الخبير العقاري
26-12-2007, 09:05 AM
ملاحظات...البداوة روح الحياة
للكاتبة رنا عرفات إرحيم :
البداوة كلمة تعني الكثير.. تعني الشموخ.. الأصالة.. القيم.. الأخلاق.. المباديء الراقية، السامية.. ومن منا يستطيع إنكار ذلك؟. ليس هنا الخلاف إنما جل الخلاف يرتكز علي أمر حقاً أزعجني.. وهو موقف شهدته أكثر من مرة ومجمله تحمل تلك النظرة السيئة حول البداوة! وهو أن جهل أحد أمرا فهو بدوي وإن لم يفهم شيئاً فهو بدوي !! فلماذا هذه النظرة السيئة..؟ ولماذا الناس أصبحوا في جهالة بالغة من أمرهم! فالبداوة عز واعتزاز.. البداوة شموخ وافتخار بأصل لقيم وطيب محمودة.
فتعتبر البادية وحياة البادية رغم بساطتها في بعض الأمور وقسوتها في أمور أخري منشأ الأنبياء والحكماء وملجأ للصالحين والزهاد والعباد. أما عن صفات البدو أنفسهم فأهمها القرب الي الخير والشجاعة الي جانب الكرم والجودة والأمانة ولفضائل البادية والبداوة والبدو فقد كان الخلفاء والأمراء في عصور الحضارة الاسلامية يدفعون بأبنائهم الي البادية لاكتساب صفات الشجاعة والفروسية وحتي تشتد سواعدهم وتقوي عزائمهم وتأهيلهم لتحمل المشاق والمسؤوليات الجسام كما كان الآباء الذين يريدون لأبنائهم أن يكونوا من الشعراء يرسلون أبناءهم الي البادية لتعلم اللغة ولتستقيم ألسنتهم وتصح مترادفاتهم.
ولقد تكلم الكثيرون عن هذه الصفات وفصلوا فيها ولكني هنا أتطرق الي كيفية تمسكهم بها، فكانت هذه الصفات والعادات والتقاليد تقليداً تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل. ولا يستطيع أي فرد من ذلك المجتمع ألا يتصف بهذه الصفات فهي روح الحياة لديهم.
حيث ما نشاهده اليوم من تكنولوجيا طغت علي الكثير من الأشياء فلم تعد الثقة بين الأفراد مثلما السابق، وأيضا افتقد الأمان وهذا ما تشاهده أعيننا من حروب مستمرة بين الدول ومجاعات وفقر خلافات لا نهاية لها وكل فرد بالمجتمع المتحضر يريد أن يصل الي مستوي راق ولا يضع في اعتباره وزناً للعواقب والنتائج المهم أنه يصل وهنا أصل الي المفهوم الثالث وهو التمسك بعادات وتقاليد المجتمع القديم البدوي ومن تغلب عليها الحاضر ونسي هذه القيم.
فأنا لا أتحامل علي أبناء جيلي ولكن فقدنا ما عايشه أجدادنا في السابق وكيف اتسمت عيشتهم بالهدوء والاستقرار فجيلنا يعاني من ثغرة يجب البحث عن علاج لها لكي لا تتوسع ويصبح مجتمعنا خاوياً ولا أصف الأفراد أنهم معدومو القيم والأخلاق فقد تختفي هذه القيم والعادات والتقاليد وتصبح سطوراً في كتب نقرأ عنها ونسمع بها فقط.
كما أنني لا أقول أن مجتمع البادية فيه الكمال ولكنه مجتمع عرف النبل والصدق وكاد إن يصبح مكتمل.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول التاريخ تاريخنا والمجد مجدنا فلماذا نتركه بين الصفحات ولا نعيده الي أرض الواقع.
Club989@hotmail.com
المرجع
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=309289&version=1&template_id=27&parent_id=23
للكاتبة رنا عرفات إرحيم :
البداوة كلمة تعني الكثير.. تعني الشموخ.. الأصالة.. القيم.. الأخلاق.. المباديء الراقية، السامية.. ومن منا يستطيع إنكار ذلك؟. ليس هنا الخلاف إنما جل الخلاف يرتكز علي أمر حقاً أزعجني.. وهو موقف شهدته أكثر من مرة ومجمله تحمل تلك النظرة السيئة حول البداوة! وهو أن جهل أحد أمرا فهو بدوي وإن لم يفهم شيئاً فهو بدوي !! فلماذا هذه النظرة السيئة..؟ ولماذا الناس أصبحوا في جهالة بالغة من أمرهم! فالبداوة عز واعتزاز.. البداوة شموخ وافتخار بأصل لقيم وطيب محمودة.
فتعتبر البادية وحياة البادية رغم بساطتها في بعض الأمور وقسوتها في أمور أخري منشأ الأنبياء والحكماء وملجأ للصالحين والزهاد والعباد. أما عن صفات البدو أنفسهم فأهمها القرب الي الخير والشجاعة الي جانب الكرم والجودة والأمانة ولفضائل البادية والبداوة والبدو فقد كان الخلفاء والأمراء في عصور الحضارة الاسلامية يدفعون بأبنائهم الي البادية لاكتساب صفات الشجاعة والفروسية وحتي تشتد سواعدهم وتقوي عزائمهم وتأهيلهم لتحمل المشاق والمسؤوليات الجسام كما كان الآباء الذين يريدون لأبنائهم أن يكونوا من الشعراء يرسلون أبناءهم الي البادية لتعلم اللغة ولتستقيم ألسنتهم وتصح مترادفاتهم.
ولقد تكلم الكثيرون عن هذه الصفات وفصلوا فيها ولكني هنا أتطرق الي كيفية تمسكهم بها، فكانت هذه الصفات والعادات والتقاليد تقليداً تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل. ولا يستطيع أي فرد من ذلك المجتمع ألا يتصف بهذه الصفات فهي روح الحياة لديهم.
حيث ما نشاهده اليوم من تكنولوجيا طغت علي الكثير من الأشياء فلم تعد الثقة بين الأفراد مثلما السابق، وأيضا افتقد الأمان وهذا ما تشاهده أعيننا من حروب مستمرة بين الدول ومجاعات وفقر خلافات لا نهاية لها وكل فرد بالمجتمع المتحضر يريد أن يصل الي مستوي راق ولا يضع في اعتباره وزناً للعواقب والنتائج المهم أنه يصل وهنا أصل الي المفهوم الثالث وهو التمسك بعادات وتقاليد المجتمع القديم البدوي ومن تغلب عليها الحاضر ونسي هذه القيم.
فأنا لا أتحامل علي أبناء جيلي ولكن فقدنا ما عايشه أجدادنا في السابق وكيف اتسمت عيشتهم بالهدوء والاستقرار فجيلنا يعاني من ثغرة يجب البحث عن علاج لها لكي لا تتوسع ويصبح مجتمعنا خاوياً ولا أصف الأفراد أنهم معدومو القيم والأخلاق فقد تختفي هذه القيم والعادات والتقاليد وتصبح سطوراً في كتب نقرأ عنها ونسمع بها فقط.
كما أنني لا أقول أن مجتمع البادية فيه الكمال ولكنه مجتمع عرف النبل والصدق وكاد إن يصبح مكتمل.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول التاريخ تاريخنا والمجد مجدنا فلماذا نتركه بين الصفحات ولا نعيده الي أرض الواقع.
Club989@hotmail.com
المرجع
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=309289&version=1&template_id=27&parent_id=23