المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ....بعض خريجي جامعات قطر يفتقرون لمهارات سوق العمل



سيف قطر
01-01-2008, 07:06 AM
رغم مرور 3 عقود على إنشائها ....بعض خريجي جامعات قطر يفتقرون لمهارات سوق العمل| تاريخ النشر:يوم الأحد ,30 ديسمبر 2007 11:57 ب.م .




تحقيق: إبراهيم القديمي :


يعتبر التعليم الجامعي اللبنة الاولى لبناء المجتمع المعرفي المتطور ولا غرو فإن الجامعة هي المصدر المهم لنشر العلم والثقافة والتنوير بين أفراد المجتمع.
ولكي تؤدي الجامعة الدور المنوط بها على أكمل وجه لابد أن يعاد النظر في تشكيل رؤيتها وأهدافها وأولوياتها، إضافة إلى ر فد كلياتها بهيئة تدريس على كفاءة عالية قادرة على العطاء والبذل وخلق جيل متعلم مثقف ملم بتخصصه.
الآن وبعد مرور ما يقارب من (3) عقود على تأسيس جامعة قطر هل استطاعت الجامعة أن تقوم بهذا الدور النبيل على أكمل وجه؟ ما جوانب القصور؟ وكيف يقيم الاختصاصيون مخرجات التعليم الجامعي؟ ما صحة الرأي القائل بأن بعض خريجي الجامعة غير ملمين بالتخصصات التي درسوها على مدى4 سنوات وغير قادرين في الوقت نفسه على التوافق مع متطلبات الوظيفة العامة، والتكيف معها والقيام بمهامها؟
وبنظرة فاحصة إلى خريجي الجامعة يلاحظ أن البعض منهم اكتفوا بمحو أميتهم ولم يرتقوا إلى مستوى لقب خريج الجامعة، فعلى سبيل المثال هناك بعض خريجي اللغة العربية من يعجز عن إعراب جملة بسيطة وآخرون درسوا الثقافة الإسلامية وغير قادرين على ترتيل القرآن الكريم تجويدا وأحكاما وهكذا دواليك.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن جامعة قطر للأعوام الممتدة من 90-2000 إلى أن 30% من كل دفعة لا تتمكن من التخرج وتترك الجامعة ولهذا فإن إعادة النظر في قضية التعليم الاستراتيجية أمر حتمي وقد احسنت إدارة الجامعة حين أعلنت مؤخرا عن خطة طموحة لتطوير النظام التعليمي في هذه القلعة التعليمية وصولا إلى الأهداف المنشودة.
في هذا الصدد ينفي الدكتور عبد الحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة قطر الطرح القائل بأن جامعة قطر قد فشلت في تحقيق أهدافها التعليمية أو التنموية، ويضيف قائلا: بالنسبة لجامعة قطر فإن تقييم مستوى خريجيها أشبه بمن ينظر إلى رأس نصفه مملوء بالماء ونصفه الآخر فارغ فمن ينظر إلى الجزء المملوء يقول إنها حققت أهدافها ومن ينظر إلى الجزء الآخر يقول إنها عكس ذلك.
