المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - مقالة تعيدني.. وبسرعة للأسهم القطرية -



المتأمل خيرا
11-01-2008, 09:43 AM
- مقالة تعيدني.. وبسرعة للأسهم القطرية -


حقاً أني غبت لظرف خاص.. لكن أيضاً كان بي بعض تردد للعودة سريعاً لأسباب أخرى.. لكن عندما طالعت صباح اليوم مقالة الدكتور على فخرو في جريدة الراية.. رأيت واجبي أن أعود وأضع هذه المقالة بين "أيدي".. و"عيون" و "هموم" متصفحي المنتدى.

وأيضاً وعند بحثي لذكرنبذة عن هذا الرجل المثقف المتواضع.. الذي يحمل هموم المواطن الخليجي والعربي.. كما يحمل هموم الإنسان أينما كان.. وجدت أن له مقالات عديدة وكثيرة سابقة رأيت أن انقل – على الأقل – بعضها هنا.. قاصداً أن نستنير من فكر رجل عاصر أحداثاً شكّلت حاضرنا.. وبالتالي سيكون لها دورها في مسقبلنا..

إخوتي الأعزاء..: فكر هذا الرجل المكتوب بإسلوب سهل الفهم وبعيد عن التطويل – في ظنـّي - من الظلم لأنفسنا ألا نطـّلع عليه.. وهذا لا يمنع بالطبع من أن تكون هناك وجهات نظر قد ترى بعض الأمور من زوايا مختلفة.. وقد تضيف لها.. حيث هذه سنـّة الحياة..

واسمحوا لي ان أبدأ بنبذة عنه منقولة :

"شغل منصب وزير التعليم بدولة البحرين من 1982 إلى 1995،
عمل سفيراً لدولة البحرين في فرنسا وبلجيكا واسبانيا وسويسرا،
عضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية في دبي..
رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.

آمل إخوتي الكرام ألا تستكثروا بضع دقائق من وفتكم لقراءة من قلم رجل يحمل همومنا جميعاً.. من أجل مستقبل مشرق لابنائنا وأحفادنا.. حيث هو ظلم للنفس أن نحرمها من زاد الشرفاء المخلصين أمثاله. وقد رأيت أن تكون أول مقالة له هنا هي المعنونة "خطوة لتجاوز جنون الطائفية".. التي سبق وأن نشرت في الثاني من شهر يناير 2007م.. وتليها المقالة المنشورة اليوم بجريدة الراية.. بعنوان : "أغنياء العرب... والكسر الاجتماعي" ..

مع خالص التقدير وأمنيات الخير لكم جميعاً.. ولأمتنا المحاصرة.. حيث هي كالعملاق الذي يخشى الأعداء قيامه.. قيامه بدوره التاريخي والإنساني.. الذي يتناقض مع دورهم مهدّم أمن الفرد.. ومغتصب حقوقه..


"خطوة لتجاوز جنون الطائفية".. ((بقلم : د. على محمد فخرو))

هل معارك الفتنة الإسلامية الكبرى، الحربية والسياسية والمذهبية، تطلًّ بمحيًّاها القبيح على أمًّة العرب والمسلمين؟ هل ستعود إلينا معارك الجمل وصفٍّين، وأسئلة من أحقًّ أن يحكم المسلمين، وادٍّعاءات من يمثل الإسلام الصحيح ومن له الحظوة الروحية الأكبر عند نبي الإسلام؟ ما عادت هذه الأسئلة الجنونية أسئلة أكاديمية أو مزحة في المشهد السريالي العربي. إنها في قلب العَفَن الحالي في العراق ولبنان وفلسطين والعفن الآتي قريباً لأرض العرب كلٍّها. وإذا كان القنصل الفرنسي في بيروت قد وصف الشرقيين منذ حوالي مائة وخمسين سنة بأنهم بشر لا يميلون للإنتماء إلى أمة أو وطن وإنما يفضٍّلون الانتماء إلى مذاهب وأديان، فانًّ الواقع العربي والإسلامي الحالي المر يؤكٍّد بأن ذلك الوصف لا يزال ينطبق علينا، لكأنًّ الزمن العربي الإسلامي في الفكر والممارسة قد تسمًّر في الماضي السحيق. نعم، أن التمزُّق الذي نشاهده أمامنا اليوم هو حصيلة تناحر سياسي للفوز بالحكم وتسابق اقتصادي للاستئثار بالغنائم، وهو حتماً جزء من مخطُّط التجزئة والتشرذم الأمريكي الصهيوني الذي يطال كل بلاد العرب والإسلام، لكن كل ذلك يحدث متأثراً بصورة أو بأخرى بالتًّمايز المذهبي المتشدٍّد كفكر متخلف وإيديولوجية فقهية غير مرنة وأوهام تاريخية ومشاعر مريضة وغياب لأخلاق التسامح. وإذن فجزء من المشكلة الطائفية يكمن في الاختلافات والصٍّراعات المذهبية التاريخية بين المسلمين. هذه حقيقة مؤلمة. ومواجهتها لا تكون بتجاهلها وإنما بالقيام بخطوة شجاعة تساعد على حلٍّ إشكالية لم يستفد من بقائها طيلة القرون إلاً جماعات المصالح والأغراب وأعداء الإسلام.
إذا كانت القرون لم تنجح في تقريب المذاهب الإسلامية بحيث تستطيع أن تتعايش بسلام ومحبة، وبحيث لا تنقلب إلى أدوات يستعملها كل من هب ودب من أجل مصالحهم الأنانية الضيٍّقة، وإذا كانت حوارات التقريب بين المذاهب عبر القرن الماضي كله لم تزل تراوح مكانها.. إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتجرًّأ أحد على القفز فوق كل تلك المذاهب ويؤصٍّل لمدرسة فقهية جامعة جديدة؟
لقد طرحت هذا السؤال، بعفوية وبغيرة على مستقبل الإسلام والمسلمين والعرب، على عدد من المفكرين الإسلاميين فلم يستهجنوا ذلك، وإنمًّا تحدًّثوا عن المصاعب المعقدة التي تقف في وجه خطوة كهذه.
أحدهم قال بأن بناء أي مذهب يحتاج لوجود أسس نظرية جديدة من أجل تأصيله، كما فعل مثلاً الإمام الشافعي أو الإمام جعفر الصادق. فاستعمال نفس المعايير والضوابط القديمة لاستنباط الأحكام الشرعية سيقود إلى مذهب مماثل للذين سبقوه. وآخر حذًّر من إمكانية ازدياد التشرذم والخلافات المذهبية. وآخر وافق بلا تحفظات.
إذن فهذا موضوع قابل للنقاش وقابل للنظر بجديًّة. ذلك أن التراكم المعرفي المذهل في حقول العلوم الطبيعية والطبية والبيولوجية والاجتماعية، إضافة إلى الخبرات البشرية الهائلة عبر عدة قرون وتوفٌّر العلماء المسلمين الغيارى في تلك الحقول لا يمكن إلاً ان يعزٍّز تلك المنطلقات النظرية التي سيحتاجها تأصيل أية مدرسة فقهية جديدة. وبالطبع فان ذلك لا يمكن أن يتمًّ على يد فرد، حتى ولو كان فذاً كما كان الأوائل من المؤسٍّسين لمختلف المدارس الفقهية، وإنما سيحتاج إلى مؤسسة تضمُّ متخصٍّّّّّّّّصين في شتى العلوم وعلماء في شتًّى فروع الدين. لقد أنتجت غيرة الأوائل المؤسسين على دينهم وشجاعتهم وعبقريتهم مدارس فقهية كانت غاية في الإبداع لمتطلبات عصورهم، لكن الأزمنة تغيرُّت وتخلٌّف الأمة قد قاد إلى تمترس مذهبي يتصف بغياب المرونة وعدم التسامح، كما أن الأغراب لا يعدمون وسائل للاستفادة من مثل هذه الأوضاع لتفتيت الأمة ودينها، فهل نطلب الكثير حين نتطلًّع لسبر أغوار كل الإمكانيات التي قد تخرج الأمة من أخطار التشرذم المذهبي الطائفي الحالي؟
التفكير في التأسيس لمدرسة فقهية جديدة سيساهم في حلٍّ جانب من مشكلة العاصفة الطائفية الحالية وأيضاً في حلٍّ إشكالية الإجتهاد الذي ينتظر مأسسته ليعاود إبداعه.

