المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال اليوم (6): وقفة أمام سلوكياتنا بعد الخروج من المسجد!



Mr Brox
08-01-2008, 12:18 AM
صراحة المقال اللي اخترته لكم اليوم اكثر من رائع ..


للكاتب: هشام كرار
جريدة الوطن

الدين المعاملة».
هذا ما قال به النبي الكريم.. وتأسيسا على قول الذي لا ينطق عن الهوى، فإن العارفين يقولون: انظروا إلى المرء، كيف يعامل الخلق، إذ هو يخرج من المسجد!المعاملة، هي في الوقت الذي، بين الصلاة والصلاة .. ولأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإن هذا النهي، ينبغي أن يكون بين الصلاتين .. وما بين الصلاتين هو وقت الدنيا!
كثيرون، هم في غفلة حقيقية عن الدين الذي (هو المعاملة)، وليست تلك الغفلة إلا بسبب الغفلة الكبرى عن التأدب - كما ينبغي بأدب الدين،- الدين الذي ما تنزل، بمجموعة قيمه، وأخلاقه، إلا لتنظيم حياة الفرد، وحياة الجماعة، ليصبح التعايش، في هذه الدنيا (ممكنا) .. بل «مقبولا» .. بل جميلا، وطاهرا..
الغفلة، عن كل ذلك، وراء كل هذا السلوك الملتوي .. بل المفارق لتعاليم الدين، عند الكثيرين جدا من المسلمين اليوم .. وأنه - في هذا الإطار - ليبدو من المؤسف، بل من المحزن تماما، أن لا يزال الكثيرون من المسلمين، متورطين في عيوب السلوك.. ومن تلك العيوب، ما ظل الإسلام يحاربها منذ 14 قرناً:
المسلم، (ليس بطعان)، غير أننا نجد بيننا، من هو بطعان، أول ما يخرج من المسجد.. ونجد بيننا من هو (لعّان)، ونجد (الفاحش)، و(البذيء)، والذي (يأكل لحم أخيه ميتا) .. ونجد بيننا (الكذاب) و(المرابي)، و(النمام)، و(الهماز) .. ونجد الذي لا يميط الأذى عن الطريق، ومن لا يبتسم في وجه الآخر .. ومن لا يتقي النار حتى ولو بشق تمرة!أربعة عشر قرنا، من العلم، والأدب، والأخلاق الربانية .. ولكن، لا يزال بيننا، مَنْ لم يتعلم، ويتأدب، ويتخلق..
أوليس ما هو مؤسف، بل محزن تماما، أن يثير فينا السؤال: لماذا؟
ثم أوليست المسؤولية هنا، بعد مسؤولية الفرد، هي مسؤولية ما يعرف بالمؤسسات الدينية.. ومسؤولية هؤلاء الشيوخ القائمين على أمر هذه المؤسسات؟
السلوك .. تربية..
وفهم مقاصد الدين، هو من أوجب واجبات تربية المؤسسات الدينية، للفرد .. وتربيتها للجماعة .. هنا يبرز السؤال، ونحن نرى - كما بينا - كيف أن الكثيرين جدا بيننا مفارقون للدين «المعاملة».. أين هذه المؤسسات، والقائمون عليها، من ترسيخ مفهوم (الدين المعاملة)؟السؤال، يقود إلى سؤال آخر: كيف لنا أن نتصدى باسم الدين، دفاعا عن القضايا الكبرى، ونحن لا نتسلح بهذا الدين، أخلاقه وقيمه، ومنظومة سلوكياته المنضبطة .. والجميلة؟ كيف .. كيف يمكن أن نتصدى - ولو بالدعاء - وفينا نقص من (لا إله إلا الله)، وفينا نقص حتى من الحد الأدنى، من الأدب بأدب القرآن؟
في الحديث، ما معناه، أن الرجل يرفع يديه الى السماء (يارب .. يارب) ومطعمه حرام، وملبسه حرام .. فأنى يستجاب له؟
أيضا، في الحديث ما معناه، ان (سبعين ألف ملك) يهبطون من السماء، ليقولوا، لمن يقولون (لا إله إلا الله) كذبتم، لستم بها صادقين!
«لا إله إلا الله»، ينبغي الأخذ بها بحقها .. ومن حق لا إله إلا الله أيضا، أن نحيل تعاليم المسجد، إلى سلوك بين الصلاة والصلاة .. ذلك لأن بين الصلاة والصلاة، المعاملة .. معاملة الخالق ومعاملة الخلق!


لنسأل أنفسنا نحن اعضاء المنتدى هل تؤثر الصلاة في سلوكياتنا أم لا