و يستطرد د. الأنصاري قائلا: دعنا نكون منصفين وأقول إن الجامعة بعد مرور 30 سنة على إنشائها خرجت الآلاف من الطلاب والطالبات وهؤلاء هم الذين يعملون في شتى مجالات تنمية المجتمع ويقودون خطط التنمية فلا يستطيع أحد ان يحكم على الجامعة بأنها فشلت في تحقيق أهدافها التعليمية أو التنموية لكن مع ذلك ألخص ملاحظاتي حول هذا الأمر في 3 نقاط هي :
- ان مناهج جامعة قطر بكل كلياتها مازالت تفتقد ما نسميه، النظرة النقدية بمعنى أن الجامعة وإن خرجت طالبا مؤهلا للعمل إلا أنها لم تستطع أن تخلق لدى الطالب العقلية النقدية المبدعة التي تستطيع أن تحلل وتكتشف وتطور، ذلك بسب أن الطابع الغالب والصيغة الغالبة سواء المناهج أو أسلوب التدريس تقوم على جانب الحفظ والاستذكار فقط.
- إن جانبا من خريجي الجامعة يفتقدون بعض المهارات الأساسية في تخصصاتها فمثلا طالب خريج شريعة لا يحسن تلاوة القرآن الكريم وآخر يتخرج من اللغة العربية لا يحسن مبدأ القراءة والكتابة الصحيحة، إضافة إلى افتقار بعضهم إلى مهارات البحث العلمي.
-إن الجامعة لم تستطع مواكبة سرعة المتغيرات في سوق العمل وبخاصة في مجالات المال والأعمال والاقتصاد والبنوك وقطاع الغاز والبتروكيماويات والاستثمارات، ومن هنا حصلت فجوة بين متطلبات سوق العمل لخريج مؤهل يجيد اللغة الإنجليزية ومهارات استخدم الحاسوب ولاتصال وحتى نكون منصفين فإن الجامعة لا تتحمل وحدها المسؤولية فافتقاد الطالب المهارات الأساسية مسؤولية أولى للتعليم العام خلال12 عاما من الدراسة الأولى.
و أضاف الدكتور الأنصاري: ايضا يجب أن نقول إن جامعة قطر المؤسسة الوحيدة في قطر التي كانت تقيم برامجها كل 5 سنوات وتطور برامجها وتستحدث برامج جديدة ولكن كما أسلفت فقد كانت سرعة المتغيرات المجتمعية أكبر من سرعة تطوير البرامج الدراسية وهذا شيء طبيعي، خاصة ان المجتمع القطري شهد خلال السنوات الخمس الماضية طفرة هائلة في شتى المجالات لكن الآن يبدو لي أن هناك إدراكا كاملا عند القيادات الجامعية لهذا الأمر وبخاصة بعد حصول الجامعة على استقلالها المالي والإداري، وهناك برامج جديدة قيد التطبيق وجار تنفيذها ولا نستطيع ان نحكم عليها إلا بعض مرور فترة زمنية كافية وعلى ضوء مدى فاعلية الخريجين الجدد في سوق العمل، خاصة وقد يكون من المعوقات السابقة في عدم مواكبة الخطط الدراسية للمتغيرات المجتمعية عدم حصول الجامعة على استقلالها إلا مؤخرا.

