الصارم المسلول
02-01-2008, 06:35 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ينتشر على ألسن الناس قولهم ( فلان ما يستاهل ) و هو لفظ يوجّه لكل من أُبتلي بمصيبة أو فاجعة، مثلاً لو ظلمه شخص و أكل ماله قيل ( فلان ما يستاهل ) و هكذا
يطلقونها على الرجُل الذي ابتلاه الله بظُلمٍ بواسطة شخص آخر، و أيضاً يُقال ( فلانة ما تستاهل ) لو طُلقتْ مثلاً أو حبسها والدها عنده حتى عنست مثلاً، فما حُكم استخدام مثل هذه الألفاظ
و جزاكم الله عنا خيراً
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله: بعض الأشخاص عندما يعود أحد المرضى يقول له : ما تستاهل ، كأنه بهذا يعترض على إرادة الله ، أو بعض الأشخاص عندما يسمع أن فلانا من الناس مريض يقول : والله ما يستاهل ، نرجو من سماحة الشيخ بيان جواز قول هذه الكلمة من عدمه . جزاكم الله خيرا .
فأجاب رحمه الله : هذا اللفظ لا يجوز .
لأنه اعتراض على الله سبحانه ، وهو سبحانه أعلم بأحوال عباده ، وله الحكمة البالغة فيما يقضيه ويقدره على عباده من صحة ومرض ، ومن غِنى وفَقر وغير ذلك . وإنما المشروع أن يقول : عافاه الله وشفاه الله ، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة . اهـ .
وهذا يَدخل في قول الإنسان : ليت هذا لم يَكن ، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
لما في هذا من الاعتراض على قضاء الله ، أو كون الإنسان يَرى نفسه أرحم بهذا الإنسان ممن هو أرحم به مِن أمِّـه .
وقد يَقول قائل : ( فلان ما يستحقّ ) ( أو ما يستاهل ) ونحو ذلك ، وهو لا يَدري عما يُغلِق عليه بابه ، ولا يَدري ما عِنده من ذنوب ، فالناس ليس لهم إلا الظاهر ! ولذا لما قال أبو الوازع لابن عمر : لا يزال الناس بِخَيرٍ ما أبقاك الله لهم . قال : فغضب ، وقال : إني لأحسبك عراقيا ! وما يُدْرِيك ما يُغْلِق عليه ابن أمّك بابه ؟
فقد يكون ما أصاب ذلك الشخص عقوبة لبعض ذنوبه ، وما عفا الله عنه أكثر . والناس لا يَعلمون منه إلا ما ظَهَر لهم .
وقد يكون رِفعة في درجاته ، كما في الحديث : " إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه " رواه الإمام أحمد .
وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يَلْقَى الله وما عليه من خطيئة " رواه الإمام أحمد والترمذي .
قال ابن القيم عن الإنسان : ليس المراد أن يُعذَّب ولكن يُبْتَلَى لِـيُهَذَّب .والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
(http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=6716#post6716)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ينتشر على ألسن الناس قولهم ( فلان ما يستاهل ) و هو لفظ يوجّه لكل من أُبتلي بمصيبة أو فاجعة، مثلاً لو ظلمه شخص و أكل ماله قيل ( فلان ما يستاهل ) و هكذا
يطلقونها على الرجُل الذي ابتلاه الله بظُلمٍ بواسطة شخص آخر، و أيضاً يُقال ( فلانة ما تستاهل ) لو طُلقتْ مثلاً أو حبسها والدها عنده حتى عنست مثلاً، فما حُكم استخدام مثل هذه الألفاظ
و جزاكم الله عنا خيراً
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله: بعض الأشخاص عندما يعود أحد المرضى يقول له : ما تستاهل ، كأنه بهذا يعترض على إرادة الله ، أو بعض الأشخاص عندما يسمع أن فلانا من الناس مريض يقول : والله ما يستاهل ، نرجو من سماحة الشيخ بيان جواز قول هذه الكلمة من عدمه . جزاكم الله خيرا .
فأجاب رحمه الله : هذا اللفظ لا يجوز .
لأنه اعتراض على الله سبحانه ، وهو سبحانه أعلم بأحوال عباده ، وله الحكمة البالغة فيما يقضيه ويقدره على عباده من صحة ومرض ، ومن غِنى وفَقر وغير ذلك . وإنما المشروع أن يقول : عافاه الله وشفاه الله ، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة . اهـ .
وهذا يَدخل في قول الإنسان : ليت هذا لم يَكن ، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
لما في هذا من الاعتراض على قضاء الله ، أو كون الإنسان يَرى نفسه أرحم بهذا الإنسان ممن هو أرحم به مِن أمِّـه .
وقد يَقول قائل : ( فلان ما يستحقّ ) ( أو ما يستاهل ) ونحو ذلك ، وهو لا يَدري عما يُغلِق عليه بابه ، ولا يَدري ما عِنده من ذنوب ، فالناس ليس لهم إلا الظاهر ! ولذا لما قال أبو الوازع لابن عمر : لا يزال الناس بِخَيرٍ ما أبقاك الله لهم . قال : فغضب ، وقال : إني لأحسبك عراقيا ! وما يُدْرِيك ما يُغْلِق عليه ابن أمّك بابه ؟
فقد يكون ما أصاب ذلك الشخص عقوبة لبعض ذنوبه ، وما عفا الله عنه أكثر . والناس لا يَعلمون منه إلا ما ظَهَر لهم .
وقد يكون رِفعة في درجاته ، كما في الحديث : " إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه " رواه الإمام أحمد .
وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يَلْقَى الله وما عليه من خطيئة " رواه الإمام أحمد والترمذي .
قال ابن القيم عن الإنسان : ليس المراد أن يُعذَّب ولكن يُبْتَلَى لِـيُهَذَّب .والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
(http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=6716#post6716)