المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "من أجل كولن".. اطردوا المسلمين!



سداوي&مدريدي
05-01-2008, 01:57 PM
03/01/2008 03:23:28 م


"من أجل كولن".. اطردوا المسلمين!




سمير عواد

الألمان أصحاب خبرة فى اللعب بأعصاب الآخرين لهدف تحقيق أهدافهم السياسية. التصريحات المرعبة التى يطلقها فولفجانج شويبلى وزير الداخلية الاتحادى الذى ينتمى إلى الحزب المسيحى الديمقراطى الذى تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل والتى تحذر من قيام"القاعدة" باعتداءات على ألمانيا إلى حد أنه قبل أسابيع شعر بعدم وجود موضوع معين يشغل أجهزة الإعلام فاستدعى أحد الصحفيين فى صحيفة"فرانكفورتر ألجماينه زونتاغ تسايتونج" وصدرت نشرتها يوم الأحد بعنوان كبير: شويبلى يحذر من القنبلة النووية الإسلامية. فى الداخل قرأ الناس مقابلة مع شويبلى جرت فى منزله تحدث فيها عن احتمال تعرض بلاده لاعتداء بالقنبلة النووية. قبل نهاية العام المنصرم أفرجت وزارة الداخلية الاتحادية عن نتائج دراسة تمت بتكليف منها من قبل مؤسسة مثيرة للجدل فى مدينة هامبورغ كان موضوعها الرئيسى أن غالبية المسلمين فى ألمانيا البالغ عددهم 3 ملايين غالبيتهم من الأتراك، يؤيدون العنف ويكاد يكون من المستحيل إدماجهم فى المجتمع الألماني. مع حلول العام الجديد 2008 لا يبدو أن مسلسل التهويل من الإسلام والمسلمين فى ألمانيا سوف يوشك على النهاية. بل العكس هو الصحيح. إذ تريد جماعات يمينية متطرفة من ألمانيا والنمسا وبلجيكا وفرنسا بعدما سبقتها هولندا أن تستغل التهويل من الإسلام وانتشاره أيضا عبر بناء مساجد لغرض تحقيق أهدافها السياسية فى دخول البرلمانات. إنها الديمقراطية فى أبشع صورها.
المنظر يتكرر فى مدينة معروفة بانفتاحها على العالم ومشهورة بلهجة"الكولش" المرحة وأيضا بأعداد الأجانب فيها الذين كانوا يشعرون بالأمن والاستقرار فيها. وعندما كانت مدينة بون عاصمة لألمانيا كان غالبية العرب فيها خاصة الذين ينتمون ويعملون فى البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الحكومة الألمانية يقضون معظم أوقات الفراغ فى مدينة كولون المجاورة والتى تبعد 30 كلم فقط ويقصدون على وجه الخصوص الحى التركى الذى كان فى الخمسينيات مرتعا لبنات الهوى واستطاع الأتراك الذين توافدوا على ألمانيا فى الستينيات أن يغيروا معالم الحى وينهون عصر الدعارة فيه ويحولونه إلى اسطنبول الصغيرة، فأقاموا فيه محلاتهم التجارية التى تبيع المأكولات واللحوم الحلال والخضروات القادمة من تركيا والأردن وإيران وشيدوا بالقرب مسجدا صغيرا. أما المشهد الذى يتكرر فى مدينة كولون وليس بعيدا عن اسطنبول الصغيرة فهو للوهلة الأولى يكاد أن يكون غير خطير. بضعة رجال يحتلون مساحة فى منطقة مقتصرة على المارة يوزعون مناشير على من يفلحون فى استيقافه لحظة أو أكثر. بينما اهتم هؤلاء الرجال بهندامهم فإنهم يحاولون مقابلة المارة بمرح وكأنهم يجمعون المال لمكافحة المجاعة فى إفريقيا. لكن فى الحقيقة فإن تصرفهم جزء من إستراتيجية سياسية خطيرة تثير قلق الجاليات الإسلامية والعربية وأيضا مكتب حماية الدستور"البوليس السري" فى ولاية شمال الراين وستفاليا.
فالمناشير التى يوزعها هؤلاء الرجال فى منطقة المارة فى كولون تحتوى على معلومات كاذبة عن الإسلام والمسلمين هدفها بث الرعب فى نفوس المواطنين الألمان. إذ تحذر من سقوط كولون بأيدى المسلمين. وهؤلاء الرجال يعملون لمنظمة Pro Koln أى من أجل كولون ويقوم البوليس السرى فى ولاية شمال الراين وستفاليا بمراقبة نشاطات المنظمة وأعضائها بينما وسائل الإعلام المحلية صنفت المنظمة منذ زمن بين المنظمات اليمينية المتطرفة التى ترفع شعار اطردوا المسلمين من ألمانيا. بينما يجد مؤيدو المنظمة بعض من يسمع أكاذيبهم فإن البعض الآخر فى المدينة التى علامتها كنيسة"الدوم" التى يزيد عمرها عن مائة عام، يستغرب أن تحصل منظمة ألمانية على الحرية الكاملة لبث دعايات الحقد والعداء ضد المسلمين فى هذه المدينة التى تسكنها نسبة كبيرة من الجاليات المسلمة والعربية ويشار بأنها حصنا منيعا ضد المتطرفين الألمان.
