لماذا أكثرنا نمل وصراصير !

[بويوسف]

النملة التي تسكن شق الحائط و تتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر و تعمل طول الحياة عملا واحدا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير و أن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. و هي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.

أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط و الحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق و الشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة و العمارة واحدة من عمارات في حي و الحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة و القاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا و مثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. و الكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. و المجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.

و غيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلا.. و كل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا و هي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين و لم تطأها قدم و من فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يدبر كل هذه الأكوان و يهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.

كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. و مع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سجناء محصورين كل واحد منغلق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار و يدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ و تنتهي عند الحصول على كسرة خبز ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم و خيال و اختراع و أدوات و حيلة و ذكاء و رغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.

أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع و سلاحف و نمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبئ داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد و الأضغان و الأطماع و المآرب.

نرى الذي يموت من الغيرة و قد نسي أن العالم مليء بالنساء و نسي أن هناك غير النساء عشرات اللذات و الأهداف الأخرى الجميلة.. و لكنه سجن نفسه بجهله و غبائه داخل امرأة واحدة و داخل جحر نملة واحدة التصق بها كما يلتصق بقطرة عسل لا يعرف لنفسه فكاكا.

و نرى آخر مغلولا داخل رغبة أكالة في الانتقام و الثأر يصحو و ينام و يقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصا و لا يفكر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه و يشرب دمه.


و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية و أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة و اليأس و الخمول.

و نرى آخر قد أسر نفسه داخل موقف الرفض و السخط و التبرم و الضيق بكل شيء.

و لكن العالم واسع فسيح.

و إمكانيات العمل و السعادة لا حد لها و فرص الاكتشاف لكل ما هو جديد و مذهل و مدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية.

و قد مشى الإنسان على تراب القمر.
و نزلت السفن على كوكب الزهرة.
و ارتحلت الكاميرات التليفزيونية إلى المريخ.

فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة و يعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.

و لماذا يسرق الناس بعضهم بعضا و لماذا تغتصب الأمم بعضها بعضا و الخيرات حولها بلا حدود و الأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.

و لماذا اليأس و صورة الكون البديع بما فيها من جمال و نظام و حكمة و تخطيط موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.

لماذا لا نخرج من جحورنا.. و نكسر قوقعاتنا و نطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا و نتأمل.

لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة و ما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب و مصيرنا إلى غيبه المغيب.

لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير و نكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن و نغوص في الوحل و نغرق في الطين و نسلم قيادتنا للخنزير في داخلنا.

لماذا نسلم أنفسنا للعادة و الآلية و الروتين المكرر و ننسى أننا أحرار فعلا.

لماذا أكثرنا نمل و صراصير..

المصدر : كتاب (( الروح و الجسد ))
للدكتور مصطفى محمود

[كلاسيك للبيع]

تم التعديل

[بويوسف]

تم التعديل

[بويوسف]

لا اعلم لماذا املك احساسا بأن هذا الموضوع لم يقرأه الكثير ربما لطول الموضوع ومع انه موضوع شيق ومثير ومهم .. ويدعونا الى ان نتأمل حالنا ..

فليسمحوا لي اخوتي بالله مشرفي المنتدى العام لاني رفعت هذا الموضوع القديم.. وذلك للفائدة العامة ولقراءة عدد اكبر من الاخوة الاعضاء..

هل نحن فعلا عبيدا للعادات وللظروف. هل فكر احدكم مجرد تفكير ان يهاجر الى بلدا اخرى ليعيش ويستقر مثلا لماذا اصبحت الامور في تفكيرنا بتلك الصعوبة في حين كان اجدادنا لايجدون غضاضة في الهجرة الى اي وطن يريدونه ومنهم التاجر والداعي الذي ينشر الدين بأخلاقه وتعاملاته ويكون خير رسول يمثل امته..

لماذا نصبح احيانا اسرى لعمل واحد لانستطيع ان نغيره حتى لو كان هذا العمل يجعل اعصابنا تتوتر يوميا وتتعب ويجعلنا تحت رحمة مدير لايرحم وادارة لاتعرف معنى الانسانية بل تظن ان الموظف او العامل هو مجرد الة يريدونها ان تعمل لمدة 8 ساعات كاملة حتى (يحلل) الراتب الذي يقبظه.