لقد جنى المسلمون على دينهم، وعلى عقلائهم أن يعملوا على عودة صفائه وألق توحيد قلوب معتنقيه.


"أغنياء العرب... والكسر الاجتماعي" ((بقلم : د. على محمد فخرو))

.. في ملاحظة مركزة يصف المفكر البريطاني "جون جري" صورة كالحة لما وصلت إليه المجتمعات الغربية، يستطيع الأغنياء أن يمضوا طيلة حياتهم دون أي اتصال أو ملامسة بالآخرين في مجتمعاتهم، وطالما أن الفقراء لا يكونون أي تهديد للأغنياء فسيتركون لحالهم، وكثمن لهذا السلام بين الأغنياء والفقراء استعيض عن نظام الديمقراطية الاجتماعية بنظام حكم الأقلية الغنية.
هكذا انتهت جهود وتضحيات ونضالات أربعة قرون إلي هذا الكابوس في حضارة غربية تقفز قفزات مذهلة في عالم التكنولوجيا والاستهلاك المادي والترفيهي النهم بينما شيئا فشيئا تنطفيء أنوارها وتموت روحها وتخفت أصوات بشائر التقدم الإنساني في حنجرتها وترهن مستقبلها في يد حفنة من الأغنياء، نهاية مرعبة بائسة، فهل نستطيع أن نتعلم من عبرها؟ أخشي أن الجواب سيكون بالنفي، فأغنياء العرب أينما يكونون، وعلي الأخص في مجتمعات الخليج العربي، يسيرون بخطيء ثابتة نحو جعل مجتمعاتهم تعيش نفس الظاهرة.
أسفارهم في طائرات خاصة مملوكة أو مستأجرة أو فوق يخوت خاصة تعبر البحار والمحيطات من مرافيء خاصة إلي مرافيء خاصة أخري، مجمعاتهم السكنية داخل أسوار عالية محمية بعيون الكاميرات وأسلحة الحرس المرتزقة، أولادهم يدرسون في مدارس خاصة غالية الأقساط ومنقطعة الجذور الثقافية مع محيطها، مشترياتهم من عواصم العالم الكبري، رعايتهم الصحية في أجنحة فندقية داخل مستشفيات خاصة يستدعي للقيام بها أكابر وأغلي اختصاصي العالم، في أماكن عملهم لهم مواقف خاصة لسياراتهم وأبواب ومصاعد خاصة لدخول مكاتبهم وألف سكرتيرة وحارس يكشون عنهم ذباب المتطفلين، اتصالهم بالعالم من خلال شاشة الكمبيوتر أو خط التليفون أو الشركات الخدمية، وأوقات تسليتهم في نواد خاصة حيث يشربون ويأكلون ويمارسون الرياضية ويمرحون في أجواء خاصة بهم وبطبقتهم.
هؤلاء وأولادهم وأحفادهم لن يشاهدوا قط منظراً مؤذيا، ولن يسمعوا قط أنين فقير أو يتيم أو أرملة، ولن يمروا قط في شارع يموج بالمظاهرات والاحتجاجات والمطالب، ولن يشعروا بزيادة أسعار الغذاء والملبس والسكن والسفر، ولن يلامسوا جموع العاطلين والمهمشين والمتسكعين وضحايا السكر والادمان والبغاء والهجرة غير المشروعة، نعم سيرون وسيشعرون بكل ذلك من خلال شاشات التليفزيون ولكن ستضيع معاني كل ذلك في زحمة برامج التسلية والفكاهة والاثارة.
ليست تلك الصور روائية، بل هي تحفر بعمق في الواقع العربي، إنها نقيضة لما سارت عليه الحياة الاجتماعية العربية عبر القرون، في الماضي كان علية وأغنياء القوم يتعلمون في مدارس العامة ويتعالجون في مستشفياتهم ويسافرون معهم وينضمون إلي نواديهم ويزورون متاجرهم وبيوتهم، وهذا الانقلاب المفاجيء يشير إلي أننا مقبلون علي شرخ كبير في العظم الاجتماعي العربي، هذا الشرخ لن يؤدي فقط إلي استقطاب مجتمعي في الثروة، حيث ستتواجه قلة بالغة الثراء مع كثرة بالغة الفقر والعوز، وإنما إلي استقطاب ثقافي حاد، فالبعد الجغرافي في المدينة الواحدة، الذي تكرسه هندسة الخوف المعمارية في أشكال الأسوار العالية والقضبان الحديدية المحيطة بالشبابيك والنوافذ وكاميرات الانذار والتجسس، وغياب التواصل البشري الاجتماعي اليومي، وهيمنة ثقافة العولمة وولاءاتها علي عقول وقلوب أصحاب الثروة.. كل ذلك سيؤدي إلي تكون نوعين من المواطنين، سيكون هناك مواطنو المال ومواطنو الوطن.
أمام الشرخ الاقتصادي في حياة المجتمعات العربية، والذي يتسع ويكبر، والشرخ الثقافي، والذي هو في سيرورة الترسخ، سيكون الحديث عن السلام الاجتماعي، في ظل ديمقراطية اجتماعية عادلة، نوع من الهذر والأحلام المستحيلة، في مثل هكذا مجتمع لن توجد لغة مشتركة وستكون للقيم معان مختلفة ونسبية عند مختلف مكونات المجتمع، وستنحر العدالة علي مذبح هذا الشرخ الاقتصادي/ الثقافي.

