المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمريكي الذي ذبح الأضحية ؟!!



tariq ali
22-12-2007, 05:38 PM
الأمريكي الذي ذبح الأضحية


عبد الملك القاسم




جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط ، يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة واشنطن ، ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلاً بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرة مستمتعاً بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانوية وبدأ يخطط للالتحاق بالجامعة.


لما أقبل شهر ذي الحجة بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة، وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للاتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويم العيد فلقد أهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل ، فتوزعوا أمر المتابعة ، فالزوج يستمع للإذاعة، والزوجة تتابع القنوات الفضائية، والابن يجري وراء المواقع الإسلامية في الإنترنت.


فرح جورج وهو يستمع إلى الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة، وقال : الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل، ولما حُدّد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمّر الأب عن ساعده، وأحضر مبلغاً كان يدَّخِره طوال عام كامل، وبعد الظهيرة من اليوم التالي

قال : عليَّ أن أذهب الآن لأجد الخروف الحي الذي لا يتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة، ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عالٍ جدّاً، ولمّا رأى أن المبلغ الذي في جيبه لا يكفي، بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب ما يكفي لشراء هذا الكبش،

فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية، مسح جورج على الكبش وحمله بمعاونة أبنائه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاء الخروف يرتفع، وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الثغاء بصوتها العذب الجميل،

وقالت لوالدها : يا أبي ما أجمل عيد الأضحى ! حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد، سوف أصلي العيد معكم وألبس فستاني الجديد وأضع عباءتي على رأسي، يا أبي : في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملاً فلقد كبرت ..

آهٍ ما أجمل عيد الأضحى سنقطع لحكم الخروف بأيدينا ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها ! يا أبي ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد: ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها.


انفجرت أسارير الأب وهو يلقى نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحية الشرعية، فليست عوراء، ولا عرجاء، ولا عجفاء ، ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارة هتفت الزوجة: يا زوجي . .

يا جورج علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يُقسم الخروف ثلاثة أثلاث : ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين ، وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد ، وإليزابيث ، ومونيكا ، والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً وجعله لطعامنا في أسابيع قادمة !


ولما قرب الكبش إلى الذبح في يوم العيد احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة ! وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي ! أحدَّ جورج شفرته ووجَّه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته ، بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاثة أثلاث حسب السُّنّة ! وكانت تعمل بعجل وسرعة، فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه : هيا لنذهب إلى الكنيسة فاليوم يوم الأحد ! وكان جورج لا يدع الذهاب إلى الكنيسة بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأبناءه .


انتهى حديث المتحدث وهو يروي هذه القصة عن جورج، وسأله أحد الحضور : لقد حيرتنا بهذه القصة هل جورج مسلم أم ماذا ! قال المتحدث : بل جورج وزوجته وابنه كلهم نصارى كفار ، لا يؤمنون بالله وحده ولا برسوله، ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – ويكفرون بمحمد - صلى الله عليه وسلم – ويحادون الله ورسوله !
كثر الهرْج في المجلس، وارتفعت الأصوات وأساء البعض الأدب

وقال أحدهم : لا تكذب علينا يا أحمد ، فمن يُصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ! كانت العيون مصوبة والألسن حادة والضحكات متتابعة ! حتى قال أعقلهم : إن ما ذكرت يا أحمد غير صحيح ، ولا نعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام ! ويتابع الإذاعة ويحرص على معرفة يوم العيد ويدفع من ماله، ويقسم الأضحية . !


وبدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه ! وقال بتعجب وابتسامة: يا إخواني وأحبابي . . لماذا لا تصدقون قصتي ؟! لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر؟ أليس هنا عبد الله وعبد الرحمن وخديجة وعائشة يحتفلون بأعياد الكفار ! فلماذا لا يحتفل الكفار بأعيادنا ! لم العجب ؟ الواقع يثبت أن ذلك ممكن بل وواقعاً نلمسه، أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلاد وعيد . . وعيد . . وكلها أعياد كفار !


لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولا يستكثر على أبنائنا وبناتنا مثل هذا؟!


هزَّ أحمد يده ورفعها وقال : عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات، والله وما رأيت أحداً سأل عن مناسبتنا ولا أفراحنا ! حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في شقتي المتواضعة لم يجب أحد دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيداً إسلامياً ! لقد أقمت في الغرب ورأيت بأمِّ عيني كل ذلك ولما عدت فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس وفسق !

