المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواطنون يبيعون كل ممتلكاتهم للإكتتاب في ( ناقلات )



إنتعاش
31-01-2005, 05:00 AM
لم يعد لدى غالبية الناس في هذه الايام من موضوعات يتم التطرق لها ومناقشتها الا الحديث عن الاسهم وهو ما يؤكد ان نجم سوق الاسهم قد خطف انظار الجميع على حد سواء وقد شهدت الآونة الاخيرة اقبالا كبيرا لدى المواطنين واهتماما غير مسبوق للاشتراك في اسهم الشركات الكبرى التي تطرحها الدولة للاكتتاب العام امام المواطنين ولأن البعض استفاق متأخرا على عالم البورصة والمضاربات المالية التي كانت سببا في ثراء البعض وكذلك افلاس البعض الآخر ورغم هذا الاهتمام الا ان غالبية المهتمين لا يزالون غير مدركين لما تعنيه البورصة انما يحاولون التسابق للحصول على المكاسب التي يسمعون عنها خاصة تلك الشركات التي يتم الاهتمام من خلال تخصيص اسهمها بصغار المستثمرين ولهذا فليس ادل على ان البعض ما يزالون مغامرين اكثر منهم مستثمرين من تلك القصص التي يتناقلها البعض ووقعت ايدينا على بعض منها والتي تؤكد ان كثيرين قد اضاعوا ما بأيديهم من عقارات ومشاريع وغيرها من صنوف التجارة ليلحقوا بسوق الاسهم خاصة الاكتتاب في اسهم «ناقلات» التي يعولون عليها كثيرا

من غرائب القصص نسرد ما ذكره بعض المواطنين خلال اللقاءات التالية فقد قال عبدالله علي انه سيدخل في الاكتتاب للمرة الاولى في شركة «ناقلات» واكد انه ليس لديه خبرة كافية في كيفية عمل سوق الاسهم ولكنه حسبما يسمع فان العائد سيكون مجزيا بعد الاكتتاب وهذا ما حصل بالفعل في اسهم «صناعات» حيث استفاد الذين اكتتبوا مبالغ كبيرة ولهذا فأنا ارى ان الفرصة مواتية في هذه المرة كذلك

واضاف عبدالله علي انه قد استعد بفترة كافية قبل الاكتتاب وامتدت تلك الفترة لأكثر من ستة أشهر بحث خلالها عن السبل الكفيلة بتوفير المبالغ الكافية لذلك ومنها فقد قام بالاستدانة من الاقارب والاصدقاء وقام ببيع سياراته الخاصة وابقى معه فقط اقدم سيارة وهي بالكاد تكفيه عناء التنقل سيرا على الاقدام وهو يأمل بعد ان أصبح مثقلا من كثرة الديون التي عليه وبيعه كل ما يمكن بيعه ان يحصل على عائد يمكنه من بناء نفسه مجددا وهو مطمئن ذلك لأن هذه الشركات ترعاها الدولة ولذلك فان المواطن يجد ان هناك ضمانة كافية لدعم هذه الشركات وبالتالي فان الخسارة تكاد تكون معدومة ‚ واشار الى ان هناك العديد من المواطنين الذين يشبهون حالته وكلهم امل بأن تكون نتائج الاكتتاب في صالحهم خاصة وانهم من صغار المكتتبين وذلك حتى يتخلصوا من الارهاق الذي لازمهم لفترة طويلة نتيجة الديون المستحقة عليهم

مغامرة لا بد منها

من جانبه قال عبدالرحمن السيد انه عمد الى بيع ثلاث شاحنات نقل كانت تعمل بصورة جيدة ولكنه لم يجد طريقة اخرى لتمويل الاكتتاب في اسهم ناقلات الا ببيع الشاحنات التي كانت تدر عليه دخلا جيدا ورغم ان المكاسب المالية التي يتوقعها عبدالرحمن قد لا تأتي ويكون قد خسر ما كان واقعا مقابل شيء لا يزال في علم الغيب ولكنه اضاف ان هذه مغامرة لا بد من الدخول فيها ويساوره الامل ويحلم بأن يحقق ما خطط له منذ فترة واشار الى انه منذ ما يزيد على خمسة اشهر وهو يستعد للاكتتاب وما شجعه هو النتائج الجيدة التي حققها العديد من المستثمرين خلال فترة قصيرة من دخولهم سوق الاسهم ولهذا فقد استشار العديد من الاصدقاء الذين لهم خبرة في هذا المجال ليتزود بالمعلومات الكاملة حول الطريقة المثلى للاستفادة والمبالغ المفترض الاكتتاب فيها لكنه اشار الى انه منذ اللحظة الاولى للاستعداد فانه قد اصبح متابعا يوميا لحركة سوق الاسهم وتغيرت فكرته حول السوق بل ان حديثه مع الاصدقاء تطغى عليه المناقشات حول قضية الاسهم


حسابات خاطئة

واضاف ان اتجاهات الناس اصبحت الى الاسهم فالجميع اصبح مهتما بهذا الموضوع وهذا كما يراه شغل الناس عن الكثير من القضايا الاخرى الهامة ولم يعد لدى البعض الا الحديث عن الاسهم وكيفية تمويل الاكتتاب وبأكبر مبلغ ممكن من المال وكل ذلك حتى يحصلوا على المبالغ التي تمكنهم من تسديد ما عليهم من مستحقات