من أجل تجنب الانزلاق في جحيم ما يعرف بالكسر الاجتماعي علي أغنياء العرب أن يصبحوا مواطني الوطن لا مواطني المال الذي تنادي به بقوة ثقافة رأسمالية العولمة المتوحشة.

دلة الرسلان
11-01-2008, 10:11 AM
تحية تقدير واعجاب لأخينا الكبير المتأمل خيرا ونرجوا استمرارك معنا فأنت يأخي مكسب

لمنتدانا الجميل وخير مثال هذا المقال الرائع للدكتور على فخرو ولي عودة ان شاء الله .

Breakaway
11-01-2008, 10:30 AM
دعاة يجهلون حقائق تاريخية وأصول عقائدية وأخونا الدكتور علي فخرو واحد منهم فيما يخص بموضوعه "خطوة لتجاوز جنون الطائفية"

وخلك معنا يالمتأمل خيرا ولا تطول الغيبات :)

hich
11-01-2008, 10:40 AM
أخي المتأمل خيرا

اتمنى ان تكون بأتم الصحة , اما في ما يخص السيد على فخرو فابالرغم من ان أبناء عمومته لدينا في قطر من أشد منتقدين لفكره (الجامع لكل الطوائف و المذاهب والاديان ) لما في ذالك من خطاء في أساس الفكره

ولكننا معا الفكر المتسامح وذالك الى حد معين بما لا يميع او يلغي أصول الدين الاسلامي الحنيف ........

انا سعيد بالتواصل معك
وجمعة مباركة

samara
11-01-2008, 03:37 PM
العزيز المأمل خيرا شكرا لاختيارك لهذين الموضوعين الاول هو الاهم ويخصنا جميعا وعلينا العمل به لاننا في العراق نعاني منه الكثير وصل الىالا قتتال فياليت المسلمين يحافظ على دينهم ويعرفوا ان الاسلام واحد اما الموضوع الثاني يخص الاغنياء وهم من سيعانوا اذا استمروا بهذا النهج اهلا بهم في عالمنا شكرا لك وابقى متأمل خيرا عسى ان ياتي الخير

بدور
11-01-2008, 03:47 PM
علي فخروالمفكر السياسي الاول في الخليج نقف له تحية احترام وتقديرلقلمه الرائع

ولكن لايخلوا من بعض الاخطاء الصغيره جداً في بعض كتاباته لمواضيع معينه فقط

تحياتي لك ويا مرحبا بعودتك

عبدالله العذبة
11-01-2008, 03:58 PM
المتأمل خيرا ً أتمنى لك عوداً حميدا ً

و أتمنى أن تعلق على موضوع التطاول على الصحابة و الخلفاء من قبل كويتبة أستكثر عليها أن اذكر أسمها و الذي تدعمه جريد الراية بنشر مثل هذه المواضيع و لا أرى جريدة الراية إلا مذكية للخلافات الطائفية و تتخذ الأختلاف المذهبي وسيلة لذلك ...

http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?t=152619

المتأمل خيرا
11-01-2008, 07:17 PM
تحية تقدير واعجاب لأخينا الكبير المتأمل خيرا ونرجوا استمرارك معنا فأنت يأخي مكسب

لمنتدانا الجميل وخير مثال هذا المقال الرائع للدكتور على فخرو ولي عودة ان شاء الله .

تحياتي وتقديري لما تفضلت به بشأن مشاركتي في المنتدى.. والحقيقة أن سعادتي كبيرة عندما أرى الصفاء بين الأعضاء في الحوار.. وتبادل المعلومة.. ومساعدة بعضنا بعضاً..

وعند اختلاف الآراء أحياناً.. كم يسعدني ايضاً عندما أرى حواراً أخوياً مسؤولاً.. يقرّب ولا يبعد.. وحيث أن المولى قد خلقنا بقدرات مختلفة.. ومنابع معرفة هي أيضاً غير متشابهة فكم حريّ بنا أن نستفيد من بعضنا.. ونعطي العذر لبعضنا البعض أيضاً عند الخطأ الذي لا تجاوز فيه على الغير..

وبالنسبة للدكتور علي فخرو.. أود ان أضيف ان الإستفادة من رأيه ليس فقط بحكم اطلاعه وتجربته "وإن كان هذا لا يعني عدم الإختلاف في حدود ضوابط الخلاف المسؤول".. ولكن الإستفادة مما يطرحه من رأي بحكم علاقاته التي ربما تمكنه من معرفة تفاصيل أمور لا تتيسـّر لقليل أو كثير منـّا.. وفي جميع الأحوال إن دافعي لتقدير هذا الرجل - إضافة لما سبق قوله - هو ما ألاحظه من اخلاص واستقلال رأي..

تقديري وتحيتي لك مرة اخرى..

الخيميائي
12-01-2008, 02:04 PM
الموضوع كبير جدا اخوي المتأمل خيرا

واعتقد ماطرحه الكاتب ضرب من المستحيلات :)

واذا كان الخلاف قد بدأ سياسيا في يومها فقد تحول مع الايام الى خلاف عقائدي كبير ودخل فيه مادخل من البدع لذلك فالعودة الى مذهب وسطي يجمع الطرفين اسميه (المستحيل الرابع) :)

وفي الاخير شكرا على المقال

وعودة موفقة

المتأمل خيرا
13-01-2008, 04:45 PM
أولاً بودي ان اشكر من اعماق الضمير كل من تفضل - من الإخوة والأخوات - بالتعقيب أو قراءة ما ورد في هذا الموضوع "مقالة تعيدني.. وبسرعة للأسهم القطرية".. ولي عودة لما تفضلوا بذكره.. والذي لم يغب عن بالي منذ طالعت تلك الملاحظات.

والذي أود ذكره الآن أنه قبل ما يقارب الساعة أو نحوها قلت لنفسي سأنقل أحد مقالات الدكتور علي فخرو من موقع "التجديد العربي" الذي يضم مجموعة مقالاته.. وهي مقالة عنوانها "من أجل كشف الأوهام" مؤرخة في 4 يناير 2008م .. أي هي سابقة مباشرة لمقالته الأخيرة - حتى هذه اللحظة - "أغنياء العرب... والكسر الاجتماعي" حيث هذه الأخيرة مؤرخة في 10 يناير 2008م..