السلبيات
سألت الدكتور الأنصاري عن جوانب القصور التي تلازم العملية التعليمية في جامعة قطر فأجاب: كان في السابق من كبرى السلبيات عدم الاستقلال وغياب المشاركة الجامعية لاعضاء هيئة التدريس في الجامعة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير المناهج العملية التعليمية بصفة عامة سواء على مستوى القسم أو الكلية ومجلس الجامعة وهذه العوامل تؤثر سلبا لكن أهم شروط نجاح الخطط التطويرية يتطلب المشاركة الفاعلة لركنين أساسيين هما :
المنفذون لهذه العملية وهم أعضاء هيئة التدريس
المستهدفون من هذه العملية وهم الطلاب, ولقد كانت جامعة قطر قبل الاستقلال المالي تعتمد أسلوب المشاورة العامة في كافة القرارات المتعلقة بها

اهتمام نوعي
تشير دراسة للباحث خميس راشد الكعبي نال بها درجة الدكتوراه من جامعة مانشستر البريطانية بعنوان ( التعليم العالي والطموحات المهنية في إطار التنمية الاقتصادية لدورة قطر) إلى أنه على الرغم من التوسع في مجال التعليم العالي في قطر فإن هناك حاجة ملحة للاهتمام بالتعليم العالي خاصة في قضية معالجة حاجيات التنوع الاقتصادي للدولة بحيث يضمن التعليم العالي الكوادر القطرية المؤهلة للعمل في فرص العمل المتاحة في كافة المجالات.
و طالبت الدراسة بضرورة توعية الطلاب باحتياجات المجتمع للكوادر الوطنية المؤهلة والمتعلمة تعليما جامعيا للعمل في القطاعات الاقتصادية المهمة كقطاع البترول والغاز مثلا.
وأشار الباحث في دراسته إلى أن التعليم يجب أن يؤدي وظيفتين أساسيتين ومترابطتين في المجتمع هما:
- تطوير المواطنين من خلال تقديم المعرفة والمهارات الفنية التي تؤهلهم لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة.
- المساهمة في قوة العمل التي تحتاج لها مؤسسات الدولة المساهمة الفعلية في التنمية الاقتصادية.
وكانت الدكتورة شيخة المسند رئيس جامعة قطر قد ذكرت في وقت سابق ان هناك شكاوى متزايدة من مستوى خريجي جامعة قطر تفيد بان الخريجين لا يتلاءمون مع المتغيرات المتسارعة مع احتياجات سوق العمل، بل ا صبح الخريج عبئا على الجانب الاقتصادي في بعض الأحيان وعائقا أمام عملية التنمية الشاملة التي تمر بها الدولة حاليا.
واكدت أن جامعة قطر اعتمدت لوائح أكاديمية وسياسات تنفيذية تقوم على تحديد حد أدنى من الالتزام بمعايير أكاديمية متعارف عليه عالميا فيما يتعلق بالرسوب والتخرج والفصل

الحلول
ما الحلول الآنية للخروج من هذه الإشكالية وإيجاد جيل جامعي متعلم يحمل المسؤولية على كاهله في بناء الوطن؟
يلخص الدكتور عبدالحميد الانصاري حلول هذه المشكلة فيقول: أتصور ان حل أي ضعف في العملية التعليمية على المستوى العام او الجامعي يكمن في امور ثلاثة هي : المدرس - الطالب – المنهج, فاذا جئنا إلى المدرس فجامعة قطر تتمتع بميزة نسبية وهي كونها تحضر افضل المدرسين من الجامعات المختلفة عبر مسابقة يتقدم إليها كل من يجد في نفسه الأهلية والكفاءة, ويتم الفرز والانتقاء عبر مراحل متعددة بدءا من القسم وانتهاء بالمقابلة الشخصية، ولذلك يفترض أن يكون معظم أساتذة جامعة قطر من ذوي الكفاءات الجيدة، فلا مشكلة في موضوع المدرس، وإذ جئنا لمناهج جامعة قطر فكما سبق وذكرت أنها خاضعة لتقييم وتطوير مستمرين منذ نشأتها, وحتى الآن على سبيل المثال فإن مناهج الشريعة تغيرت خلال 30 سنة خمس مرات, فلا أعتقد ان هناك مشكلة في المنهج وان كنت ادعو إلى أنه لابد من إعادة النظر في بعض المقررات الدراسية الخاصة بالثقافة الإسلامية التي تدرس لجميع طلبة الجامعة فإنها وبالرغم من تطويرها فإنها مازالت بحاجة إلى التطوير، نظرا لعدم قدرتها على تحصين الطالب الحصانة الكفاية .
ويضيف : اما إذا جئنا للطالب وهو محور العملية التعليمية فإن الطالب القطري بوجه عام يفتقد الحافز الذاتي أو ما أسميه الحماسة القوية للتعليم واعتقد أن هذه ليست مسؤولية الطالب وحده بل هي مسؤولية مجتمعية بدءا من الأسرة والثقافة السائدة التي لا تعلى من شأن ذوى الكفاءات العالية بل إن مؤسستنا في كثير من الحالات تتجاوز الكفاءات إلى من هو أقل كفاءة, وهذا من شأنه أن يجعل الطالب غير متحمس للتعلم والتميز والتفوق فيكون كل همه الحصول على شهادة ولو بتقدير (مقبول) بسبب انعدام وضعف معايير العدالة المجتمعية المتأثرة بالعادات والتقاليد والأعراف والقيم القبلية. وربما تكون من اسباب ضعف الحافز التعليمي للتفوق لدى الطالب القطري لانه يعيش في مجتمع ميسور تتوافر فيه كل طلبات الطالب الضرورية والكمالية فلم العناء إذن؟