المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُمان.. تجارة أرقام السيارات المميزة تنتعش والأثرياء يتهافتون على الشراء



Orbit
04-01-2008, 11:56 PM
عُمان.. تجارة أرقام السيارات المميزة تنتعش والأثرياء يتهافتون على الشراء

انتقلت إلى سلطنة عمان عدوى تجارة أرقام السيارات المميزة بهدف تحقيق أرباح خيالية أو بحثا عن الوجاهة الاجتماعية.

السوق مفتوح.. عرض وطلب وهو أيضا سوق غريب بلا قواعد ولا سقف؛ حيث يصل سعر رقم السيارة المميز والمكون من حرف واحد ورقم واحد إلى 600 ألف ريال (الدولار = 0.37 ريال عماني)، أي أكثر من 1.6 مليون دولار وتتضاءل أسعار تلك الأرقام كلما زادت الحروف والأرقام، ولكن يبقى التشابه بينها ميزة خاصة لصاحب الرقم يحتفظ به ليبيعه في الوقت المناسب، وساهمت عوامل عديدة في رواج تلك التجارة أهمها اقتحام طائفة المليونيرات وانتشار الإنترنت في السلطنة على مدى واسع وانتشار السماسرة الذين ألهبوا أسعار هذه الأرقام، ووجدوا من يتهافت على الشراء ويدفع بسخاء.


ليست سريعة الدوران


وقال الوسيط التجارى علي السيابي "إن تجارة أرقام السيارات المميزة ليست حكرا على السلطنة فقط، بل تنتشر فى العديد من دول العالم ومنها دول الخليج، أى شيء مميز يرتفع سعره لأنه نادر، وينطبق هذا على العملات والمقتنيات التذكارية واللوحات وأرقام السيارات، وبالنسبة لعمان تنشط تجارة الأرقام المميزة للسيارات لزيادة الطلب عليها وارتفاع أسعار الأراضى وزيادة فرص الاستثمار والانفتاح الاقتصادي وللربح السريع لتلك التجارة، ليس معنى ذلك أنها تجارة سريعة الدوران، بالعكس هي بطيئة ولكنها تحقق الربح المؤكد لصاحبها، ويرجع بطء تلك التجارة لأن الكثير من أصحاب الأرقام المميزة يفضلون الاحتفاظ بأرقامهم أطول فترة زمنية لتدر عليهم ربحا أكبر، فهم يعتبرون أرقامهم المميزة ملاذا آمنا مثل الذهب الذي يرتفع سعره دوما ولا ينخفض أبدا.

وحول الوسطاء التجاريين في تجارة الأرقام المميزة يكشف السيابي لـ"الأسواق. نت" أن تلك التجارة لا تعرف وسيطا بالمعنى الحرفي للكلمة؛ لأن الوسيط فى لحظة يمكن أن يتحول إلى بائع أو مشتري لرقم مميز، حيث يفضل الاحتفاظ بالرقم لنفسه بدلا من الحصول على نسبة معينة.


عالم متكامل له قواعده وأصوله

وكشف أن نسبة الوسيط تختلف من وسيط إلى آخر، البعض يعمل بنسبة 2% والبعض الآخر يأخذ 5% حسب الاتفاق مع البائع والمشتري، وهناك العديد من الصفقات التجارية في الأرقام المميزة التي تتم بعيدا عن الوسيط.

ناصر عثمان -خبير كمبيوتر- ويمتلك سيارة دفع رباعى ولديه رقم مميز يؤكد أن تجارة الأرقام المميزة للسيارات عالم متكامل له قواعده وأصوله التي لا يعرفها إلا من خبر هذا السوق، وهي يمكن أن تحقق الربح الكثير حسب الرقم ومزاياه وتوقيت شرائه وبيعه، والزبون وطريقة البيع والقدرة على المساومة.

وأضاف أن أرقام السيارات أشكال وأنواع، هناك أولا الرمز والرقم الأحادى المميزان أو المفردان مثل أ و 5 مثلا، أو ب و 7 مثلا، هذا الرقم والرمز المصاحب له يعتبر أغلى أرقام السيارات المميزة على الإطلاق لأنه سهل وبسيط ومتفرد، أما النوع الثانى وهو الرمزالمفرد والرقم الثنائي أى أن يكون الرمز أ والرقم 11 أو 22 أو 33 وهكذا، والنوع الثالث وهو الذى يضم رمزا واحدا وثلاثة أرقام متشابهة، مثل ع 111، أو ك 666 أو ق 999 ..وهكذا.

وكشف ناصر أن الأرقام المميزة الجديدة اختفت تقريبا حاليا من لوحات السيارات التي يقدمها المرور لمالكي السيارات عند ترخيصها لزيادة أرقام السيارات وانتشارها، ومن هنا أصبح الرقم المميز تجارة خاصة لها قوانينها الخاصة.

وحول كيفية الحصول على الأرقام المميزة أوضح أن ذلك يتم إما من المرور مباشرة، وكلما كانت المدة الزمنية كبيرة كلما كان الرقم مميزا أو بالوراثة كأن يرث الشخص الرقم المميز لسيارته من والده بعد وفاته، أو قد يكون الشخص محترفا تلك التجارة فيتابع إعلانات الصحف ويتقصي أخبار السماسرة وتجار الأرقام حتى يشتري الرقم المميز ليبيعه فيما بعد بالسعر الذي يحدده.

