المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواسطة



x5x5
27-12-2007, 11:08 PM
واحد يدور وظيفة وسمع عن وجود وظائف خالية
وذهب في الموعد المحدد وكله أمل في الحصول على الوظيفة الخالية .. وهناك سألوه

قالوا له : متى يكون حاصل ضرب 3*3 =10؟
فقال : عندما تكون الإجابة خاطئة
قالوا : ما هو الشي الذي له أكثر من جناح ولا يطير؟
قال : الفندق
قالوا : ما هي الكلمة المكونة من أربع حروف إذا أكلت نصفها تموت ، وإذا أكلتها كاملة لا يصيبك شيء؟
قال : سمسم
قالوا : من هو الرجل الذي يستطيع أن يقف على الأرض ورأسه فوق النجوم ؟
قال : الضابط
قالوا : ما هو أكبر عدد من المواليد يمكن أن تضعه النعامة ؟
قال : النعامة تبيض ولا تلد
قالوا : ما هو الشيء الذي بدونه لا تستطيع أن تحصل على الوظيفة في هذه الشركة ؟
قال : كرت الواسطة
قالوا : وهل معك الكرت ؟
قال : لا
قالوا له : ورينا عرض أكتافك



xxXxxxXx5

ام الحناين
27-12-2007, 11:21 PM
نحن نمقتها ولكننا نمارسها..!

** ينظم كثير منا المعلقات.. في مقت "الواسطة" ورميها بأقسى النعوت.. وسيئ الصفات.. وذلك في أحاديث المجالس وميدان المثاليات.
لكننا - مع كل ذلك - نمارسها.. ونلجأ إليها.. وأحياناً نستخدمها "باللي يسوى واللي ما يسوى"..!
بل أننا عندما نحتاج إلى هذه الواسطة نلبسها أحلى الثياب.. ونصفها بأجمل الصفات.
إنها هنا تكون مروءة
ومساعدة
وقضاء لحوائج الناس..!
***
وفي تقديري البسيط..!
إن المغالاة في ذم الواسطة إلى درجة الخطيئة.
أو الغلو في إطرائها إلى درجة المروءة في كل الأحوال إسراف وشطط..!
إنما الحق
أن الواسطة تكون محمودة عندما تساعد محتاجاً.. أو تعرف بإنسان.. أو تكون شفاعة عند ذي جاه لا يعرف المشفوع له.
وهي تكون مذمومة
عندما تسلب حقاً
أو تقر باطلاً أو تعطي انساناً ما لا يستحق
أو تأخذ من انسان ما يستحق.
***
وفي منهجنا الاسلامي
ما يقرر هذا السلوك.. بل ويحث عليه.
فإذا كانت "الواسطة" من النمط الأول..
فالله يقول في كتابه العظيم: )ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها(.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اشفعوا تؤجروا".
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث مؤثر "لأن أمشي مع أخي في حاجة خير لي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً".
وأحاديث كثيرة كلها تحث على مساعدة الناس والشفاعة لهم واعانتهم على أخذ حقوقهم.
وتراثنا العربي مليء بما يحبذ مثل هذه المكارم. ألم يقل الشاعر وقد صدق:
)وأحسن الناس بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات(
***
** لكن هناك - في تقديري - شروطاً لابد أن تصاحب هذه الوساطة لكي تكون "شفاعة" حسنة، ومروءة محمودة، وفيها خير في الدنيا وأجر في الآخرة.
وهذه الشروط هي:
أولها: أن تكون شفاعة حسنة ينطبق عليها قول الله تعالى: )ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها(.
والشفاعة الحسنة كما قال المفسرون هي: "السعي لحصول غيره على الخير فيكون له من شفاعته نصيب من الثواب".
ثانيها: ألا تكون شفاعة سيئة، و"الشفاعة السيئة"، قال عنها المفسرون: "انها السعي لايصال الشر إلى غيره فيكون للمرء نصيب من الاثم".
وهي التي ينطبق عليها قول الله تعالى: "ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها".
ثالثها: أن يضع طالب الشفاعة في اعتباره وقبل أن يطلب الشفاعة، عدم وضع الشافع في موقف حرج يؤدي الى مخالفة نظام أو سلب حق بل يشعره انه انما يطلب منه المساعدة في حدود ما يقدر عليه.
وكم يكون رائعاً لو وضع الشافع قول الرسول صلى الله عليه وسلم أمام عينيه وهو يطلب الشفاعة من أحد "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول هذا القول وهو يبلغ أمور الدين، فما بالنا نحن البشر ونحن نبلغ ونطلب أمور الدنيا.
رابعها: كم يحسن بالانسان ان يقدم الشفاعة بطيب نفس.. وسعادة قلب لأن ذلك أولى بتحقيق المطلوب.. وأدعى لارتياح المشفوع له.. ولكن عندما يقدمها الانسان مكرهاً أو متضجراً أو يتبعها بمنٍّ أو أذى فانه حتى لو حقق المطلوب ربما لا يكسب حمد ودعاء المشفوع له.
***
** وعلاوة على ذلك فان على الانسان الذي يحتاج الناس اليه أن يحمد الله على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من كثرت نعمة الله عنده كثرت حاجة الناس إليه" أو كما قال.
بل على الإنسان أن يحمد الله على أن الناس يحتاجون اليه وهو لا يحتاج اليهم، فالامام الشافعي يقول:
) واشكر فضائل صنع الله اذ جعلت
اليك لا لك عند الناس حاجات(
وليتذكر الشافع أن تعب مساعدة الناس يهون كثيراً أمام تعبه ومذلته في طلب الحاجة منهم.
وليتذكر الواحد منا أن الانسان قد يكون قادراً اليوم على مساعدة الناس وهو على صهوة كرسيه، أو قمة ثرائه، أو عز جاهه.
ولكن قد يأتي يوم لا يستطيع فيه أن يساعد انساناً، أو يقدم معروفاً.
وكم يجمل بالانسان الذي مكنه الله من القدرة على خدمة الناس.
كم يجمل به أن يتذكر هذه الحقيقة قبل أن يبتعد عن الكرسي أو يبتعد الكرسي عنه أو قبل أن تنفذ ثروته، أو يقعد به مرض، أو يزول عنه جاه.
** خامسها وأخيرها: أن يعذر المشفوع له الشافع، والمشفوع لديه - عندما لا يتحقق له ما يريد بسبب نظام أو ظرف أو عدم امكانية تحقيق المطلوب لأي سبب من الأسباب "وأعقل الناس أعذرهم للناس" كما جاء في الأثر.
***
هنا - في تقديري مرة أخرى -
تكون الواسطة:
شفاعة تنفع الآخرين ولا تضرهم، وتنشر المحبة بينهم، وتسهم في ايصال الحق لمن هم له أهل.
أجل هنا - فقط -
تكون الواسطة مروءة ونبلاً
وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً من مفاتيح الخير إلى الخير.

كتبه حمد بن عبدالله القاضي في جريدة الجزيرة السعودية يوم الأربعاء 26 , ذو الحجة 1421
منقول