لماذا نصبح اسرى وعبيدا لحياة زوجية (قد) تكون ظالمة لنا في شخص على الجانب المقابل لايحترمنا ولايريد ان يشاركنا حياة في السراء والضراء بل ان الحياة في منظوره هي فرض وجده واصبح تنفيذه مجرد الية خالية من العواطف والاحاسيس.

[جرح الزمان]

و كل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا و هي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين و لم تطأها قدم و من فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يدبر كل هذه الأكوان و يهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.

أخي العزيز بو يوسف كيف لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم وأبونا أدم وأمنا حواء هبطوا منها ورسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عرج اليها 0

[بويوسف]

اعتذر عن نقاشك اخي الكريم في هذا الجزء ولكن الموضوع بشكل عام يحتوى على فكرة فلسفية مفهومها اننا كثيرا ما نتقوقع داخل بيئتنا ونصبح اسرى لعاداتنا وافكارنا.

شكرا لوجودك اخوي جرح الزمن

[دنيا الاسهم]

موضوع شيق جدا لابد من البحث عن التغيير للافضل لا ان يحبس الانسان نفسة في وتيرة واحدة ربما مفروضة علية فرضا ... فعلا التغيير والتطوير لابد ان يسعى الانسان الى ان يطور نفسة ويفكر في الافضل لا المتاح فقط.. وارض الله واسعة لكن ضيقة الصدر تجعل الانسان كأنة يعيش في قمقم
شكرا على الموضوع

[بويوسف]

عفوا اخوي دنيا الاسهم .. شاكر ومقدر لمرورك الكريم :)

[Affable Lady]

بويوسف..

موضوعك من المواضيع التي تصحح ذائقة القراءة ..

كما تصحح القهوة التركية ذات الرائحة الفواحة الزكية المزاج :)

لي عودة بعد قراءة متعمقة...

شكراً للرفع............... إنه يستحق ذلك ،،،)

[OTOsan]

ربما لان غريزة الخوف من التغيير هي السبب .. فالنملة لا تود الخروج من شقها الى الى شق آخر لخوفها من المجهول ..
ولان الانسان كذلك من غريزته الخوف من المجهول .. والخوف من التغيير .. حيث يعتقد ان التغيير تميل نتائجه في الاغلب الى السلب !

استمتعت جدا بهذه الفلسفة والتشبيهات .. وبالموضوع ، وان كنت اخجل من اعترافي بكوني (نملة) من جماعة (النمل) المذكور بالاعلى .. الا ان هذا الموضوع قد يدفعني الى الخروج من (شقي) ..

لك كل التقدير والشكر على نقلك الرائع ،،

[بويوسف]

بويوسف..

موضوعك من المواضيع التي تصحح ذائقة القراءة ..

كما تصحح القهوة التركية ذات الرائحة الفواحة الزكية المزاج :)

لي عودة بعد قراءة متعمقة...

شكراً للرفع............... إنه يستحق ذلك ،،،)

كريزي ليدي .. حقيقة من الصعوبة ان نقرأ موضوعا طويلا كهذا.. اشكر لكي رفعك الموضوع وسأسعد بتعليقك المتعمق القادم ..


ربما لان غريزة الخوف من التغيير هي السبب .. فالنملة لا تود الخروج من شقها الى الى شق آخر لخوفها من المجهول ..
ولان الانسان كذلك من غريزته الخوف من المجهول .. والخوف من التغيير .. حيث يعتقد ان التغيير تميل نتائجه في الاغلب الى السلب !

استمتعت جدا بهذه الفلسفة والتشبيهات .. وبالموضوع ، وان كنت اخجل من اعترافي بكوني (نملة) من جماعة (النمل) المذكور بالاعلى .. الا ان هذا الموضوع قد يدفعني الى الخروج من (شقي) ..

لك كل التقدير والشكر على نقلك الرائع ،،

صحيح يا اتوسان.. كثير منا مجرد نمل .. الروتين وعدم التغيير هو طبع تطبعنا به.. ولكن صدقني التغيير الى الافضل كثيرا مايؤدي بنا الى نجاح افضل واكبر. فكل منا داخله قدرات كبيرة ولكن القليل منا من يستثمرها بطريقة صحيحة.

اسعندني استمتاعك.. والشكر لك.