والحقيقة أنه بعد قراءتي للمقالة هذه.. والتي تدعو لإدخال مادة "الفلسفة" ضمن المواد الإجبارية في المرحلتين الثانوية والجامعية ذاكراً اسباب ذلك، رأيت أن أزور موقع "ويكيبيديا" لأرى ما هو التعريف الوارد هناك لـكلمة الـ "فلسفة".. وبعد قراءتي لذلك التعريف رأيت أن أترجمه "حسب قدرتي المتواضعة".. مبتدأ بالنص الأجنبي.. ثم الترجمة كما استوعبتها:

.. Philosophy is the discipline concerned with questions of how one should liv (ethics); what sorts of things exist and what are their essential natures (metaphysics); what counts as genuine knowledge (epistemology); and what are the correct principles of reasoning (logic). The word is of Greek origin: φιλοσοφία (philosophía), meaning love of wisdom or knowledge.

((الفلسفة هي التخصص أو المجال المعني بأسئلة "كيف للمرء أن يعيش – علم الأخلاق -" ، "ماهي الأشياء الموجودة – في الكون - وما هي طبيعتها الأساسية" ، "ماهي أسس – إعتبارات - المعرفة الحقـّة" ، "وما هي أسس القدرة على التفكير السليم - الإستنتاج من الوقائع والمقدمات –" .
وهذه الكلمة "الفلسفة" مصدرها اللغة الاتينية وتعني حب الحكمة أو المعرفة.))

أي هي "بكلماتي المتواضعة - المتأمل خيراً - وكخلاصة كما أفهمها" أحد فروع المعرفة الإنسانية المتعلقة بأسئلة "كبرى" يحاول العقل البشري الإجابة عليها من حيث علاقة الإنسان بمحيطه، ومحاولة فهمه هذا الكون الذي يعيش فيه ، وما هي المعرفة الحقـّة "موزّعة/متنازع عليها - كما يرى البعض - بين الحقيقة والإعتقاد و التبرير" ، وطريقة تفكير المرء بحيث تكون هذه الطريقة مساعدة لوصوله "للحقيقة" باستقلالية بعيداً عن أي تأثير يسلب منه تلك الإستقلالية.. ((أو على الأقل – في حال وجود مؤثرات خارجية – أن يكون مدركاً لمثل هذه المؤثرات..)).

وفيما يلي المقالة المشار لها..



"من أجل كشف الأوهام".. ((بقلم : د. على محمد فخرو))
4 يناير 2008م


قصة الفلسفة في الثقافة العربية، وحكايات المبارزات بين بعض الفلاسفة وبعض الفقهاء المسلمين عبر القرون الإسلامية معروفة. ومنذ القديم لخص فيلسوف وفقيه قرطبة ابن رشد عبثية تلك المماحكات عندما ذكر الجميع بأن من يريد إيقاف تدريس الفلسفة بحيث تقتصر على من يصلحون لها، فقط لأن بعض المعتوهين ارتكبوا أخطاء أثناء تدريسها، هو كمن يوقف شخصاً عن شرب الماء العذب ويدعه يموت من العطش بسبب سماعه أن أحدهم وقع في الماء وغرق.

اليوم، والمحاولات تجري على قدم وساق لتجديد الثقافة العربية الإسلامية من داخلها ومحاولة جعلها- كما نادى "هيجل"- ابنة زمانها الذي تعيشه اليوم، ألا يجدر شحذ سلاح الفلسفة كما يتمٌ شحذ بقية الأسلحة الثقافية الأخرى؟ ونحن نقصد بالشُحذ هنا ليرمز إلى إنتاج سلاح الفلسفة واستعماله في ساحات معارك الثقافة النهضوية. أما موضوع الإنتاج، فإنه يخص المفكرين العرب المهتمين بعلوم الفلسفة والمؤسسات الراعية لهذه النشاطات، وسنتركه لسجالاتهم. وأما استعمال هذا السلاح لشق الطريق لثقافتنا العربية الإسلامية المتجددة المتقدمة، فإن ساحته الكبرى هي ساحة التربية والتعليم في مستواها الثانوي والجامعي، وهو ما سنركز عليه.

ومنذ البداية، وحتى لا ندخل في مماحكات سوء الفهم، فإننا سنذكر أنفسنا بما قاله بطل شكسبير "هاملت" لصديقه: من أن هناك أموراً في السماء والأرض أكثر بكثير مما حلمت به في فلسفتك يا هورا شيو". ذلك أننا أيضاً نعرف حدود قدرات الفلسفة والفيلسوف، ولكننا أيضاً نعرف إمكانياتهما الهائلة الكثيرة. ولسنا هنا معنيين بالدرجة الأولى بالادعاء التاريخي للفلسفة من أنها الطريق لمعرفة الحقيقة، أو أنها أحد أهم الطرق للوصول إلى حالة السلام الذهني والصفاء العقلي. ولكننا معنيون كأولوية قصوى بمساعدة الشباب العربي على كشف الغطاء عن الكثير من الأوهام والخدع الفكرية والثقافية، التي تسيطر على الحياة والعلاقات في مجتمعاتهم العربية، والتي ترسخ ظواهر التخلف التاريخية في السياسة والاجتماع والاقتصاد والتكنولوجيا وغيرها.

هناك أوهام وأكاذيب تجعل الإنسان العربي متأرجحاً بين هوياته الوطنية والقومية، بين دينه ومذهبه، بين انتمائه الكلي والفرعي، بين ما هو عادل وما هو ظالم، بين الترف المفجع والفقر المذل، بين الاستهلاك العبثي والانتماء للعصرنة والحداثة، بين ما تطرحه أفكار الحداثة وأفكار ما بعد الحداثة، بين حدود العنف وحدود الاستسلام، بين الالتزام والفردية، بين اقتصاد السوق وتدخل الدولة، بين واجباته ومسؤولياته كمواطن وواجباته ومسؤولياته كفرد. والقائمة تطول إلى ما لا نهاية. ويمكن إضافة عشرات الأسئلة التي يطرحها الإنسان بصورة عامة على نفسه حيثما يكون وبالتالي تمُس العربي كانسان. وهي أسئلة وجودية كبرى طرحها الإنسان عبر التاريخ وتستلزم طرحها بصورة أقوى وأكثر إلحاحاً تعقيدات الحياة المعاصرة التي اختلط فيها الحابل بالنابل.