وحول أسعار الأرقام المميزة قال ناصر لموقعنا "إن الأسعار تختلف من رقم مميز إلى آخر وحسب البائع والمشتري، وقدرة كل منهما على المساومة، وعموما الأرقام والرموز الفردية هي الأغلى وتتراوح ما بين 150 ألف ريال إلى 200 ألف ريال، أما الأرقام الزوجية فتصل إلى عشرات الآلاف في حين تصل الأرقام الثلاثية إلى آلاف الريالات وأقل سعر 800 ريال".


البحث عن وجاهة اجتماعية

من جهته رأى خالد الرئيسي -موظف بالقطاع الخاص- أن انتشار أرقام السيارات المميزة زاد فى الآونة الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار الأراضى والعقارات، فقطعة الأرض التي كان ثمنها حتى وقت قريب لا يتعدى 5 آلاف ريال عماني زاد سعرها فجاة إلى 40 – أو 50 ألف ريال، وهكذا وجد الشاب فى يديه آلاف الريالات لا يعرف أين ينفقها، ونظرا لرواج تجارة الأرقام المميزة اتجه العديد من الشباب إليها وحقق كثيرون أرباحا طائلة من الهواء، وهناك البعض الآخر الذي اقتحم تلك التجارة بحثا عن الوجاهة الاجتماعية حتى يميز نفسه في المجتمع برقم سيارته الخاص، ويوضح أن الأرقام المميزة أدت إلى ارتفاع أسعار السيارات الحامله لتلك الأرقام، فمثلا هناك سيارات لا يتعدى سعرها الـ8 آلاف ريال عماني ولكنها بيعت بـ40 ألفا وأحيانا 45 ألفا للرقم المميز لتلك السيارة.

وكشف خالد غزالي -صاحب رقم مميز- أنه حصل على رقمه المميز من المرور بالصدفة البحته وأن رقمه يتكون من رمزين متشابهين وثلاثة أرقام قريبة من بعضها، وقد وصل سعر رقمه المميز إلى حوالي 6000 ريال عماني، ويوضح أن صاحب الرقم المميز يستطيع الاحتفاظ به بعد تسجيلة في المرور ويجدد سنويا بحوالي 15- 20 ريالا.

وأكد صاحب معرض سيارات جمال البيطاشي لـ"الأسواق. نت" أن أرقام السيارات المميزة وصلت في السلطنة عنان السماء؛ حيث يصل سعر الرقم المميز والمكون من حرف واحد ورقم واحد إلى 600 ألف ريال عماني، ويصل سعر الرقم المميز والمكون من حرف واحد ورقمين متشابهين إلى 120 ألف ريال عماني في حين يصل سعر الرقم المميز والمكون من رمزين ورقمين متشابهين إلى 25 ألف ريال.

وأوضح أن انتشار تجارة الأرقام المميزة يرجع إلى تحكم المليونيرات في تلك الأرقام، فهم الذين يحددون السعر ويجدون المشترين، ويؤكد أن المرور لا علاقة له بالأرقام المميزة، سوى في نقل الملكية من البائع إلى المشتري نظير رسوم بسيطة.


لا جدوى اقتصادية لتجارة الأرقام المميزة

وحول مقومات النجاح في تجارة الأرقام المميزة للسيارات ينبه البيطاشى إلى أن تلك التجارة تتطلب أولا قدرا كبيرا من المال تكون في غنى عنه، كما تتطلب الصبر والعلاقات الاجتماعية ومعرفة وثيقة بالسماسرة وأصحاب معارض السيارات والقدرة على استخدام النت للتواصل مع الآخرين، فتجارة الأرقام المميزة يمكن أن تجعل صاحبها في عداد المليونيرات بين يوم وليلة.

وعن أهمية تدخل المرور أو الشرطة لضبط تلك التجارة كشف البيطاشي أنها لا تتطلب تدخل الشرطة، والمرور يتدخل عند نقل ملكية الرقم المميز أو غير المميز، فهي تجارة أولا وأخيرا وتتوقف على العرض والطلب.

وحول الجدوى الاقتصادية لتجارة الأرقام المميزة، أكد الخبير الاقتصادي بوزارة المالية في مسقط د. بدر الدين عبد الرحيم أنه لا توجد جدوى اقتصادية حقيقية لتجارة الأرقام المميزة لصعوبة حصرها ورصدها، بالعكس أنا أستنكر تلك التجارة وأعتبرها إنفاقا للمال في غير الوجه المخصص له، وأدعو كل صاحب مال إلى إنفاقه في الأوجه المشروعة له، وفي إقامة المشروعات التنموية التي تعود بالنفع على الاقتصاد العماني وما يزيد على ذلك يمكن إنفاقه في أوجه الخير، وهي كثيرة وبلا حدود، وأعتقد أن البحث عن التميز والتفرد أهم سبب في انتشار تلك الظاهرة التي تؤدي إلى حدوث تفاوت كبير بين فئات المجتمع، ثم إن المال سوف يسأل عنه الإنسان يوم القيامة من أين جاء به وفيم أنفقه، لذا أرفض تلك التجارة.