من جانبه قال محمد سالم انه قام ببيع ارض ومن ثمنها تمكن من الاكتتاب في اسهم ناقلات ولكنه اكد انه نادم اشد الندم لأن المبلغ الذي باع به البيت لم يكتتب به كاملا لأن نسبة التخصيص كما اخبره بعض المتخصصين لن يكون بكل ما اكتتب به ولن يكون للفرد اكثر من ثلاثة آلاف سهم في اقصى تقدير وبالتالي فان سعر البيت الذي باعه قد ارتفع سعره بشكل كبير ولو ابقى عليه لكان الاستثمار فيه افضل واضاف ان هناك الكثير من الناس وهو منهم كانت حساباتهم غير دقيقة وفيها الكثير من التسرع وعدم التقدير الصحيح واضاف محمد ان هناك الكثير من القصص التي ظهرت مؤخرا بعد كثرة الاقبال على سوق الاسهم ومنها ما حدث مؤخرا مع عائلة يعرفها حيث كان افرادها يعيشون مترابطين بصورة نموذجية

قصة وعبرة

واضاف انه منذ دخولهم عالم الاسهم تغيرت الامور فقد زادت الاموال لديهم واصبحت هي محور الاهتمام لديهم وكان الاخ الاكبر فيهم قد حصل على مبالغ طائلة والاصغر فيهم الذي لم يكمل دراسته الجامعية وقع معه حادث سير وكانت نتيجة ذلك ان ترتب عليه ديون كثيرة وكانت فرصة الاسهم مواتية حتى يتخلص من الديون التي عليه فلجأ الى اخيه حتى يعطيه مالا ليكتتب في اسهم ناقلات حتى يتمكن من الخروج من دائرة الديون التي حاصرته رغما عنه الا ان اخاه الاكبر اعتذر عن ذلك متعللا بأنه قد اكتتب بأمواله له ولابنائه وأدى ذلك الى خلاف كبير بين الطرفين ترك الاخ الاصغر البيت على اثره بعد ان تخلى عنه اخوه واضاف محمد ان ذلك دفع الشاب لاعطاء بطاقته لاحد اصدقائه مقابل مبلغ من المال واصبح الاخوة من بعد تلك الحادثة كلا في جهة مختلفة وهذه القصص عينة فقط وفي ارض الواقع نسمع عن قصص لا يمكن ان يصدق المرء انها تحدث خاصة في مجتمعنا القطري

طرق مبتكرة

اما سعد سالم فقد قال انه لم يجد وسيلة ليحصل على المال الا من خلال البنك ولكن المشكلة ان البنك الذي يحول راتبه اليه لا يقرض المال مباشرة لأن ذلك يتنافى مع المبدأ الاسلامي الذي يسير عليه البنك لانه بنك اسلامي ولذلك فقد قام بشراء سيارة حيث قام بشرائها له البنك وبعد ان تملكها قام ببيعها وبثمنها اكتتب في اسهم ناقلات وهو يسدد من الآن اقساط السيارة التي تجاوز ثمنها المائة ألف ريال وتمنى الا تكون المرحلة للاكتتاب دون المستوى المتوقع لأن ذلك سوف تكون له عواقب وخيمة عليه لأنه يريد ان يسدد الاقساط المستحقة الى جانب تحقيق نسبة من الربح تمكنه من شراء بيت له ولاسرته‚ من جهة اخرى اكد محمد القحطاني ان هناك العديد من المواطنين لا يزال لديهم غموض وعدم فهم لسوق الاسهم ولذلك نجد ان البعض حتى يتمكن من الاكتتاب في الشركات التي تطرح لأول مرة فانه يلجأ الى بيع ما يملكه من عقارات او سيارات او غيرها من المدخرات وفي نهاية المطاف فان التخصيص لا يكون بما اكتتب به من اموال وحتى في حال اجراء النسبة والتناسب في الاموال المتبقية بعد التخصيص فان هناك اموالا كثيرة ترجع للمكتتب وبالتالي يكون قد اضاع عليه ما قام ببيعه ولا يخصص له الا عدد محدد من الاسهم ولذلك فلا بد من تكثيف التوعية بعدم اللجوء الى بيع الممتلكات المهمة لانها قد تكون ذات عائد اكبر في المستقبل خاصة اذا ما كانت هذه الممتلكات عبارة عن عقارات او انشطة تجارية قائمة واضاف بضرورة وضع حد اعلى للاكتتاب يكون مقاربا لما ستسفر عنه عملية الاكتتاب واشار الى ان الكثيرين ما يزالون يعتمدون على ان الحكومة تدعم هذه العملية ولكن بعد فترة لن تكون هناك تدخلات من قبل الحكومة ولن يجد المستثمرون اهتماما كما هو الآن وسيكون التعامل مباشرة مع السوق وكل مستثمر يقرر بنفسه ليتحمل بعد ذلك نتائج وعواقب خياراته وهو ما سيشهده السوق بعد فترة كما هو حال اسواق الاسهم في الدول المجاورة وغيرها من دول العالم ولهذا فلا بد من عمل ندوات توضح كيفية التعامل مع سوق الاسهم بالطرق السليمة والآمنة معا