عبر أكثر من ألفين وخمسمائة عام تعامل الفلاسفة، مع غيرهم من المفكرين، مع الكثير من هذه الأسئلة وكونوا كنوزاً من المعارف من جهة وأسلحة منهجية لفك طلاسمها من جهة أخرى. من هنا تبرز الأهمية القصوى لجعل دراسة الفلسفة كمادة وكمنهج في صلب التكوين الثقافي والذهني والعاطفي لتلامذة المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية.

وإذا كان التعليم الكيفي، وعلى الأخص الإبداعي منه، مطروحاً بقوة في الساحة التربوية العربية، فإن أحد مداخله الرئيسية هو إرجاع وهج الفلسفة وتدريسه لتخريج تلامذة علم قادرين على التفكير والتحليل والتجميع والتجاوز باستقلالية وبشجاعة وبمثابرة. في اعتقادي أن مقررات الفلسفة يجب أن تكون من المواد غير الاختيارية في حياة هؤلاء الشباب الدراسية. ذلك أن أهميتها توازي مثلاً اللغات والدين والرياضيات والعلوم الأساسية، التي يعتقد الجميع بأهمية دراستها من قبل جميع الطلبة. مرة أخرى يجب التأكيد على أن أهمية هذا الموضوع ليست في استنتاجات أصحابه الفكرية، التي قد يختلف حولها، وإنما في إعطاء الإنسان العربي المتعلم منهجاً وسلاحاً للتعامل مع الأهوال التي يعيشها أو تنتظره في المستقبل القريب.

الخيميائي
13-01-2008, 04:52 PM
يالمتأمل خيرا

لازم تجبرنا نقرأ :p

لي عودة بعد ان اقرأ :p

المتأمل خيرا
13-01-2008, 04:58 PM
يالمتأمل خيرا

لازم تجبرنا نقرأ :p

لي عودة بعد ان اقرأ :p

أهلاً بك أخي "الخيميائي"..

"وقد ابتسمت لابتسامتك :p"

ناصر العمادي
13-01-2008, 08:31 PM
الحمدلله على السلامه اخي الفاضل ....

لقد افتقدنا قلمك المميز الفتره الماضيه ونتأمل ان لا نفتقده مرة اخرى بأذن الله

لقد ارتبط اسمك بالتميز والمواضيع القيمه التي تستحق القراءه ... وهانحن نقرأ أختيار مميز يدل على تميزك ....
فكل الشكر والتقدير لك اخي العزيز ...

مقالات رائعه للأستاذ علي فخرو ... سعدت بقرائتها وبالأفاده منها ...

كل الأمنيات لك بالنجاح والتوفيق فيما تسعى له ونتأمل منك اخبار مفرحه بأذن الله ...

ربي يوفقك وييسر دربك ويسهل أمرك ان شاء الله

تقبل تقديري وأحترامي ...

الزاجل
13-01-2008, 09:44 PM
اهلا وسهلا بك يالمتأمل خيرا

دخلت ارحب بك بعيدا عن قراءة المقالة

سعدت بعودتك ..

المتأمل خيرا
14-01-2008, 12:28 AM
الحمدلله على السلامه اخي الفاضل ....

لقد افتقدنا قلمك المميز الفتره الماضيه ونتأمل ان لا نفتقده مرة اخرى بأذن الله

لقد ارتبط اسمك بالتميز والمواضيع القيمه التي تستحق القراءه ... وهانحن نقرأ أختيار مميز يدل على تميزك ....
فكل الشكر والتقدير لك اخي العزيز ...

مقالات رائعه للأستاذ علي فخرو ... سعدت بقرائتها وبالأفاده منها ...

كل الأمنيات لك بالنجاح والتوفيق فيما تسعى له ونتأمل منك اخبار مفرحه بأذن الله ...

ربي يوفقك وييسر دربك ويسهل أمرك ان شاء الله

تقبل تقديري وأحترامي ...

شكراً لك أخي ناصر على ترحيبك الأخوي.. بعد بعض انقطاع.. ولكلماتك تلك المرحـّبة بمقالات الدكتور علي.. وكل التقدير لأمنياتك ودعواتك المميزة دائماً لإخوتك.. والتي لها قالب جميل.. يسهل معها معرفة قائلها.. حتى لو لم يكتب اسمه.. :) ..

فشكراً مرة اخرى.. ودعوات لك بالخير والسؤدد..

المتأمل خيرا
14-01-2008, 12:40 AM
اهلا وسهلا بك يالمتأمل خيرا

دخلت ارحب بك بعيدا عن قراءة المقالة

سعدت بعودتك ..

أشكرك أخي "الزاجل" لترحيبك.. ولاشك أن ذلك مدعاة إضافية للتواصل.. وأعترف أن ترحيب الإخوة والأخوات بتواجدي بينكم ينقلني إلى مستوى آخر من الإحساس تجاهكم يشعرني بقرب أكثر.. وبود انساني اعمق..

وحقاً سعدت بترحيبك..

بويوسف
14-01-2008, 12:43 AM
عودا حميدا اخوي المتأمل وانت من الاعضاء اللي افتقدهم فعلا عندما لا ارى كتاباتك فتميزك وسام لنا وللمنتدى..

المتأمل خيرا
14-01-2008, 12:58 AM
عودا حميدا اخوي المتأمل وانت من الاعضاء اللي افتقدهم فعلا عندما لا ارى كتاباتك فتميزك وسام لنا وللمنتدى..

سلمت أخي "بويوسف" على كلماتك الطيبة..

راجياً تقبـّل تحياتي وتقديري.. ودمت سالماً برعاية المولى،،،

المتأمل خيرا
15-01-2008, 01:10 AM
أولاً لزام علي – ومن الأعماق - شكر الإخوة والأخوات :

Breakaway ،
hich ،
samara ،
بدور ،
و Arabian .

على ما أبدوه من شعور طيّب تجاه صاحب الموضوع هذا.

وفي ذات الوقت اعترف بأن أمر التعقيب لم يكن صعباً بقدر ما كان أمر كيفية طرحه..

وبداية أرى – بالنسبة لي – أهمية الإشارة إلى أمر قد يكون ملاحظاً وبشكل ربما يدعو للقلق من قبل من اجتازوا العقد الرابع من العمر.. وهو أمر لم يألفوه إلا في السنوات القليلة الماضية.. وأقصد بذلك الطرح الطائفي..

ولاشك أن هذا أمر يدعو للتفكير.. وبعمق.. حيث هو أمر طاريء أن يأخذ هذه الأبعاد.. لكنها في ذات الوقت ابعاد تستوجب الوعي.. خاصة وأننا في زمن ليس من السهل فرز من يريد الخير أو غير ذلك بالوطن "أي وطن في عالمنا العربي".. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا.. وشواهدها لا تحتاج إلى إشارة بحكم وضوحها.