[@محمد@]

هل تريد ان تعرف معنى كلمة الدنيا
حوار مع الدنيا
--------------------------------------------------------------------------------
قالت الدنيا:
ماذا تريد يا عبد الله؟ ها أنا ذا أمامك
قلت وأنا متأسف:
إنه ليحزنني أنني أحبك وأهواك، ولا أستطيع أن أتركك
الدنيا:
نعم إنه لشعور طبيعي، ومن ادعى أنه لا يحبني فهو كاذب فأنا من خلق الله تعالى،وأنا محبوبة إلى النفوس
عبد الله:
وكيف تقولين إن هذا شعور طبيعي؟
الدنيا:
نعم إنه لشعور طبيعي، ولكن الخطأ الذي يقع فيه أكثر الناس أنهم يقدمون أمري على أمر الآخرة
عبد الله:
وهل أنا منهم؟!
الدنيا:
نعم، ولكن فيك صفات طيبة
عبد الله:
وكيف أعرف حقيقتك؟!
الدنيا:
من قول الرسول . .الدنيا حلوة خضرة
فقد وصفني النبي بأني خضرة ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له لقوله عليه السلام ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )
عبد الله:
ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشون في نعيم ورفاهية!!
الدنيا:
ليس المراد بالسجن هو السجن الحديدي الذي تفهمه وإنما هو التقييد بما أمر الله وما السجن إلا قيد
ولهذا قيل فيّ..
يا ابن آدم أنت في حبس منذ كنت.. أنت محبوس في الصلب ثم في البطن، ثم في القماط، ثم في المكتب ثم تصير محبوساً في الكد على العيال
فاطلب لنفسك الراحة بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً
عبد الله:
الله إنه لمعنى أدبي جميل. لقد فهمت الآن، ولكن ما سبب تسميتك بالدنيا؟؟
الدنيا:
لو علم الناس معني اسمي لما فتنتهم زينتي. إن اسمي له معنيان:
من الدنو: أي قريبة الزوال والانتهاء
ومن الدناءة: أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة
عبد الله:
وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن؟!
الدنيا:
إن هذا السؤال خطير تجعلني أبوح بسر من أسراري
لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال وأحياناً بالنساء
وأحياناً بالمناصب وكذلك من زينتي، والزينة من صفاتها أنها مؤقتة
وهل رأيت يوماً زينة عرس دائمة؟ أو زينة عروس دائمة؟!
عبد الله:
يا دنيا أجيبي عن سؤالي ولا تبتعدي، فكيف أتعامل معك ولا أفتن؟
الدنيا:
مهلاً، يا صاحبي فلا تتعجل عليّ
ثم قالت:
أهم صفة ينبغي أن تتوفر في الذي يتعامل معي هي: (اليقظة والفطانة)
فأنا حاضرة الملذات وحاضرة الشهوات فمن جعلني معبراً للآخرة فهو الناجي ومن جعلني مستقراً فهو الخاسر
فأنا دار بلاغ ولست بدار متاع
وقد قال الحسن البصري – رحمه الله:
(إياكم وما شغل في الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال ولا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب)
عبد الله:
إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو
الدنيا:
ليس هذا الذي أردت.. ولكن ينبغي أن تتعامل معي بحذر
وكلما فتح لك باب من الدنيا افتح أنت باباً للآخرة حتى لا تنسى نصيبك منها وتعيش متزناً كما أمرك الله تعالى
عبد الله:
ولكني أخاف
الدنيا:
لا تخف وافهم كيف تتعامل مع زينتي
ولا تكن كما قال ابن مسعود – رضي الله عنه؟
عبد الله:
وماذا قال ابن مسعود – رضي الله عنه؟
الدنيا:
قال: (لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار)
عبد الله:
وما معنى قطرب نهار؟
الدنيا:
أي: هي الدويبة التي تجلس هنا ساعة وهنا ساعة فلا تستريح نهارها سعياً...
وهكذا بعض الناس يتحرك في أمر دنياه ليل نهار ولا يفكر في أمر الآخرة
((فأبن آدم مسكين لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة))
عبد الله:
وبماذا توصيني؟
الدنيا:
أوصيك بتذكر قول الله تعالى دائما..
((واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلظ به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذره الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً))
وإن كنت تحذرني مرة فاحذرني بعد اليوم ألف مرة
عبد الله:
لا أظن أنك ستفتنيني بعدما تصارحنا؟
الدنيا:
((قالوا للغراب مالك تسرق الصابون؟ قال: الأذى طبعي))
وأنا أقول لك إن الفتنة طبعي، فأحذر أن تكون من عشاق الدنيا...
واحذر أن تكون جيفة ليل قطرب نهار
ثم اختفت الدنيا فجأة...
فأخذ عبد الله ينادي...
يا دنيا .. يا دنيا... فلم يجبه أحد...
ثم طأطأ رأسه وقال:
الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا ثم أنشد:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بهـا وأجعلها في صلاح وطاعة
الشيخ/ جاسم المطوع
مـــنـــقـــول
لتعم الفااااائدة

