المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال اليوم (8): لماذا نحتفل بقدوم السنة الميلادية وننسى الهجرية



Mr Brox
09-01-2008, 02:39 PM
رأس السنة
للكاتب: حسن عبدالله المحمدي
زاوية: نافذة على الوطن
جريدة الوطن القطرية
تاريخ النشر: الثلاثاء 8/1/2008

من المفترض أن اليوم الثلاثاء الموافق الثلاثين من ذي الحجة هو آخر أيام السنة الهجرية، وعليه يكون يوم غد الأربعاء هو الأول من شهر المحرم لعام 1429هـ، لكن ليس من المستغرب أن تبدأ بعض الدول العربية والإسلامية سنتها الجديدة يوم بعد غد الخميس.
في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج «بلا حدود» الذي يُعده ويُقدمه على «الجزيرة» مساء كل أربعاء الزميل أحمد منصور تمت استضافة أكاديمي وباحث أردني شاب، لا أذكر اسمه الآن، الذي أثبت علمياً أن الدول العربية والإسلامية وخلال الستين سنة الماضية أخطأت في تحديد بداية الشهور الهجرية وخاصة شهور رمضان، وشوال، وذي الحجة، وبنسبة خطأ تراوحت بين 50% إلى 60%. وتلك أزمة وإشكالية أزلية لدينا نحن المسلمين بسبب خلافاتنا التي لا تنتهي، مع أن حلها ليس مستعصيا لو خلصت النوايا لوجه الله سبحانه وتعالى.
كنت قد تلقيت عشرات التهاني سواء عبر بريدي الإلكتروني، أو عبر رسائل الsms ، بمناسبة قدوم السنة الميلادية الجديدة، ولا أكشف سرا أن معظمها جاء من أشخاص مسلمين، ولا أجد حرجاً في ذلك. كما وردتني بطاقات تهنئة لنفس المناسبة عبر البريد العادي من بعض المؤسسات والجهات داخل الدولة.
هل سيتذكرني هؤلاء بمناسبة بدء السنة الهجرية الجديدة؟ من واقع تجاربي السابقة كان معدل التهاني التي تردني في المناسبتين يصل من واحد إلى عشرة لصالح السنة الميلادية، أي من بين كل عشرة أشخاص يهنئونني بالسنة الميلادية الجديدة يوجد شخص واحد فقط يهنئني بالسنة الهجرية، علماً بأن بعض التهاني تردني من الإخوة النصارى. وعلى الجانب الآخر، لا نلمس في فنادقنا ومجمعاتنا التجارية أي مظاهر للاحتفاء بحلول السنة الهجرية ، فلماذا لا تضع في مداخلها مجسمات للهلال ولافتات ترحب بالسنة الجديدة كما تفعل عند حلول أعياد «الكريسماس» ورأس السنة الميلادية الجديدة؟
عموما، قد يكون في ذلك خير لنا، إذ للأسف خرجت المناسبات الدينية في معظم دول العالم عن إطارها الروحي والإيماني، وغُلب عليها الطابع التجاري والترفيه اللاأخلاقي. ففي الكويت وجه النائب في البرلمان مسلم البراك سؤالاً إلى المسؤولين في الحكومة لمعرفة تفاصيل حفلات رأس السنة وما صاحبها من تصرفات وسلوكيات مخلة بالآداب. وفي مصر انتقد المذيع بقناة «اوربت» الزميل عمرو أديب الذي يُقدم برنامج «القاهرة اليوم» التصرفات والسلوكيات المخلة بالآداب المصاحبة لاحتفالات اليهود في قرية «أبو حصيرة»، مستنكراً تغاضي الحكومة عن تلك الأفعال المشينة. وما يحدث في رأس السنة الميلادية من خروج عن الطابع الديني وسلوكيات مخلة بالآداب نشاهدها في احتفالات المسلمين بشهر رمضان المبارك، بدءا من القنوات الفضائية التي تستعد أيما استعداد لهذا الشهر بأعمال مليئة بالتجاوزات الأخلاقية، إلى المطاعم والفنادق وما تقدمه من عروض فنية لا تتناسب إطلاقاً ليس مع أجواء هذا الشهر الفضيل، بل مع كل شهور السنة.
لا أطالب بإقامة احتفالات بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة كما نفعل في بلادنا مع السنة الميلادية الجديدة، لكن ما الذي يمنع أن نبرز لأطفالنا وأجيالنا مظاهر مختلفة تعكس اهتمامنا بهذه المناسبة في الأماكن العامة، والمجمعات التجارية، وأن نربطهم بذكرى عزيزة علينا جميعاً .. أو على الأقل لنتبادل التهنئة بهذه المناسبة كما نفعل عند قدوم السنة الميلادية الجديدة