والحقيقة أنه كان بطريق المصادفة المحضة أن المقالة الأولى التي أوردتها.. والثالثة جاءتا وكأنهما تكملان بعضهما.. دون قصد مسبق من طرفي.. حيث لاحظت هذا الأمر في وقت لاحق.

وليـُسمح لي ان اشير إلى أهمية الإنتباه إلى ما نذكره من عبارات تجاه بعضنا البعض.. فلاشك أن التعبير عن وجهة النظر والإختلاف مع الآخر هو حق لكل فرد منا.. مع مراعاة عدم التجاوز، حيث أن ذلك لايضير الآخر بقدر ما يكوّن فكرة ليست هي الأمثل لدى من يقرأ.. وبالتالي كأننا نظلم انفسنا عندما يخوننا التعبير.. ولا ننسى أن ديننا الحنيف يدعونا – وباستمرار – إلى حسن التعامل فيما بيننا بالكلمة والفعل.. ولا شك أن إخوتي أعلم منـّي بشأن هذا الجانب.

أما ما يتعلّق بشأن الإختلاف بين المذاهب.. فقد وجدت – من خلال البحث – أن الشبكة مليئة بالمواضيع التي تتعلّق بهذا الأمر.. ويكفي أن نكتب كلمات مثل "التقريب بين المذاهب".. أو "التقريب.. و محمود شلتوت – في إشارة إلى المرحوم محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر – ".. كذلك " التقريب محمد حسين فضل الله" .. لنجد الأسس التي ينطلق منها هذان الرجلان.. في دعوتهما إلى وجوب انتباه الأمة إلى ما يجمعها.. ونبذ ما يفرقها.

مع عميق امتناني لكل الإخوة والأخوات سواء الذين تكرموا بالتعقيب.. أو اقتطعوا جزءً من وقتهم لقراءة ما بهذه الصفحات.

المتأمل خيرا
15-01-2008, 01:47 AM
يشهد المولى أن السؤال الذي يطرحه الدكتور علي في آخر مقالته تبادر للذهن وبقوة عند سماع ناقل هذه المقالة بالشروط التي وضعت مقابل تلك "المساعدة" للفلسطينين.. كما تبادر للذهن أيضاً غيره من اسئلة - كمقارنة بين حالتين - ، لكن من العدل أيضاً ذكر أن مثل هذا الأمر تلام عليه الحكومات الخليجية.. في المقام الأول..


"ثروة وأمانة ثقيلة".. ((بقلم : د. على محمد فخرو))
27 ديسمبر 2007م

هناك قول شهير للشاعر الفارسي الصوفي المسلم جلال الدين الرومي من أن الإنسان يستطيع أن ينسى كل شيء في هذه الدنيا، فلا يخون نفسه، لكنه لا يستطيع نسيان شيء واحد يتلخُص في الآية الكريمة: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً". وبغضًّ النظر عما عنت الأمانة لتلك النفس الروحانية الشاعرية الرقيقة، فلنحاول أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: ما هي الأمانة التي يعرضها الباري الحق على أهل دول البترول الخليجية في مرحلتهم الحالية هذه، في يومهم هذا، والتي يجب ألا ينسوها؟

في اعتقادي أن تلك الأمانة الثقيلة تتمثل في مدى نجاحهم في إيجاد توازن معقول بين رغبة المجتمعات الطبيعية في الاستئثار والتمتع بخيراتها وبين مسؤوليتها الأخلاقية في إشراك الآخرين للاستمتاع ببعض تلك الخيرات معها. وخيرات مجتمعات الخليج العربية في الوقت الحاضر هي ثروات البترول الهائلة. وبالطبع فإن حق هذه المجتمعات في التمتع بهذه الثروات ليس مكان اعتراض على الإطلاق، لكن الاعتراض هو على نوع الاستمتاع بالثروة ومقداره، حتى لا يصل إلى مرحلة الشطط والسفه. وبوادر قرب وصولنا إلى تلك المرحلة نراها أمامنا في كل يوم عبر المضاربات الجنونية في العقارات والأسهم، والمجمعات التجارية الاستهلاكية التي تعج بالحركة والإزدحام ليل نهار، والبذخ في الملبس والغذاء والامتلاك لكل جديد بنهم، ناهيك عن ارتفاع هائل في المديونيات الاستهلاكية البنكية لدى غالبية ضخمة من المواطنين، والحركة السياحية الهائلة في الداخل والخارج طيلة العام والتوسٌع في كل الخدمات الترفيهية التي تباهي بها مجتمعات الخليج كل عواصم العالم الكبرى.

إذن فالتوازن مفقود، إذ أن الاستئثار برحيق الخيرات حتى آخر قطرة منه هو المهيمن . أما مشاركة الآخرين بهذه الخيرات فإنها تنزوي على الهوامش لتظهر بين الحين والآخر كمبادرات متفرقة لا تناسق بينها. دعنا نأخذ مثالاً لتبيان مأساة ما نتحدث عنه:

لقد قبل بعض من الفلسطينيين حضور مؤتمر العبث السياسي في أنابوليس، ثم مؤتمر البيع والشًراء في باريس. في أنابوليس أرغموا على قبول صفقة سياسية تتجاهل قرارات الأمم المتحدة عبر ستين سنة وتلتزم بإسقاط حق المقاومة الشرعية للاحتلال الصهيوني لفلسطين وتغمغم بشكل فكاهي يثير الشفقة عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لكامل أرضهم. وفي باريس تم الالتزام بدفع ثمن لتلك الصفقة السياسية من جهة ولقيام دولة فلسطينية كسيحة فوق عشرة في المائة من الوطن المستلب. ولقد ذهب الوفد الفلسطيني ليفعل كل ذلك من أجل خمسة بلايين دولار تقدم لسلطته المشلولة، عبر ثلاث سنوات وتحت حصار ومراقبة ومساءلة القوى الصهيونية في فلسطين والدول والمؤسسات الخاضعة لها أو المتعاونة معها. وسواء أكان المطلوب خمسة أم سبعة مليارات، فإن السؤال الآتي يجب أن يُطرح أما كان بمقدور دول الخليج العربية البترولية، والتي سيبلغ دخلها البترولي في السنوات الثلاث القادمة أكثر من ألف وخمسمائة مليار دولار بكثير جداً، أن تجنب إخواناً لها في الدين والعروبة كل تلك التنازلات؟

بغض النظر عن تعقيدات الموضوع الفلسطيني، فقد كان هذا السؤال مثلاً واحداً من بين مئات الأسئلة التي يمكن طرحها بشأن مئات المواقف في الداخل والخارج التي تشير كلها إلى ضعف القدرة على حمل الأمانة.

