسند وسلطان بن خلف المريخي والنوخذة سلمان بن حمد الحسن والنوخذة سالم بن درويش المريخي والنوخذة احمد بن عيسي آل ابراهيم المهندي وهو كان معروفا وله خبرة طويلة ومحبوب وصاحب كلمة واذكر انه رزق بدانه وباعها بأربعين الف روبية واشهر الغاصة عيد بن ثاني المريخي وناصر بن سيف المريخي ووالدي علي بن ابراهيم المريخي وكلهم غاصة النواخذة سلمان بن حسن الحسن المهندي والنوخذة أحمد بن عيسي آل إبراهيم المهندي..مدللين
وكلمة غاصة مدللين تعني الغيص الذي يغوص قبل الغاصة ويخرج بعدهم ويأخذ نفساً واحداً قبل أن يغوص مرة أخري وعرفت هذا الاسم لأول مرة في عام 1932م عندما كنا في عرض البحر وكنت طفلاً صغيرا وذهبت مع والدي في رحلة غوص ودخل والدي الي القاع كما يقولون (صك القوع) وتأخر وكان من المفترض أن يكون هناك شخص متابع فوق السطح ليجر الحبل بعد انتهاء المهمة أو في الحالات الخطرة يسمي (سيب) وهو الرجل المكلف بسحب الغيص من قاع البحر ولكن السيب ترك الحبل وذهب يتمشي علي ظهر القارب وكاد قلبي أن ينفطر فوالدي رحمة الله عليه في القاع يكابد الشدائد ويواجه المخاطر وصاحبه يتمشي وهو يتغني بأغاني الغوص، وبينما أنا كذلك أبكي في دواخلي من المستقبل الذي يقابل والدي جاء النوخذة وصرخ في وجه ذلك الشخص، وانطلقت ضحكة طويلة من (السيب) ما زال صداها في أذني وأجاب النوخذة قائلاً (هذي غيص مدلل) :ok:إشارة الي أن أبي يتقن مهنته، وبعدها بقليل ذهب ذلك الشخص وأخرج والدي من (القوع).
والذي يثلج الصدر أن ابنائي يحبون البحر ويعرفونه تماما وقد تمكن ابني سلطان من صيد سمكة من نوع الصافي مكتوب عليها لفظ الجلالة (الله) في منطقة الفركية شرق الخور علي البحر من قبل من مكان شجر القرم ونشر ذلك في الصحف اليومية وبعض الصحف الأخري في الهند وما زال يحتفظ بتلك السمكة في وعاء خاص بعد أن أضاف محلولاً كيميائياً لحفظها.
تم اختصار الكثير من الموضوع
الغوص وأيامه ذكريات جميلة ذهبت الي غير رجعة
موضوع حبيت انقله لما فيه معلومات قيمه عن مهنه الغوص
وما يحمله الموضوع من تجارب رائعه ومسميات قد نكون تم نسيناها في ظل العولمه
الحاليه ..
والمثل يقول اللي ما له اول ما له تالي ..
-الجلبوت و الشوعي و السمبوك و البوم والبقارة قوارب المهام الصعبة
-مقاييس خاصة للوقت في ثلاثينات القرن الماضي لمعرفة أوقات الصلاة
-الغزو الصناعي للأسواق في الخمسينات وراء اختفاء مهنة البحث عن اللؤلؤ
http://www.raya.com/mritems/images/2007/5/18/2_251440_1_209.jpg
كتابات كثيرة حفظت في بطون المخطوطات القطرية والتي تجسد حكاية الانسان القطري الذي ركب البحر دون ان يرهبه.. وشقت سفنه عباب مياه الخليج كسبا للرزق.
وكانت السواعد السمر قبل عشرات السنين تعمل وتعمل في ظروف صعبة لا تحتمل.. كانوا لا يعرفون الرسومات الهندسية والمعدات والتقنيات الحديثة وتبادل الطاقة بين الجو والبحر وسر الرياح الموسمية.. كانوا بفطرتهم التي جبلوا عليها قادرين علي التعامل مع مخاطر البحر ليعودوا في النهاية ظافرين الي أبنائهم الذين ينتظرونهم علي السيف .. وكان البحر ملاذهم الأول والأخير لا يعرفون غيره.. فلا مناص من البحر الذي يحيط بقطر من كل جانب.
وهناك انواع كثيرة للخشب او القوارب التقليدية التي تعمل بالأشرعة فقط دون محركات كما هو الوضع في هذه الايام فهناك الجلبوت و الشوعي و السمبوك و البوم و البقارة ويختلف كل قارب من هذه القوارب عن الأخريات وهي في النهاية حسب طلب النوخذة أو الطواش والنوخذة هو ربان السفينة التي تمخر عباب البحر لأيام طويلة تمتد الي شهرين او اربعة شهور في بعض الاحيان للغوص واستخراج اللؤلؤ من أعماق البحر متحدين اسماك القرش واللخمة والقناديل وكان العمل يستمر طوال النهار لا تتخلله فترات راحة، وكنا نغوص بدون اسطوانات أوكسجين لفترات قصيرة حيث يصعد الغواص الي سطح الماء للتنفس والراحة ثم العود مرة اخري الي الأعماق وكانت ظروف العمل صعبة للغاية.