مافيا قطر
22-12-2007, 06:25 PM
تسلم اخوى على موضوعك وفعلا يستحق القراءه

قلب صادق
22-12-2007, 06:36 PM
جزاك الله خير اخي الكريم

شـــوق
22-12-2007, 06:39 PM
الله يهدي المسلمين ،، مشكور على طرح الموضوع اخوي طارق وان شاء الله في ميزان حسناتك

امل الحب
22-12-2007, 06:59 PM
جزااااك الله خير

في ميزاان حسناتك

طويل النفس
22-12-2007, 07:06 PM
انصح بقرائة الموضوع .. شكراً

صدى الرعد
22-12-2007, 07:09 PM
موضوع قيم ،،
ياليت قومي يعلمون،، ،،

بدوور
22-12-2007, 09:09 PM
الموضوع رائع ويعكس واقع مرير فرض علينا والسؤال الذي يطرح نفسة ما تأثير هذا الامر علي اجيال المستقبل؟ وما انعكاساته علي قيمنا الدينية والاجتماعية؟ ومن المسؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Mr Brox
22-12-2007, 09:19 PM
جزاك الله ألف خير على هذه القصة ..
انا عشت بين الاميركان .. وتعرفت على كثير من عاداتهم وتقاليدهم .. ويكفي (فديتهم) احترامهم للشعوب الأخرى وديانتهم ومعتقداتهم الدينية .. ما يحتاج اقولك ان زميلي في السكن لما شافني اصوم في رمضان .. دخل النت للبحث عن الصوم وشهر رمضان .. وشاركني الصيام كذا يوم وهو مو مسلم .. وحضر اعيادنا ..

أم نوره
22-12-2007, 10:15 PM
الله يجزيك

دنيا الاسهم
22-12-2007, 10:37 PM
قصة مشوقة فعلا ... وفيها عبرة
وانا ادور بين السطور هل جورج مسلم ام انة فقط طبق شيئا من شعائر المسلمين في ذبح الاضحية

tariq ali
23-12-2007, 12:29 PM
اشكركم من اعماق قلبي

ابن الوطن
23-12-2007, 01:45 PM
حكم التشبه بالكفار :

إن من الأصول العظيمة التي هي من أصول ديننا الولاء للإسلام وأهله, والبراءة من الكفر وأهله, ومن حتميات تلك البراءة من الكفر وأهله تميز المسلم عن أهل الكفر, واعتزازه بدينه وفخره بإسلامه مهما كانت أحوال الكفار قوة وتقدما وحضارة , ومهما كانت أحوال المسلمين ضعفا وتخلفا وتفرقا ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتخذ قوة الكفار وضعف المسلمين ذريعة لتقليدهم ومسوغا للتشبه بهم كما يدعو إلى ذلك المنافقون والمنهزمون ذلك أن النصوص التي حرمت التشبه بالكفار ونهت عن تقليدهم لم تفرق بين حال الضعف والقوة لأن المسلم باستطاعته التميز بدينه والفخر بإسلامه حتى في حال ضعفه وتأخره.

والاعتزاز بالإسلام والفخر به دعا إليه ربنا - تبارك وتعالى - واعتبره من أحسن القول وأحسن الفخر; حيث قال : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } [فصلت: 33].

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=276

الف شكر على الوضوع القيم

الدوحي7
23-12-2007, 01:56 PM
تعرف جورج يبيله اضحى به وقطع راسه،، واذا في من يتشبه بلكفار فهوا منهم،وجزاك الله خير على هذه القصه ،،لومغير عنوان الموضوع احسن بدل امريكي كتبت اجنبي،،علشان محد يتعاطف معا الكافر ،،على قوله بعض من الردود يتفداهم(الامريكان) وسوف يحشر معهم،،الله يهديه قبل فوات الاوان،،

Mr Brox
23-12-2007, 06:51 PM
تعرف جورج يبيله اضحى به وقطع راسه،، واذا في من يتشبه بلكفار فهوا منهم،وجزاك الله خير على هذه القصه ،،لومغير عنوان الموضوع احسن بدل امريكي كتبت اجنبي،،علشان محد يتعاطف معا الكافر ،،على قوله بعض من الردود يتفداهم(الامريكان) وسوف يحشر معهم،،الله يهديه قبل فوات الاوان،،

اخوي الدوحي7 .. فديتك والله ..
انا دايما استخدم هذه الكلمة في حديثي .. مع اي واحد .. الكلمة دايما على لساني من شدة حبي للآخرين ..
عموما الله يهدي الجميع .. لكن تصرف هذا الاميركي .. يمكن يدخله للاسلام .. خاصة وأنه حرص على معرفة كل شيء عن الاضحية ودخول شهر ذي الحجة .. والعيد ..
ما تدري يمكن هذا الاميركي عند ربك احسن مني ومنك ..
لا تنسى ان ربك عادل .. والجنة دخولها بالأعمال الصالحة .. وبرحمة ربك أولا وأخيرا ..
الله بشرنا انا وأنت اخوي الدوحي .. وكل المسلمين دخول الجنة .. آمين يا رب العالمين

$$كلنا قطر$$
23-12-2007, 06:57 PM
مشكور على الطرح الرائع
والله يجزاك خير
والله يستر علينا من الي قاعدين نشوووفه