[بوحارب]

لماذا نصبح احيانا اسرى لعمل واحد لانستطيع ان نغيره حتى لو كان هذا العمل يجعل اعصابنا تتوتر يوميا وتتعب ويجعلنا تحت رحمة مدير لايرحم وادارة لاتعرف معنى الانسانية بل تظن ان الموظف او العامل هو مجرد الة يريدونها ان تعمل لمدة 8 ساعات كاملة حتى (يحلل) الراتب الذي يقبظه.

.

جبتها ع الجرح يابويوسف

كأنك حاس فيني

تسلم ع الموضوع

وجزاك الله خير انك رفعت الموضوع:)

[معاند جروووحه]

الله يكثر من أمثالك, جبتها بالصميم

[koko33]

شكرا جزيلا لصاحب الموضوع
شكرا على تصوير هذا الموضوع في دورة حياة النمله ولكن عندي عدة ملاحظات لهذه النمله.
عدم القبول بشق ضيق بل أختيار أوسع الشقوق.
رفض بعض فتات الخبز الذي لا يشبعها.
أغتنام الفرصه مع الصراصير في بعض الوجبات الدسمه ولكن لن يسمح مجتمع الصراصير بقبول هذا النمل الى في حال أتحاد فلول النمل وأجبار الصراصير على ترك الغنيمه للنمل.

[بويوسف]

اخوي @محمد@ جزاك الله خير على نقلك الموضوع ..

[بويوسف]

جبتها ع الجرح يابويوسف

كأنك حاس فيني

تسلم ع الموضوع

وجزاك الله خير انك رفعت الموضوع:)

هلا بوحارب حبيبي وحبيب الشعب .. العفو اخوي بس شسالفة اني حاس فيك :secret:




الله يكثر من أمثالك, جبتها بالصميم

ويكثرمن امثالك اخوي .. تسلم :)


شكرا جزيلا لصاحب الموضوع
شكرا على تصوير هذا الموضوع في دورة حياة النمله ولكن عندي عدة ملاحظات لهذه النمله.
عدم القبول بشق ضيق بل أختيار أوسع الشقوق.
رفض بعض فتات الخبز الذي لا يشبعها.
أغتنام الفرصه مع الصراصير في بعض الوجبات الدسمه ولكن لن يسمح مجتمع الصراصير بقبول هذا النمل الى في حال أتحاد فلول النمل وأجبار الصراصير على ترك الغنيمه للنمل.


العفو اخوي .. ولا اعلم عن اتحاد النمل مع الصراصير وهل هناك اتفاقية مع بعض ام لا.. :rolleyes2:

[koko33]

العفو اخوي .. ولا اعلم عن اتحاد النمل مع الصراصير وهل هناك اتفاقية مع بعض ام لا.. :rolleyes2:[/QUOTE]

مفهوم وغير مفهوم ولكن لماذا أختيرت النمله لضرب مثل !!!!!!!!!!

[هتـان قطر]

موضوع رائع لاول مرة اقرأه ..شكرا ابو يوسف

الانسان طغت عليه الماده بشكل رهيييب لذلك نراه محبطا مكبلا بالهموم

لا هم له سوى الماده ... ولو انه عرف قدراته التي اعطاها اياه الله لاحسن

استغلالها ..ولو عرف ان السموات والارض والجبال ابت وخافت ان تحمل الامانه

المكلفة من الله وحملها هو لعرف قدرته ومنزلته عند الله التي لاتوازيها منزلة..

تصويرنا بالنمل شي عجيب ..لي عودة

[شكري وتقديري]

النملة التي تسكن شق الحائط و تتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر و تعمل طول الحياة عملا واحدا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير و أن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. و هي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.

أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط و الحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق و الشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة و العمارة واحدة من عمارات في حي و الحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة و القاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا و مثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. و الكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. و المجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.

و غيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلا.. و كل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا و هي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين و لم تطأها قدم و من فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يدبر كل هذه الأكوان و يهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.

كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. و مع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سجناء محصورين كل واحد منغلق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار و يدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ و تنتهي عند الحصول على كسرة خبز ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم و خيال و اختراع و أدوات و حيلة و ذكاء و رغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.

أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع و سلاحف و نمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبئ داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد و الأضغان و الأطماع و المآرب.

نرى الذي يموت من الغيرة و قد نسي أن العالم مليء بالنساء و نسي أن هناك غير النساء عشرات اللذات و الأهداف الأخرى الجميلة.. و لكنه سجن نفسه بجهله و غبائه داخل امرأة واحدة و داخل جحر نملة واحدة التصق بها كما يلتصق بقطرة عسل لا يعرف لنفسه فكاكا.

و نرى آخر مغلولا داخل رغبة أكالة في الانتقام و الثأر يصحو و ينام و يقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصا و لا يفكر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه و يشرب دمه.


و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية و أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة و اليأس و الخمول.

و نرى آخر قد أسر نفسه داخل موقف الرفض و السخط و التبرم و الضيق بكل شيء.

و لكن العالم واسع فسيح.

و إمكانيات العمل و السعادة لا حد لها و فرص الاكتشاف لكل ما هو جديد و مذهل و مدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية.

و قد مشى الإنسان على تراب القمر.
و نزلت السفن على كوكب الزهرة.
و ارتحلت الكاميرات التليفزيونية إلى المريخ.

فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة و يعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.

و لماذا يسرق الناس بعضهم بعضا و لماذا تغتصب الأمم بعضها بعضا و الخيرات حولها بلا حدود و الأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.

و لماذا اليأس و صورة الكون البديع بما فيها من جمال و نظام و حكمة و تخطيط موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.

لماذا لا نخرج من جحورنا.. و نكسر قوقعاتنا و نطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا و نتأمل.

لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة و ما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب و مصيرنا إلى غيبه المغيب.

لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير و نكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن و نغوص في الوحل و نغرق في الطين و نسلم قيادتنا للخنزير في داخلنا.

لماذا نسلم أنفسنا للعادة و الآلية و الروتين المكرر و ننسى أننا أحرار فعلا.

لماذا أكثرنا نمل و صراصير..

المصدر : كتاب (( الروح و الجسد ))
للدكتور مصطفى محمود

أشكر لك اختيارك الموفق للموضوع

وأثني على يديك ويد الدكتور مصطفى وأوافقكم الرأي

وأتساءل معكم

لماذا التشرنق والقبوع ضمن جحور وهمية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[بوحارب]

هلا بوحارب حبيبي وحبيب الشعب .. العفو اخوي بس شسالفة اني حاس فيك :secret:



.. :rolleyes2:

هلا بك بويوسف:shy:

قصدي انك ذكرت شي انا اعاني منه:(

[بنت المنتدى]

الف شكرلك

[بويوسف]

موضوع رائع لاول مرة اقرأه ..شكرا ابو يوسف

الانسان طغت عليه الماده بشكل رهيييب لذلك نراه محبطا مكبلا بالهموم

لا هم له سوى الماده ... ولو انه عرف قدراته التي اعطاها اياه الله لاحسن

استغلالها ..ولو عرف ان السموات والارض والجبال ابت وخافت ان تحمل الامانه

المكلفة من الله وحملها هو لعرف قدرته ومنزلته عند الله التي لاتوازيها منزلة..

تصويرنا بالنمل شي عجيب ..لي عودة

وشكرا لكي على الاضافة القيمة.. في انتظار عودتك اختي هتان.


أشكر لك اختيارك الموفق للموضوع

وأثني على يديك ويد الدكتور مصطفى وأوافقكم الرأي

وأتساءل معكم

لماذا التشرنق والقبوع ضمن جحور وهمية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فعلا مقالات الدكتور مصطفى مميزه ورائعة. اشكر لك تعليقك..


هلا بك بويوسف:shy:

قصدي انك ذكرت شي انا اعاني منه:(

:secret:


الف شكرلك

العفو ..

[Affable Lady]

مرحبا بويوسف ...

أعود للموضوع كما وعدت ... وسوف أجيبك على أسئلتك .. من باب النقاش ..