ثقل الأمانة التي يحملها أهل الخليج العربي يجب أن يتناسب مع حجم الخير الذي في ظله ينعمون.

المتأمل خيرا
15-01-2008, 02:23 AM
قضية أظن أن البعض في شبكة الأسهم القطرية أشار لها.. كما أن الخبر الوارد يوم أمس هنا في الشبكة عن وفاة الفتاة السعودية التي تسكن في بيت من الصفيح بسبب البرد يدعو للتأمـّل جيداً في هذه المقالة.. ليس فقط من المواطن العادي.. بل من قبل قادة دول مجلس التعاون من منطلق أنها لا تنبع من فراغ.. ولاشك أن قيادتنا السياسية في قطر مدعوة على وجه الخصوص لمثل هذا الأمر خاصة وأن الدكتور علي فخرو - في ظنـّي - محل تقدير من جميع قادة هذه الدول.. ويعلمون جيداً حرصه على أمن الوطن والمواطن في الخليج خاصة.. والعالم العربي عامة..

وأترككم مع قراءة المقالة:


"ماذا عن حب الوطن للمواطن ؟".. ((بقلم : د. على محمد فخرو))
20 ديسمبر 2007م

الحديث المادح للوطن والمشيد به والمطالب بحبه والولاء له، كل ذلك في صورة مجردة من شروط وتبعات ومسؤوليات هو خطاب مدرسي. فالوطن ليس مكاناً جغرافياً فقط وإنما هو أيضاً بيئة اجتماعية وعلاقات إنسانية ونظام قانوني يحكم تلك البيئة والعلاقات وامتداد ذهني في المستقبل يرسخ التفاؤل والأمل أو التشاؤم واليأس. ومن هنا تصبح الاحتفالات بالأعياد الوطنية والقومية أنشطة مظهرية ومناسبات إذا لم يصاحبها إثبات ويقين بأن الوطن يسير في الاتجاه الصحيح الذي سيجعل منه بيئة وعلاقات وأنظمة قائمة على موازين العدالة وحقوق الإنسان الكبرى. إنها علاقات لا تبقي الوطن متأرجحاً بين قليل من العدالة وكثير من الظلم، بين تحسن محدود في المعاش وازدياد متنامٍ للفروق بين الفقراء والأغنياء، بين توسع في الحريات الشخصية الاجتماعية وتراجع في الحريات المجتمعية السياسية، بين سوق يضجّ فرحاً بالمضاربات الجنونية في العقارات والأسهم والخدمات الهامشية العبثية وبين سكون العجز عند المزيد من المواطنين للحصول على مجرد سكن متواضع أو عمل شريف يبعد الفاقة والتذلل والاستزلام لهذا أو ذاك، بين طفل يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وتحت مظلة ضمان مستقبلي مؤكد وبين طفل ينتظره الشقاء في كل خطوة يخطوها.

يستطيع القادة السياسيون أن يؤكدوا نواياهم الحسنة ويتحدثوا عن أحلامهم المستقبلية الوردية، ويستطيع قادة الاقتصاد المباهاة بحجم الاستثمارات الخارجية والداخلية وارتفاع نسب أرباح الشركات والبنوك وغيرها، ويستطيع المتربعون على عرش الإعلام، من متعبين متساقطين في أنصاف الدروب الوعرة ومبهورين بجمال المكياجات والعطور المسكوبة على الأجساد، أن يكذبوا ويتلاعبوا بعواطف البشر ويتوجهوا إلى بناء قلاع فوق الرمال... يستطيع كل هؤلاء وغيرهم أن يرقصوا ويغنوا لوطن مجرّد وفي صورة خيال، لكن الحقيقة ستبقى: لا وطن بدون شروط وتبعات ومسؤوليات تجعله وطناً للجميع وسكناً للجميع ومشروعاً للجميع، ودون أي تفريق بسبب الدين أو المذهب أو الجنس أو القبيلة أو العائلة.

الشاعر ملتون كان محقاً عندما كتب أن "بلاد الإنسان هي حيث يعيش في خير". وفي عصرنا هناك إعلانات دولية ومواثيق موقّعة ودساتير مكتوبة تشرح معنى ذاك الخير. إنها حقوق للمواطن لا تقبل المساومة في التعليم والصحة والغذاء والمسكن والأمن والعمل وحقّ ممارسة النشاطات الديمقراطية السياسية السلمية. إنها في روحها حق في تساوي الفرص لاقتسام خيرات الوطن بعدالة وتراحم وتعاضد.

ولذلك فمن حق الجيل الشاب ألا نختصر له الوطن فقط فيما كان عليه الوطن في الماضي وإنما أيضاً، وبقوة ووضوح وبدون أي غمغمة وغموض، فيما سيكون عليه في المستقبل المنظور. إن الطلب من أجيال المستقبل أن تحتفل بأوطانها وهي معصوبة الأعين هو طلب غير موضوعي. فالوطن الذي لا تكشف كل زواياه الأنوار الساطعة ولا تراه العين الفاحصة ولا يخضع للمساءلة، والذي يطلب من الناس حباً عذرياً مجرداً، ينقلب وينحدر حب المواطنين له إلى مشاعر بدائية.

هل ندعو إلى علاقة نفعية مع الوطن؟ حتماً كلا. لكننا ندعو إلى حب متبادل. ولما كان الوطن في نهاية المطاف هو المجتمع فإننا نتكلم عن ود متبادل وتضحيات متكافئة بين الفرد ومجتمعه. التضحية بأحدهما هي نحر لفكرة الأعياد الوطنية، تحت أي مسمى أقيمت: باسم الثورة أو الجيش أو الجمهورية أو الدين أو حكم هذه الأقلية أو تلك. إنها أعياد المنعّمين في طول وعرض بلاد العرب وهم يستعرضون طوابير الفقراء والعاطلين والمهمشين.

يستطيع قيس أن يحب ليلى بلا أمل في زواج وإنجاب وسكن العيش المشترك. لكن ليس من حقنا أن نطلب مثل تلك العلاقة بين المواطن العربي ووطنه. إن النتيجة لن تكون إلا لوعة وحزناً وضياع فرص.

المتأمل خيرا
20-01-2008, 04:43 PM
في هذه المقالة يحدد الكاتب الدكتور علي فخرو سبع قضايا يرى أنه يجب أن تكون لها الأولوية في اللحظة التاريخية الراهنة في اهتمامات الأمة العربية على كل ما عداها.. ويحددها بــ :

1- مناهضة الإستعمار الأمريكي
2- إفشال المشروع الصهيوني
3- التنمية
4- الديمقراطية
5- التوزيع العادل للثروة
6- التجديد الثقافي
7- معالجة التجزئة العربية المتفاقمة

.. وإلى مقالته هذه..