A.L.I
23-12-2007, 07:50 PM
جزاك الله خير

مستثمر تحت التعليم
23-12-2007, 08:07 PM
جزاك الله خير على هالقصه المعبره وياريت المسلمين يتعضون منها

ROSE
23-12-2007, 08:16 PM
هل كل هذا الحرص الذي ظهر عليه وكل هذا الوصف الدقيق والحنان لتطبيق

شعائر المسلمين في ابنته وبه واخيرا نفهم بانه كافر

وانما يطبق شعائر المسلمين ؟

فعلا قصة دات هدف ومغزى

الله يصلح حالنا

تسلم اخوي

ناصر العمادي
23-12-2007, 10:04 PM
قصه ذات مغزى كبير وخطير ونحن غافلون للأسف ....
الكثير من المسلمين وخصوصا جيل الشباب صار اهتمامهم بأعياد الكفار اكثر من اعياد المسلمين وهذا مايدق ناقوس الخطر فماذا سيكون الجيل الذي سيلي الجيل الحالي .؟؟؟؟
هل سيبتعدون عن الأسلام وشعائر الأسلام ويمشون خلف الكفار ؟؟؟؟؟
اذا لم نتحرك من الأن فعلى الدنيا السلام ...
يجب ان يكون هناك رادع ومحاسبه لكل من يشرك بالأسلام من خلال اتباع تقاليد الغرب ...
نحن محاسبون امام الله لتقصيرنا في تعليم ابنائنا الطريق الصحيح وعدم حزمنا في ردعهم عن الخطأ ..
نسال العفو والمغفره والهدايه لجميع المسلمين .. اللهم آمين

كل الشكر والتقدير لك اخي العزيز على الموضوع القيم

ربي يجعلك في جنه النعيم ان شاء الله

تحياتي لك

الدوحي7
23-12-2007, 10:12 PM
اخوي الدوحي7 .. فديتك والله ..
انا دايما استخدم هذه الكلمة في حديثي .. مع اي واحد .. الكلمة دايما على لساني من شدة حبي للآخرين ..
عموما الله يهدي الجميع .. لكن تصرف هذا الاميركي .. يمكن يدخله للاسلام .. خاصة وأنه حرص على معرفة كل شيء عن الاضحية ودخول شهر ذي الحجة .. والعيد ..
ما تدري يمكن هذا الاميركي عند ربك احسن مني ومنك ..
لا تنسى ان ربك عادل .. والجنة دخولها بالأعمال الصالحة .. وبرحمة ربك أولا وأخيرا ..
الله بشرنا انا وأنت اخوي الدوحي .. وكل المسلمين دخول الجنة .. آمين يا رب العالمين

فديت روحك والله بس ارجوك لاتتفداء الكفار وتفدى المسلمين وانت من المسلمين،واان شاء الله يدخل الاسلام ولكن مانتعاطف معه لانه لازال كافر،،ومته يكون احسن مني اذا اسلم ان شاء الله بعمله،،ومثل ماقلت الجنه دخولها بلعمال الصالحه وللمسلمين اما الكفار الذين يتبعون الاديان المحرفه فلن يدخلهم الله عزو جل،،وبارك الله فيك على ردك والله يدخلنا الجنه والمسلمين والاعضاءالكرام ،، لاهنت،،واسمح لنا راعي الموضوع على الردود،،

umm yousef
24-12-2007, 02:08 AM
جزاك الله خيرا على الطرح وصدقت فيما قصدت من معنى...

التيما
24-12-2007, 02:21 AM
عورت قلبي بهالقصة .. والله انه صاج .. احنا نركض نهنيهم باعيادهم وهم آخر اهتماماتهم اعيادنا ..

قال تعالى في كتابه العزيز :

" و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "

tariq ali
24-12-2007, 04:33 PM
فديت روحك والله بس ارجوك لاتتفداء الكفار وتفدى المسلمين وانت من المسلمين،واان شاء الله يدخل الاسلام ولكن مانتعاطف معه لانه لازال كافر،،ومته يكون احسن مني اذا اسلم ان شاء الله بعمله،،ومثل ماقلت الجنه دخولها بلعمال الصالحه وللمسلمين اما الكفار الذين يتبعون الاديان المحرفه فلن يدخلهم الله عزو جل،،وبارك الله فيك على ردك والله يدخلنا الجنه والمسلمين والاعضاءالكرام ،، لاهنت،،واسمح لنا راعي الموضوع على الردود،،

مداخله ارجوا ان تكون مقبوله*****************
اين نحن من قوله تعالى (اشداء على الكفار رحماء بينهم )) اين نحن من قوله تعالى ((واخفض جناحك للمؤمنين ))اين نحن من قوله تعالى ((انما المؤمنون اخوة )) اين نحن من قوله تعالى (( والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ))) واين واين واين ....