وكانت ايادينا تنزف دما من مشقة العمل المتمثل في جر الحبال او اقتلاع المحار من القوع قاع البحر واذكر في ذلك الوقت ان النواخذة اصحاب القوارب لا يحبون الغاصة الكسالي واذا شاهد احدهم غيصا.متقاعسا يقوم بالصراخ عليه مذكرا بأن عمل الغاصة هو عمل رجال ومن أراد أن ينام فليام عند والدته، أما الطواش فهو تاجر اللؤلؤ الذي يأتي الي النواخذة في عرض البحر وفي مناطق عملهم ليشتري منهم ما استخرجوه من اللؤلؤ النفيس.
ويضيف الوالد إبراهيم قائلا: أدخل الآن التسعين من العمر وحياتي كلها داخل البحر، وبدأت الغوص وعمري سبع سنوات وكنت أخرج في رحلات الغوص مع والدي علي بن ابراهيم بن ابراهيم المريخي، وكنا مجموعة من الصغار الذين يرافقون الغاصة في تلك الرحلات البحرية الشاقة ويسموننا التبابين وتوكل الينا المهام الصغيرة التي تتوافق وأعمارنا فأذكر أننا كنا نوزع الخوص أو ما يعرف بطيوب الجبد وهي العيدان الصغيرة التي يستعملها الانسان بعد كل وجبة لينظف ما تبقي من طعام في أسنانه، وفي مقابل هذه الخدمة وخدمات أخري كنا نكافأ ب السحتيتة وهي أصغر احجام اللؤلؤ نقوم بجمعها وبيعها للطواشين، وكان الكثير من النواخذة لا يرضون أن توزع مثل هذه الهبات الصغيرة للتبابة:eek2:. وكنا نبيع تلك المقتنيات الثمينة بروبية أو روبيتين ولكنها تعني لنا الكثير كصبيان صغار.
وأشتهرت قطر بصناعة القلص وهو قارب خشبي تقليدي صغير لا يبحر في أعماق البحر وانما علي الشط فقط والأماكن القريبة من السيف وكانت القلاليص تقوم بأخذ الغاصة والصيادين من داخل البحر حيث تتوقف المراكب الكبيرة الجوالبيت أو قوارب الشوعي و القلص يشبه في شكله السمبوك أو الشوعي أو الجلبوت ويتم جره خلف السفن الكبيرة حيث يستخدم للمراسيل الصغيرة داخل البحر في بعض المرات أو في نقل الطواويش في السنيار من محمل الي محمل لشراء اللؤلؤ.
الكثيرون ومنهم شخصي لا يعرفون الفرق بين كل ما ذكرت من أسماء محلية.. ما هي تلك الفروقات:
الفرق بين القوارب أو المراكب التقليدية المختلفة ليس كبيرا الي تلك الدرجة فمثلا سفينة جلبوت كبيرة تحمل 80 شخصا علي ظهرها وهي نسبيا كبيرة.. ويصل طولها نحو 50 قدما ولها مقدمة عمودية مستقيمة.
وهناك البوم الذي يستعملونه كمركب للسفر وليس للغوص.. يتميز بتشابه مقدمته مع مؤخرته المدببتين، وهو من السفن الكبيرة التي تتراوح بين 74-400 طن، وطولها بين 50-120 قدما، بمعني أن هناك مراكب جوالبيت للغوص و بوم للسفر.
و قلاليص للمشاوير الساحلية القصيرة، اضافة الي ( السمبوك) بقاعدته المنبسطة لتلائم المياه الضحلة و( البتيل) بسعته الصغيرة وسرعته الكبيرة وله مقدمة مقوسة للامام وتنتشر في سواحل قطر.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت قوارب السمبوك والشوعي في السواحل القطرية واصبحت قوارب تقليدية تستخدم لصيد الاسماك الآن او المسابقات التراثية. وهناك ما يعرف ب(الرجية) وهو قارب بدائي مصنوع من سيقان سعف النخيل مربوطة، باحكام بحبال مصنوعة من ليف النخيل او ليف جوز الهند في بعض الاحيان. وهناك (البانوش) الذي يستخدمه الصيادون بالقرب من (السيف) وبعض الطواويش الصغار يستعملون قارب اسمه (الكيت) وهو عبارة عن ساق شجرة محفورة من النصف.