ومن ثم سوف أطرح وجهة نظري في ماجاء به الدكتور مصطفى محمود.



لا اعلم لماذا املك احساسا بأن هذا الموضوع لم يقرأه الكثير ربما لطول الموضوع ومع انه موضوع شيق ومثير ومهم .. ويدعونا الى ان نتأمل حالنا ..

فليسمحوا لي اخوتي بالله مشرفي المنتدى العام لاني رفعت هذا الموضوع القديم.. وذلك للفائدة العامة ولقراءة عدد اكبر من الاخوة الاعضاء..

هل نحن فعلا عبيدا للعادات وللظروف.

إن شاءالله نكون عبيد للرحمن فقط لاسواه.
وكل شي دون الإله بالامكان التمرد عليه وتغييره!

هل فكر احدكم مجرد تفكير ان يهاجر الى بلدا اخرى ليعيش ويستقر مثلا

نعـــم، الفكرة واردة منذ زمن بعيد ... ويمنعني منها كوني خُلِقت أنثى.. والحمدلله على كل حال.

لماذا اصبحت الامور في تفكيرنا بتلك الصعوبة في حين كان اجدادنا لايجدون غضاضة في الهجرة الى اي وطن يريدونه ومنهم التاجر والداعي الذي ينشر الدين بأخلاقه وتعاملاته ويكون خير رسول يمثل امته..

الصعوبة ليست بتفكيرنا .. وإنما باجراءات الهجرة ومتطلباتها. هذا فضلاً عن الصراع مع النفس بين شد وجذب .... لاختيار أفضل الخيارات بأقل الخسائر .. وما يعيب الهجرة .. هو الشعور بالغربة .. وإذا تجاوزنا فقط الشعور الغربة .. صعب أن نتجاوز واقع العيش في مكان بدون عزوة... هذا صعب جداً جداً بنظري... يصبح الإنسان فعلاً كما الريشة في مهب الريح (ومن واقع تجربة أقول هذا الكلام) .


لماذا نصبح احيانا اسرى لعمل واحد لانستطيع ان نغيره حتى لو كان هذا العمل يجعل اعصابنا تتوتر يوميا وتتعب ويجعلنا تحت رحمة مدير لايرحم وادارة لاتعرف معنى الانسانية بل تظن ان الموظف او العامل هو مجرد الة يريدونها ان تعمل لمدة 8 ساعات كاملة حتى (يحلل) الراتب الذي يقبظه.

أحياناً طبيعة التخصص تفرض علينا الصبر على مصدر (لقمة العيش) .. وأحياناً القناعة بهذا العمل ووجود المتعة فيه حتى لو كان فيه من شد الأعصاب الكثير ........... ولكن هذا الأمر يصل إلى حد لايتجاوز الخطوط الحمراء.
مدير لايرحم .. وإدارة لاتعرف الإنسانية ...... كثير من هذه النماذج في مؤسساتنا الحكومية وللأسف. وإذا وصل الوضع إلى هذا المستوى من انعدام الانسانية واعتبار الموظف آلة للعمل دون ابداء رأي أو اعتراض أو دون تقدير ظروف .... (انسحب من هذا العمل ومن هذه الإدارة غير مأسوف عليها... وما أعدم صحتي وأعصابي على أمل أن يتغير المدير ويجي اللي أفضل منه .. وماعندي أي ضمان يضمن ذلك.. وإن كان التفاؤل خير)

لماذا نصبح اسرى وعبيدا لحياة زوجية (قد) تكون ظالمة لنا في شخص على الجانب المقابل لايحترمنا ولايريد ان يشاركنا حياة في السراء والضراء بل ان الحياة في منظوره هي فرض وجده واصبح تنفيذه مجرد الية خالية من العواطف والاحاسيس.

امممممممممم ما لي خبرة في الزواج .............بس حسب مفهومي ..
الزواج شراكة في كل شي من الطرفين .... متى ماتحققت كانت الحياة حلوة وسعيدة
ومتى انتفت هذه الشراكة.............. لا أجد جواباً ...
ولكن الله يعين من عايش هذي الزيجة
ولسان حاله يقول "يامن شرا له من حلاله عله"

وبشكل عام .. إني أكون عبد ذليل .. بيدي مب بيد غيري

!!

[بويوسف]

شكرا اختي crzy lady لاثراءك موضوعي. اجابات موضوعية وجميلة.

تقبلي تحياتي لك.