" حان الوقت لإيقاف التلاسن".. ((بقلم : د. على محمد فخرو))
13 ديسمبر 2007م

لا توجد في المرحلة التاريخية الحالية من حياة الأمة العربية، عبر طول بلادها وعرضها، قضايا أكثر أهمية من قضيتي مناهضة "الاستعمار الأميركي" الذي أعاد العرب أكثر من نصف قرن إلى الوراء، ومن إفشال المشروع الصهيوني الذي وصل إلى مستوى الانتشار السرطاني، ولا أكثر إلحاحاً من قضايا المجتمع المفصلية متمثلة في التنمية والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة والتجديد الثقافي ومعالجة التجزئة العربية المتفاقمة.

من هنا فإن كل قضية فكرية أو أيديولوجية سياسية أو دينية خارج تلك المجالات المفصلية الجوهرية، يمكن تأجيل حسمها أو تهميش الاختلافات حولها أو وضعها في أدنى سُلّم الأولويات وذلك من أجل تكثيف وتناغم الجهود المجتمعية للتعامل مع المجالات الملحُة أعلاه. ولا بد أن تقوم تلك الجهود المجتمعية في الأساس على القوى العاملة في السياسة بشتّى أطيافها؛ القومية والليبرالية والإسلامية واليسارية والمستقلة.

والواقع أن هناك ضرورة حياتية قصوى لا تقبل التأجيل والمماحكة، لاتفاق تلك القوى على منطلقات عملية براغماتية مرنة، قابلة للتعديل والتغيير عبر مسارها في الزمان والمكان، لتعبئة أعضائها وتعبئة الرأي العام العربي والقوى المدنية غير السياسية بكل أشكالها للبدء بتطبيق علاجات حقيقية نافعة لتلك المجالات السبعة، والتي طال تعثٌرها وتفشت الأمراض والانتكاسات في أبدانها إلى أبعد حد.

لكن ذلك التكاتف وذلك الانتقال إلى الفعل السياسي الواسع، سيحتاج إلى توفٌر شرط يهيئ الأجواء الملائمة لقيام ونجاح ذلك الجهد المشترك. هذا الشرط الضروري هو توقف جميع القوى عن الدخول في معارك جانبية ضد بعضها بعضا، خصوصاً إذا كانت معارك تتعلق باختيارات ثقافية أو دينية فردية، وليس باختيارات جمعية مجتمعية.

وكمثال فقط على ذلك معارك التًلاسن الجارحة والسجالات العبثية بين بعض الإسلاميين وبعض الليبراليين بشأن مواضيع مثل لباس أو عمل المرأة المسلمة، وبعض التعبيرات الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون والاختلاط في الجامعات ونظرية التطور الداروينية...

أليست هذه الأمور، وعشرات مثلها، هي في الأساس اختيارات فردية بين قراءات متباينة للنصوص المقدسة وللاجتهادات الفقهية أو بين عادات ثقافية عربية متناقضة؟ هل حقاً أن وضع الأمة المأساوي المهزوم يسمح بتلك الصراعات العنيفة التي كثيراً ما تنتهي بإطلاق نعوت رمزية جارحة؛ مثل الظلامية أو الفسق والفجور... والتي يطلقها البعض على البعض الآخر، والتي تسمم الحياة السياسية العربية وتجعل قيام العمل المشترك لمواجهة الإشكالات الكبرى المذكورة أعلاه، أمراً مستحيلاً؟

ليس الاعتراض بالطبع على وجود الحوارات الفكرية، وإنما الاعتراض على عدم التفريق بين ما هو فردي وما هو جمعي، بل ومساواتهما، وعلى أسلوب وحدة وشخصنة كل حوار، الأمر الذي يؤدُي في النهاية إلى قطيعة بين أطراف الحوار، وإلى عدم وضع أولويات تاريخية لمواضيع حواراتنا.

ولأن من ينصّبون أنفسهم للكلام باسم الدين ومن يعينون أنفسهم للاعتراض باسم الحداثة، هم أبطال تلك السجالات، فإنه لابُد من تذكير الجميع بأن مواقف مثل شطط "نيتشه" في وصف رجال الدين بأنهم من البشر المنحطين ومطالبة "إميل زولا" الغاضبة بتدمير الكنائس فوق رؤوس المتعبدين... لم تمنع من استعادة الكنيسة لسلطتها الدينية في مجتمعات الغرب، ولا من انتعاش الروحانيات بين شعوب الحضارة الغربية.

لقد أدرك الغرب أخيراً أن انتظام الدين ومؤسساته في نسق حداثته وأنواره أمر ضروري لمنع تلك الحداثة من الضياع والانحطاط. فلعلُنا نستوعب هذا الدرس جيداً ونحن نسعى لتجييش كل قوى الأمة من أجل التركيز على وضع برامج توافقية مشتركة وخوض نضالات واحدة في المجالات السبعة المهمة التي ذكرنا بدلاً من إضاعة الجهود والوقت في سجالات هامشية ليس أوانها اللحظة التاريخية التي نعيش.

بدور
20-01-2008, 05:09 PM
مقالات رائعه تحية لدكتور على فخرو

وتحيه لك اخوي على جهودك في نشر المقالات المهمه التي تمس مجتمعاتنا العربيه


وتقبل شكري

المتأمل خيرا
20-01-2008, 06:46 PM
مقالات رائعه تحية لدكتور على فخرو

وتحيه لك اخوي على جهودك في نشر المقالات المهمه التي تمس مجتمعاتنا العربيه


وتقبل شكري

شكراً لك اختي الكريمة على مطالعتك لمقالات الدكتور علي فخرو.. وثناؤك عليها.. على جهد هذا الإنسان المثقـّف العاشق لوطنه كبيره وصغيره.. عاشق الإنسانية.. الذي اذكر أنني حضرت له بعضاً من المحاضرات التي القاها في جامعة قطر منذ سنين عديدة عندما كان هناك مركز "أظن اسمه مركز دراسات الخليج.. أو شيئاً من هذا القبيل".. وكان نشاطه يستقطب كثيراً من الشباب الجامعي.. وأيضاً بعض المسؤولين.. ويحاضر فيه - بين الفينة والأخرى - مثقفون من كافة الدول العربية.. إلا أن ذلك المركز عطـّـل عملياً عندما تم تغيير المشرفين على أنشطته.

شكراً لك مرة أخرى.. آملاً ان يستفيد من يطالع هذه المقالات.. وأن تتم القراءة بتمعـّن وبعيداً عن التسرع في الحكم لقناعات مسبقة..