أماكن الغوص:
(بلهمبار) و(الريعة) و(صوفان) و(أم الشيف) و(ملجلج)ويضيف الوالد المريخي :ولا أذكر المدة التي تبعدها هذه الاماكن لاننا لم نكن نمتلك ساعات لقياس الوقت ولا نعرفها في ذلك الوقت بداية الثلاثينات وكنا نقيس الوقت بوضع كف اليد مضمومة تحت الذقن ومطالعة الشمس لمعرفة مواقيت الصلاة. واريد ان اوضح بأن جميع مراكب (الغوص) تتجمع في مكان واحد داخل البحر ويسمي مكان التقائها ب(السنيار) حيث تلتقي المحامل فيها مفردها (محمل) وهي مسمي اخر للمراكب الشراعية القديمة.. اما بخصوص اشرعة تلك القوارب فتختلف وفقا لنوع القماش الذي تصنع منها ولكن اشهرها (أبوزهيرة).
واذكر عندما كانت ترفع الاشرعة كان (النهام) وهو المغني يقوم بالغناء لبث الحماس في قلوب الغاصة والدعاء إلي الله للتوفيق في الغوص، ولها الحانها الخاصة بضربات الدفوف، وهي ايام جميلة ومازلت اذكر جزءا من تلك الاغاني فهي باقية في القلب الي اخر العمر:
بديت ثم اثنيت بالحمد
مبدأ صلاة النبي بالفوز والحمد
صلوا علي من سجد واثنوا له بالحمد
بقدرته شيد الأركان
بحقوقه ياباغي الدين
قوم حافظ علي حقوقه
الدين ما هو حرام يامنزل بالكتاب ما حل وحرام
إلي آخر القصيدة
اشهر الطواشين كما قلت هو الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه الشيخ سلطان بن جاسم ال ثاني حيث اتذكر في احدي رحلات الغوص، حيث انني كنت اراهم متجهين نحونا وكانت سفنهم محملة بالزاد والمؤن والابل والحلال وعند وصولهم يقوم بعض النواخذة برفع اعلام قطر اشارة الي قدوم الشيوخ حيث يتم استدعاء النواخذة والغاصة علي ظهور سفنهم ويتم تقديم لهم مأدبات غداء وبعد ذلك يقومون بشراء اللؤلؤ من النواخذة ثم بعد ذلك يتم رفع (النوف) وهو عبارة عن قطعة قماش سوداء ترفع في اعلي منطقة في الجلبوت اشارة الي الطواويش الاخرين بانتهاء عملية بيع اللؤلؤ ومن الطواشين ايضا عبدالله بن علي المسند وسلطان بن خلف المريخي والنوخذة سلمان بن حمد الحسن والنوخذة سالم بن درويش المريخي والنوخذة احمد بن عيسي آل ابراهيم المهندي وهو كان معروفا وله خبرة طويلة ومحبوب وصاحب كلمة واذكر انه رزق بدانه وباعها بأربعين الف روبية واشهر الغاصة عيد بن ثاني المريخي وناصر بن سيف المريخي ووالدي علي بن ابراهيم المريخي وكلهم غاصة النواخذة سلمان بن حسن الحسن المهندي والنوخذة أحمد بن عيسي آل إبراهيم المهندي..مدللين
وكلمة غاصة مدللين تعني الغيص الذي يغوص قبل الغاصة ويخرج بعدهم ويأخذ نفساً واحداً قبل أن يغوص مرة أخري وعرفت هذا الاسم لأول مرة في عام 1932م عندما كنا في عرض البحر وكنت طفلاً صغيرا وذهبت مع والدي في رحلة غوص ودخل والدي الي القاع كما يقولون (صك القوع) وتأخر وكان من المفترض أن يكون هناك شخص متابع فوق السطح ليجر الحبل بعد انتهاء المهمة أو في الحالات الخطرة يسمي (سيب) وهو الرجل المكلف بسحب الغيص من قاع البحر ولكن السيب ترك الحبل وذهب يتمشي علي ظهر القارب وكاد قلبي أن ينفطر فوالدي رحمة الله عليه في القاع يكابد الشدائد ويواجه المخاطر وصاحبه يتمشي وهو يتغني بأغاني الغوص، وبينما أنا كذلك أبكي في دواخلي من المستقبل الذي يقابل والدي جاء النوخذة وصرخ في وجه ذلك الشخص، وانطلقت ضحكة طويلة من (السيب) ما زال صداها في أذني وأجاب النوخذة قائلاً (هذي غيص مدلل) :ok:إشارة الي أن أبي يتقن مهنته، وبعدها بقليل ذهب ذلك الشخص وأخرج والدي من (القوع).
والذي يثلج الصدر أن ابنائي يحبون البحر ويعرفونه تماما وقد تمكن ابني سلطان من صيد سمكة من نوع الصافي مكتوب عليها لفظ الجلالة (الله) في منطقة الفركية شرق الخور علي البحر من قبل من مكان شجر القرم ونشر ذلك في الصحف اليومية وبعض الصحف الأخري في الهند وما زال يحتفظ بتلك السمكة في وعاء خاص بعد أن أضاف محلولاً كيميائياً لحفظها.
تم اختصار الكثير من الموضوع
الغوص وأيامه ذكريات جميلة ذهبت الي غير رجعة