وحيد-الشوق
24-12-2007, 11:49 PM
موضوع رائع اخوي

جزاك الله خير

دمت بود

فلسطيني
27-12-2007, 07:13 PM
الأمريكي الذي ذبح الأضحية


عبد الملك القاسم




جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط ، يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة واشنطن ، ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلاً بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرة مستمتعاً بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانوية وبدأ يخطط للالتحاق بالجامعة.


لما أقبل شهر ذي الحجة بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة، وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للاتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويم العيد فلقد أهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل ، فتوزعوا أمر المتابعة ، فالزوج يستمع للإذاعة، والزوجة تتابع القنوات الفضائية، والابن يجري وراء المواقع الإسلامية في الإنترنت.


فرح جورج وهو يستمع إلى الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة، وقال : الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل، ولما حُدّد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمّر الأب عن ساعده، وأحضر مبلغاً كان يدَّخِره طوال عام كامل، وبعد الظهيرة من اليوم التالي

قال : عليَّ أن أذهب الآن لأجد الخروف الحي الذي لا يتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة، ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عالٍ جدّاً، ولمّا رأى أن المبلغ الذي في جيبه لا يكفي، بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب ما يكفي لشراء هذا الكبش،

فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية، مسح جورج على الكبش وحمله بمعاونة أبنائه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاء الخروف يرتفع، وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الثغاء بصوتها العذب الجميل،

وقالت لوالدها : يا أبي ما أجمل عيد الأضحى ! حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد، سوف أصلي العيد معكم وألبس فستاني الجديد وأضع عباءتي على رأسي، يا أبي : في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملاً فلقد كبرت ..

آهٍ ما أجمل عيد الأضحى سنقطع لحكم الخروف بأيدينا ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها ! يا أبي ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد: ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها.


انفجرت أسارير الأب وهو يلقى نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحية الشرعية، فليست عوراء، ولا عرجاء، ولا عجفاء ، ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارة هتفت الزوجة: يا زوجي . .

يا جورج علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يُقسم الخروف ثلاثة أثلاث : ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين ، وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد ، وإليزابيث ، ومونيكا ، والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً وجعله لطعامنا في أسابيع قادمة !


ولما قرب الكبش إلى الذبح في يوم العيد احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة ! وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي ! أحدَّ جورج شفرته ووجَّه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته ، بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاثة أثلاث حسب السُّنّة ! وكانت تعمل بعجل وسرعة، فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه : هيا لنذهب إلى الكنيسة فاليوم يوم الأحد ! وكان جورج لا يدع الذهاب إلى الكنيسة بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأبناءه .


انتهى حديث المتحدث وهو يروي هذه القصة عن جورج، وسأله أحد الحضور : لقد حيرتنا بهذه القصة هل جورج مسلم أم ماذا ! قال المتحدث : بل جورج وزوجته وابنه كلهم نصارى كفار ، لا يؤمنون بالله وحده ولا برسوله، ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – ويكفرون بمحمد - صلى الله عليه وسلم – ويحادون الله ورسوله !
كثر الهرْج في المجلس، وارتفعت الأصوات وأساء البعض الأدب

وقال أحدهم : لا تكذب علينا يا أحمد ، فمن يُصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ! كانت العيون مصوبة والألسن حادة والضحكات متتابعة ! حتى قال أعقلهم : إن ما ذكرت يا أحمد غير صحيح ، ولا نعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام ! ويتابع الإذاعة ويحرص على معرفة يوم العيد ويدفع من ماله، ويقسم الأضحية . !


وبدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه ! وقال بتعجب وابتسامة: يا إخواني وأحبابي . . لماذا لا تصدقون قصتي ؟! لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر؟ أليس هنا عبد الله وعبد الرحمن وخديجة وعائشة يحتفلون بأعياد الكفار ! فلماذا لا يحتفل الكفار بأعيادنا ! لم العجب ؟ الواقع يثبت أن ذلك ممكن بل وواقعاً نلمسه، أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلاد وعيد . . وعيد . . وكلها أعياد كفار !


لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولا يستكثر على أبنائنا وبناتنا مثل هذا؟!


هزَّ أحمد يده ورفعها وقال : عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات، والله وما رأيت أحداً سأل عن مناسبتنا ولا أفراحنا ! حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في شقتي المتواضعة لم يجب أحد دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيداً إسلامياً ! لقد أقمت في الغرب ورأيت بأمِّ عيني كل ذلك ولما عدت فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس وفسق !


تحية كبيرة لك من كل قلبي يأخي العزيز ولكن معاهم معاهم عليهم عليهم لاحول ولا قوة إلا بالله

اعالي الجنان
12-03-2008, 04:12 PM
كلام في الصميم
بارك الله فيك