وقد صنعت المنظمة اسمها من خلال مناهضتها لمشروع بناء مسجد تعلوه منارة فى ضاحية إيرينفليد فى مدينة كولون. وفى إيرنيفيلد وحدها يعيش مائة ألف مسلم من أتراك وعرب ويوغسلاف وغيرهم. وقد استطاعت المنظمة اليمينية المتطرفة وفقا لبيانات مجلة"دير شبيغل" أن تجمع عشرين ألف توقيع لأشخاص يعارضون بناء مسجد فى إيرينفيلد. وهذا العدد المفاجئ من التواقيع شجع المنظمة البالغ عدد أعضائها نحو 300 على بذل جهود لدخول البرلمانات الألمانية. وقالت المجلة فى عددها الأخير إن قيادة المنظمة أو الحزب أدخلت فى حساباتها السعى لدخول برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا حين تجرى الانتخابات المحلية فيها فى عام 2010. وقد استطاعت المنظمة أن تبنى فروعا لها فى كثير من المجالس البلدية بهذه الولاية وسوف يشارك بعضها فى الانتخابات البلدية التى ستجرى عام 2009 فى مدن دوسلدورف وجيلزينكيرشن وإيسن وبوتروب وهى مدن ليس من المخطط بناء مساجد فيها لكن رغم ذلك فإن قيادة المنظمة تقول إنها تريد منع بناء مساجد فيها وبالتالى وقوعها تحت سيطرة المسلمين. فى إطار إستراتيجية الانتشار لم تسلم العاصمة الألمانية برلين من دعايات الحقد والكراهية فقد ضم زعيما الحزب ماركوس بايزيشت ومانفرد روهس - وكلاهما كانا ينتميان لتنظيمات يمينية متطرفة - صوتهما إلى جانب معارضى بناء مسجد فى ضاحية شارلوتنبورغ فى وسط برلين وأسهما فى تأسيس حركة شعبية تحمل اسم Pro Deutschland أى من أجل ألمانيا.
ويتميز بايزيشت وروهس وغيرهم من أعضاء حزب"من أجل كولون" عن النازيين الجدد بأنهم يرتدون سترات Boss ويفتحون مكاتبهم فى أحياء سكنية ويحاولون استغلال المسرح السياسى الألمانى لبث دعاياتهم التحريضية بحجة أنهم يفعلون ذلك من أجل عدم سقوط ألمانيا تحت سيطرة المسلمين.
ويعتقد البوليس السرى فى ولاية شمال الراين وستفاليا التى عاصمتها مدينة دوسلدورف أن الكثير من الناخبين الألمان يتقبلون الدعاية التى يبثها بايزيشت ورفاقه ضد المسلمين والمساجد إلى حد أن بعضهم قد يدلى بصوته فعلا للمنظمة اليمينية المتطرفة المرشحة لأن تتقدم شعبيتها على شعبية الحزب القومى الألمانى اليمينى المتطرف NPD. وراء الكواليس يدور صراع على النفوذ فى المدن بين الحزب القومى الألمانى ومنظمة من أجل كولون ولهذا الغرض أسس النازيون الجدد منظمة فى مدينة مونستر أطلقوا عليها اسم من أجل مونستر كى يقطعوا الطريق على امتداد نفوذ منظمة من أجل كولون.
إن لعبة نشر المخاوف من خطر المسلمين المزعوم بدأ كما يوضح تحليل للبوليس السرى فى ولاية شمال الراين وستفاليا فى تحقيق نتائج. فقد صرح موظف حكومى أنه لا يريد بأى حال أن تتحول مدينة كولون إلى "مكة" ثانية. وقالت بائعة إنها تخشى الضجيج الذى سيصدر من وراء بناء مسجد خاصة أيام الجمعة حين يؤمه الآلاف لأداء الصلاة. ومن المواطنين الألمان من وقع مرة على قائمة لمنظمة من أجل كولون وكتب عنوانه فإنه يحصل من المنظمة باستمرار على بريد يحتوى على مواد تحرض على المسلمين.
لكن طموحات بايزيشت أكبر من ذلك بكثير فهو يحلم منذ الآن بأن يصبح نجما سياسيا يوحد صفوف اليمين المتطرف فى ألمانيا وأوروبا ضد ما يسميه عن غير حق بالخطر الإسلامى الأخضر. فقد كشفت التقارير التى نشرت فى ألمانيا عن وجود اتصالات بين قادة منظمة من أجل كولون وقادة أحزاب يمينية متطرفة فى بلجيكا وفرنسا والنمسا. وقد شارك ممثلون عن أحزاب يمينية متطرفة من هذه الدول فى مسيرات احتجاج نظمتها منظمة من أجل كولون احتجاجا على بناء مسجد فى إيرينفيلد. وتخطط هذه الأحزاب المتطرفة لعقد مؤتمر كبير فى كولون فى شهر سبتمبر/أيلول القادم عنوانه: المؤتمر المناهض للإسلام.
وتقول المعلومات إن المنظمة حصلت على ممول لنشاطاتها هو صاحب شركة كبيرة للبناء يدعى جونتر كيسيل يبلغ 90 سنة من العمر تمكنت من إقامة لقاء فى مقر يملكه حضره ديفيد إيرفينغ الصحفى البريطانى الذى اشتهر بنفى حصول الهولوكوست وتعرض لعدد من المحاكمات. لكن المعلومات ذكرت أيضا أن كيسيل يعمل حاليا فى مشروع بناء يتعارض تماما مع أهداف الحزب الذى يموله. إذ تعمل شركة البناء التى يملكها فى بناء مسجد كبير فى ضاحية دويسبورج ماركسلوه التى تضم جالية تركية كبيرة مما يعزز بأن الإسلام ينتشر فى ألمانيا حتى على أيدى الذين يحاربونه!


المـــصـــدر
صحــيفه العــرب اون لاين

http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\01\01-03\852.htm&dismode=x&ts=03/01/2008%2003:23:28%20م